هل عقيدة السلفيين هي نفس العقيدة التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم فإن كان الأمر كذلك فأتوا بنص من الصحابة يدل على أنهم تكلموا في صفات الله تعالى وقالوا نؤمن بمعانيها ونفوض العلم بكيفيتها .؟
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . نفتتح الليلة مباشرة بتلقي الأسئلة التي قد تكون متوفرة عند بعض إخواننا ونجيب عليها إن شاء الله بما يسر الله لنا ثم نختصر الجلسة بقدر الإمكان لظروف عارضة وهي وإن كانت عارضة فليس فيها شيء ما يزعج إنما نحن معكم إلى الساعة العاشرة و النصف وبالكثير إلى الحادي عشر فتوكلوا على الله وهاتوا ما عندكم تفضل .
السائل : شيخنا هل العقيدة التي يحملها السلفيون هي عقيدة الصحابة فإن هناك من الناس من يزعم أو يقول إن كانت هي عقيدة الصحابة فأتونا ولو بصحابي واحد يقول في الصفات نؤمن بالمعنى ونفوض الكيف فما هو قولكم ؟
الشيخ : نحن نعكس السؤال ثم نجيب عن هذا الجواب هل هناك صحابي تأول تآويل الخلف نريد مثالا أو مثالين ؟
السائل : يذكرون أحيانا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه تأول آية من كتاب الله تبارك وتعالى ؟
الشيخ : طيب إذا تأوّل ما هو الذي حمله على التأويل ؟ وهل كان ذلك هو منهج الصحابة الأولين ؟ نحن جوابا عن السؤال الأول نقول إن السلف الصالح لم يكونوا بحاجة إلى أن يشرحوا ما هو واضح لديهم وضوح الشمس في رابعة النهار المثال السابق يشبه تماما ما لو قال قائل أعطونا مثالا واحدا أن أحد الصحابة قال هذا فاعل وهذا مفعول به وهذا مفعول للتمييز وهذا للحال إلى آخر ما هنالك من مصطلحات وضعت بعد الصحابة وبعد السلف لضبط فهم النصوص على الأسلوب القرآني والعربي الأصيل لا نستطيع أن نأتيهم بنص من مثل هذه النصوص التي اصطلح عليها العلماء الذين وضعوا قواعد النحو و وضعوا قواعد الصرف و كذلك سائر العلوم التي منها أصول الفقه ومنها أصول الحديث إلى آخره .
ذلك لأن الصحابة الأولين كانوا عربا أقحاحا فلم يكونوا بحاجة أن يفسروا ما يفسره اليوم السلفيون الذين ينتمون إلى السلف الصالح ذلك لأنهم يفهمون النصوص المتعلقة بآيات الصفات وأحاديث الصفات كما فهمها السلف فالمهم أن الأصل ليس هو التأويل الأصل هو عدم التأويل وهذا الأصل أمر متفق عند جميع العلماء حتى الذين يأولون أي كلام عربي سواء كان متعلقا بآيات الصفات أو أحاديث الصفات أو متعلقا بأي خبر عربي كلهم يتفقون فيقولون مثلا الأصل في كل جملة عربية أن تحمل على الحقيقة وليس على المجاز فإذا تعذرت الحقيقة فحينئذ يقولون نصير إلى المجاز الآن هذه القاعدة المتفق عليها بين السلف والخلف نحن في هذه القاعدة
فنقول لهم العرب الأوّلون الصحابة الذين قصد السائل فهمهم لتلك النصوص هم ماشون على هذه القاعدة التي عليها الخلف فضلا عن السلف فإذا حين قال الله عز وجل: (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) ما الذي يفهمه العربي فيما يتعلق بالملائكة من كلمة جاء الملائكة هل يفهم التأويل المعنى المأوّل أم يفهم المعنى الحقيقي ؟ لا شك أن الجواب سيكون يفهم المعنى الحقيقي سنقول له أعطنا نصا أن الصحابة فسروا مجيء الملائكة بالمعنى الحقيقي لن يستطيع أن يصل إلى ذلك أبدا لماذا ؟ لأن الأمر واضح لديهم يمشون على قاعدة علمية مجمع عليها ليس فقط بين السلف بل والخلف أيضا فما كان قولهم عن هذ المثال السهل البسيط هو نفس جوابنا على السؤال الذي أوضحته أو وجهته آنفا الحقيقة والحق نقول أن هؤلاء المعطلة هم يعني متأثرون بعلم المنطق الذي يخرج كثيرا من أصحابه عن دائرة الاتباع إلى دائرة الابتداع فحينما يوردون هذا السؤال معنى ذلك أنه ليس هناك ضابطة لفهم نصوص الشريعة إطلاقا لأنه لا يمكننا أن نتصور إلا أن كل من يدعي العلم سواء كان سلفيا أو كان خلفيا لا بد له من أن يفسر نصا في القرآن أو في السنة على القاعدة المذكورة آنفا و هي " الأصل الحقيقة وليس المجاز " فحينما يأتينا أي خلفي من هؤلاء ويفسر لنا تفسيرًا ما لنصٍ ما نقول له ما هو مستندك في هذا التفسير هل عندك نص عن الصحابة عن التابعين عن أتباع؟ التابعين سيضطر أن يعود إلى اللغة وحنيئذ نقول هذه حجتنا إليكم لماذا تتأوّلون النصوص التي لا تعجبكم ظاهرها ولا إشكال فيها إنما جاء الإشكال كما هو الأصل من التكييف من التشبيه لهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: أصل المعطلة أنهم وقعوا في التشبيه فلما أرادوا الخلاص من التشبيه لجؤوا إلى التأويل فلو أنهم أخذوا بمثل قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وكذلك وكذلك سورة الصمد (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا )) لو أنهم وقفوا عند هذا النص ما احتاجوا إلى التأويل لأن مصيرهم إلى التأويل هو أنهم فهموا هذه الآيات على مقتضى التشبيه فإذا قلنا جاء ربك أي كما يليق بجلاله كذلك الملائكة , الملائكة أيضا خلق من خلق الله لكن لا شك ولا ريب أن مجيئهم لا يشبه مجيء البشر بل الجن الذين خلقوا من نار مجيئهم وذهابهم وإيابهم لا يشبه بأي وجه من الوجوه مجيء البشر فهل نؤول المجيء المتعلق بالجن أو المجيء المتلعق بالملائكة أم نقول إن مجيء كل ذات تتناسب مع تلك الذات هكذا ينبغي أن تفهم نصوص الكتاب والسنة أي على القاعدة العربية الأصل في كل جملة الحقيقة وليس المجاز فإذا تعذرت الحقيقة صير إلى المجاز هذا جواب ذلك السؤال
السائل : الله يجزيك خير
الشيخ : ثم يخطر في بالي شيء آخر وهو أنه السؤال يعني عدم الاعتداد بفهم الأئمة الذين يتظاهرون بالتمسك بعلمهم و بفهمم بينما هنا لا يقيمون لفهمهم وزنا إطلاقا مع أن الأئمة هم الذين يعني اقتدينا بمنهجهم وبأسلوبهم في تفسير الآيات وتفسير الأحاديث لذلك كان كثيرا من علماء السلف يحذرون عامة الناس أن يجالسوا أهل الأهواء لأنهم أهل شبهات وطرح إشكالات ومع الأسف لا يستطيع كثير من أهل لعلم أن يجيبوا جوابا مقنعا موافقا للكتاب والسنة من جهة ومتابعا للعقل الصحيح كثير من الناس لا يستطيعون أن يقدموا الحجة والبيان لأولئك الذين تأثروا بالشبهات والإشكالات التي يطرحها أهل الأهواء والبدع لذلك حسموا الباب ونهوا عن مخالطة أهل البدع والأهواء غيره .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : تفضل .
السائل : شيخنا هل العقيدة التي يحملها السلفيون هي عقيدة الصحابة فإن هناك من الناس من يزعم أو يقول إن كانت هي عقيدة الصحابة فأتونا ولو بصحابي واحد يقول في الصفات نؤمن بالمعنى ونفوض الكيف فما هو قولكم ؟
الشيخ : نحن نعكس السؤال ثم نجيب عن هذا الجواب هل هناك صحابي تأول تآويل الخلف نريد مثالا أو مثالين ؟
السائل : يذكرون أحيانا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه تأول آية من كتاب الله تبارك وتعالى ؟
الشيخ : طيب إذا تأوّل ما هو الذي حمله على التأويل ؟ وهل كان ذلك هو منهج الصحابة الأولين ؟ نحن جوابا عن السؤال الأول نقول إن السلف الصالح لم يكونوا بحاجة إلى أن يشرحوا ما هو واضح لديهم وضوح الشمس في رابعة النهار المثال السابق يشبه تماما ما لو قال قائل أعطونا مثالا واحدا أن أحد الصحابة قال هذا فاعل وهذا مفعول به وهذا مفعول للتمييز وهذا للحال إلى آخر ما هنالك من مصطلحات وضعت بعد الصحابة وبعد السلف لضبط فهم النصوص على الأسلوب القرآني والعربي الأصيل لا نستطيع أن نأتيهم بنص من مثل هذه النصوص التي اصطلح عليها العلماء الذين وضعوا قواعد النحو و وضعوا قواعد الصرف و كذلك سائر العلوم التي منها أصول الفقه ومنها أصول الحديث إلى آخره .
