الرد على من أنكر مشروعية ركعتين في المسجد عند دخول البلدة المسافر إليها وكذا العودة إلى بلده .
A-
A=
A+
السائل : ... في بلده هل يشرع له أن يذهب للمسجد ويصلي ركعتين ؟
الشيخ : كيف لا ، ذلك سنة .
السائل : ولكن بعضهم يا شيخ يتكلم عن الأمر هذا .
الشيخ : يتكلم عليه ؟
السائل : يتكلم عن هذا الأمر .
الشيخ : أعرف ، أعرف هذا الأمر ، فيه فرق بين يتكلم فيه وله
السائل : وعنه .
الشيخ : لا إذا نضيف تكلم فيه وله وعنه، وبين يتكلم عليه ، فأنت تعني عليه ؟
السائل : نعم هذا ما أعنيه .
الشيخ : طيب ... ماذا يقول ؟
السائل : يعني المفهوم من كلامهم أنه ما يشرع الأمر هذا ولكن ورد حديث يا شيخ عنه .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك .
السائل : وفيك إن شاء الله .
الشيخ : لا بد أنك سمعت قول الشاعر طبعا هذا يقال للغائب ، أما للحاضر لا يقال لأنه ثقيل: " ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا " الشطر الثاني والله نسيته لكن معناه أنه صار قيمة كل حجر بدينار .
السائل : سامحك الله يا شيخ .
الشيخ : ليش سامحني الله ؟ هذا يقال في الخطأ .
السائل : نعم يقال في الخطأ .
الشيخ : آه ، أنا ما أخطأت .
السائل : ألا تريد المسامحة من الله يا شيخ ؟
الشيخ : لا ، أنا أريد المسامحة والمغفرة لكن ألا تشعر معي أن لكل مقام مقال ، مثلا كان إذا رجل قال كلمة خطأ فقال له خصمه هداك الله ، وهو لا يعتقد أنه أخطأ فيقول له لماذا تقول لي هداك الله ؟ هل يصح أن يقول إنه ما تريد الله يهديك ؟
السائل : لا يا شيخ .
الشيخ : هذه كهذه ، ...
السائل : على هذا يا شيخ يشرع الركعتان ؟
الشيخ : أي نعم .
أبو ليلى : والخروج كذلك شيخنا ؟
السائل : ما يصليها في بيته ؟
الشيخ : لا ما يصليها في البيت ، بالنسبة للقادم يصليها في المسجد .
الشيخ : آه شو طلع معكم ؟
الحلبي : شيخنا في رواية هنا بس يبدو أن الإمام يحيله على الإسناد الذي سبق وهو إسناد حديث أبي هريرة من طريق عبد العزيز الدراوردي عن محمد بن عبد الله عن أبي الزناد عن الأعرج يلي هو حديث البروك ... ؟
الشيخ : كيف الدراوردي كيف قلت عبد العزيز أيش ؟
الحلبي : ابن محمد أليس هو الدراوردي ؟
الشيخ : أي نعم .
الحلبي : حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا سجد أحدكم فليضع يديه ... ) وبعدين جاب إسنادين عن " قال محمد ": إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده قال من خلفه سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد .
الشيخ : من هو محمد ؟
الحلبي : محمد بن عبد الله بن الحسن الراوي عن أبي الزناد عن الأعرج .
الشيخ : هذا يمكن يكون النفس الزكية ، ما هيك ؟
الحلبي : هو هذا المشهور والله أعلم .
السائل : عن أبي الزناد عن أبي هريرة يا شيخ .
الشيخ : أعطيني الكتاب هلأ.
السائل : المباركفوري ذكره هكذا ، كنا بهذا اللفظ وحالني على الدارقطني وقال إنه من حديث أبي هريرة ، فأنا رجعت فوجدت هذا ولكن ما أدري .. لا أنا رجعت للدارقطني فوجدت هذا والمباركفوري يقول ...
الشيخ : شو قلت يا عبد الله أنت .
السائل : نعم يا شيخ .
الشيخ : أيش قلت بالنسبة للمباركفوري ؟
السائل : يقول المباركفوري إن الصحابة كانوا يقولون وهو ينقل عن أبي هريرة في حديثه وحجتهم حديث أبي هريرة أنه كان يقول كنا إذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( سمع الله لمن حمده ) قلنا: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، وأحالني إلى الدارقطني فعندما رجعت للدارقطني وجدت حديث أبي هريرة هذا .
الشيخ : هو المباركفوري أحال في هذا النص إلى الدارقطني ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ : هنا الدارقطني ما فيه ، هل بحثت في غير هذا المكان ؟
السائل : تحفة الأحوذي .
الشيخ : في غير هذا المكان من سنن الدارقطني ؟
السائل : بحثت في الدارقطني يعني قلبت أكثر من موضع ما وجدت غير هذا .
الشيخ : هذا ما في الحديث عن أبي هريرة ، هذا عن محمد ...
السائل : بس الإسناد نفسه لعل الدارقطني يقول بإسناده في الحديث .
الشيخ : هي الدارقطني يقول بإسناده في الحديث .
