هل يجوز للإمام أن يلقي درسًا أو موعظة بعد الصلاة مباشرةً وبعضهم ما زال يصلي ؟
A-
A=
A+
السائل : بما معناه : يجوز للإمام يحكي حديث بعد الصلاة للمصلين ؟
الشيخ : أنت - أبا عدنان - هاد سؤالك ؟
السائل : هذا هو سؤالي .
الشيخ : الجواب : أن الإمام أو غير الإمام إذا أراد أن يُلقِيَ درسًا أو موعظة أو نصيحة فإما أن يصبر حتى ينتهي المصلون من صلاتهم - أي : من صلاة السنة البعدية - ، وإما أن يعلنهم بأنه يريد أن يلقي موعظة أو كلمة أو نصيحة حتى أوَّلًا ينتبهوا لها ، وثانيًا حتى ما يشوِّش عليهم في صلاتهم ؛ لأنَّ هذا التشويش لا يجوز ، وإذا فرض المدرِّس هذا سواء كان إمامًا أو غير إمام إذا فرض درسه أو محاضرته أو نصيحته على المصلين قبل أن ينتهوا من الصلاة فيكون معتديًا عليهم ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كان يقول : ( يا أيها الناس ، كلُّكم يناجي ربه ؛ فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) . فلذلك ابتداء الدرس قبل أن ينتهي المصلون من صلاتهم فيه تشويش عليهم وبالتالي إيذاء لهم فلا يجوز ، فإذًا كما قلت إما أن يصبر حتى ينتهوا أو يستأذنهم ؛ حتى لا يقع في التشويش المحظور في الحديث الصحيح .
السائل : الأخ أبو عبد الرحمن ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أقول : في نقط نحب نوضِّحها بالنسبة لموضوع ... أنُّو الإمام أبو محمد يعني أصبح شيء متعارف عليه بالنسبة للمصلين أنُّو بعد صلاة العشاء الفرض الكل يجلس ... يوميًّا مش لأول مرة ، كل بعد صلاة العشاء يجلس ويورد أحد الأحاديث أو أحد المواضيع ، والمصلين يجلسوا حتى ينهيها ثم يصلوا السنة ؛ ما عدا الشخص اللي بعجلة من أمره يصلي السنة ... هذا اللي ... في المسجد يعني .
الشيخ : نعم ، أنا أقول : الواقع يشهد أن مجرَّد ما يسلم الإمام من صلاته فيبتدئ محاضرته لا شك أنه يكون مشوِّشًا لبعض المصلين ، وأهون صورة نريد أن نتصوَّرَها الذي كان مسبوقًا بركعة أو ركعتين على حسب الصلاة إذا كانت صلاة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية ، فهذا المسبوق لا بدَّ له ليس كالذي قلنا آنفًا أنُّو اللي يؤخر صلاة السنة لحتَّى ينتهي من شيء من الموعظة هو هنا مضطر بأن يتمَّ صلاته ، كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ؛ فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتمُّوا ) ؛ فهذه الركعة أو أكثر من ركعة إذا أراد المسبوق أن يأتِيَ بها وقام الإمام يوعظ ويعلِّم لا شك أنه سيقع في المحظور الذي رويته أنفًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) .
فإذا افترضنا مسجدًا ما أو صلاة ما ما في مسبوق إطلاقًا - وهذا أتصوره نادر جدًّا خاصة في الزمن الحاضر ؛ لقلَّة حرص الناس في إدراك الصلاة في أول وقتها - فإذا تصوَّرنا هذه الصورة يأتي التفصيل اللي ذكرته آنفًا ؛ أنُّو إما أن يصبر الإمام حتى يصلوا السنة إذا كانت هناك سنة بعدية مثل صلاة الفجر - مثلًا - ما في هناك شيء أو يستأذنهم ، ولا بد من أحد الأمرين ؛ فلا يجوز للإمام أن يفرض رأيه فرضًا على المصلين كما يفعل - مثلًا - بعض الخطباء يوم الجمعة ، يطيل الخطبة ويطيلها ويعكس الصلاة فيقصرها قصرًا ، وهذا خلاف السنة التي صرَّح بها الرسول - عليه الصلاة والسلام - حينما قال : ( من فقه الرجل إطالة الصلاة وقصر الخطبة ) ، فإذا ما كلَّمت أمثال هؤلاء الخطباء قالوا : يا أخي ، بدنا نعلم الناس ، والناس ما في عندهم نشاط لحضور مجالس العلم و وإلى آخره ، هذا ما يسوِّغ للإمام أن يُخالف السنة ، هو يستطيع - مثلًا - أن يلقي الخطبة على حدود السُّنَّة كما ذكرنا ؛ يعني أن يقصر فيها ، ثم إذا بدا له في أثناء الخطبة أنَّ مسألةً ما تحتاج إلى شرح وإطالة وبيان يذكر لهم أنُّو هذا سيكون بعد الصلاة ، أما أنُّو يحصرهم اللي قد يكون مريض وقد يكون معه - مثلًا - سلس بول أو ما شابه ذلك ، فيحصره نصف ساعة في الخطبة لأنُّو هو قائم في ذهنه أنُّو بدو يفرض تعليمه للناس رغم أنفهم ، لا ، هذا ما يجوز ؛ لذلك أقول : أي إمام أو خطيب أو معلِّم أو مدرِّس يريد أن يُلقي كلمة بعد انتهاء الصلاة فلا بدَّ أن يلاحظ هذه الملاحظة ؛ وهو أن لا يشوِّش على الحاضرين ؛ سواء كانوا مسبوقين كما ذكرنا وهذا لا بد منه ، أو كانوا غير مسبوقين لكنهم ذاكرين .
