تنبيهات على بعض أخطاء المأمومين في صلاتهم ، مع بيان فضل متابعة الإمام في تأمينه .
A-
A=
A+
الشيخ : ... العامة ، أعني بهذا الحديث قولَ رسولنا - صلوات الله وسلامه عليه - : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، هذا على وزان قوله - عليه السلام - في الحديث الأول : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتمَّ به فإذا كبَّر فكبِّروا ) ، على هذا الوزان جاء الحديث الآخر : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، ومعنى هذا بداهةً لا تسبقوه بالتأمين ، وإنما إذا أمَّن هو فأمِّنوا أنتم معه ، تمام الحديث مهم جدًّا ؛ لأن فيه بيان فضل الله - عز وجل - على عباده المؤمنين المتَّبعين لأوامر النبيِّ الكريم بحيث إن الله - عز وجل - يغفر لهذا المصلي لأنه حقَّقَ هذا الأمر الكريم ، قال - عليه السلام - : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ، فإنه مَن وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .
انظروا إلى فضل الله ؛ إنه يغفر لهذا المصلي كلَّ ذنوبه المتقدِّمة ؛ ما كان منها صغيرة أو كبيرة ، إلا غفر الله له ذنوبه ، لماذا ؟ لأنه لم يسبق الإمام بـ ( آمين ) ، وقال بُعَيد أو تابع الإمام بـ ( آمين ) ولم يسبِقْه ؛ فله هذا الفضل العظيم من الرَّبِّ الكريم أن يغفر الله له ذنوبه ؛ فما هو حال المصلين اليوم ؟ كما سمعنا اليوم ونسمعه في كلِّ يوم مع الأسف الشديد ، وفي كل صلاة لا بد من هؤلاء المقتدين أن يُسابقوا الإمام ، لا يكاد الإمام وبطبيعة الحال نحن كلامنا عن الصلاة الجهرية حيث يجهر الإمام بالقراءة ، ويجهر الإمام المتَّبع للسنة بـ ( آمين ) ، أما أولئك الذين يخفونها فليس لنا كلام معهم إطلاقًا ، فهو يقول : ( آمين ) ، لكننا نرى ونشاهد أن الإمام لا يكاد ينتهي من قراءة : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) إلا والمسجد يضجُّ بـ ( آمين ) ، هو بعد ما أخذ نفس !! ليستريح من قراءة السورة المباركة الطَّيِّبة سورة الفاتحة . فعلينا نحن إذًا أوَّلًا ائتمارًا بأمر الرسول - عليه السلام - الذي يأمرنا بالاقتداء به وعدم مسابقته نفيًا عامًّا ، وثانيًا يأمرنا أمرًا خاصًّا بأن لا نسابق الإمام بـ ( آمين ) لكي نحظى بمغفرة ربِّ العالمين ؛ فعلينا إذًا ماذا ؟ ننصت للإمام كما قال ربُّنا - عز وجل - في القرآن : (( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا )) ؛ إذًا إذا كنا مستمعين وكنا ناصتين حقًّا فعلينا أن نتريَّث حينما يقول الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) تأخذ نفس قصير أو طويل ، ثم نسمعه يبدأ بـ ( آ ) حينئذٍ لنبدأ نحن بـ ( آ ) ونكمِّلها بعد الإمام بـ : ( آمين ) : ( آمين ) . إذا فعلنا ذلك نجونا أوَّلًا : من مخالفة الأمر النبوي الكريم وحظينا ثانيًا بمغفرة الرَّبِّ العظيم - سبحانه وتعالى - .