الشيخ : هي الدارقطني أنت قرأت مع علي شو بقول ، بعد ما يروي الحديث عن محمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: ( إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل رجليه ولا يبرك بروك البعير ) ثم من الطريق نفسها بنفس الحديث ثم من طريق أخرى عن ابن عون قال قال محمد ؛ فهنا محمد غير منسوب لكن الظاهر من الإسنادين الأولين أنه هو محمد بن عبد الله بن الحسن وهو الذي يوصف بأنه النفس الزكية مع أنه للتأكد ينبغي أن نرجع إلى ترجمة ابن عون وترجمة محمد يلي روى عنه ابن عون لنتأكد محمد بن عبد الله بن الحسن روى عنه ابن عون ؟ فحينئذ ...
الحلبي : شيخنا عبد الله بن عون بن أرطبان .
الشيخ : أي نعم حينئذ نتأكد أن محمد يلي في الإسناد الثالث هو محمد المذكور في الإسناد يلي قبله ويلي قبله ، فيكون الحديث والحالة هذه مقطوعا ، مقطوعا ليس مرسلا أي موقوفا ليس على الصحابي وإنما على من دونه إما تابعي أو تابع تابعي وهو الظاهر هنا لأن محمد بن عبد الله بن الحسن ما أظنه تابعيا .
الحلبي : هنا في ترجمة عبد الله بن عون يذكر روايته عن محمد بن محمد بن الأسود الزهري وعن محمد بن سيرين أيضا ... وعن محمد بن محمد بن الأسود الزهري .
الشيخ : آه , الزهري نعم ، هو الظاهر هذا بدو يكون هو محمد بن سيرين ؛ لأنه هو إذا أطلق يراد هو ؛ فإذا مبدئيا نقول وليس نهائيا ؛ لأن البحث والتحقيق يحتاج إلى توسع في الموضوع ؛ مبدئيا نقول هنا شيئين ، الشيء الأول أن محمدا المذكور في الإسناد هنا رقم خمسة هو ليس محمد بن عبد الله بن الحسن ، ليس هو .
السائل : لأنه لم يسمع منه ؟
الشيخ : لا مش قضية لم يسمع ، لا ، أيوه أنت تعني عبد الله بن عون ؟
السائل : نعم .
الشيخ : آه ، لكن ما نقول لم يسمع لأن النفي أخي، النفي أصعب شيء أن يلجأ إليه الإنسان لأن العلماء يقولون: " عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه " فهم ما قالوا أهل العلم وأهل الاستقراء والاستقصاء ، ما قالوا عبد الله بن عون لم يسمع من محمد بن عبد الله بن الحسن نعم ، ما نفوا هذا حتى نكون نحن نتبع لهم ؛ لكن قالوا سمع من محمد بن سيرين ومحمد بن الأسود الزهري ، قالوا سمع من هذا وهذا فما نفوا أنه سمع من محمد ، واضح ؟
السائل : واضح .
الشيخ : لكن نحن لا نقول بغير علم لا إثباتا ولا نفيا ، نحن نتكلم في حدود ما بين أيدينا ، الذي بين أيدينا محمد هذا غير منسوب ، فترى من يكون هذا محمد غير المنسوب ؟ إذا نظرنا لطريقة سياق الدارقطني للحديث الأول من طريق محمد بن الحسن يلقى في النفس أنه هو المتقدم في الإسنادين هدول ؛ لكن ليس كل ما يلقى في النفس يكون صوابا ، آه ، فلكي نحقق ما ألقي في النفس أو أقرب إلى الصواب أم إلى الخطأ ؟ رأينا أن نعود إلى عبد الله بن عون هذا الذي روى عن محمد الذي لم يسم ، فذكر لنا المستوعب للرجال الشيوخ والتلامذة وهو الحافظ المزي رحمه الله ، أنه روى عن فلان وفلان ، المحمدين ليس منهم هذا يلي هو ذات النفس الزكية ، إذا بتردد بعد نظر هنا بين يكون هذا ابن الأسود الزهري وبين يكون ابن سيرين التابعي فيكون هذا هو الأقرب ؛ لأن شهرة ابن سيرين يعني أشهر بكثير من الزهري الآخر ؛ ففي النتيجة يبدو أن عزو المباركفوري للدارقطني أنهم كانوا يفعلون كذا وكذا يكون خطأ إذا انتهينا من استيعاب الدارقطني من جميع المواطن التي يفترض أن يكون ذكر ذاك الحديث .
الحلبي : رأينا شيئا جديدا أستاذنا .
الشيخ : هات تانشوف .
الحلبي : هنا الإمام الدارقطني في باب ذكر نسخ التطبيق ، والأمر بالأخذ بالركب يقول حدثنا أبو طالب الحافظ أحمد ابن نصر حدثنا أحمد بن عمير الدمشقي حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو وهو الرازي ، يا شيخنا آه مش الدمشقي هذا ؟ الرازي طبعا .
الشيخ : لا ، أظن أنت عليت هلأ وصلت للتابعين شو في بعده ؟
الحلبي : بعدين حدثنا يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد غير ابن جرير هذاك ، قال سمعت عبد الرحمن بن ثابت أو ثابت ابن ثوبان يقول حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه سمع الله لمن حمده ) ، بعدها جاب إسناد آخر ؛ ليش شيخنا ذكرت أبو زرعة لأنه موضع التقاء السندين فيما بعد عنده ، أيش بقول ؟ حدثنا أبو طالب الحافظ أيضا حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ؛ هنا اختلف السندين ، الآن يلتقي السندين مع بعض حدثنا يحيى بن عمرو بن عمارة سمعت ابن ثابت بن ثوبان يقول حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه اللهم ربنا ولك الحمد ) ، هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد والله أعلم .
