تكلم على المحافظة على صلاة الجماعة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : جاء الحديث الصحيح الصريح في هذا التقسيم أو فيما يدل عليه روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما : ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني بما فرض الله عليّ ، قال له : خمس صلوات في كل يوم وليلة ، قال : هل عليّ غيرهن؟ قال : لا ، إلا أن تطّوع ) ، ماذا كان موقف هذا الرجل السائل حينما سمع منه عليه الصلاة والسلام أن ما عليه فرض في كل يوم وليلة إلا خمس صلوات وما سوى ذلك تطوع ، ( قال : والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) أنا أتمنى اليوم أن يكون المسلمون كل المسلمين كهذا الأعرابي أو هذا البدوي ، يعني يحافظون على ما فرض الله عليهم ولا يأتون بشيء من المستحبات إذن لنصرهم الله عز وجل ، لأنه لا نتصور أن الإسلام قام فقط على الخمس صلوات لأن فيه هناك فرائض ، فيه هناك محرمات هذا لو فرضنا أن المسلمين قاموا بكل ما فرض الله عليهم من فرائض وانتهوا عما نهى الله عنه من المحرمات إذن حُق فيهم قول ربنا : (( إن تنصروا الله ينصركم )) لكن بالكاد أن ترى أكثر المسلمين يحافظون على الصلوات الخمس هذا لا تكاد تراه ، الشاهد فنحن لا ننكر هذا التقسيم المصطلح عليه بين الفقهاء ولكن لا أريد الاستهانة بما دون الفريضة بمثل ما ذكرته لكم آنفا أن هذه قشور هذه من توافه الأمور لمَ ؟ لأن هناك حديث آخر وهذا مهم جدا خاصة للمقصرين وليس تقصير ذاك الأعرابي البدوي الذي عاهد الله أن لا يزيد على الصلوات الخمس ولا ينقص منها والذي قال عليه السلام في حقه منبها له أن هذا كلام صحيح إذا أوفيت به فقال عليه السلام لأصحابه: ( أفلح الرجل إن صدق ) ، ( دخل الجنة إن صدق ) وقد لا يصدق ، فنحن نقول لكثير من الناس شبابا وكهولا بل ومع الأسف شيوخا قد لا يصلون وإن صلوا فقد يقصرون ويخلون ، اسمعوا الحديث التالي قال عليه الصلاة والسلام: ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فإن تمت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر ) من أجل ذلك شهد الرسول عليه الصلاة والسلام لذاك السائل بأنه أفلح دخل الجنة إن صدق ، أما المسلمون اليوم مع الأسف أكثرهم غير صادقين حينما يؤدون الصلوات الخمس فأكثرهم من المقصرين وليس فقط أكثرهم من المقصرين في المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها ليس هذا فقط بل تجد الذين يحافظون على هذه الصلوات في أوقاتها يكتفون على هذه المحافظة بينما ربنا عز وجل فرض عليهم محافظة أخرى حيث قال لهم في القرآن الكريم وبيّن ذلك عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الصحيحة الكثيرة فقال تبارك و تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) اركعوا مع الراكعين يعني صلوها مع جماعة المسلمين يعني صلوها في المساجد لا تصلوها في بيوتكم تكونون كالنساء ، النساء قال عليه الصلاة والسلام في حقهن: ( ائذنوا للنساء بالخروج إلى المساجد في الليل ) قال في حديث آخر ( وبيوتهن خير لهن ) فإذن من الذي يصلي في البيت؟! الجنس اللي بتسموه اليوم الجنس اللطيف ، واللي سماه الرسول عليه السلام بالقوارير ، الرجال ما هم جنس لطيف ولا هم قوارير ، فإذن ينبغي أن لا يتشبه الرجال بالنساء ليس فقط في المظهر بل وفي المخبر وفي العمل فالنساء بيوتهن خير لهن ، أما الرجال فمساجدهم خير لهم لذلك قال تعالى ليس في الآية المذكورة آنفا تكرارا كما يظن بعض الغافلين حينما قال: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) هذا ليس فيه تكرار ، إنما في الطرف الأول من الآية فيه أمر بأداء الصلاة و إحسان أدائها بقوله: (( وأقيموا )) أما في الفقرة الثالثة والأخيرة من الآية حينما قال: (( واركعوا مع الراكعين )) فيه إنشاء حكم جديد وهو كأن الله عز وجل يقول وهذا مراده يقينا أقيموا الصلاة أحسنوا أداءها ولا تكونون محسنين لأدائها إلا إذا أديتموها مع الجماعة في المساجد وجاءت الأحاديث تترا تؤكد هذا المعنى بمثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( من سمع النداء ولم يجب فلا تصلاة له إلا من عذر ) ولا يجوز للمسلم أن يتخذ له عذرا أن والله مشغول والله هو موظف والله والله إلخ من المعاذير إذا ما قسناها مع عذر ذلك الرجل الذي كان ضريرا وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا رجل ضرير كما ترى و داري شاسعة بعيدة وليس لي قائد يقودني انظروا الأعذار كيف تتجمع في هذا الرجل ومع ذلك لا يجد له الرسول صلى الله عليه وسلم عذرا ، قال أنا ضرير وداري شاسعة بعيدة وفي طريقي الأشجار والأحجار مش طريق معبد مزفت كما يقولون اليوم ، في طريقي الأشجار والأحجار ، ورابعا ليس لي قائد يقودني يأخذ بيدي ويقودني أفتجد لي رخصة في أن لا أدع الصلاة مع الجماعة ؟ قال له عليه السلام في أول الأمر: نعم ، ثم قال له: ( أتسمع النداء؟ ) قال: نعم ، قال: ( فأجب ) ، أيها الضرير الذي دارك شاسعة وليس وفي طريقك الأشجار والأحجار وليس لك من يقودك إلى المسجد إذا سمعت الأذان فلا عذر لك في عدم الحضور ، فانظروا اليوم المسلمون أكثرهم عُمي وإلا مبصرون هم مبصرون لكنهم عُمي لماذا ؟ لأنهم لا يستجيبون لأمر الله ولا لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك فلا تعجبوا إذا ما هُوجمنا في عقر دارنا يمينا وشمالا وجنوبا وغربا وشرقا إلخ
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 707
- توقيت الفهرسة : 00:32:55
- نسخة مدققة إملائيًّا