أيضًا أذكِّركم والذكرى تنفع المؤمنين أنكم إذا ... وراء إمام يجهر بـ ( آمين ) فلا تسابقوه بـ ( آمين ) فتقلبون القاعدة تجعلون أنفسكم إمامًا والإمام مقتديًا بكم ؛ لأنه هو يلحقكم ، بينما المفروض هو العكس ، فاصبروا إذًا - بارك الله فيكم - ، واستحضروا آذانكم أذهانكم استحضروها وراء الإمام ، فإذا ما سمعتم ... هذا هو لأن أخذكم هذا النَّفس هو الذي سيؤخِّركم ، وسيمنعكم من مسابقة الإمام بـ ( آمين ) ، وبذلك تنجون من مخالفة الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، ثم تحظون - إن شاء الله - بمغفرة ربِّ العالمين جميعًا ؛ حيث قال - عليه السلام - في الحديث السابق : ( إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا ) ، مش إذا أمَّن فاسبقوه بالتأمين ، ( إذا أمَّن فأمِّنوا ، فإنه مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .
وهنا لا بد من أن نتعرَّض لتفسير ( فأمِّنوا ) ؛ فإنَّ للعلماء فيه قولين اثنين .
السائل : معليش - شيخنا - ، لو اتجهنا باتجاه الشمال ؛ لأن الشمس بأعيننا .
الشيخ : يعني اشتغلت حرارة الشباب الظاهر ؟ ما شاء الله !
فللعلماء في تفسير قوله - عليه السلام - في هذا الحديث الصحيح وهو متَّفق عليه بين الشَّيخين ؛ يعني رواه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " ، قالوا في تفسير قوله - عليه السلام - : ( إذا أمَّن فأمِّنوا ) قولين :
إذا أمَّن ؛ أي : انتهى من التأمين ؛ بمعنى توضيحي سمعتم سكون النُّون في ( آمين ) ، إذا انتهى الإمام من قوله : ( آمين ) فابدؤوا أنتم بقولكم : ( آمين ) .
والقول الثاني - وهو الذي ترجَّح لديَّ أخيرًا - أنَّ المعنى إذا شرعَ ، إذا شرعَ الإمام بـ ( آمين ) فاشرعوا أنتم بـ ( آمين ) ، وأنتم ترون على كلٍّ من التفسيرَين أننا نخالف التفسيرين على طول الخطِّ ، وبخاصَّة القول الأول .
القول الأول طويل البال شوية أكثر منَّا ، نحن نقول : إذا صبرتوا شوية ؛ يعني سمعتم قول الإمام : ( آ ) - ألف ( آمين ) - قولوا أنتم بعده : ( آمين ) ؛ لأنه في هذه الحالة ما سابقتموه ، لكن القول الأول إذا فرغ من ( آمين ) ، هَيْ بدها ضبط نفس أكثر كما ترون ، وأنا أرى أن هذا القول الأول إذا تبنَّيناه مبدئيًّا لقطع دابر هذه المسابقة التي ابتُلِي بها جماهير المصلين يكون أَوْلى ابتداءً ، أما انتهاءً فلا نتأخَّر عن الإمام ؛ مجرَّد أن نسمعه يقول : ( آ ) نقول نحن بعده : ( آ ) ونكمل ( آمين ) كما قال هو تمامًا .
هذه - كما قلنا في أول الكلمة - هذه من باب : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) ، وأقول كما قال - عليه السلام - في كثيرٍ من خطبه : ( فَلْيبلِّغ الشاهد الغائب ) . مش أنا أولِّي من هون وكل واحد منكم بينصرف لداره وعمله إلى آخره وما دخل في ذهننا شيء ، فنصلي في بعض المساجد ونسمع هذه المخالفة التي فيها ... مخالفة ثم نظلُّ فيها ، هذا أول شيء .