الشيخ : اللفظ الأول شو كان إذن؟
الحلبي : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه سمع الله لمن حمده ) .
الشيخ : هنا بالعكس الرواية الثانية .
الحلبي : هنا يقول اللهم ربنا ولك الحمد .
الشيخ : أي نعم وأنت هذا الحديث يلي ذكرته .
السائل : الي يقصده المباركفوري ؟
الشيخ : نعم ،
السائل : والله يا شيخ ...
الشيخ : هل هذا هو الذي يقصده ؟
الحلبي : إذا نظرت في المسانيد حاصرين روايات أبي هريرة ، فالباب هذا لا يكون إلا في هذه ، فنظرتها جميعا ما في غير هاتين الروايتين أستاذي .
سائل آخر : الجزء الخامس من التحفة تحفة الأحوذي .
الشيخ : تحفة الأحوذي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تحفة الأحوذي في الغرفة هناك ، الجزء الخامس أنا عندي الطبعة الهندية ؛ في أي مكان يعني ؟
السائل : فيما يقول بعد الركوع .
الشيخ : لا ، لأنه صعب هنا التفتيش ؛ على كل حال نحن الآن نصل إلى شيء .
السائل : النص أمامنا .
الشيخ : أعطينا بالله الكتاب .
السائل : حديث أبي هريرة هذا هو يا شيخ .
الحلبي : أنا يا شيخنا بدي أشوف تحفة الأشراف بنفس السند شو رأيك ؟
الشيخ : نعم تفضل .
أبو ليلى : إذا ممكن نعيد التسجيل لأن المسجل كان طافي . الله يكرمك .
الشيخ : بنعيدها يعني هو مساوي حالة قائد ... .
الحلبي : شيخنا أبو أحمد بيمون .
الشيخ : نعم ، حق له ذلك .
أبو ليلى : الله يكرمك .
الشيخ : ظهر لك الآن شيء أرجو أن لا تنساه لا أنت ولا صاحبك إن شاء الله ، وهو الدقة في البحث العلمي الذي يفقده أكثر الكاتبين في العصر الحاضر ، وإذا فقدوا ذلك حل محلها السرعة في البت في القضايا العلمية الحسّاسة الدقيقة فيقعون في أخطاء كثيرة ، لما شفنا رواية ابن عون عن محمد وجرى الحديث السابق ولا نعيده إنما دندنا حول ، ينبغي علينا أن نتأكد ، من يكون محمد هذا ؟ أهو الذي في الإسنادين قبله ؟ أم هو شخص آخر ؟ فبعد الرجوع إلى ترجمة ابن عون المسمّى بعبد الله ظهر لنا أنه يروي عن محمد بن سيرين وعن ابن الأسود الزهري ولا يرويه عن النفس الزكية ؛ لكن أخيرا وهنا الشاهد وهنا بيت القصيد كما يقال ، قلت هذا نقوله قبل أن نتابع البحث في سنن الدارقطني فلعله يوجد الحديث في مكان آخر ، فما يجوز نخطئ المباركفوري حينما عزا النص الذي أنت ابتدأت السؤال عنه إلى الدارقطني ونحن بهذه المراجعة السريعة ما وجدنا إلا الأثر عن محمد ، فما يجوز أن نتسرع ونقول أخطأ المباركفوري ، أخطأ الألباني ، كذا إلى آخره .
الحلبي : الله أكبر .
الشيخ : رويدا ، يجب أيش ؟ استيعاب الموضوع من كل جوانبه ، هذه الملاحظة التي أردت أن ألفت النظر إليها لتكون سببا لتركيز البحث العلمي مع كل طالب يطلب العلم .
السائل : كما قال الإمام أحمد: " وما يدريه لعل الناس اختلفوا " .
الشيخ : نعم .
الحلبي : في غير هذه المناسبة .
الشيخ : نعود إلى هذا الحديث الذي بين أيدينا ، ذكر الدارقطني له روايتين متعارضتين ، الرواية الأولى تقول: ( فليقل من وراء سمع الله لمن حمده ) أي كما يقول الإمام ؛ والرواية الثانية تقول : ( فليقل من وراءه اللهم ربنا ولك الحمد ) ويقول هذا هو المحفوظ ، مثل هذه العبارة " هذا هو المحفوظ " ما الذي ينبغي أن نفهمها أو على أي وجه نفهمها ؟ يبدو بادئ ذي بدء أنه يعني أن الروايتين مدارهما على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وأن من روى الرواية الأولى عنه يختلف عمن روى الرواية الأخرى فالذي روى الرواية الأولى عن ابن ثوبان هذا هو هنا أبو الخطاب المسمى بيحيى بن عمر بن عمارة بن راشد إلخ الذي روى الرواية الثانية هنا ، هو نفسه أيضا في الرواية الثانية ولكن اختلف الرواة عنه ، الراوي عن أبي الخطاب في الرواية الأولى ، أبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو ، هذا ثقة وإمام ما يحتاج إلى بحث بخلاف الرواية الثانية ، الراوي لها هو يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، أنا لا أذكر الآن في نفسي كما أذكر ترجمة أبي زرعة ، أننا لسنا بحاجة إلى مراجعة ، ما قيمة يزيد بن محمد بن عبد الصمد في الرواية أولا بعامة ثم ما قيمة رواية يزيد هذا بخاصة عند المخالفة ، هل يستحق أن ترجح روايته على رواية أبي زرعة أم العكس هو الصواب ؟
السائل : وهو المحفوظ .
