كيف الجمع بين حديث : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ، وحديث : ( يطوي الله السَّموات بيمينه ، والأرضين بشماله ) ، والحديثان في " صحيح مسلم " ؟
A-
A=
A+
السائل : أولًا - يا شيخ - : بارك الله في علمك وفي عمرك .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : وجزاك الله خيرًا ، ثانيًا : سؤالي حديث عقدي ؛ وهو ما جاء في " صحيح مسلم " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كلتا يدي ربي يمين ) ، وفي نفس " صحيح مسلم " حديث آخر من طريق آخر جاء فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يطوي الله السموات بيمينه والأراضين بشماله ) فهنا قال : ( بشماله ) ، وهناك قال : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ؛ فكيف التوفيق بين الحديثين - بارك الله فيكم - ؟
الشيخ : الحقيقة أنَّني أعجب من بعض إخواننا الذين يوجِّهون مثل هذا السؤال ، يتوهَّمون التعارض بين ما جاء في بعض الأحاديث أن لله يمينًا ولله شمالًا ، وبين الحديث الذي قال فيه - عليه السلام - : ( وكلتا يدي ربِّي يمين ) ، يتوهَّمون التعارض بين هذا الحديث والأحاديث التي تفصِّل فتقول : إن لله يمينًا ولله شمالًا كهذا الحديث - حديث عمر - ، وأحاديث القبضتين اللَّتين كنتُ أخرجتها في أول المجلد الأول من " السلسلة الصحيحة " ، ففيها : ( إن الله - عز وجل - لما خلق الخلق قبضَ قبضةً بيمينه - في عالم الأرواح - فقال : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وقبض قبضةً بشماله فقال : هؤلاء إلى النار ولا أبالي ) ، لا تعارض ولا تنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمال واليمين ، وبين قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وكلتا يدي ربي يمين ) ؛ لأنَّ معنى ذلك كقوله - تبارك وتعالى - تمامًا في صفة السمع والبصر : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) يساوي ( كلتا يدي ربي يمين ) ، (( وهو السميع البصير )) يساوي له يمنى وله يسرى ، فتنزيهًا لله - عز وجل - وبيانًا أن صفات الله - عز وجل - لا تُشبه صفات المخلوقات قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالحديث المذكور آنفًا : ( وكلتا يدي ربِّي يمين ) ، فنحن البشر نصف أنفسنا لنا يمين ولنا شمال ، لكن هل يجوز لنا أن نصفَ أنفسنا فنقول - كما قال بعض الوعَّاظ المصريين مخاطبًا الرسول - عليه السلام - يقول في تعظيمه وفي مدحه - : " يا رسول الله ، وكلتا يديك يمين " ؟!!
هذا هو الضَّلال المبين ، فلا يجوز للمسلم أن يصفَ نفسه إلا بما هو معروف من بشريَّته ؛ فله يمين وله شمال ، ولكن لا يجوز أن يصف بشرًا ما مهما سما وعلا - ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فيقول : " وكلتا يدي رسول الله يمين " ؛ لأنَّ هذه الصفة مما تفرَّد بها رب العالمين - تبارك وتعالى - ، والأمر في الصفات - كما تعلمون - يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله - عز وجل - وبين صفات العباد ، الله سميع بصير كما سمعتم في الآية السابقة ، ولكنه قال : (( فجعلناه )) - بالنسبة لآدم - (( فجعلناه سميعًا بصيرًا )) لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تمامًا في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله - تبارك وتعالى - ، تأكيدًا لهذا التنزيه الذي ذكره الله - عز وجل - في قوله : (( ليس كمثله شيء )) من هذا الباب جاء قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وكلتا يدي ربي يمين ) ، فاليمين والشمال يوجد اشتراك لفظي ، أما ( كلتا يدي ربي يمين ) لا أحد يشاركه في اللفظ فضلًا عن المعنى .