ثاني شيء لا نبلِّغ الناس ولا نحذِّرهم منها !! والرسول - عليه السلام - كان يقول : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار ) . والشاهد من هذا الحديث قوله : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ) ، ليس المقصود بالآية هنا المعنى العرفي العام أي آية من القرآن ، لا ؛ لأن أصل الأية أصل معنى الآية في اللغة العربية هي الجملة ، هي الجملة الكاملة ، فهنا الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث يأمر كلَّ مسلم بلغَتْه آية - أي : جملة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام - أن يبلِّغها للناس ، وبذلك ينتشر العلم الصحيح ؛ لأن العلم كما تعلمون من قول ابن القيم - رحمه الله - من كبار أهل العلم السلفيين الذين يقتدون بالسلف الصالح عقيدةً وفقهًا وسلوكًا ؛ كان يقول ابن القيم - رحمه الله - :
" العلم قال الله قال رسولهُ *** قال الصحابة ليس بالتَّمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرَّسول وبين رأي فقيهِ
كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حَذَرًا من التَّعطيل والتشبيهِ "
فالعلم قال الله قال رسول الله ، في المرتبة الثالثة والأخيرة قال الصحابة ؛ لأنهم هم الذين نقلوا إلينا ما قال الله على لسان نبيِّه وما قاله - عليه الصلاة والسلام - بلفظه من أحاديثه هم الأَمَنَة ، هم الذين نقلوا إلينا هذه الشريعة بكتابها وسنَّة نبيِّها ؛ ولذلك فيجب أن نهتمَّ ليس بنقل قيل وقال ، وإنما بقال الله وقال رسول الله ، ( بلِّغوا عني ولو آية ) .
إذًا خلاصة هذه الكلمة خلاصتها في جملتين موجزَتَين ، الأولى تخصُّكم أيها المصلون أن لا تسابقوا الإمام بـ ( آمين ) فتخالفوا الرسول الكريم في أمره : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، الجملة الثانية والأخيرة أنكم تبلِّغون الناس مِن ورائكم هذا الحديث وتوضِّحونه لهم على نحو ما سمعتم .
ما هو هذا الحديث ؟ نعيده مرارًا وتكرارًا ؛ لأن مِن سنَّته - عليه الصلاة والسلام - أنه كما جاء في " صحيح البخاري " كان يكرِّر الكلمة ثلاثًا حتى تُعقَلَ عنه ؛ أي : تفهم عنه ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يقول : ( إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا ؛ فإنه مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .
وهذه ذكرى ، والذِّكرى تنفع المؤمنين ... بخير ، قلنا أن وراء كلِّ الأئمة إذا قال : (( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) ( آمين ) ، المقتدون يسبقونه بـ ( آمين ) .
السائل : هذا كان الدرس اليوم .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : الحمد لله .
الشيخ : إذًا سبَّاق إلى الخيرات إن شاء الله .
السائل : الله يبارك فيك .
الشيخ : أهلًا .
انظروا إلى فضل الله ؛ إنه يغفر لهذا المصلي كلَّ ذنوبه المتقدِّمة ؛ ما كان منها صغيرة أو كبيرة ، إلا غفر الله له ذنوبه ، لماذا ؟ لأنه لم يسبق الإمام بـ ( آمين ) ، وقال بُعَيد أو تابع الإمام بـ ( آمين ) ولم يسبِقْه ؛ فله هذا الفضل العظيم من الرَّبِّ الكريم أن يغفر الله له ذنوبه ؛ فما هو حال المصلين اليوم ؟ كما سمعنا اليوم ونسمعه في كلِّ يوم مع الأسف الشديد ، وفي كل صلاة لا بد من هؤلاء المقتدين أن يُسابقوا الإمام ، لا يكاد الإمام وبطبيعة الحال نحن كلامنا عن الصلاة الجهرية حيث يجهر الإمام بالقراءة ، ويجهر الإمام المتَّبع للسنة بـ ( آمين ) ، أما أولئك الذين يخفونها فليس لنا كلام معهم إطلاقًا ، فهو يقول : ( آمين ) ، لكننا نرى ونشاهد أن الإمام لا يكاد ينتهي من قراءة : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) إلا والمسجد يضجُّ بـ ( آمين ) ، هو بعد ما أخذ نفس !! ليستريح من قراءة السورة المباركة الطَّيِّبة سورة الفاتحة . فعلينا نحن إذًا أوَّلًا ائتمارًا بأمر الرسول - عليه السلام - الذي يأمرنا بالاقتداء به وعدم مسابقته نفيًا عامًّا ، وثانيًا يأمرنا أمرًا خاصًّا بأن لا نسابق الإمام بـ ( آمين ) لكي نحظى بمغفرة ربِّ العالمين ؛ فعلينا إذًا ماذا ؟ ننصت للإمام كما قال ربُّنا - عز وجل - في القرآن : (( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا )) ؛ إذًا إذا كنا مستمعين وكنا ناصتين حقًّا فعلينا أن نتريَّث حينما يقول الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) تأخذ نفس قصير أو طويل ، ثم نسمعه يبدأ بـ ( آ ) حينئذٍ لنبدأ نحن بـ ( آ ) ونكمِّلها بعد الإمام بـ : ( آمين ) : ( آمين ) . إذا فعلنا ذلك نجونا أوَّلًا : من مخالفة الأمر النبوي الكريم وحظينا ثانيًا بمغفرة الرَّبِّ العظيم - سبحانه وتعالى - .
