اعتبرتم أنَّ جلستكم بعد العشاء هي جلسة علم ، ولا يلزم الخروج للصلاة ؛ مع أنَّ الحديث يدل على أنه يلزم الخروج للصلاة إلا من خوف أو مرض ؛ فكيف نجيب على الحديث ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب شيخي ، بالنسبة لموضوعنا الآن في صلاة العشاء تفضَّلتم قلتم : نحن نعتبرها جلسة علم ولا نخرج إلى الصلاة ؛ مع أنُّو الحديث الذي نعرفه أنُّو من عذر خوف أو مرض ؛ فكيف تعدَّى هذا إلى موضوع جلسة العلم ؟
الشيخ : طبعًا هذا استنباط واتباع لعلماء الحديث اللي كانوا في جلسة وحضرتهم صلاة الظهر ، وكان في من كبار الأئمة كأحمد ، في علي بن المديني وغيره ... الظاهر .
السائل : نعم .
الشيخ : ... صلاة الظهر .
السائل : نعم .
الشيخ : فأجاب الإمام أحمد - رحمه الله - بأنُّو نحن الآن في عبادة ؛ فهو بفقهه فَهِمَ - وهو الذي بدا لنا أخيرًا - أن الجلسة العلمية التي يعني ينفضُّ الاجتماع بقطعها فيُعتبر عذرًا في عدم الذهاب إلى المسجد . هذه من المسائل التي طبعًا ليس يوجد عليها نص ، ولا يستطيع عامة الناس أن يفهموها فضلًا عن أن يقولوا بها ؛ هنا يأتي النَّصُّ القرآني : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، إي مشكلتنا اليوم كمان من جملة المشاكل أنُّو توهَّموا الشباب الناشئ اليوم على البصيرة على الكتاب والسنة ، بيتوهموا أن كل مسألة في عليها دليل مفصَّل عليها تفصيل ، وفي واحد من إخواننا يمكن من هدول اللي بيركبوا معنا في الصباح .
السائل : إي ... .
الشيخ : أول ما بيسأل : كذا وكذا وما الدليل ؟ كذا وكذا وما الدليل ؟
السائل : ... طيب .
الشيخ : لكن لما بيسألني في الهاتف هذا أسلوبه ، لكن لما بيسألني وجهًا لوجه مو هذا أسلوبه ؛ فألاحظ أنا بعطي جواب طبعًا ، لكن الدليل مش مثل ما بيتصوَّره ، أنا بفهموا بحكي له إياه ، لكن ما أظنه .
السائل : ... .
الشيخ : يعني أقدر أقول الآن : من بدع العصر الحاضر قرن السؤال بطلب الدليل ؛ شو رأيكم أنتم معشر السلفيين ؟
السائل : عجيبة هذه شيخنا !
الشيخ : [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : إحنا تعلَّمنا منذ الصغر أن نطالب يعني ، بل .
الشيخ : لا ، هو تعلمتوا أن تطالبوا ، لكن تعلَّمتوا أنُّو تمشوا على بصيرة ، وكل مسألة تعرفوا دليلها .
السائل : دليلها ، نعم .
الشيخ : لكن مو أنُّو يُوجَّه كل سؤال مقرونًا : وما الدليل ؟
السائل : لفظة ؛ يعني أن يطالب .
الشيخ : وأنا شو عم أحكي ؟ [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : نعم ، أكرمكم الله .
الشيخ : فأنا - مثلًا - إذا أجبتك بسؤالنا السابق ؛ إذا سألتني : شو الدليل ؟ أذكر لك هاللي حكيت لك إياه .
السائل : نعم .
الشيخ : لكن إيمتى بتقول لي : شو الدليل ؟ بعدما أذكر لك أنُّو القضية كذا وكذا ؛ شايف شلون ؟
السائل : نعم .
الشيخ : لكن أنت واجبك كسائل لأهل العلم أن تسأل .
السائل : نعم .