هذا هو الجواب عن هذا السؤال والساعة تقول : قَط قَط ، وبس ، انصرفوا راشدين .
انتهت الأسئلة - بارك الله فيك - .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : وجزاك الله خيرًا ، ثانيًا : سؤالي حديث عقدي ؛ وهو ما جاء في " صحيح مسلم " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كلتا يدي ربي يمين ) ، وفي نفس " صحيح مسلم " حديث آخر من طريق آخر جاء فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يطوي الله السموات بيمينه والأراضين بشماله ) فهنا قال : ( بشماله ) ، وهناك قال : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ؛ فكيف التوفيق بين الحديثين - بارك الله فيكم - ؟
الشيخ : الحقيقة أنَّني أعجب من بعض إخواننا الذين يوجِّهون مثل هذا السؤال ، يتوهَّمون التعارض بين ما جاء في بعض الأحاديث أن لله يمينًا ولله شمالًا ، وبين الحديث الذي قال فيه - عليه السلام - : ( وكلتا يدي ربِّي يمين ) ، يتوهَّمون التعارض بين هذا الحديث والأحاديث التي تفصِّل فتقول : إن لله يمينًا ولله شمالًا كهذا الحديث - حديث عمر - ، وأحاديث القبضتين اللَّتين كنتُ أخرجتها في أول المجلد الأول من " السلسلة الصحيحة " ، ففيها : ( إن الله - عز وجل - لما خلق الخلق قبضَ قبضةً بيمينه - في عالم الأرواح - فقال : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وقبض قبضةً بشماله فقال : هؤلاء إلى النار ولا أبالي ) ، لا تعارض ولا تنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمال واليمين ، وبين قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وكلتا يدي ربي يمين ) ؛ لأنَّ معنى ذلك كقوله - تبارك وتعالى - تمامًا في صفة السمع والبصر : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، (( ليس كمثله شيء )) يساوي ( كلتا يدي ربي يمين ) ، (( وهو السميع البصير )) يساوي له يمنى وله يسرى ، فتنزيهًا لله - عز وجل - وبيانًا أن صفات الله - عز وجل - لا تُشبه صفات المخلوقات قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالحديث المذكور آنفًا : ( وكلتا يدي ربِّي يمين ) ، فنحن البشر نصف أنفسنا لنا يمين ولنا شمال ، لكن هل يجوز لنا أن نصفَ أنفسنا فنقول - كما قال بعض الوعَّاظ المصريين مخاطبًا الرسول - عليه السلام - يقول في تعظيمه وفي مدحه - : " يا رسول الله ، وكلتا يديك يمين " ؟!!
هذا هو الضَّلال المبين ، فلا يجوز للمسلم أن يصفَ نفسه إلا بما هو معروف من بشريَّته ؛ فله يمين وله شمال ، ولكن لا يجوز أن يصف بشرًا ما مهما سما وعلا - ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فيقول : " وكلتا يدي رسول الله يمين " ؛ لأنَّ هذه الصفة مما تفرَّد بها رب العالمين - تبارك وتعالى - ، والأمر في الصفات - كما تعلمون - يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله - عز وجل - وبين صفات العباد ، الله سميع بصير كما سمعتم في الآية السابقة ، ولكنه قال : (( فجعلناه )) - بالنسبة لآدم - (( فجعلناه سميعًا بصيرًا )) لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تمامًا في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله - تبارك وتعالى - ، تأكيدًا لهذا التنزيه الذي ذكره الله - عز وجل - في قوله : (( ليس كمثله شيء )) من هذا الباب جاء قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( وكلتا يدي ربي يمين ) ، فاليمين والشمال يوجد اشتراك لفظي ، أما ( كلتا يدي ربي يمين ) لا أحد يشاركه في اللفظ فضلًا عن المعنى .
هذا هو الجواب عن هذا السؤال والساعة تقول : قَط قَط ، وبس ، انصرفوا راشدين .
انتهت الأسئلة - بارك الله فيك - .