أيضًا أذكِّركم والذكرى تنفع المؤمنين أنكم إذا ... وراء إمام يجهر بـ ( آمين ) فلا تسابقوه بـ ( آمين ) فتقلبون القاعدة تجعلون أنفسكم إمامًا والإمام مقتديًا بكم ؛ لأنه هو يلحقكم ، بينما المفروض هو العكس ، فاصبروا إذًا - بارك الله فيكم - ، واستحضروا آذانكم أذهانكم استحضروها وراء الإمام ، فإذا ما سمعتم ... هذا هو لأن أخذكم هذا النَّفس هو الذي سيؤخِّركم ، وسيمنعكم من مسابقة الإمام بـ ( آمين ) ، وبذلك تنجون من مخالفة الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، ثم تحظون - إن شاء الله - بمغفرة ربِّ العالمين جميعًا ؛ حيث قال - عليه السلام - في الحديث السابق : ( إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا ) ، مش إذا أمَّن فاسبقوه بالتأمين ، ( إذا أمَّن فأمِّنوا ، فإنه مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .
وهنا لا بد من أن نتعرَّض لتفسير ( فأمِّنوا ) ؛ فإنَّ للعلماء فيه قولين اثنين .
السائل : معليش - شيخنا - ، لو اتجهنا باتجاه الشمال ؛ لأن الشمس بأعيننا .
الشيخ : يعني اشتغلت حرارة الشباب الظاهر ؟ ما شاء الله !
فللعلماء في تفسير قوله - عليه السلام - في هذا الحديث الصحيح وهو متَّفق عليه بين الشَّيخين ؛ يعني رواه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " ، قالوا في تفسير قوله - عليه السلام - : ( إذا أمَّن فأمِّنوا ) قولين :
إذا أمَّن ؛ أي : انتهى من التأمين ؛ بمعنى توضيحي سمعتم سكون النُّون في ( آمين ) ، إذا انتهى الإمام من قوله : ( آمين ) فابدؤوا أنتم بقولكم : ( آمين ) .
والقول الثاني - وهو الذي ترجَّح لديَّ أخيرًا - أنَّ المعنى إذا شرعَ ، إذا شرعَ الإمام بـ ( آمين ) فاشرعوا أنتم بـ ( آمين ) ، وأنتم ترون على كلٍّ من التفسيرَين أننا نخالف التفسيرين على طول الخطِّ ، وبخاصَّة القول الأول .
القول الأول طويل البال شوية أكثر منَّا ، نحن نقول : إذا صبرتوا شوية ؛ يعني سمعتم قول الإمام : ( آ ) - ألف ( آمين ) - قولوا أنتم بعده : ( آمين ) ؛ لأنه في هذه الحالة ما سابقتموه ، لكن القول الأول إذا فرغ من ( آمين ) ، هَيْ بدها ضبط نفس أكثر كما ترون ، وأنا أرى أن هذا القول الأول إذا تبنَّيناه مبدئيًّا لقطع دابر هذه المسابقة التي ابتُلِي بها جماهير المصلين يكون أَوْلى ابتداءً ، أما انتهاءً فلا نتأخَّر عن الإمام ؛ مجرَّد أن نسمعه يقول : ( آ ) نقول نحن بعده : ( آ ) ونكمل ( آمين ) كما قال هو تمامًا .