أنتم تعلمون - إن شاء الله - أنَّ هناك تهليلات عشر بعد فرض المغرب وفرض الفجر ، فإذا سلَّم الإمام وقام يلقي خطبة أو درس ؛ هذا اللي بدو يجيب العشر تهليلات لح يتشوَّش عليه ؛ وبخاصَّة أنُّو في الحديث أنَّ الذي يريد أن يأتي أو أن ... العشر تهليلات ينبغي أن يأتي بها قبل أن يغيِّرَ من جلسته ، وقبل أن يتكلم مع مَن جبنه ، وهكذا ، فكلُّ هذه القضايا يجب هذا الإمام أو هذا الخطيب أن يرعاها حقَّ رعايتها ، وإلا بيكون قد أساء صنعًا ، هو يريد أن يعلِّم الناس يريد أن يعظهم وإذا به هو يقع في بخلاف ما يعلِّم .
هكذا خلاصة الجواب عن ذاك السؤال .
السائل : إذًا - يا شيخ - ليس فقط الاعتداء يكون في المسبوقين أو في الفريضة التي يعقبها سنة ، وإنما الاعتداء يكون حتى في الذكر الذي بعد الصلاة .
الشيخ : إي نعم ، هو كذلك .
الشيخ : أنت - أبا عدنان - هاد سؤالك ؟
السائل : هذا هو سؤالي .
الشيخ : الجواب : أن الإمام أو غير الإمام إذا أراد أن يُلقِيَ درسًا أو موعظة أو نصيحة فإما أن يصبر حتى ينتهي المصلون من صلاتهم - أي : من صلاة السنة البعدية - ، وإما أن يعلنهم بأنه يريد أن يلقي موعظة أو كلمة أو نصيحة حتى أوَّلًا ينتبهوا لها ، وثانيًا حتى ما يشوِّش عليهم في صلاتهم ؛ لأنَّ هذا التشويش لا يجوز ، وإذا فرض المدرِّس هذا سواء كان إمامًا أو غير إمام إذا فرض درسه أو محاضرته أو نصيحته على المصلين قبل أن ينتهوا من الصلاة فيكون معتديًا عليهم ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كان يقول : ( يا أيها الناس ، كلُّكم يناجي ربه ؛ فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) . فلذلك ابتداء الدرس قبل أن ينتهي المصلون من صلاتهم فيه تشويش عليهم وبالتالي إيذاء لهم فلا يجوز ، فإذًا كما قلت إما أن يصبر حتى ينتهوا أو يستأذنهم ؛ حتى لا يقع في التشويش المحظور في الحديث الصحيح .
السائل : الأخ أبو عبد الرحمن ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أقول : في نقط نحب نوضِّحها بالنسبة لموضوع ... أنُّو الإمام أبو محمد يعني أصبح شيء متعارف عليه بالنسبة للمصلين أنُّو بعد صلاة العشاء الفرض الكل يجلس ... يوميًّا مش لأول مرة ، كل بعد صلاة العشاء يجلس ويورد أحد الأحاديث أو أحد المواضيع ، والمصلين يجلسوا حتى ينهيها ثم يصلوا السنة ؛ ما عدا الشخص اللي بعجلة من أمره يصلي السنة ... هذا اللي ... في المسجد يعني .
