ما حكم الجماعة الثانية في المسجد ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ما هو حكم اثنان أو ثلاث رجال حضروا إلى المسجد بعد انتهاء صلاة الظهر أو العصر أو أي فريضة كان أن يصلوا جماعة أو منفردين هؤلاء الثلاثة أو الاثنان ؟
الشيخ : نحن نعتقد جازمين بما قال به أئمة المسلمين الأقدمين كالإمام مالك والشافعي نصا من كتبهم وكذلك أبو حنيفة وإن كان ليس له كتب لكن كتب أصحابه كلهم مجتمعون على أنه تُكره تكرار الجماعة في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب , يفرق هؤلاء الأئمة بفقههم بين مسجد على قارعة الطريق أشبه ما يكون بالمساجد في طريق المدينة . وصول المدينة , مساجد صغيرة المارة يدخلون فيها فيصلون فالجماعة هنا جائزة أما مسجد محلة هذا المسجد له جواره وله أهله وأصحابه والمصلون فيه له مؤذن يخبرهم بحضور وقت الصلاة وله إمام يؤمهم فمثل هذه المساجد اتفق هؤلاء الأئمة الذين سميتهم لك آنفا بعدم شرعية الصلاة جماعة ثانية أو ثالثة وما بعدها , ونص على ذلك الإمام مالك والإمام الشافعي كما قلت في كتبهم , ومن أغرب ما ورد عن الإمام مالك أنه قال: " لو أن إمام مسجد لم يحضر ولا حضر أحد إلا المؤذن فصلى وحده ثم حضر الجماعة قال: يصلون وحدهم " كلهم مع أنه لم تُقَم جماعة لكن المؤذن قام بواجب الإخبار والإمام لعذرٍ أو آخر لم يحضر فصلى هذا المؤذن وحده ثم جاءت الجماعة قال يصلون فرادى , هذا كله من باب سد الذريعة .
علي الحلبي : طب أيش رأيك إنت شيخنا في هالمسألة .
الشيخ : كيف؟ .
علي : هذه المسألة بالذات الصورة هذه ما هو رأيك فيها؟
الشيخ : أنا معه , حتى في هذه الصورة نعم , أي نعم المسجد إللي وصفتُه آنفا .
علي الحلبي : من باب سد الذريعة. نعم نعم .
الشيخ : أي نعم , إخوانّا يعرفون قصتي أنا مع الجماعة الأولى والثانية فأنا برهة طويلة من الدهر ساعاتي أصلح الساعات وكان محلي دكاني بجانب المسجد فكنت أسمع الأذان بأذاني ولكن كنت متأثرا بالفقه السائد والمشاهد في المساجد تكرار الجماعة الوحدة بعد الأخرى فأنا مثلا عم أشتغل في الساعة بدي ركّب برغي أو بدي ركّب عقرب بسمع الأذان بعلل نفسي إنو هه شغلة بسيطة سرعان ما أنتهي منها وبقوم بأدرك صلاة الجماعة , هاللي بيصير أحيانا ما هي بسيطة صعبة وطويلة الأمد فبيصير نقاش بيني , بين عقلي وبين نفسي إن هلأ بتفوتك صلاة الجماعة اترك الساعة بتلاقيها في أرضا وروح أدرك الجماعة نفسي بتقلّي لأ ولو كان راحت الجماعة بتشوف جماعة تانية عقلي بقول بلكين ما وجدنا إمام يصلي فينا , إنت طالب علم , نفسك مو عاجبتك إنت بتصلي بالناس إمام ههههه , هذا صار معي مدة إلى أن فقهني الله عزّ وجل على الأقل في هذه المسألة فاقتنعت إنه كما أنه في المجتمع العام لا يشرع إلا إمام واحد هو الخليفة كذلك في المجتمع الخاص وهو المسجد لا يشرع إلا إمام واحد , اقتنعت في هذا , بعد هذا الاقتناع الساعة بيدي وضعتها على الطاولة أمامي وانطلق سراعا نادر جدا جدا بعد ما حملت في نفسي هذه العقيدة الصحيحة أن تفوتني صلاة الجماعة , ولذلك فالقول بجواز الجماعة الثانية هي تصد عن ذكر الله مع الجماعة الأولى هذا أمر واقع ما له من دافع , وأنا ربيت في دمشق وكنت أدخل مسجد بني أمية بعد صلاة العصر لحضور بعض الدروس هناك كنت في بعض الأحيان أسمع أذان المغرب وجماعة صلاة العصر لسا ما سلمت أي من جملة الجماعات صلى الإمام