كلام الشيخ عن الصلاة بعد العصر .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سئيات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساؤلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فخير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار . لعل من المناسب و قد أتيناكم بعد صلاة العصر في وقت من الأوقات المعروفة في الشرع كراهة الصلاة فيها و لا بد أنكم لاحظتم أنني مع ذلك و مع بعض إخواننا القادمين معنا لم يجلسوا إلا بعد أن صلوا ركعتين فقد يتساءل بعض الحاضرين ممن يعلم الحكم الشرعي الذي أشرت إليه آنفا ألا و هو كراهة الصلاة بعد صلاة العصر فيتساءل فما حال هذه الصلاة التي صلاها هؤلاء الإخوان و جوابنا على ذلك و الدين النصيحة أولا و ثانيا إن من خير ما ينبغي لمن كان عنده شيء من العلم أن يبيّنه للناس و ألا يكتمه إنما هو العلم الذي يكون بالنسبة لعامة الناس في حكم العلم المجهول فبيان هذا العلم المجهول و هو في الواقع علم معروف في السنة مثل هذا العلم هو الذي ينبغي على العالم أو على طلاب العلم أن يبينوه للناس و لا يكتموه و بخاصة إذا كان العلم بهذا الشيء شيئا يكثر تعرض الناس لمثله إما إيجابا و إما سلبا أعني أن المسلم لا بد أن يتعرض لدخوله المسجد في مثل هذا الوقت المكروه فهذا أمر لا غنى لأي مسلم من أن يعرف إذا ما دخل المسجد في وقت الكراهة كهذا الوقت فما هو واجبه أيجلس اتباعا للقاعدة العامة و هي الثابتة في مثل قوله عليه السلام: ( و لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) أم هناك مستثنيات من هذه القاعدة هذه هي الحقيقة التي يجب على كل مسلم مكلف أن يعرف أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها أي كراهة الصلاة في الأوقات المعروفة ليست مطلقة وإ نما هي مقيدة بكثير من القيود ولا أريد الآن أن ألقي عليكم درسا فقهيا فيما يتعلق بالصلاة فنحن الآن في شهر الصيام و لكن لا بد من أن أذكر لكم ما يتعلق بهذه المناسبة التي رأيتموها و هي الصلاة بعد العصر فأقول: إن الصلاة التي تعرف عند العلماء بتحية المسجد هذه الصلاة من جملة المستثنيات من تلك القاعدة العامة: و لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا. هناك مستثنيات كثيرة و كما قلت آنفا: لا مناسبة الآن لبيانها أو إحصائها و إنما من تلك المستثنيات تحية المسجد ذلك لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) هنا طبعا تفصيل فقهي دقيق جدا حيث إنه تعارض عمومان اثنان ( لا صلاة بعص العصر ) فهو نص عام و قوله: ( إذا دخل أحدكم المسجد ) فهو أيضا نص عام فأي عامين يقدم على الآخر البحث يحتاج إلى شيء من التفصيل و لا ضرورة الآن للخوض فيه أيضا إلا إذا مد الله عز و جل و بارك في الوقت وبدا لأحد الحاضرين أن يطلب منها تفصيل ذلك فأنا مستعد لذلك بعد أن نتفرغ من الإجابة عن الأحكام التي تتعلق بشهر الصيام و لكني لا بد لي أيضا من ذكر مسألة مهمة جدا تتعلق بما نحن فيه في هذا الوقت ألا و هو قوله عليه السلام: ( و لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) هذا النص العام ليس على إطلاقة فقد جاء مقيدا في حديثين اثنين أحدهما من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و الآخر من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه كلٌّ منهما روى عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم تقييدا للحديث العام ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) قالوا أو قالا أي علي و أنس رضي الله تعالى عنهما روايا الحديث بالقيد التالي: نهى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية إذا هذا أمر أوسع من الأمر السابق في الأمر السابق قلنا إن التحية في وقت الكراهة أي و لو كان ذلك عند إصفرار الشمس أما و الوقت الآن لما تصفرّ الشمس بل هي كما ترونها بيضاء نقية إذا لو أراد المسلم أن يتطوع أيضا بعد صلاة العصر ما دام أن الشمس لم تصفرّ بعد فله ذلك و من الدليل على هذا و بهذا الحديث الذي هو الدليل على ما ذكرت أنهي الكلمة هذه المتعلقة بمناسبة الصلاة بعد العصر و ذاك الدليل هو ما رواه الإمام البخاري و مسلم في صحيحهما من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ما دخل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم العصر بعد صلاة العصر يوما إلا صلى في بيتي ركعتين فهذا نص صريح أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا صلى العصر في المسجد و دخل إلى بيت عائشة صلى ركعتين و على هذا جرى عمل بعض السلف الذين كانوا اطلعوا على حديث عائشة منهم ابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه بهذا أنهي كلمتي هذه و أبتدئ كلمة مناسبة إن شاء الله للمكان أو المقام الذي نحن فيه حيث نعلم جميعا
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 692
- توقيت الفهرسة : 00:01:04
- نسخة مدققة إملائيًّا