هل حديث ( سترة الإمام سترة لمن خلفه ) صحيح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل حديث ( سترة الإمام سترة لمن خلفه ) صحيح ؟
A-
A=
A+
الشيخ : قبل ذلك لا بد من التنبيه إلى أن الجملة المأثورة باللفظ الذي جاء في بسؤال السائل ( سترة المؤمن من ايه ؟ سترة الإمام سترة للمصلين ) هذا جاء حديثا نبويا ، ولكنه لا يصح من حيث إسناده وإن كان صحيحا متنه ، لأن معنى المتن مما جرى عليه عمل المسلمين الأولين ، ثم من تلاهم ، بعد هذا التوضيح وهذا التحرير لهذه الجملة ، أدخل الآن في صلب الإجابة فأقول إذا كان المقتدي مسبوقا بركعة أو أكثر فلما سلم الإمام وقد كان هو فعلا سترة له قام هو ليتم وليقضي ما سبق به من الركعات ، فهنا نقول لا يزال هو آخذا ذلك الحكم الذي عبر عنه بأن سترة الإمام سترة لمن خلقه ، هذا فيما يتعلق به كمقتد ، ولكن لكي لا يتعمد أحد لالمرور بين يديه من الغافلين وخاصة كما يقع في المسجد المكي ثم في المسجد المدني ، فيحسن هنا

السائل : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ، اجتهادا واستنباطا وليس نصا أن يتخذ سترة من جديد لأن تلك السترة هي حكمية وهي غير مرئية ، بالنسبة لمن قد يتعرضون لقطع صلاته ، فمن أجل أن لا يتعرض أحد لقطع صلاته لا بد من وضع واتخاذ سترة مادية ، مشاهدة ملموسة هنا لا بد من التفصيل ، إذا كانت السترة بعيدة عنه على النحو الذي ذكر السائل آنفا ، بحيث يتطلب منه العمل الكثير هنا نقول اكتف بأن تصلي حيث أنت ، أما إذا كان بإمكانه أن يتخذ سترة من قريب ولو سلك إليها بخطوات فلا بأس من ذلك ، هذا البحث كله ، استنباط واجتهاد يقبل المناقشة ، ويقبل المخالفة ولكن الذي نراه هكذا بإيجاز إذا كانت السترة بعيدة عنه ، تتطلب منه مشيا كثيرا فيصلي حيث هو ، وإذا كان بإمكانه أن يتخذ سترة قريبة منه ، فيمشي إليها بخطوات والفارق بين هذا وذاك أي بين هذا الذي نراه من الخطوات وتلك التي نراها من الخطوات الكثيرة هو ، أنه إذا رئي وهو يمشي قيل هذا لا يصلي ، فإذا كانت خطوات كثيرة يكون حكمه أنه لا ينبغي أن يفعل ، وإذا كانت خطوات قليلة ، فليفعل ذلك ، في سبيل تحقيق تلك المصلحة هي دفع المفسدة التي قد يتعرض هذا المصلي هذا جوابي عن هذا السؤال الآن أعود لألفت النظر إلى مسألة تتعلق بالعقيقة .

السائل : تكملة السؤال يا شيخ

الشيخ : تفضل

السائل : طيب إذا مشى خطوات كثيرة تبطل الصلاة؟.