الشيخ : وقال عن رواية يزيد يلي نحن الآن مانا مستحضرين ترجمته هل أنت مستحضر شيء ؟ شوف التقريب ولو من قريب ؟
السائل : عفوا يا شيخ ، الدارقطني أبو عمر يقول عن رواية أبي زرعة ولا... ؟
الشيخ : لا ، يزيد .
السائل : يقول إنها أحفظ من رواية أبي زرعة .
الشيخ : يقول هي المحفوظة .
الحلبي : يزيد ابن ؟
الشيخ : يزيد بن عبد الصمد ، يزيد بن محمد بن عبد الصمد .
الحلبي : صدوق من الحادية عشر .
الشيخ : شوفوا الفرق الآن بين الرواييين .
الحلبي : أبو زرعة الدمشقي ، وليس الرازي ، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله ثقة حافظ مصنف ، أبو زرعة الدمشقي شيخنا الاثنين من نفس الطبقة من الحادية عشرة .
الشيخ : هم الاثنين رووا عن شخص واحد مش هذا المقصود ، المقصود أيهما أوثق ؟
الحلبي : لا شك .
الشيخ : هل وضح لكما الآن أيهما أوثق ؟
السائل : الدمشقي أبو زرعة .
الشيخ : وليس يزيد بن محمد بن عبد الصمد .
السائل : صدوق .
الشيخ : صدوق ، كيف يقول الدارقطني بقى عن روايته هذه هي المحفوظة ؟
الحلبي : شيخنا أنا خطر في بالي شيء ، عشان هيك بحثت في تحفة الأشراف أن يكون هذا الحديث مرويا في الكتب الستة ، ولذلك قال المحفوظ مش لأجل مجرد هذا الراوي ، لأجل أنه أصل الرواية في الكتب الستة ، فوافق هؤلاء الرواة رواة الحديث فوجدت سند عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة لا يوجد هذا الحديث البتة فيها من هذا الطريق ؛ فلعله يعني البحث أيضا يؤكد هذا الشيء أستاذنا ؟
الشيخ : بس خلينا نفهم ماذا خطر في بالك تماما ؟ شو يلي خطر في بالك احتمالا ثم لم تجده ؟
الحلبي : يلي خطر في بالي احتمالا أن يكون هناك متابعون من فوق ليزيد يعني من فوق الأعرج عبد الله ابن الفضل فبحثت في سند عبد الرحمن بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة فما وجد بالمرة ...
الشيخ : هذا يقينا هذه التفصيل مش موجودة ؛ أما قول الرسول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) هذا موجود في الصحيح .
الحلبي : في على السند شيخنا أنا قصدي يعني بحث إسنادي مش متني .
الشيخ : آه ، سندا .
السائل : آه ، بحثي سندي مش متني لما رجعت للتحفة فما وجدت بالمرة فهذا سند آخر يحتلف عن الأسانيد الأخرى التي تفضلت بها شيخنا .
الشيخ : طيب إذا كان قصدك السند شو الفائدة ؟
الحلبي : المتابعة على المتن .
الشيخ : أنت عم تقول بحثك عن السند ؟
الحلبي : السند ذاته شيخنا قصدي ، السند ذاته والمتن ذاته .
الشيخ : الآن صحة العبارة ، هذا هو .
الحلبي : أي نعم هذا هو المراد وإن كان التعبير .
الشيخ : طيب يا سيدي ، الآن النفس لا تطمئن لهذا الترجيح الذي جنح إليه الإمام الدارقطني ، بل العكس هو الصواب ؛ ولكن هذا يقال فيما لو كان إسناد الحديث من فوق المختلفين هذين أبو زرعة ويزيد كلهم ثقات ؛ فحينئذ يبقى الخلاف بين الثقة الحافظ وبين الصدوق ، فبداهة نقول رواية الثقة الحافظ مرجحة على الصدوق لكن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شو السؤال عنه ؟
الحلبي : الحديث دائما أنت تحسن له شيخنا دائما .
الشيخ : كيف أنا أعرف ؛ لكن مشان يسمع الإخوان هذا فيه عندي ضعف .
الحلبي : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق يخطئ .
