في المسجد النبوي والمسجد الحرام يصلون التراويح عشرين ركعة ، فمن صلى عشر ركعات اتباعاً للسنة وخرج هل يخالف هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( من صلى مع الإمام حتى ينصرف ... ) ومن المراد بالإمام هنا .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في المسجد النبوي والمسجد الحرام يصلون التراويح عشرين ركعة ، فمن صلى عشر ركعات اتباعاً للسنة وخرج هل يخالف هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( من صلى مع الإمام حتى ينصرف ... ) ومن المراد بالإمام هنا .؟
A-
A=
A+
السائل : في تتمة للسؤال ... في عندنا يا شيخ في المدينة الذين يصلون في المسجد النبوي على ثلاثة أقسام : قسم بيصلي مع الإمام طبعا هذا في رمضان الفريضة ويصلي ثمان ركعات وينصرف ؛ وقسم ثاني يصلي عشر ركعات ، فبانتهاء العشر ركعات ينتهي الإمام الأول يلي صلى الفرض والعشر ركعات ينصرف الإمام .

الشيخ : القسم الأول كان يصلي ؟

السائل : ثمان ركعات ، لكن الإمام لسى ما انتهى ؛ والقسم الثاني يصلي عشر ركعات ثم ينصرف الإمام الأول يلي صلى الفرض والعشر وننصرف معه ؛ والقسم الثالث يصلي مع الإمام الثاني يغلق العشرين ركعة والوتر ؛ فهم يطالبوننا قالوا أنتم ما كملتم يعني قيام الليل الحديث ؛ نحن قلنا لهم إنه إذا انصرف الإمام انصرفنا مع الإمام ؛ فما أدري رأيك بهذا ؟

الشيخ : لا شك أن خير الطوائف أو الفرق الثلاثة هي أوسطها ، وخير الأمور أوسطها الذين يصلون العشر وينصرفون مع الإمام المنصرف هم خير من الذين يصلون ثمانية ؛ ولا أدري لماذا هؤلاء يصلون ثمانية لأن المفروض أن هؤلاء الذين ينصرفون ينصرفون لرأيهم أن التراويح ما هو عشرين ركعة ؛ لكن لماذا لا يصلون عشر ركعات ثم يوترون بركعة ، ما أدري إيش وجهة نظرهم بهذا ؛ فالأصح من الصور الثلاثة هو لاشك الوسطى كما ذكرت آنفا ؛ أما اعتراض بعض أهل العلم أنه ما انصرفوا حتى ينصرف الإمام ؛ والجواب بأنع انصرف الإمام فهذا في الحقيقة سؤال أو الجواب كالسؤال كلاهما شكلي ؛ لماذا ؟ لأنهم يقصدون الإمام الذي يتم الصلاة أي العشرين ؛ فجوابكم بأنه انصرف مع الإمام لا يقنعهم بطبيعة الحال لأنه ليس هذا هو الإمام الذي هم يرضونه ويترضون عنه ، لا ، وفي علمي أن هذه الصورة التي عرضتها في المدينة ليست في الحرم المكي والله أعلم ؛

السائل : كل واحد يصلي أربع ركعات .