الأول الحنفي هذا في الزمن الأول بعدين صار الإمام الأول هو الشافعي بعدين لأنه كان الشيخ تاج الدين هذا رئيس الجمهورية السورية كان مذهبه شافعي فهو ورث المساجد يصلي الإمام الحنفي تبعا للتقاليد التركية العثمانية القديمة فهو لما كان رئيس جمهورية وشافعي المذهب قدم المذهب الشافعي على المذهب الحنفي فالمهم صلى الإمام الأول في محرابه والإمام الثاني في محرابه والثالث والرابع أربعة محاريب أربعة أئمة يصلون بصورة رسمية ونظامية في المسجد الأموي الكبير مع ذلك تستمر الجماعات حتى ندرك جماعة تصلي العصر وأذان المغرب يؤذن , فالقول بجواز جماعة ثانية وإدخالها تحت عموم قوله عليه السلام: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) هذا فيه تعطيل للجماعة الأولى , ولذلك هلأ نجد الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الجماعة صلاة الجمعة لأن الناس يعلمون لا تكرر فيغص المسجد بالمصلين صلاة الظهر بيعرفوا إنه بتتكرر بيكملوا صف أو صفين , هذه الآثار كافية لتنبيه المسلم بصحة هذا القول الذي نقلته لكم آنفا إنه لا جماعة ثانية في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب وهذا القول مدعم بالسنة العملية أي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في مسجده إلا جماعة واحدة وهذا يُستَنبط باستنباطات دقيقة جدا منها قوله عليه السلام: ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ) أي صلاة العشاء , وجه الاستنباط من الحديث قال الرسول عليه السلام هم إنو يوكّل واحد يصلي نيابة عنه ويروح هو يغافل المتخلفين عن صلاة الجماعة ويحرّق البيوت عليهم لماذا؟ لأنهم تركوا فريضة الجماعة وهذا معناه إنه لا جماعة ثانية , لأنه لو قال الرسول ماذا تفعلون هنا لماذا لا تحضرون صلاة الجماعة؟ كان بيقولوا في يا رسول الله جماعة تانية في جماعة تالتة لكن لا مسدود عليهم طريق الاحتجاج على الرسول وحجة الرسول قائمة عليهم لأنه نبأهم أنه لا جماعة إلا الجماعة الأولى ولذلك جاز له عليه الصلاة والسلام أن يخالف إلى أولئك الأقوام ويحرق عليهم بيوتهم لكنه لم يفعل لسبب معروف عند العلماء وهو أن في البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والأطفال إلى آخره , وهذا أسلوب رائع جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترهيب من مخالفة الشرع وهو بالهم بالتحريق بالنار لماذا لم يفعل لأنه قام المانع , وجِد المقتضي للتحريق فهددهم بذلك لكن قام المانع فلم ينفّذ هذا أسلوب رائع جدا , فإذًا لهذا الحديث ولغيره لم يكن السلف الصالح يعرفون جماعتين في مسجد واحد , ولذلك صح عن عبد الله بن مسعود أنه كان عنده رجلان من أصحابه التابعين الذين نقلوا العلم عنه فانطلقوا إلى المسجد وإذا الناس خارجون انتهت الصلاة فعاد بهما إلى بيته وصلى بهم جماعة وهو يعلم قوله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فلماذا لم يدخل المسجد ويصلي الفريضة؟ لأن الرسول يعني أفضل صلاة جماعة لكن لما كان لا جماعة ثانية رجع بهم وجمّع بهم في بيته , ومن هذه النقول وهي كثيرة وكثيرة جدا لذلك فالجماعة الثانية لا تُشرع نصا وعقلا نقلا وعقلا لأنها تفرق جماعة المسلمين وتُتّخذ وسيلة للتباغض والتنافر والتشاحن , الآن حسبك هذا المقدار إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
علي الحلبي : بارك الله فيكم .