الشيخ : مش أنك تقرن السؤال بطلب الدليل ؛ لأنُّو كثير من المسائل أنا الآن يعني أعرف نفسي تمامًا أنُّو ما درست أنا علم الفرائض ، عندي رؤوس أقلام ، لكن لو عُرِضَت أمامي مسألة مشبَّكة ، وسألت فيها عالم ما رح قول ما أفهم عليه ؛ بفهم أنُّو هاد يطلع له الربع وهذا الثلث وإلى آخره ، لكن لو سألته : شو الدليل ؟ راح أضيع ؛ لأنُّو أنا ما لي دارس .
سائل آخر : أقسم لك الجدول كله ، جدول يقسمه كله !!
الشيخ : وهكذا الفقه ، فقه شيء في عليه نص صريح من الكتاب والسنة ، والأشياء الأخرى ما فيها نصوص صريحة ؛ فطالب العلم عليه أنُّو يسأل ، إذا صار في قلبه شك ريب في الجواب ؛ من فضلك شو الدليل ؟ السلف كانوا إذا سُئلوا هذا السؤال اللي نحن الآن عم نقيدوا أنه يجوز ولَّا يجوز ؟ وقع كذا وكذا شو رأيك ؟ يعطي الرأي ثم يختم كلامه يقول : إن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي .
نعم ؛ بمعنى ما في عنده دليل صريح في الموضوع ، هذا اجتهاد استنباط منه ، مين بيقدر يشاركوا في هذه الأشياء ؟ السَّائل ؟ السَّائل أكثر الناس لا يعلمون ، ما ... لذلك الحقيقة الآن نحن في طفرة ، في قفزة يعني بدل ما يقعوا على السلامة ح يقعوا في الهوَّة ، لولا الضوابط هذه والفرامات والبريكات وما شابه ذلك ، وإلا الناس الآن في خطر ، ومن الخطورة أنُّو ظهر في المجتمع الآن أنُّو واحد مو فهمان شيء بيقول لك : أنا رأيي كذا ، ما كانت هذه الظاهرة أبدًا ؛ ليش ما كانت ؟ لأن أهل العلم كانوا مميتين عقولهم ، وكانوا بيتبعوا الآباء والأجداد اللي درسوا عليهم . الآن صار إيش ؟ ردَّة فعل ، صار كل واحد يقول : أنا وأنا . مين أنت ؟ أنت قراءة ما بتعرف تقرأها مثل الناس فضلًا عن الحديث ، إلى آخره .
فخلاصة القول أنُّو هذه المسألة ما عليها نص طبعًا ، ظاهر النصوص خلافها ، لكن هذا شيء ينقدح في قلب العالم الفقيه الورع التَّقي فيرى أنُّو هذا الاجتماع الآن هو إيش ؟ مقدَّم على ذاك الاجتماع الذي سيكون .
السائل : نعم .
الشيخ : لعلك تذكر الحديث - مثلًا - لما كان الإمام حبر الأمة عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - يخطب ، كان عم يخطب بتقدر تقول : بعد العصر ، ما عاد أذكر الآن قبيل المغرب ؛ المهم استمر الخطبة لبعد المغرب ، بدأت أصوات تخرج من المجلس : الصلاة الصلاة ، قال له : ويحك !! هذا الأسلوب اللي استعملناه اليوم أعوذ بالله هذا متشدِّد وهذا كذا وإلى آخره ، أُنسِينا السلف ! لذلك بدنا كل شيء ناعم كل شيء لطيف ؛ هالنعومة هَيْ ... مثل الولد المدلَّل عمره ما أكل كف كما قلنا سابقًا .
السائل : نعم .
الشيخ : صار شاب استرجل ، ما بيصلي لأنُّو ما أكل وَلَا كف في سبيل الله ، ما عاد يصلي ، هلق يساوي هيك يساوي هيك ، بدو يقتل بدو يذبح ؛ " في الصيف ضيَّعت اللبن " ، وين كنت لما كان مثل الشدة بإمكانك أنك تعوجه تقوِّمه ، إلى آخره ؟ المهم أصوات من هنا وهناك : الصلاة الصلاة . قال له : " ويحك ، أتعلِّمُني الصلاة ؟! لقد جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء لغير سفر ولا مطر " ؛ فهو قدَّر الوضع اللي عايش فيه ، وأوجد لنفسه رخصة أنُّو ولو فاتت صلاة الجماعة .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنا بدي أجمع بين الصَّلاتين صلاة المغرب وصلاة العشاء .