الشيخ : ها ، فالآن الخطأ يلي دفع الإمام الدارقطني إلى ترجيح رواية على أخرى هو نظره هذا الراوي أنه يخطئ ؛ فالحقيقة هنا نقطة تتعلق بعلم الحديث ، في كثير من الأحيان يكون من الداوفع على ترجيح رواية على أخرى شيء خارج عن موضوع السند والمتن ثابت في ذاكرة المرجح كالفقة والعلم ونحو ذلك ، فهو قائم في ذهن الإمام الدارقطني متشبع بما هو متشبع به كل حديثي بالحديث الذي ذكرته آنفا ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) ، هذا الحديث ظاهره مع أولئك الذين يقولون وظيفة المقتدي أن يقول ربنا ولك الحمد ، إذا هو الآن أمامه رواية عن شخص في حفظه شيء فهو تارة يروي أن يقول المقتدي مثل ما قال الإمام ، وتارة يروي أن يقول خلاف ما قال الإمام يقول: " ربنا ولك الحمد " إذا هذا هو صحيح ، هذا هو المحفوظ فحكم بأحفظية هذا المتن على الأول ، ليس نابعا من النظر في الراوي عن ابن ثوبان وإنما من نظره إلى الأحاديث الأخرى التي منها (إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) ، حينئذ تبقى المسألة المنقد معرضه للنقد ؛ لماذا ؟ لأن الاستناد الفقهي الذي استند إليه في فرضيتنا هذه نحن عم نحكي فرضيات مش عم نحكم على الدارقطني ، كلها احتمالات ونظريات تقبل الرد وهي أنه ليس من الضروري أن يكون قوله عليه السلام : ( فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) أي أنتم لا تقولوا سمع الله لمن حمده ، ليس من الضروري أن يكون هذا هو المراد .
السائل : عندنا العموم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ؟
الشيخ : لا، أنا أريد أن أذكر شيء جديد غير ذاك ، فأقول لماذا ليس من الضروري أن يكون ذلك هو المراد ؟ لأن هذا الحديث الذي تصورنا وتخيلنا آنفا أن الإمام الدارقطني اندفع من تفقهه فيه إلى هذا الترجيح ، ممكن أن ينتقد فيقال لا يعني الحديث أن المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده بدليل أنه هناك يشبه الحديث الصحيح الذي ذكرناه آنفا ( فإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) يشبهه ( فإذ قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين ) فكما أن هذا الحديث لا ينفي أن يقول المقتدي " عفوا أنا أخطأت يمكن " فإذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فقولوا آمين لا ينفي أن يقول الإمام آمين عرفت كيف ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعني ظاهر الحديث تقسيم بين الإمام وبين المقتدي ، الإمام يقول ماذا ؟ ولا الضالين ، يعني يقرأ الفاتحة ؛ المقتدي ماذا يقول ؟ آمين ؛ طيب ألا يقول الإمام آمين أيضا ؟ نعرف نحن أنه يقول ؛ لكن هذا التقسيم يوحي ظاهره أن الإمام لا يقول آمين ، وبهذا الحديث قال المالكية ، شايف لماذا ؟ لأنهم وقفوا عند ظاهر هذا التقسيم لكن الحقيقة أن الرسول عليه السلام لما قال : ( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين ) أراد أن يشرّع عن الله عز وجل بطبيعة الحال للمقتدين أن يقولوا آمين ، ولم يقصد أن يشرع لهم أن الإمام لا يقول آمين ، وأن المقتدي يقول آمين ؛ وإنما إذا فرغ الإمام من قوله ولا الضالين فقولوا أنتم أيش ؟ آمين ، وهذا جاء صراحة في حديث ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) فحينئذ نحن نقول كما أن قوله عليه السلام: ( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) لم يدل على أن الإمام لا يقول آمين ؛ كذلك قوله: ( فقولوا ربنا ولك الحمد ) لا يعني أن المقتدي لا يقول مثل ما قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد لا يعني أن المقتدي لا يقول مثل ما قال الإمام ؛ إذا الجواب المنصف يحتمل هذا ويحتمل هذا ؛ نعود أخيرا إلى حديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فحينئذ نقول هذا الحديث ليس نصا في نفي أن يقول المقتدي كما يقول الإمام سمع الله لمن حمده ، أنا أكدت في هذا البيان أن الصواب إعمال عموم قوله عليه السلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لكن ما علاقة هذا الكلام بالحديث الذي بين أيدينا الآن إذا كان ابن ثوبان فيه ضعف من قبل حفظه وكان كل من الروايين عنه حجة مع اختلاف قيمة الاحتجاج بكل منهما فأحدهما ثقة حافظ والآخر صدوق والصدوق روايته حجة ؛ فإذا نحن نجمع بين الروايتين و نخرج بالنتيجة الفقهية التي خرجنا منها آنفا ونقول إن ابن ثوبان أراد أن يقول: فقولوا أنتم " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " واضح ؟
السائل : نعم يعني نثبت الروايتين ؟
الشيخ : الروايتين ونجمع بينهما .
السائل : ولا نحتاج لترجيح أحدهما على الأخرى .
سائل آخر : يعني نعمل هذا تارة وهذا تارة ؟
الشيخ : أحسنت .
السائل : بارك الله فيك وأثابك .
سائل آخر : نعمل هذا تارة يا شيخ وهذا تارة ؟
الشيخ : لا ، لا نجمع بينهما .
الشيخ : كيف لا ، ذلك سنة .
السائل : ولكن بعضهم يا شيخ يتكلم عن الأمر هذا .
الشيخ : يتكلم عليه ؟
السائل : يتكلم عن هذا الأمر .
الشيخ : أعرف ، أعرف هذا الأمر ، فيه فرق بين يتكلم فيه وله
السائل : وعنه .
الشيخ : لا إذا نضيف تكلم فيه وله وعنه، وبين يتكلم عليه ، فأنت تعني عليه ؟
السائل : نعم هذا ما أعنيه .
الشيخ : طيب ... ماذا يقول ؟
السائل : يعني المفهوم من كلامهم أنه ما يشرع الأمر هذا ولكن ورد حديث يا شيخ عنه .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك .
السائل : وفيك إن شاء الله .
