هل يكبِّر المسلم إذا سجد للتلاوة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يكبِّر المسلم إذا سجد للتلاوة ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة ليوم الجمعة السجدة ، صلاة السجدة يوم الجمعة ، في ... من دون ما يكبر يسجد فورًا ، فصار خلاف في الجامع صارت ضجَّة ، ما أعرف الدليل .

الشيخ : هو الحقيقة أنُّو التكبير ما جاء في السنة ، ما في بالسنة حديث أنُّو الرسول لما سجد كبَّر ، والناس أتباع عادات مش أتباع عبادات ، فإذا اعتادوا شيئًا استهجنوا خلافه ولو كان هو الحق ... ... لما ذكر أصحاب الرسول - عليه السلام - أنه سجد سواء في فجر الجمعة أو في صلاة العشاء كما جاء في " صحيح مسلم " أن الرسول سجد في (( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ )) في صلاة العشاء ما ذكروا ، اللي ذكروا سجوده ما ذكروا تكبيره ، لا هويًّا ولا نهوضًا ، أنت بترجع تسأل ؛ ذكروا أنُّو ما كبَّر ؟ هذا السؤال من الناحية العلمية خطأ ؛ لأنُّو الأشياء اللي لم تَرِدْ مع الأشياء التي وردت فهي في حكم أنه ورد أنها لم تَرِدْ ، وإلا يمكن صعب فهم الكلام هذا ؟

السائل : ... .

الشيخ : آ ؟

السائل : أفصِحْ .

الشيخ : يعني - مثلًا - لم يَرِدْ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤذِّن لصلاة الخسوف ، يمكن صلَّيتوا هديك الليلة صلاة الخسوف ؛ ما هيك ؟

السائل : كنت بدي أسأل عنها .

الشيخ : أذَّنتو ؟

السائل : لا ، بس نادينا .

الشيخ : ليه ما أذَّنتو ؟

السائل : لأنُّو مش وارد .

الشيخ : مش وارد ، فاحفظ مش وارد ، لما نقلوا لنا أنُّو الرسول - عليه السلام - صلى صلاة كسوف الشمس ما ذكروا أنُّو ما أذَّن ، مفهوم لهون ؟ ما ذكروا أنُّو ما أذَّن ، لكن شو ذكروا ؟ ذكروا لنا كلَّ ما يتعلَّق مما فعله الرسول بصفة صلاة الكسوف .

السائل : ما عدا الأذان .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... ما عدا الأذان .

الشيخ : لا ، ما عدا أذان ما عدا أي شيء كان يعني ، نعم ؟

السائل : ما جابوا سيرته .

الشيخ : ما جابوا سيرته ، فكونهم جابوا سيرة صفة صلاة الكسوف من أوَّلها إلى آخرها وما جابوا سيرة الأذان بصورة خاصَّة فهو في حكم ما لو قالوا : ما أذَّن ، وضح الآن ؟

السائل : من غير نطق ، كأنهم نطقوا .

الشيخ : من أجل هذا أهل العلم والتحقيق يقسموا السنة إلى قسمين غير مشهورين عند العلماء ، نحن جميعًا نعرف السنة ؛ في سنة مؤكدة ، في سنة مستحبَّة في سنة مندوبة ، لكن السنة باعتبار آخر تقسم إلى قسمين ؛ سنة فعلية وسنة تركية ، طبعًا التَّرك ضد الفعل ، فالسنة سنَّتان ؛ سنة فعلية سنة تركية . لو سَأَلَنا سائل : هل يُسَنُّ الأذان لصلاة العيدين ؟ الجواب : لا . هل يُسَنُّ الأذان بدفن الميت ؟ الجواب : لا . أما هون بيؤذِّنوا هلق ، بعض الناس بيؤذنوا ؛ تعرفها هَيْ ولَّا لا ؟

السائل : ... .

الشيخ : تعرفها هَيْ الأذان بيؤذِّنوا لما بدهم يدفنوا الميت ؟

السائل : ... .

الشيخ : في كثير عندنا بالشام بيؤذِّنوا ، وهون سمعنا - أيضًا - بعضهم بيؤذِّنوا . المهم فالأذان لصلاة العيدين ليس من السنة ، فإذًا ترك الأذان ... .

سائل آخر : الحمد لله .

الشيخ : يرحمك الله .

فكلُّ عبادة تبدو لنا بادي الرأي أنها عبادة ، وثبت لدينا - بطريق أهل العلم طبعًا - أن الرسول - عليه السلام - ما فعل هذه العبادة هَيْ من حيث الاصطلاح العلمي الدقيق تُسمَّى سنة تركية ، وحكمها أن تُترك ، فَمَن تعبَّد الله بها فقد زاد على شريعة الله ، فهنا بقى تأتي جمهرة الأحاديث التي تنصُّ على أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وعلى ذلك فقِسْ .