السائل : ... نعم .
الشيخ : يا ترى تقدير الوضع تقويمه هل يستطيع الجمهور اللي عايش عم يسمع ... ؟ ما يستطيع ؛ لذلك العدل في التفكير نحن بحاجة اليوم الحقيقة أنُّو ما نفقده ، ودائمًا نتذكَّره ، ونتذكَّر في الجملة قول ربِّنا - عز وجل - : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ، ما عدنا نفكِّر في هذه الآية ، السبب دخلنا غرور ، دخلنا غرور ؛ أي : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ؟! إي ، أنا من الذين يعلمون ؛ فإذًا ليش حتى قدِّر أنُّو في أعلم منه ؛ يعني مثل ما عم أحكي لكم أحيانًا بمناسبة صلاة الجماعة الثانية ؛ أنُّو أنا كنت طالب علم طويلب علم حديث السن ، لسا ما طرَّ شاربي كما يقال عم أشتغل في الدكان ، أذَّن ، قوم صلِّ مع الجماعة ، إي لأركِّب ... لأركِّب هالبرغي ؛ إي بركي فاتتك صلاة الجماعة ؟ إي ، تشوف جماعة ثانية لا بد ما تلاقي إمام ، ما في ، هذا كلها حديث نفسي ، بركي ما تلاقي إمام ، طيب ؛ أنت مو عاجبك نفسك ؟ أنت طالب علم ، هذا حديث شخصي ، طالب علم ، وعلى هذا تخلص الجماعة ولسا الساعة في يدي ، لكن لما علمت أنُّو ما في جماعة ثانية تركت الساعة في أرضها ، ورح لاقيها على حطَّة إيدي .
السائل : نعم .
الشيخ : روح أصلي وأرجع كمِّل شغلي .
فالمهم يعني التربية هذه اللي ندندن حولها " التصفية والتربية " الحقيقة أمر عظيم جدًّا ، مين بدو يربيه نحن شو بدي أقول لك ؟ كنت أقول : حثالة القرون كلها في عدم التصفية وعدم التربية ، مين هلق بدو يجدِّد التربية هذه حتى يعودوا المسلمون جميعًا عالمهم جاهلهم فقيههم وأمِّيُّهم إلى آخره كما كان الأمر الأول ؟ هذا يحتاج يعني باعتبار أنه بناء يحتاج إلى سنين أكثر من سنين الخراب ؛ لأنُّو الخراب سهل ؛ فما بالك إذا كانت هذه السنين قرون ؟ قرون في تخريب ، قديش بدنا نحن نعمِّر ؟! يظنُّوا الناس أنُّو القضية قضية فقط ثقافة ؛ لذلك هلق عم تشوف المدارس عم تخرِّج أشرار ، ما تخرِّج شباب صالح !!
مدري وين كنا اليوم ماشيين ؟ ... كان معنا راكبين بالسيارة ، نسيت والله ... شابين هيك مرُّوا بجنب السيارة ، إي كنا لما صلينا الظهر أو العصر " الله الملك الوطن " ، عم يتغنَّى وهو ماشي ، " الله الوطن الملك " ، وصار بقى سؤال أنُّو هذا شرك ولَّا ليس بشرك ؟ طبعًا أجَبْنا أنو هذا شرك . قال أحدهم : طيب ؛ إذا قال : " الله ، ثم الوطن ، ثم الملك " ، يعني هذا طبعًا ظاهريًّا خرج عن كونه شركًا ؛ قلنا له - أيضًا - : لا يجوز ؛ لأنُّو ما في وطن في الإسلام ، وبعدين ذكر الملك يكفي ذكره مع الله - عز وجل - . وبدون ما إيش ؟ يُقال : الله الملك ، فَلْيُقَلْ : الله ثم الملك . طيب ؛ أنو ملك هاد ؟ لو قيل : ثم الخليفة والله ماشي الحال ؛ لأنُّو الخليفة يحكم بما أنزل الله ، وهكذا يعني مشكلتنا مشكلة .