الشيخ : لا بد أنك سمعت قول الشاعر طبعا هذا يقال للغائب ، أما للحاضر لا يقال لأنه ثقيل: " ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا " الشطر الثاني والله نسيته لكن معناه أنه صار قيمة كل حجر بدينار .
السائل : سامحك الله يا شيخ .
الشيخ : ليش سامحني الله ؟ هذا يقال في الخطأ .
السائل : نعم يقال في الخطأ .
الشيخ : آه ، أنا ما أخطأت .
السائل : ألا تريد المسامحة من الله يا شيخ ؟
الشيخ : لا ، أنا أريد المسامحة والمغفرة لكن ألا تشعر معي أن لكل مقام مقال ، مثلا كان إذا رجل قال كلمة خطأ فقال له خصمه هداك الله ، وهو لا يعتقد أنه أخطأ فيقول له لماذا تقول لي هداك الله ؟ هل يصح أن يقول إنه ما تريد الله يهديك ؟
السائل : لا يا شيخ .
الشيخ : هذه كهذه ، ...
السائل : على هذا يا شيخ يشرع الركعتان ؟
الشيخ : أي نعم .
أبو ليلى : والخروج كذلك شيخنا ؟
السائل : ما يصليها في بيته ؟
الشيخ : لا ما يصليها في البيت ، بالنسبة للقادم يصليها في المسجد .
الشيخ : آه شو طلع معكم ؟
الحلبي : شيخنا في رواية هنا بس يبدو أن الإمام يحيله على الإسناد الذي سبق وهو إسناد حديث أبي هريرة من طريق عبد العزيز الدراوردي عن محمد بن عبد الله عن أبي الزناد عن الأعرج يلي هو حديث البروك ... ؟
الشيخ : كيف الدراوردي كيف قلت عبد العزيز أيش ؟
الحلبي : ابن محمد أليس هو الدراوردي ؟
الشيخ : أي نعم .
الحلبي : حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا سجد أحدكم فليضع يديه ... ) وبعدين جاب إسنادين عن " قال محمد ": إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده قال من خلفه سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد .
الشيخ : من هو محمد ؟
الحلبي : محمد بن عبد الله بن الحسن الراوي عن أبي الزناد عن الأعرج .
الشيخ : هذا يمكن يكون النفس الزكية ، ما هيك ؟
الحلبي : هو هذا المشهور والله أعلم .
السائل : عن أبي الزناد عن أبي هريرة يا شيخ .
الشيخ : أعطيني الكتاب هلأ.
السائل : المباركفوري ذكره هكذا ، كنا بهذا اللفظ وحالني على الدارقطني وقال إنه من حديث أبي هريرة ، فأنا رجعت فوجدت هذا ولكن ما أدري .. لا أنا رجعت للدارقطني فوجدت هذا والمباركفوري يقول ...
الشيخ : شو قلت يا عبد الله أنت .
السائل : نعم يا شيخ .
الشيخ : أيش قلت بالنسبة للمباركفوري ؟
السائل : يقول المباركفوري إن الصحابة كانوا يقولون وهو ينقل عن أبي هريرة في حديثه وحجتهم حديث أبي هريرة أنه كان يقول كنا إذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( سمع الله لمن حمده ) قلنا: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، وأحالني إلى الدارقطني فعندما رجعت للدارقطني وجدت حديث أبي هريرة هذا .
الشيخ : هو المباركفوري أحال في هذا النص إلى الدارقطني ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ : هنا الدارقطني ما فيه ، هل بحثت في غير هذا المكان ؟
السائل : تحفة الأحوذي .
الشيخ : في غير هذا المكان من سنن الدارقطني ؟
السائل : بحثت في الدارقطني يعني قلبت أكثر من موضع ما وجدت غير هذا .
الشيخ : هذا ما في الحديث عن أبي هريرة ، هذا عن محمد ...
السائل : بس الإسناد نفسه لعل الدارقطني يقول بإسناده في الحديث .
الشيخ : هي الدارقطني يقول بإسناده في الحديث .
الشيخ : هي الدارقطني أنت قرأت مع علي شو بقول ، بعد ما يروي الحديث عن محمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: ( إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل رجليه ولا يبرك بروك البعير ) ثم من الطريق نفسها بنفس الحديث ثم من طريق أخرى عن ابن عون قال قال محمد ؛ فهنا محمد غير منسوب لكن الظاهر من الإسنادين الأولين أنه هو محمد بن عبد الله بن الحسن وهو الذي يوصف بأنه النفس الزكية مع أنه للتأكد ينبغي أن نرجع إلى ترجمة ابن عون وترجمة محمد يلي روى عنه ابن عون لنتأكد محمد بن عبد الله بن الحسن روى عنه ابن عون ؟ فحينئذ ...
الحلبي : شيخنا عبد الله بن عون بن أرطبان .
الشيخ : أي نعم حينئذ نتأكد أن محمد يلي في الإسناد الثالث هو محمد المذكور في الإسناد يلي قبله ويلي قبله ، فيكون الحديث والحالة هذه مقطوعا ، مقطوعا ليس مرسلا أي موقوفا ليس على الصحابي وإنما على من دونه إما تابعي أو تابع تابعي وهو الظاهر هنا لأن محمد بن عبد الله بن الحسن ما أظنه تابعيا .