الشيخ : وننهي جماعتنا هذه بكفارة المجلس " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألّا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك " نعم .
الشيخ : نحن نعتقد جازمين بما قال به أئمة المسلمين الأقدمين كالإمام مالك والشافعي نصا من كتبهم وكذلك أبو حنيفة وإن كان ليس له كتب لكن كتب أصحابه كلهم مجتمعون على أنه تُكره تكرار الجماعة في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب , يفرق هؤلاء الأئمة بفقههم بين مسجد على قارعة الطريق أشبه ما يكون بالمساجد في طريق المدينة . وصول المدينة , مساجد صغيرة المارة يدخلون فيها فيصلون فالجماعة هنا جائزة أما مسجد محلة هذا المسجد له جواره وله أهله وأصحابه والمصلون فيه له مؤذن يخبرهم بحضور وقت الصلاة وله إمام يؤمهم فمثل هذه المساجد اتفق هؤلاء الأئمة الذين سميتهم لك آنفا بعدم شرعية الصلاة جماعة ثانية أو ثالثة وما بعدها , ونص على ذلك الإمام مالك والإمام الشافعي كما قلت في كتبهم , ومن أغرب ما ورد عن الإمام مالك أنه قال: " لو أن إمام مسجد لم يحضر ولا حضر أحد إلا المؤذن فصلى وحده ثم حضر الجماعة قال: يصلون وحدهم " كلهم مع أنه لم تُقَم جماعة لكن المؤذن قام بواجب الإخبار والإمام لعذرٍ أو آخر لم يحضر فصلى هذا المؤذن وحده ثم جاءت الجماعة قال يصلون فرادى , هذا كله من باب سد الذريعة .
علي الحلبي : طب أيش رأيك إنت شيخنا في هالمسألة .
الشيخ : كيف؟ .
علي : هذه المسألة بالذات الصورة هذه ما هو رأيك فيها؟
الشيخ : أنا معه , حتى في هذه الصورة نعم , أي نعم المسجد إللي وصفتُه آنفا .
علي الحلبي : من باب سد الذريعة. نعم نعم .
الشيخ : أي نعم , إخوانّا يعرفون قصتي أنا مع الجماعة الأولى والثانية فأنا برهة طويلة من الدهر ساعاتي أصلح الساعات وكان محلي دكاني بجانب المسجد فكنت أسمع الأذان بأذاني ولكن كنت متأثرا بالفقه السائد والمشاهد في المساجد تكرار الجماعة الوحدة بعد الأخرى فأنا مثلا عم أشتغل في الساعة بدي ركّب برغي أو بدي ركّب عقرب بسمع الأذان بعلل نفسي إنو هه شغلة بسيطة سرعان ما أنتهي منها وبقوم بأدرك صلاة الجماعة , هاللي بيصير أحيانا ما هي بسيطة صعبة وطويلة الأمد فبيصير نقاش بيني , بين عقلي وبين نفسي إن هلأ بتفوتك صلاة الجماعة اترك الساعة بتلاقيها في أرضا وروح أدرك الجماعة نفسي بتقلّي لأ ولو كان راحت الجماعة بتشوف جماعة تانية عقلي بقول بلكين ما وجدنا إمام يصلي فينا , إنت طالب علم , نفسك مو عاجبتك إنت بتصلي بالناس إمام ههههه , هذا صار معي مدة إلى أن فقهني الله عزّ وجل على الأقل في هذه المسألة فاقتنعت إنه كما أنه في المجتمع العام لا يشرع إلا إمام واحد هو الخليفة كذلك في المجتمع الخاص وهو المسجد لا يشرع إلا إمام واحد , اقتنعت في هذا , بعد هذا الاقتناع الساعة بيدي وضعتها على الطاولة أمامي وانطلق سراعا نادر جدا جدا بعد ما حملت في نفسي هذه العقيدة الصحيحة أن تفوتني صلاة الجماعة , ولذلك فالقول بجواز الجماعة الثانية هي تصد عن ذكر الله مع الجماعة الأولى هذا أمر واقع ما له من دافع , وأنا ربيت في دمشق وكنت أدخل مسجد بني أمية بعد صلاة العصر لحضور بعض الدروس هناك كنت في بعض الأحيان أسمع أذان المغرب وجماعة صلاة العصر لسا ما سلمت أي من جملة الجماعات صلى الإمام الأول الحنفي هذا في الزمن الأول بعدين صار الإمام الأول هو الشافعي بعدين لأنه كان الشيخ تاج الدين هذا رئيس الجمهورية السورية كان مذهبه شافعي فهو ورث المساجد يصلي الإمام