السائل : طيب شيخنا ، الحقيقة مبتلين إحنا في البيت الآن .
الشيخ : بدهم يجوا الأولاد ... " نظام " ، أعطيهم خبر حتى يستنوا .
نعم .
الشيخ : طبعًا هذا استنباط واتباع لعلماء الحديث اللي كانوا في جلسة وحضرتهم صلاة الظهر ، وكان في من كبار الأئمة كأحمد ، في علي بن المديني وغيره ... الظاهر .
السائل : نعم .
الشيخ : ... صلاة الظهر .
السائل : نعم .
الشيخ : فأجاب الإمام أحمد - رحمه الله - بأنُّو نحن الآن في عبادة ؛ فهو بفقهه فَهِمَ - وهو الذي بدا لنا أخيرًا - أن الجلسة العلمية التي يعني ينفضُّ الاجتماع بقطعها فيُعتبر عذرًا في عدم الذهاب إلى المسجد . هذه من المسائل التي طبعًا ليس يوجد عليها نص ، ولا يستطيع عامة الناس أن يفهموها فضلًا عن أن يقولوا بها ؛ هنا يأتي النَّصُّ القرآني : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، إي مشكلتنا اليوم كمان من جملة المشاكل أنُّو توهَّموا الشباب الناشئ اليوم على البصيرة على الكتاب والسنة ، بيتوهموا أن كل مسألة في عليها دليل مفصَّل عليها تفصيل ، وفي واحد من إخواننا يمكن من هدول اللي بيركبوا معنا في الصباح .
السائل : إي ... .
الشيخ : أول ما بيسأل : كذا وكذا وما الدليل ؟ كذا وكذا وما الدليل ؟
السائل : ... طيب .
الشيخ : لكن لما بيسألني في الهاتف هذا أسلوبه ، لكن لما بيسألني وجهًا لوجه مو هذا أسلوبه ؛ فألاحظ أنا بعطي جواب طبعًا ، لكن الدليل مش مثل ما بيتصوَّره ، أنا بفهموا بحكي له إياه ، لكن ما أظنه .
السائل : ... .
الشيخ : يعني أقدر أقول الآن : من بدع العصر الحاضر قرن السؤال بطلب الدليل ؛ شو رأيكم أنتم معشر السلفيين ؟
السائل : عجيبة هذه شيخنا !
الشيخ : [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : إحنا تعلَّمنا منذ الصغر أن نطالب يعني ، بل .
الشيخ : لا ، هو تعلمتوا أن تطالبوا ، لكن تعلَّمتوا أنُّو تمشوا على بصيرة ، وكل مسألة تعرفوا دليلها .
السائل : دليلها ، نعم .
الشيخ : لكن مو أنُّو يُوجَّه كل سؤال مقرونًا : وما الدليل ؟
السائل : لفظة ؛ يعني أن يطالب .
الشيخ : وأنا شو عم أحكي ؟ [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : نعم ، أكرمكم الله .
الشيخ : فأنا - مثلًا - إذا أجبتك بسؤالنا السابق ؛ إذا سألتني : شو الدليل ؟ أذكر لك هاللي حكيت لك إياه .
السائل : نعم .
الشيخ : لكن إيمتى بتقول لي : شو الدليل ؟ بعدما أذكر لك أنُّو القضية كذا وكذا ؛ شايف شلون ؟
السائل : نعم .
الشيخ : لكن أنت واجبك كسائل لأهل العلم أن تسأل .
السائل : نعم .
الشيخ : مش أنك تقرن السؤال بطلب الدليل ؛ لأنُّو كثير من المسائل أنا الآن يعني أعرف نفسي تمامًا أنُّو ما درست أنا علم الفرائض ، عندي رؤوس أقلام ، لكن لو عُرِضَت أمامي مسألة مشبَّكة ، وسألت فيها عالم ما رح قول ما أفهم عليه ؛ بفهم أنُّو هاد يطلع له الربع وهذا الثلث وإلى آخره ، لكن لو سألته : شو الدليل ؟ راح أضيع ؛ لأنُّو أنا ما لي دارس .