الشيخ : نعم ، أنا أقول : الواقع يشهد أن مجرَّد ما يسلم الإمام من صلاته فيبتدئ محاضرته لا شك أنه يكون مشوِّشًا لبعض المصلين ، وأهون صورة نريد أن نتصوَّرَها الذي كان مسبوقًا بركعة أو ركعتين على حسب الصلاة إذا كانت صلاة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية ، فهذا المسبوق لا بدَّ له ليس كالذي قلنا آنفًا أنُّو اللي يؤخر صلاة السنة لحتَّى ينتهي من شيء من الموعظة هو هنا مضطر بأن يتمَّ صلاته ، كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا أتيتم الصلاة فَأْتوها وعليكم السكينة والوقار ، ولا تأتوها وأنتم تسعون ؛ فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتمُّوا ) ؛ فهذه الركعة أو أكثر من ركعة إذا أراد المسبوق أن يأتِيَ بها وقام الإمام يوعظ ويعلِّم لا شك أنه سيقع في المحظور الذي رويته أنفًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) .
فإذا افترضنا مسجدًا ما أو صلاة ما ما في مسبوق إطلاقًا - وهذا أتصوره نادر جدًّا خاصة في الزمن الحاضر ؛ لقلَّة حرص الناس في إدراك الصلاة في أول وقتها - فإذا تصوَّرنا هذه الصورة يأتي التفصيل اللي ذكرته آنفًا ؛ أنُّو إما أن يصبر الإمام حتى يصلوا السنة إذا كانت هناك سنة بعدية مثل صلاة الفجر - مثلًا - ما في هناك شيء أو يستأذنهم ، ولا بد من أحد الأمرين ؛ فلا يجوز للإمام أن يفرض رأيه فرضًا على المصلين كما يفعل - مثلًا - بعض الخطباء يوم الجمعة ، يطيل الخطبة ويطيلها ويعكس الصلاة فيقصرها قصرًا ، وهذا خلاف السنة التي صرَّح بها الرسول - عليه الصلاة والسلام - حينما قال : ( من فقه الرجل إطالة الصلاة وقصر الخطبة ) ، فإذا ما كلَّمت أمثال هؤلاء الخطباء قالوا : يا أخي ، بدنا نعلم الناس ، والناس ما في عندهم نشاط لحضور مجالس العلم و وإلى آخره ، هذا ما يسوِّغ للإمام أن يُخالف السنة ، هو يستطيع - مثلًا - أن يلقي الخطبة على حدود السُّنَّة كما ذكرنا ؛ يعني أن يقصر فيها ، ثم إذا بدا له في أثناء الخطبة أنَّ مسألةً ما تحتاج إلى شرح وإطالة وبيان يذكر لهم أنُّو هذا سيكون بعد الصلاة ، أما أنُّو يحصرهم اللي قد يكون مريض وقد يكون معه - مثلًا - سلس بول أو ما شابه ذلك ، فيحصره نصف ساعة في الخطبة لأنُّو هو قائم في ذهنه أنُّو بدو يفرض تعليمه للناس رغم أنفهم ، لا ، هذا ما يجوز ؛ لذلك أقول : أي إمام أو خطيب أو معلِّم أو مدرِّس يريد أن يُلقي كلمة بعد انتهاء الصلاة فلا بدَّ أن يلاحظ هذه الملاحظة ؛ وهو أن لا يشوِّش على الحاضرين ؛ سواء كانوا مسبوقين كما ذكرنا وهذا لا بد منه ، أو كانوا غير مسبوقين لكنهم ذاكرين .
أنتم تعلمون - إن شاء الله - أنَّ هناك تهليلات عشر بعد فرض المغرب وفرض الفجر ، فإذا سلَّم الإمام وقام يلقي خطبة أو درس ؛ هذا اللي بدو يجيب العشر تهليلات لح يتشوَّش عليه ؛ وبخاصَّة أنُّو في الحديث أنَّ الذي يريد أن يأتي أو أن ... العشر تهليلات ينبغي أن يأتي بها قبل أن يغيِّرَ من جلسته ، وقبل أن يتكلم مع مَن جبنه ، وهكذا ، فكلُّ هذه القضايا يجب هذا الإمام أو هذا الخطيب أن يرعاها حقَّ رعايتها ، وإلا بيكون قد أساء صنعًا ، هو يريد أن يعلِّم الناس يريد أن يعظهم وإذا به هو يقع في بخلاف ما يعلِّم .
هكذا خلاصة الجواب عن ذاك السؤال .
السائل : إذًا - يا شيخ - ليس فقط الاعتداء يكون في المسبوقين أو في الفريضة التي يعقبها سنة ، وإنما الاعتداء يكون حتى في الذكر الذي بعد الصلاة .
الشيخ : إي نعم ، هو كذلك .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 50
- توقيت الفهرسة : 00:00:53
- نسخة مدققة إملائيًّا