بيان السنة في عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... ولعله من المفيد ومن باب رمي عصفورين بحجر واحد وعندنا صيادين أن نقول يدخل في هذا الموضوع تماما صلاة قيام الليل وبخاصة صلاة القيام في رمضان حيث أنكم تسمعون كثيرا خلافا طويلا فناس يقولون السنة إحدى عشرة ركعة و ناس يقولون لا . ثلاث وعشرين ركعة , وناس في بلاد أخرى يوصلوها ربما تفوق الثلاثين خاصة في الحرم المكي بيصلوا صلاتين فترى صلاة القيام في كل الأيام و بخاصة في ليالي رمضان هل هي من النافلة المطلقة أم من النافلة المقيدة كما ضربنا مثلا آنفا في سنة الفجر القبلية ؟ الجواب هو نفس الجواب الذي قلناه عن سنة الفجر ونفس الدّليل كما أنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم استمرّ طيلة حياته يصلّي سنّة الفجر ركعتين كذلك استمرّ طيلة حياته لا أقول يصلّي إحدى عشرة ركعة لأنّه سيأتي شيء يختلف سنّة القيام عن سنّة الوتر وإنّما أقول استمرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم طيلة حياته المباركة لا يزيد على الإحدى عشرة ركعة والدّليل الّذي نزعنا إليه وتمسّكنا به في عدم شرعية أو جواز الزيادة على ركعتي سنّة الفجر هو نفس هذا الدليل ينسحب على عدم جواز الزّيادة على إحدى عشرة ركعة في القيام في كلّ ليلة وبخاصة منها في رمضان قلت لم أقل في أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استمر يصلّي طيلة حياته إحدى عشرة ركعة لأنني لو قلت ذلك لم يجز لنا أن نصلي الوتر إلا إحدى عشرة ركعة كما قلنا في ركعتي الفجر هل يجوز أن نصلي ركعتين ركعة ؟ الجواب لا . فلو أننا قلنا إن الرسول عليه السلام استمر يصلي الوتر إحدى عشرة ركعة لأوجدنا مشكلة مع أنفسنا قبل أن نوجدها مع غيرنا ما قلت هذا لأني متذكر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وصل به الأمر إلى أن يصلي أولا صلاة الوتر إلى سبع ركعات وفي بعض الروايات ثلاث أيضا ولكن يبدو أن هذه الثلاث هي بعد الأربع فإذا يجوز لنا أن ننقص من إحدى عشرة إلى أقلّ حتى مما صلى الرسول عليه السلام من السبع وقال في الحديث: ( الوتر ركعة آخر الليل ) وقال في الحديث الآخر: ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الفجر فليوتر بركعة فإنها توتر له ما قد صلى ) ، يضاف إلى ذلك أنه ثبت عن بعض السلف أنه صلى الوتر ركعة أحدهم شاهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه صلى الوتر ركعة وقيل لابن عباس: إن فلانا ما صلى الوتر إلا ركعة قال: ما حاد عن السنة. أي إن الوتر أقله ركعة ثم أنت تزيد إلى أن تصل إلى أكثر عدد صلاه الرسول عليه السلام ألا وهو إحدى عشرة ركعة هذا هو الكلام فيما كان من العبادات فرضا أو نافلة من العبادات المقيدة التي قيدها الرسول عليه السلام بفعله كما ذكرنا وبقوله من باب أولى .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 484
- توقيت الفهرسة : 00:29:33
- نسخة مدققة إملائيًّا