سائل آخر : أقسم لك الجدول كله ، جدول يقسمه كله !!
الشيخ : وهكذا الفقه ، فقه شيء في عليه نص صريح من الكتاب والسنة ، والأشياء الأخرى ما فيها نصوص صريحة ؛ فطالب العلم عليه أنُّو يسأل ، إذا صار في قلبه شك ريب في الجواب ؛ من فضلك شو الدليل ؟ السلف كانوا إذا سُئلوا هذا السؤال اللي نحن الآن عم نقيدوا أنه يجوز ولَّا يجوز ؟ وقع كذا وكذا شو رأيك ؟ يعطي الرأي ثم يختم كلامه يقول : إن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي .
نعم ؛ بمعنى ما في عنده دليل صريح في الموضوع ، هذا اجتهاد استنباط منه ، مين بيقدر يشاركوا في هذه الأشياء ؟ السَّائل ؟ السَّائل أكثر الناس لا يعلمون ، ما ... لذلك الحقيقة الآن نحن في طفرة ، في قفزة يعني بدل ما يقعوا على السلامة ح يقعوا في الهوَّة ، لولا الضوابط هذه والفرامات والبريكات وما شابه ذلك ، وإلا الناس الآن في خطر ، ومن الخطورة أنُّو ظهر في المجتمع الآن أنُّو واحد مو فهمان شيء بيقول لك : أنا رأيي كذا ، ما كانت هذه الظاهرة أبدًا ؛ ليش ما كانت ؟ لأن أهل العلم كانوا مميتين عقولهم ، وكانوا بيتبعوا الآباء والأجداد اللي درسوا عليهم . الآن صار إيش ؟ ردَّة فعل ، صار كل واحد يقول : أنا وأنا . مين أنت ؟ أنت قراءة ما بتعرف تقرأها مثل الناس فضلًا عن الحديث ، إلى آخره .
فخلاصة القول أنُّو هذه المسألة ما عليها نص طبعًا ، ظاهر النصوص خلافها ، لكن هذا شيء ينقدح في قلب العالم الفقيه الورع التَّقي فيرى أنُّو هذا الاجتماع الآن هو إيش ؟ مقدَّم على ذاك الاجتماع الذي سيكون .
السائل : نعم .
الشيخ : لعلك تذكر الحديث - مثلًا - لما كان الإمام حبر الأمة عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - يخطب ، كان عم يخطب بتقدر تقول : بعد العصر ، ما عاد أذكر الآن قبيل المغرب ؛ المهم استمر الخطبة لبعد المغرب ، بدأت أصوات تخرج من المجلس : الصلاة الصلاة ، قال له : ويحك !! هذا الأسلوب اللي استعملناه اليوم أعوذ بالله هذا متشدِّد وهذا كذا وإلى آخره ، أُنسِينا السلف ! لذلك بدنا كل شيء ناعم كل شيء لطيف ؛ هالنعومة هَيْ ... مثل الولد المدلَّل عمره ما أكل كف كما قلنا سابقًا .
السائل : نعم .
الشيخ : صار شاب استرجل ، ما بيصلي لأنُّو ما أكل وَلَا كف في سبيل الله ، ما عاد يصلي ، هلق يساوي هيك يساوي هيك ، بدو يقتل بدو يذبح ؛ " في الصيف ضيَّعت اللبن " ، وين كنت لما كان مثل الشدة بإمكانك أنك تعوجه تقوِّمه ، إلى آخره ؟ المهم أصوات من هنا وهناك : الصلاة الصلاة . قال له : " ويحك ، أتعلِّمُني الصلاة ؟! لقد جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء لغير سفر ولا مطر " ؛ فهو قدَّر الوضع اللي عايش فيه ، وأوجد لنفسه رخصة أنُّو ولو فاتت صلاة الجماعة .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنا بدي أجمع بين الصَّلاتين صلاة المغرب وصلاة العشاء .
السائل : ... نعم .