الحنفي تبعا للتقاليد التركية العثمانية القديمة فهو لما كان رئيس جمهورية وشافعي المذهب قدم المذهب الشافعي على المذهب الحنفي فالمهم صلى الإمام الأول في محرابه والإمام الثاني في محرابه والثالث والرابع أربعة محاريب أربعة أئمة يصلون بصورة رسمية ونظامية في المسجد الأموي الكبير مع ذلك تستمر الجماعات حتى ندرك جماعة تصلي العصر وأذان المغرب يؤذن , فالقول بجواز جماعة ثانية وإدخالها تحت عموم قوله عليه السلام: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) هذا فيه تعطيل للجماعة الأولى , ولذلك هلأ نجد الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الجماعة صلاة الجمعة لأن الناس يعلمون لا تكرر فيغص المسجد بالمصلين صلاة الظهر بيعرفوا إنه بتتكرر بيكملوا صف أو صفين , هذه الآثار كافية لتنبيه المسلم بصحة هذا القول الذي نقلته لكم آنفا إنه لا جماعة ثانية في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب وهذا القول مدعم بالسنة العملية أي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في مسجده إلا جماعة واحدة وهذا يُستَنبط باستنباطات دقيقة جدا منها قوله عليه السلام: ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ) أي صلاة العشاء , وجه الاستنباط من الحديث قال الرسول عليه السلام هم إنو يوكّل واحد يصلي نيابة عنه ويروح هو يغافل المتخلفين عن صلاة الجماعة ويحرّق البيوت عليهم لماذا؟ لأنهم تركوا فريضة الجماعة وهذا معناه إنه لا جماعة ثانية , لأنه لو قال الرسول ماذا تفعلون هنا لماذا لا تحضرون صلاة الجماعة؟ كان بيقولوا في يا رسول الله جماعة تانية في جماعة تالتة لكن لا مسدود عليهم طريق الاحتجاج على الرسول وحجة الرسول قائمة عليهم لأنه نبأهم أنه لا جماعة إلا الجماعة الأولى ولذلك جاز له عليه الصلاة والسلام أن يخالف إلى أولئك الأقوام ويحرق عليهم بيوتهم لكنه لم يفعل لسبب معروف عند العلماء وهو أن في البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والأطفال إلى آخره , وهذا أسلوب رائع جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترهيب من مخالفة الشرع وهو بالهم بالتحريق بالنار لماذا لم يفعل لأنه قام المانع , وجِد المقتضي للتحريق فهددهم بذلك لكن قام المانع فلم ينفّذ هذا أسلوب رائع جدا , فإذًا لهذا الحديث ولغيره لم يكن السلف الصالح يعرفون جماعتين في مسجد واحد , ولذلك صح عن عبد الله بن مسعود أنه كان عنده رجلان من أصحابه التابعين الذين نقلوا العلم عنه فانطلقوا إلى المسجد وإذا الناس خارجون انتهت الصلاة فعاد بهما إلى بيته وصلى بهم جماعة وهو يعلم قوله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فلماذا لم يدخل المسجد ويصلي الفريضة؟ لأن الرسول يعني أفضل صلاة جماعة لكن لما كان لا جماعة ثانية رجع بهم وجمّع بهم في بيته , ومن هذه النقول وهي كثيرة وكثيرة جدا لذلك فالجماعة الثانية لا تُشرع نصا وعقلا نقلا وعقلا لأنها تفرق جماعة المسلمين وتُتّخذ وسيلة للتباغض والتنافر والتشاحن , الآن حسبك هذا المقدار إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
علي الحلبي : بارك الله فيكم .
الشيخ : وننهي جماعتنا هذه بكفارة المجلس " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألّا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك " نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 545
- توقيت الفهرسة : 00:20:59
- نسخة مدققة إملائيًّا