الحلبي : هنا في ترجمة عبد الله بن عون يذكر روايته عن محمد بن محمد بن الأسود الزهري وعن محمد بن سيرين أيضا ... وعن محمد بن محمد بن الأسود الزهري .
الشيخ : آه , الزهري نعم ، هو الظاهر هذا بدو يكون هو محمد بن سيرين ؛ لأنه هو إذا أطلق يراد هو ؛ فإذا مبدئيا نقول وليس نهائيا ؛ لأن البحث والتحقيق يحتاج إلى توسع في الموضوع ؛ مبدئيا نقول هنا شيئين ، الشيء الأول أن محمدا المذكور في الإسناد هنا رقم خمسة هو ليس محمد بن عبد الله بن الحسن ، ليس هو .
السائل : لأنه لم يسمع منه ؟
الشيخ : لا مش قضية لم يسمع ، لا ، أيوه أنت تعني عبد الله بن عون ؟
السائل : نعم .
الشيخ : آه ، لكن ما نقول لم يسمع لأن النفي أخي، النفي أصعب شيء أن يلجأ إليه الإنسان لأن العلماء يقولون: " عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه " فهم ما قالوا أهل العلم وأهل الاستقراء والاستقصاء ، ما قالوا عبد الله بن عون لم يسمع من محمد بن عبد الله بن الحسن نعم ، ما نفوا هذا حتى نكون نحن نتبع لهم ؛ لكن قالوا سمع من محمد بن سيرين ومحمد بن الأسود الزهري ، قالوا سمع من هذا وهذا فما نفوا أنه سمع من محمد ، واضح ؟
السائل : واضح .
الشيخ : لكن نحن لا نقول بغير علم لا إثباتا ولا نفيا ، نحن نتكلم في حدود ما بين أيدينا ، الذي بين أيدينا محمد هذا غير منسوب ، فترى من يكون هذا محمد غير المنسوب ؟ إذا نظرنا لطريقة سياق الدارقطني للحديث الأول من طريق محمد بن الحسن يلقى في النفس أنه هو المتقدم في الإسنادين هدول ؛ لكن ليس كل ما يلقى في النفس يكون صوابا ، آه ، فلكي نحقق ما ألقي في النفس أو أقرب إلى الصواب أم إلى الخطأ ؟ رأينا أن نعود إلى عبد الله بن عون هذا الذي روى عن محمد الذي لم يسم ، فذكر لنا المستوعب للرجال الشيوخ والتلامذة وهو الحافظ المزي رحمه الله ، أنه روى عن فلان وفلان ، المحمدين ليس منهم هذا يلي هو ذات النفس الزكية ، إذا بتردد بعد نظر هنا بين يكون هذا ابن الأسود الزهري وبين يكون ابن سيرين التابعي فيكون هذا هو الأقرب ؛ لأن شهرة ابن سيرين يعني أشهر بكثير من الزهري الآخر ؛ ففي النتيجة يبدو أن عزو المباركفوري للدارقطني أنهم كانوا يفعلون كذا وكذا يكون خطأ إذا انتهينا من استيعاب الدارقطني من جميع المواطن التي يفترض أن يكون ذكر ذاك الحديث .
الحلبي : رأينا شيئا جديدا أستاذنا .
الشيخ : هات تانشوف .
الحلبي : هنا الإمام الدارقطني في باب ذكر نسخ التطبيق ، والأمر بالأخذ بالركب يقول حدثنا أبو طالب الحافظ أحمد ابن نصر حدثنا أحمد بن عمير الدمشقي حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو وهو الرازي ، يا شيخنا آه مش الدمشقي هذا ؟ الرازي طبعا .
الشيخ : لا ، أظن أنت عليت هلأ وصلت للتابعين شو في بعده ؟
الحلبي : بعدين حدثنا يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد غير ابن جرير هذاك ، قال سمعت عبد الرحمن بن ثابت أو ثابت ابن ثوبان يقول حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه سمع الله لمن حمده ) ، بعدها جاب إسناد آخر ؛ ليش شيخنا ذكرت أبو زرعة لأنه موضع التقاء السندين فيما بعد عنده ، أيش بقول ؟ حدثنا أبو طالب الحافظ أيضا حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ؛ هنا اختلف السندين ، الآن يلتقي السندين مع بعض حدثنا يحيى بن عمرو بن عمارة سمعت ابن ثابت بن ثوبان يقول حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه اللهم ربنا ولك الحمد ) ، هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد والله أعلم .
الشيخ : اللفظ الأول شو كان إذن؟
الحلبي : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فليقل من وراءه سمع الله لمن حمده ) .
الشيخ : هنا بالعكس الرواية الثانية .
الحلبي : هنا يقول اللهم ربنا ولك الحمد .
الشيخ : أي نعم وأنت هذا الحديث يلي ذكرته .
السائل : الي يقصده المباركفوري ؟
الشيخ : نعم ،
السائل : والله يا شيخ ...
الشيخ : هل هذا هو الذي يقصده ؟
الحلبي : إذا نظرت في المسانيد حاصرين روايات أبي هريرة ، فالباب هذا لا يكون إلا في هذه ، فنظرتها جميعا ما في غير هاتين الروايتين أستاذي .
سائل آخر : الجزء الخامس من التحفة تحفة الأحوذي .