ذلك لأن الصحابة الأولين كانوا عربا أقحاحا فلم يكونوا بحاجة أن يفسروا ما يفسره اليوم السلفيون الذين ينتمون إلى السلف الصالح ذلك لأنهم يفهمون النصوص المتعلقة بآيات الصفات وأحاديث الصفات كما فهمها السلف فالمهم أن الأصل ليس هو التأويل الأصل هو عدم التأويل وهذا الأصل أمر متفق عند جميع العلماء حتى الذين يأولون أي كلام عربي سواء كان متعلقا بآيات الصفات أو أحاديث الصفات أو متعلقا بأي خبر عربي كلهم يتفقون فيقولون مثلا الأصل في كل جملة عربية أن تحمل على الحقيقة وليس على المجاز فإذا تعذرت الحقيقة فحينئذ يقولون نصير إلى المجاز الآن هذه القاعدة المتفق عليها بين السلف والخلف نحن في هذه القاعدة
فنقول لهم العرب الأوّلون الصحابة الذين قصد السائل فهمهم لتلك النصوص هم ماشون على هذه القاعدة التي عليها الخلف فضلا عن السلف فإذا حين قال الله عز وجل: (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) ما الذي يفهمه العربي فيما يتعلق بالملائكة من كلمة جاء الملائكة هل يفهم التأويل المعنى المأوّل أم يفهم المعنى الحقيقي ؟ لا شك أن الجواب سيكون يفهم المعنى الحقيقي سنقول له أعطنا نصا أن الصحابة فسروا مجيء الملائكة بالمعنى الحقيقي لن يستطيع أن يصل إلى ذلك أبدا لماذا ؟ لأن الأمر واضح لديهم يمشون على قاعدة علمية مجمع عليها ليس فقط بين السلف بل والخلف أيضا فما كان قولهم عن هذ المثال السهل البسيط هو نفس جوابنا على السؤال الذي أوضحته أو وجهته آنفا الحقيقة والحق نقول أن هؤلاء المعطلة هم يعني متأثرون بعلم المنطق الذي يخرج كثيرا من أصحابه عن دائرة الاتباع إلى دائرة الابتداع فحينما يوردون هذا السؤال معنى ذلك أنه ليس هناك ضابطة لفهم نصوص الشريعة إطلاقا لأنه لا يمكننا أن نتصور إلا أن كل من يدعي العلم سواء كان سلفيا أو كان خلفيا لا بد له من أن يفسر نصا في القرآن أو في السنة على القاعدة المذكورة آنفا و هي " الأصل الحقيقة وليس المجاز " فحينما يأتينا أي خلفي من هؤلاء ويفسر لنا تفسيرًا ما لنصٍ ما نقول له ما هو مستندك في هذا التفسير هل عندك نص عن الصحابة عن التابعين عن أتباع؟ التابعين سيضطر أن يعود إلى اللغة وحنيئذ نقول هذه حجتنا إليكم لماذا تتأوّلون النصوص التي لا تعجبكم ظاهرها ولا إشكال فيها إنما جاء الإشكال كما هو الأصل من التكييف من التشبيه لهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: أصل المعطلة أنهم وقعوا في التشبيه فلما أرادوا الخلاص من التشبيه لجؤوا إلى التأويل فلو أنهم أخذوا بمثل قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وكذلك وكذلك سورة الصمد (( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا )) لو أنهم وقفوا عند هذا النص ما احتاجوا إلى التأويل لأن مصيرهم إلى التأويل هو أنهم فهموا هذه الآيات على مقتضى التشبيه فإذا قلنا جاء ربك أي كما يليق بجلاله كذلك الملائكة , الملائكة أيضا خلق من خلق الله لكن لا شك ولا ريب أن مجيئهم لا يشبه مجيء البشر بل الجن الذين خلقوا من نار مجيئهم وذهابهم وإيابهم لا يشبه بأي وجه من الوجوه مجيء البشر فهل نؤول المجيء المتعلق بالجن أو المجيء المتلعق بالملائكة أم نقول إن مجيء كل ذات تتناسب مع تلك الذات هكذا ينبغي أن تفهم نصوص الكتاب والسنة أي على القاعدة العربية الأصل في كل جملة الحقيقة وليس المجاز فإذا تعذرت الحقيقة صير إلى المجاز هذا جواب ذلك السؤال
السائل : الله يجزيك خير
الشيخ : ثم يخطر في بالي شيء آخر وهو أنه السؤال يعني عدم الاعتداد بفهم الأئمة الذين يتظاهرون بالتمسك بعلمهم و بفهمم بينما هنا لا يقيمون لفهمهم وزنا إطلاقا مع أن الأئمة هم الذين يعني اقتدينا بمنهجهم وبأسلوبهم في تفسير الآيات وتفسير الأحاديث لذلك كان كثيرا من علماء السلف يحذرون عامة الناس أن يجالسوا أهل الأهواء لأنهم أهل شبهات وطرح إشكالات ومع الأسف لا يستطيع كثير من أهل لعلم أن يجيبوا جوابا مقنعا موافقا للكتاب والسنة من جهة ومتابعا للعقل الصحيح كثير من الناس لا يستطيعون أن يقدموا الحجة والبيان لأولئك الذين تأثروا بالشبهات والإشكالات التي يطرحها أهل الأهواء والبدع لذلك حسموا الباب ونهوا عن مخالطة أهل البدع والأهواء غيره .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : تفضل .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 738
- توقيت الفهرسة : 00:01:58
- نسخة مدققة إملائيًّا