الشيخ : يا ترى تقدير الوضع تقويمه هل يستطيع الجمهور اللي عايش عم يسمع ... ؟ ما يستطيع ؛ لذلك العدل في التفكير نحن بحاجة اليوم الحقيقة أنُّو ما نفقده ، ودائمًا نتذكَّره ، ونتذكَّر في الجملة قول ربِّنا - عز وجل - : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ، ما عدنا نفكِّر في هذه الآية ، السبب دخلنا غرور ، دخلنا غرور ؛ أي : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ؟! إي ، أنا من الذين يعلمون ؛ فإذًا ليش حتى قدِّر أنُّو في أعلم منه ؛ يعني مثل ما عم أحكي لكم أحيانًا بمناسبة صلاة الجماعة الثانية ؛ أنُّو أنا كنت طالب علم طويلب علم حديث السن ، لسا ما طرَّ شاربي كما يقال عم أشتغل في الدكان ، أذَّن ، قوم صلِّ مع الجماعة ، إي لأركِّب ... لأركِّب هالبرغي ؛ إي بركي فاتتك صلاة الجماعة ؟ إي ، تشوف جماعة ثانية لا بد ما تلاقي إمام ، ما في ، هذا كلها حديث نفسي ، بركي ما تلاقي إمام ، طيب ؛ أنت مو عاجبك نفسك ؟ أنت طالب علم ، هذا حديث شخصي ، طالب علم ، وعلى هذا تخلص الجماعة ولسا الساعة في يدي ، لكن لما علمت أنُّو ما في جماعة ثانية تركت الساعة في أرضها ، ورح لاقيها على حطَّة إيدي .
السائل : نعم .
الشيخ : روح أصلي وأرجع كمِّل شغلي .
فالمهم يعني التربية هذه اللي ندندن حولها " التصفية والتربية " الحقيقة أمر عظيم جدًّا ، مين بدو يربيه نحن شو بدي أقول لك ؟ كنت أقول : حثالة القرون كلها في عدم التصفية وعدم التربية ، مين هلق بدو يجدِّد التربية هذه حتى يعودوا المسلمون جميعًا عالمهم جاهلهم فقيههم وأمِّيُّهم إلى آخره كما كان الأمر الأول ؟ هذا يحتاج يعني باعتبار أنه بناء يحتاج إلى سنين أكثر من سنين الخراب ؛ لأنُّو الخراب سهل ؛ فما بالك إذا كانت هذه السنين قرون ؟ قرون في تخريب ، قديش بدنا نحن نعمِّر ؟! يظنُّوا الناس أنُّو القضية قضية فقط ثقافة ؛ لذلك هلق عم تشوف المدارس عم تخرِّج أشرار ، ما تخرِّج شباب صالح !!
مدري وين كنا اليوم ماشيين ؟ ... كان معنا راكبين بالسيارة ، نسيت والله ... شابين هيك مرُّوا بجنب السيارة ، إي كنا لما صلينا الظهر أو العصر " الله الملك الوطن " ، عم يتغنَّى وهو ماشي ، " الله الوطن الملك " ، وصار بقى سؤال أنُّو هذا شرك ولَّا ليس بشرك ؟ طبعًا أجَبْنا أنو هذا شرك . قال أحدهم : طيب ؛ إذا قال : " الله ، ثم الوطن ، ثم الملك " ، يعني هذا طبعًا ظاهريًّا خرج عن كونه شركًا ؛ قلنا له - أيضًا - : لا يجوز ؛ لأنُّو ما في وطن في الإسلام ، وبعدين ذكر الملك يكفي ذكره مع الله - عز وجل - . وبدون ما إيش ؟ يُقال : الله الملك ، فَلْيُقَلْ : الله ثم الملك . طيب ؛ أنو ملك هاد ؟ لو قيل : ثم الخليفة والله ماشي الحال ؛ لأنُّو الخليفة يحكم بما أنزل الله ، وهكذا يعني مشكلتنا مشكلة .
السائل : طيب شيخنا ، الحقيقة مبتلين إحنا في البيت الآن .
الشيخ : بدهم يجوا الأولاد ... " نظام " ، أعطيهم خبر حتى يستنوا .
نعم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 112
- توقيت الفهرسة : 00:42:44
- نسخة مدققة إملائيًّا