الشيخ : أنا قلت آنفا الخطوات الكثيرة لماذا نحن أوصينا بتجنبها ، لأنه عمل كثير وقد اختلف العلماء اختلافا كثيرا في العمل الذي يبطل الصلاة ، فمن قائل إن ثلاث حركات تبطل الصلاة ، ومن قائل إن ذلك لا يمكن تحديده بحركات ، وإنما التحديد بنوعية العمل ، فإذا كان العمل الذي يأتي به المصلي يشعر الرائي والناظر إليه ، بأنه ليس في صلاة فهذا العمل هو الذي يبطل الصلاة ، وما دون ذلك فلا ، أذكر أن بعضهم ضرب مثلا طريفا وجميلا ونادر الوقوع بالنسبة للمصلي ، لكن المقصود فيه تجلية المسألة ، العمل الكثير قال لو رئي أحد وهو يصلي ويخيط زرا أو فتق في ثوب أو ما شابه ذلك ، الذي يراه ماذا يقول فيه ؟ هو في صلاة ؟ ما يقول في صلاة ، إذن هذا النوع من العمل يبطل الصلاة ، وأنا الآن أضرب مثالا في صلب المثال السابق وهي الخطوات ، إذا رأينا إنسانا كان في صلاة ومسبوقا كما جاء في السؤال والجواب ، يمشي المشية العسكرية ، أنا هكذا أمثل الآن ، من يقول إن هذا يصلي ؟ لا أحد إذن هذا عمل يبطل صلاته ، ننزل قليلا من هذه الصورة إلى صورة أبعد عنها ، يمكن أن تكون من المتشابهات يعني يمكن أن يقال عنها تبطل الصلاة ، ويمكن أن يقال عنها لا تبطل الصلاة يمشي هو ليس المشية العسكرية النظامية لكن يمشي بسرعة من الذي يقول إن هذا في صلاة ، وهكذا تتعدد الأمثلة وتتعدد الصور ، حينما نأتي إلى صورة من المشي يخرج عن أن يقال فيه إنه ليس في صلاة فهذا يقال بجواز هذا المشي ، في سبيل تحقيق تلك المصلحة التي أشرنا إليها هذا تقريبا توضيح ما سألت عنه لكن الآن يخطر في البال شيء وهو ، أن المسلم يجب أن يكون ليس فقط فقيها وهذا لا بد منه بل يجب أن يكون أيضا حكيما في دعوته وفي فقهه اقتداء منه بنبيه صلوات الله وسلامه عليه حيث قال لعائشة حينما أرادت أن تدخل الكعبة وأن تصلي فيه ركعتين اقتداء بنبيها وبزوجها محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ( لها صلي في الحجر ، فإنه من الكعبة ولولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك ، لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ، ولجعلت لها بابين مع الأرض ) ، مش بابين عالين كما هو اليوم باب واحد عالي لا يدخل إلى الكعبة منه ، إلا من لا يليق أن يدخل فيه ، اليوم أقول ، قال عليه السلام: ( ولجعلت بابين مع الأرض ، بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) .

السائل : تنظيم سير

الشيخ : نعم

السائل : تنظيم سير

الشيخ : اه تنظيم سير ما شاء الله لكن الرسول ما فعل شيئا من ذلك لماذا ؟ خشي المفسدة التي قد تترتب من وراء هذا التجديد ، وهذا الإصلاح نحن الآن كدعاة لاتباع السلف الصالح ، الذين كانوا على الكتاب والسنة نحن دعاة إصلاح ، فينبغي أن نجمع في دعوتنا بين العلم والأسلوب الحسن في الدعوة ، (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) ، هذه توطئة لأقول إذا كان المسبوق في مسجد طرق أسماع أهله البدعة والسنة وقال عليه السلام وإلى آخره وليسوا مذهبيين لا يعرفون هذه الحقائق النبوية ، فتقدم ومشى مشيئا طويلا ، لكن ليس ذاك المشي الأول أو الثاني أو الثالث ، الذي يوهم الناس أنه هذا لا يصلي ، فليفعل أما إذا كان في مسجد لا يعرفون شيئا من السنة ويعرفون ثلاث خطوات تبطل الصلاة ، بلا شك هو إذا مشى ثلاث خطوات سيثور الناس عليه وستقع مشكلة كان هو في غنى عن إثارتها فحينئذ لا يثيرها بهذا الإصلاح لصلاته ، اقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في تركه الكعبة على بنيان الجاهلية خشية أن يقع هناك مفسدة في قومه ( يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بالشرك لهدمت الكعبة ، ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ) .

السائل : يعني إذا مشى المصلي لا تبطل صلاته ولكن .. ؟

الشيخ : لا ، لا نطلق هذا الكلام ؟

السائل : مع تفسير آخر جملة .

الشيخ : معليش إذا قيدها لا نطلق هذا الكلام ، بالقيد السابق نعم لا يفسد الصلاة .

السائل : جزاك الله خيرا مسلم له جار ... ؟

مواضيع متعلقة