هذه - كما قلنا في أول الكلمة - هذه من باب : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) ، وأقول كما قال - عليه السلام - في كثيرٍ من خطبه : ( فَلْيبلِّغ الشاهد الغائب ) . مش أنا أولِّي من هون وكل واحد منكم بينصرف لداره وعمله إلى آخره وما دخل في ذهننا شيء ، فنصلي في بعض المساجد ونسمع هذه المخالفة التي فيها ... مخالفة ثم نظلُّ فيها ، هذا أول شيء .
ثاني شيء لا نبلِّغ الناس ولا نحذِّرهم منها !! والرسول - عليه السلام - كان يقول : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومَن كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار ) . والشاهد من هذا الحديث قوله : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ) ، ليس المقصود بالآية هنا المعنى العرفي العام أي آية من القرآن ، لا ؛ لأن أصل الأية أصل معنى الآية في اللغة العربية هي الجملة ، هي الجملة الكاملة ، فهنا الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث يأمر كلَّ مسلم بلغَتْه آية - أي : جملة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام - أن يبلِّغها للناس ، وبذلك ينتشر العلم الصحيح ؛ لأن العلم كما تعلمون من قول ابن القيم - رحمه الله - من كبار أهل العلم السلفيين الذين يقتدون بالسلف الصالح عقيدةً وفقهًا وسلوكًا ؛ كان يقول ابن القيم - رحمه الله - :
" العلم قال الله قال رسولهُ *** قال الصحابة ليس بالتَّمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهةً *** بين الرَّسول وبين رأي فقيهِ
كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حَذَرًا من التَّعطيل والتشبيهِ "
فالعلم قال الله قال رسول الله ، في المرتبة الثالثة والأخيرة قال الصحابة ؛ لأنهم هم الذين نقلوا إلينا ما قال الله على لسان نبيِّه وما قاله - عليه الصلاة والسلام - بلفظه من أحاديثه هم الأَمَنَة ، هم الذين نقلوا إلينا هذه الشريعة بكتابها وسنَّة نبيِّها ؛ ولذلك فيجب أن نهتمَّ ليس بنقل قيل وقال ، وإنما بقال الله وقال رسول الله ، ( بلِّغوا عني ولو آية ) .
إذًا خلاصة هذه الكلمة خلاصتها في جملتين موجزَتَين ، الأولى تخصُّكم أيها المصلون أن لا تسابقوا الإمام بـ ( آمين ) فتخالفوا الرسول الكريم في أمره : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ، الجملة الثانية والأخيرة أنكم تبلِّغون الناس مِن ورائكم هذا الحديث وتوضِّحونه لهم على نحو ما سمعتم .
ما هو هذا الحديث ؟ نعيده مرارًا وتكرارًا ؛ لأن مِن سنَّته - عليه الصلاة والسلام - أنه كما جاء في " صحيح البخاري " كان يكرِّر الكلمة ثلاثًا حتى تُعقَلَ عنه ؛ أي : تفهم عنه ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يقول : ( إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا ؛ فإنه مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .
وهذه ذكرى ، والذِّكرى تنفع المؤمنين ... بخير ، قلنا أن وراء كلِّ الأئمة إذا قال : (( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) ( آمين ) ، المقتدون يسبقونه بـ ( آمين ) .
السائل : هذا كان الدرس اليوم .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : الحمد لله .
الشيخ : إذًا سبَّاق إلى الخيرات إن شاء الله .
السائل : الله يبارك فيك .
الشيخ : أهلًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 96
- توقيت الفهرسة : 00:44:59
- نسخة مدققة إملائيًّا