من أجل ذلك تتابعت الآثار عن أصحاب الرسول - عليه السلام - الكبار المعروفين بالعلم والفقه ، فحذيفة بن اليمان - مثلًا - قال : " كلُّ عبادةٍ لم يتعبَّدها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلا تتعبَّدوها " ، والأمثلة من هذا النوع لا تُعَدُّ ولا تُحصى ، أمثلة واقعية ليست من السنة في شيء الناس بيفعلوها ، وأبسط جواب تسمعه لما تقول له : يا أخي ، هذا خلاف السنة . يقول لك : شو فيها ؟ شو فيها ؟ ما بيعرف المسكين أن مخالفة السنة فيه كل خطأ ، بل كل ضلال ، بيقول لك : شو فيها !!

والأمثلة تُقابل هذه لم تقَعْ بعد ، لو وقعت واعتادوها الناس أعطوها نفس حكم البدعة الواقعة والتي استحسنوها .

فأنا الآن بأخيِّل لكم الصورة الآتية مما لم يقَعْ ؛ لو دخل جماعة المسجد لصلاة الظهر نحن كما نحن - مثلًا - بدنا نصلي الظهر ، واحد هون ، وواحد هون ، وواحد هون ، كل واحد بدو يصلي السنة لوحده ، واحد خطر في باله خاطرة قال : يا جماعة ، تعالوا لنصلي سنة الظهر جماعة ، وبيلاقي أدلة يؤيِّد الرأي هاد يقول : ( يد الله على الجماعة ) ، و ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بخمس وعشرين درجة ) إلى آخره .

السائل : ... .

الشيخ : فلو فعل فاعل الفعلة هذه ، وكان له يعني شوية شهرة بالصلاح أو بالعلم واتَّبعوه الناس ؛ صارت سنة ، وهيك أصل كل بدعة اللي نحن نشكو منها الآن ، شو رأيكم الآن لو الألباني ابتدع هذه البدعة ، يا جماعة ، تعالوا لنصلي جماعة ، ( يد الله مع الجماعة ) ، ليش متفرقين هيك ؟ طبعًا لأنُّو ما اعتادوها ، أما مثلها ومثايلها وأفظع منها اعتادوها ، بيقول لك : شو فيها ؟ طيب ؛ هَيْ شو فيها ؟ ما في عندنا - هلق هون خُذْ مثال - ما في عندنا نهي عن الرسول - عليه السلام - لا تصلوا السنن الرواتب جماعةً ، ما في عندنا هيك نهي ، لكن نحن ننهى عنه ؛ ليه ؟ لأنُّو ما فعله الرسول - عليه السلام - ، ولو كان خيرًا لَسبقونا إليه . هذا باب واسع جدًّا جدًّا يدخل فيه الألوف المؤلَّفة من البدع التي يعيشها المسلمون اليوم ، هذه قاعدة إذا عرفناها نرتاح .

نرجع بقى للسجدة ، الرسول سجد مرارًا ، ولكن ما واحد نقل أنُّو كبر لما هوى ساجدًا ، وكبر لما رفع قائمًا ، ما أحد نقل الشيء هادا ، بعدين ما في حاجة للتكبير ، نحن نكبِّر اتباعًا مش فلسفة عقلية منطقية ، الرجل لما بينتهي من القراءة قراءة السجدة بيسكت ، لا شك أنُّو الجماعة اللي حوله أو خلفه تمامًا شافوه بأعينهم ، البعاد ما شافوه ، لكن الصف بيمشي ، الناس يعني بيحسُّوا بعضهم البعض ، لا أقل من عشر أشخاص خلف الإمام ح يسجدوا معه بدون تكبير ، صح ولَّا لا ؟

هل يعني يمين هداك الصف وعلى يساروا ح يلحقوه اللي على يمينو ويسارو ، لا سيما إجاهم تنبيه وهو أنُّو سكوت ما عاد قرأ الإمام ، لو هالسنة هَيْ مشي فيها الإمام في مسجد ما صبحين ثلاثة بتصير عادة ثانية مطابقة للسنة ، لكن معتادين هنّ أنُّو ما يسجد إلا يكبِّر ؛ لذلك تقوم القيامة ؛ ليه ما كبر الإمام ؟ لا حين سجد ولا حين قام ، لما قام ما كبَّر ، لكن ما شرع في القراءة ؟ شروعه في القراءة هو بديل إيه ؟ التكبير .

السائل : سيدي ، لما اعتادوها ... قبل ما يصلي يا جماعة التكبيرة هي مش واردة .

الشيخ : المشكلة - سيدي - مشكلة عادات وبس ، جهل بالسنة .

سائل آخر : واردة بكتابه ناقل أنُّو الرسول - صلى الله عليه وسلم - كبَّر وسجد في حديث ، الحديث مو صحيح ؟

الشيخ : في الصلاة ؟

سائل آخر : آ .

الشيخ : ما أظن ، في بسجدة التلاوة خارج الصلاة .

سائل آخر : حلو ، في حديث ؟

الشيخ : حديث ابن عمر أنُّو لمَّا سجد سجدة التلاوة كبَّر ، لكن هذا الحديث منكر ما هو صحيح ، بيجوز أنت هذا اللي تعنيه .

سائل آخر : يعني مش ضعيف ولا هو حديث .

الشيخ : ... لا ، هذا بخارج الصلاة حديث ضعيف ، وهذا تفصيله من الناحية العلمية الحديثية له تفصيل .

السائل : ... .

مواضيع متعلقة