إنسان دخل على صلاة الجماعة والصفوف مكتملة ، هل يقف وحده ؟
A-
A=
A+
السائل : إنسان داخل على صلاة الجماعة والصفوف مكتملة يقف وحده أم ؟
الشيخ : نعم ، هذا السؤال معروف ، هذا الرجل الذي دخل والصفوف مكتملة ، يجب أن يعمل استطاعته لينضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، وهذا وبخاصة هذه الأيام التي لا يحرص أكثر الناس على الاهتمام بالتراصِّ في الصف ، فمن الممكن أن ينضمَّ بسهولة وبلطف ، بطبيعة الحال أنه قد يجد اثنين في فجوة بينهما ، ممكن أنه يتلطَّف بهما ويبعدهم شوية عن بعض البعض ، وهناك فرجات يعني أنصاف فرجات فسينضم بعضها إلى بعض ، وبهذه الطريقة ممكن أن يجد أكثر من شخص واحد في الصف الذي بين يديه ، فأقول : إن وُجد مثل هذا الصف المُخلخل المُفرَّغ بين الأشخاص ؛ وجبَ عليه أن ينضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، فإن لم يتيسر له ذلك ونتصوَّر أننا نصلي في مسجد كلهم من أهل السنة الحريصين على أداء الصلاة بحذافيرها على وجه السنة الصحيحة ، ودخل هذا الداخل ، فوجد الصف الذي بين يديه بنيانًا مرصوصًا لا يمكن أبدًا أن يندكَّ بين اثنين كما صوَّرنا آنفًا ؛ حينئذٍ يصلي وحده ، ولا يجترُّ إليه شخصًا من الصف ، لأن هذا الاجترار أولًا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله سلم - ، وإنما هو حديث رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف ، فلهذا لا يجوز العمل بهذا الحديث لعدم ثبوته أولًا ، وثانيًا لأن في اجترار الشخص من الصف إدخال خلل في الصف ، نحن نريد أن نُصلح وإذا بنا نفسد ، وهذا الإخلال الذي ينبثق من وراء اجترار الشخص ، إن كان أهل الصف من أهل السنة كما ذكرنا فحينئذٍ يجب أن يسدُّوا هذا الفراغ ، فسينتج في الصف هذا فراغ ، إما من الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى ، فما أصلح هذا الإنسان بهذا العمل ، لأنه أولًا : لم يأت بحديث صحيح ، وثانيًا : لأنه كان سببًا في إيجاد فرجة في الصف ، ونحن مأمورون بسدِّ الفرج ، وليس بإيجاد فرج .
لهذا لا فرق عندي أبدًا بين هذا الرجل الذي يأتي المسجد ويجد الصف الذي بين يديه متراصًّا تمامًا ، فلا يمكنه إلا أن يصلي وحده ، يصلي وحده لأنه لا فرق بين هذا الحديث : ( لا صلاة لمن صلى في الصف وحده ) ، وبين حديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، ومع ذلك فتأتي بعض الصور يصلي الإنسان وتصحُّ صلاته بدون قراءته للفاتحة ؛ كالرجل - مثلًا - هذا يدخل المسجد ويجد الإمام راكعًا فينضم إلى الركوع ، ولا يتمكن من قراءة الفاتحة ؛ فهل يُقال : أن صلاته صحيحة أم ليست بصحيحة لحديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ؟
الجواب : صلاته صحيحة ؛ لأن هذا الحدث عامٌّ مخصوص بأدلة أخرى تدل على أن من دخل المسجد ، فوجد الإمام راكعًا فركع معه ؛ لأنه قد أدرك الركعة على الرغم من أنه فاتته الفاتحة ، كذلك - مثلًا - : ( صل قائما ؛ فإن لم تستطع فقاعدًا ) ، رجل لا يستطيع أن يصلي قائمًا فصلى قاعدًا ، صلاته صحيحة ، رجل يستطيع أن يصلي قائمًا فصلى قاعدًا ، صلاته باطلة - في الفريضة طبعًا - ، لا فرق بين هذه الأحكام وبين رجل دخل المسجد ولم يجد هناك مجالًا لينضمَّ إلى الصف فصلى وحده ، لا ينطبق عليه : ( لا صلاة لمن صلى وارء الصف وحده ) ؛ لأنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها .
الشيخ : نعم ، هذا السؤال معروف ، هذا الرجل الذي دخل والصفوف مكتملة ، يجب أن يعمل استطاعته لينضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، وهذا وبخاصة هذه الأيام التي لا يحرص أكثر الناس على الاهتمام بالتراصِّ في الصف ، فمن الممكن أن ينضمَّ بسهولة وبلطف ، بطبيعة الحال أنه قد يجد اثنين في فجوة بينهما ، ممكن أنه يتلطَّف بهما ويبعدهم شوية عن بعض البعض ، وهناك فرجات يعني أنصاف فرجات فسينضم بعضها إلى بعض ، وبهذه الطريقة ممكن أن يجد أكثر من شخص واحد في الصف الذي بين يديه ، فأقول : إن وُجد مثل هذا الصف المُخلخل المُفرَّغ بين الأشخاص ؛ وجبَ عليه أن ينضمَّ إلى الصف الذي بين يديه ، فإن لم يتيسر له ذلك ونتصوَّر أننا نصلي في مسجد كلهم من أهل السنة الحريصين على أداء الصلاة بحذافيرها على وجه السنة الصحيحة ، ودخل هذا الداخل ، فوجد الصف الذي بين يديه بنيانًا مرصوصًا لا يمكن أبدًا أن يندكَّ بين اثنين كما صوَّرنا آنفًا ؛ حينئذٍ يصلي وحده ، ولا يجترُّ إليه شخصًا من الصف ، لأن هذا الاجترار أولًا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله سلم - ، وإنما هو حديث رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف ، فلهذا لا يجوز العمل بهذا الحديث لعدم ثبوته أولًا ، وثانيًا لأن في اجترار الشخص من الصف إدخال خلل في الصف ، نحن نريد أن نُصلح وإذا بنا نفسد ، وهذا الإخلال الذي ينبثق من وراء اجترار الشخص ، إن كان أهل الصف من أهل السنة كما ذكرنا فحينئذٍ يجب أن يسدُّوا هذا الفراغ ، فسينتج في الصف هذا فراغ ، إما من الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى ، فما أصلح هذا الإنسان بهذا العمل ، لأنه أولًا : لم يأت بحديث صحيح ، وثانيًا : لأنه كان سببًا في إيجاد فرجة في الصف ، ونحن مأمورون بسدِّ الفرج ، وليس بإيجاد فرج .
لهذا لا فرق عندي أبدًا بين هذا الرجل الذي يأتي المسجد ويجد الصف الذي بين يديه متراصًّا تمامًا ، فلا يمكنه إلا أن يصلي وحده ، يصلي وحده لأنه لا فرق بين هذا الحديث : ( لا صلاة لمن صلى في الصف وحده ) ، وبين حديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، ومع ذلك فتأتي بعض الصور يصلي الإنسان وتصحُّ صلاته بدون قراءته للفاتحة ؛ كالرجل - مثلًا - هذا يدخل المسجد ويجد الإمام راكعًا فينضم إلى الركوع ، ولا يتمكن من قراءة الفاتحة ؛ فهل يُقال : أن صلاته صحيحة أم ليست بصحيحة لحديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ؟
الجواب : صلاته صحيحة ؛ لأن هذا الحدث عامٌّ مخصوص بأدلة أخرى تدل على أن من دخل المسجد ، فوجد الإمام راكعًا فركع معه ؛ لأنه قد أدرك الركعة على الرغم من أنه فاتته الفاتحة ، كذلك - مثلًا - : ( صل قائما ؛ فإن لم تستطع فقاعدًا ) ، رجل لا يستطيع أن يصلي قائمًا فصلى قاعدًا ، صلاته صحيحة ، رجل يستطيع أن يصلي قائمًا فصلى قاعدًا ، صلاته باطلة - في الفريضة طبعًا - ، لا فرق بين هذه الأحكام وبين رجل دخل المسجد ولم يجد هناك مجالًا لينضمَّ إلى الصف فصلى وحده ، لا ينطبق عليه : ( لا صلاة لمن صلى وارء الصف وحده ) ؛ لأنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها .
- الفتاوى الإماراتية - شريط : 4
- توقيت الفهرسة : 00:39:25
- نسخة مدققة إملائيًّا