الشيخ : أي هذا هو ولذلك فقرأت عن بعض العلماء هناك في السعودية بأنهم ينقمون أشد النقمة على الذين يصلون عشر ركعات ثم ينصرفون ويوردون عليهم الحديث الذي أشرت إليه آنفا بأنهم ما انصرفوا مع الإمام مع انصراف الإمام ؛ فجوابي الآن سواء بالنسبة للمدينة أو مكة نحن بالنسبة لوجهة نظرنا نفهم أن الرسول عليه السلام كان يعني بالإمام إماما بوصف معين ، ولا شك أن هذا الوصف هو الوصف الذي يصلي صلاة الرسول عليه السلام ؛ فإذا كان الواقع أن إماما ما لا يصلي صلاته عليه السلام وانصرف فهذا لا يكون مخالفا ؛ لماذا ؟ لأننا نجد في السنة ما هو أصعب أو أخطر من هذه الظاهرة التي ينكرها أولئك العلماء الذين ينكرون على الذين ينصرفون بعد صلاتهم العشر ركعات ؛ فمعلوم أنه وقع في زمن الرسول عليه السلام أن معاذا كان إذا صلى العشاء الآخرة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب إلى قومه فصلى بهم إماما وهي كما قال جابر هي له نافلة وهي لهم فريضة ؛ فذات ليلة دخل رجل من الأنصار واقتدى بمعاذ في صلاة العشاء وإذا به يفتتح سورة البقرة فقطع الصلاة وانتحى ناحية من المسجد وصلى أربع ركعات وانصرف ؛ ولما انتهى معاذ من الصلاة وبلغه الخبر أخذ يسبه ويقول فيه إنه منافق ، لماذا ؟ لأنه ترك صلاة الجماعة ؛ الصورة الآن حق لمعاذ أن يقول إنه منافق لماذا ؟ لأنه ترك صلاة الجماعة ؛ لكن سيتبين لنا فيما بعد أن معاذا كان مخطئا ، وأن ما فعله ذلك الأنصاري كان صوابا فما يفعله أحدنا اليوم ليس أشد مخالفة للإمام من ذلك الأنصاري ؛ الأنصاري بلغه نقمة معاذ عليه وما يشتمه به من الكلام فشكاه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل إليه عليه السلام الأنصاري يحتج قال: يا رسول الله إننا أصحاب نواضح نعمل طيلة النهار وهو يطيل بنا الصلاة ؛ فلما جاء معاذ قال له عليه السلام: ( أفتان أنت يا معاذ ، أفتان أنت يا معاذ ، أفتان أنت يا معاذ ، بحسبك إذا أم أحدكم فليخفف فإن وراءه الصغير والكبير وذا الحاجة و المريض ، بحسبك أن تقرأ والشمس وضحاها ، وسبح اسم ربك الأعلى ونحوها من السور ) ؛ انتهت القصة ؛ الآن نجد الرسول لم ينكر على الذي انصرف وإنما أنكر على الذي أطال فنحن نعتبر الذين يصلون عشرين ركعة يطيلون علما بأن الإطالة أصلها مشروع ، بمعنى أصلها مشروع لو صلى وحده وأطال وأطال ما فيه عليه بأس إطلاقا ؛ لكن لما صلى جماعة وأطال وخالف السنة فالذي قطع الصلاة وقطعها لا يجوز في الأصل بطبيعة الحال ؛ لكن لما وجد له عذر شرعي وهو إطالة القراءة في الفريضة أكثر من السنة المشروعة ما نقم الرسول عليه السلام على ذلك الأنصاري بقطعه لصلاته ؛ فإذا لماذا ينقم علينا بعض المشايخ هناك أننا نقطع الصلاة ولا نقطعها بل نحن نخرج معهم بالسلام ، أيش الحديث ( تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ) فنحن ما نقطعها كما فعل ذلك الأنصاري فلماذا ينقمون ظني والله أعلم يعود لأمرين اثنين وهو غلبه الظن عندهم أن العشرين جائزة أو سنة عمر ؛ والأمر الثاني أنهم لا يتعمقون في دراسة عذر هؤلاء الذين ينقمون عليهم ؛ لأنهم إذا لم يتعمقوا في دراسة عذر ذلك الأنصاري لاشتركوا مع معاذ الأنصاري في النقمة عليه ؛ لكن لما جرت المحاكمة بينهما بين يدي الرسول عليه السلام كان الفلج وكان الظفر لمن ؟ لذلك الأنصاري على ذلك الإمام وهو معاذ بن جبل وما أدراك ما معاذ ؛ فإذا ما ينبغي هذا التحمس في الرد على أنصار السنة حينما يسلمون مع الإمام في العشر ركعات لأننا نقول لو أن أي رجل صلى وراء الإمام من صلاة القيام ركعتين لم يكن لأحد من سبيل أن ينقم عليه لأن هذه نافلة فله أن يصلي ما شاء منها في حدود الشرع كما نقول نحن ؛ لكن ما ينقمون على أحد أبدا إذا صلى ركعتين ؛ أما إذا صلى عشرة اتباعا للسنة فهؤلاء فرقوا الجمع .

السائل : هم يقولون بس الأجر ما يحصلوا الأجر حق قيام الليل .

الشيخ : هذا صحيح لكن هذا ليس هو الإمام يعني إطالة القراءة على خلاف السنة ، لا يعطى لها الأجر المفروض في السنة ؛ فنحن نقول الإمام المذكور حتى ينصرف الإمام قلت أنا هذا الكلام في الأول لكن الحقيقة كان علي أن أؤكد أن الإمام المذكور في الحديث هو الإمام المتبع للسنة وليس المخالف . نعم

الحلبي : ( صلوا كم رأيتموني أصلي ) .

الشيخ : هذا هو .

السائل : وهل ثبت أن عمر صلى عشرين ركعة كاملة ؟

الحلبي : شيخنا ألا يرد على شبهتهم الحديث الذي رددته وعلمتنا إياه في مسألة صيام يوم السبت ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) ؟

الشيخ : الله أكبر ، كيف لا ؛ نعم .

السائل : بالنسبة لصلاة العشرين ، ما توجد إلا في الحرم في المسجد النبوي وفي مكة ؛ وبقية المساجد هناك في السعودية على إحدى عشر وثلاثة عشر .

الشيخ : ما شاء الله الحمد لله .

سائل آخر : أنا صليت في بعض المساجد في مكة ثلاثة عشر ركعة .

الشيخ : جزاك الله خير تفضل .

مواضيع متعلقة