الشيخ : تحفة الأحوذي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تحفة الأحوذي في الغرفة هناك ، الجزء الخامس أنا عندي الطبعة الهندية ؛ في أي مكان يعني ؟
السائل : فيما يقول بعد الركوع .
الشيخ : لا ، لأنه صعب هنا التفتيش ؛ على كل حال نحن الآن نصل إلى شيء .
السائل : النص أمامنا .
الشيخ : أعطينا بالله الكتاب .
السائل : حديث أبي هريرة هذا هو يا شيخ .
الحلبي : أنا يا شيخنا بدي أشوف تحفة الأشراف بنفس السند شو رأيك ؟
الشيخ : نعم تفضل .
أبو ليلى : إذا ممكن نعيد التسجيل لأن المسجل كان طافي . الله يكرمك .
الشيخ : بنعيدها يعني هو مساوي حالة قائد ... .
الحلبي : شيخنا أبو أحمد بيمون .
الشيخ : نعم ، حق له ذلك .
أبو ليلى : الله يكرمك .
الشيخ : ظهر لك الآن شيء أرجو أن لا تنساه لا أنت ولا صاحبك إن شاء الله ، وهو الدقة في البحث العلمي الذي يفقده أكثر الكاتبين في العصر الحاضر ، وإذا فقدوا ذلك حل محلها السرعة في البت في القضايا العلمية الحسّاسة الدقيقة فيقعون في أخطاء كثيرة ، لما شفنا رواية ابن عون عن محمد وجرى الحديث السابق ولا نعيده إنما دندنا حول ، ينبغي علينا أن نتأكد ، من يكون محمد هذا ؟ أهو الذي في الإسنادين قبله ؟ أم هو شخص آخر ؟ فبعد الرجوع إلى ترجمة ابن عون المسمّى بعبد الله ظهر لنا أنه يروي عن محمد بن سيرين وعن ابن الأسود الزهري ولا يرويه عن النفس الزكية ؛ لكن أخيرا وهنا الشاهد وهنا بيت القصيد كما يقال ، قلت هذا نقوله قبل أن نتابع البحث في سنن الدارقطني فلعله يوجد الحديث في مكان آخر ، فما يجوز نخطئ المباركفوري حينما عزا النص الذي أنت ابتدأت السؤال عنه إلى الدارقطني ونحن بهذه المراجعة السريعة ما وجدنا إلا الأثر عن محمد ، فما يجوز أن نتسرع ونقول أخطأ المباركفوري ، أخطأ الألباني ، كذا إلى آخره .
الحلبي : الله أكبر .
الشيخ : رويدا ، يجب أيش ؟ استيعاب الموضوع من كل جوانبه ، هذه الملاحظة التي أردت أن ألفت النظر إليها لتكون سببا لتركيز البحث العلمي مع كل طالب يطلب العلم .
السائل : كما قال الإمام أحمد: " وما يدريه لعل الناس اختلفوا " .
الشيخ : نعم .
الحلبي : في غير هذه المناسبة .
الشيخ : نعود إلى هذا الحديث الذي بين أيدينا ، ذكر الدارقطني له روايتين متعارضتين ، الرواية الأولى تقول: ( فليقل من وراء سمع الله لمن حمده ) أي كما يقول الإمام ؛ والرواية الثانية تقول : ( فليقل من وراءه اللهم ربنا ولك الحمد ) ويقول هذا هو المحفوظ ، مثل هذه العبارة " هذا هو المحفوظ " ما الذي ينبغي أن نفهمها أو على أي وجه نفهمها ؟ يبدو بادئ ذي بدء أنه يعني أن الروايتين مدارهما على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وأن من روى الرواية الأولى عنه يختلف عمن روى الرواية الأخرى فالذي روى الرواية الأولى عن ابن ثوبان هذا هو هنا أبو الخطاب المسمى بيحيى بن عمر بن عمارة بن راشد إلخ الذي روى الرواية الثانية هنا ، هو نفسه أيضا في الرواية الثانية ولكن اختلف الرواة عنه ، الراوي عن أبي الخطاب في الرواية الأولى ، أبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو ، هذا ثقة وإمام ما يحتاج إلى بحث بخلاف الرواية الثانية ، الراوي لها هو يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، أنا لا أذكر الآن في نفسي كما أذكر ترجمة أبي زرعة ، أننا لسنا بحاجة إلى مراجعة ، ما قيمة يزيد بن محمد بن عبد الصمد في الرواية أولا بعامة ثم ما قيمة رواية يزيد هذا بخاصة عند المخالفة ، هل يستحق أن ترجح روايته على رواية أبي زرعة أم العكس هو الصواب ؟
السائل : وهو المحفوظ .
الشيخ : وقال عن رواية يزيد يلي نحن الآن مانا مستحضرين ترجمته هل أنت مستحضر شيء ؟ شوف التقريب ولو من قريب ؟
السائل : عفوا يا شيخ ، الدارقطني أبو عمر يقول عن رواية أبي زرعة ولا... ؟
الشيخ : لا ، يزيد .
السائل : يقول إنها أحفظ من رواية أبي زرعة .
الشيخ : يقول هي المحفوظة .
الحلبي : يزيد ابن ؟
الشيخ : يزيد بن عبد الصمد ، يزيد بن محمد بن عبد الصمد .
الحلبي : صدوق من الحادية عشر .
الشيخ : شوفوا الفرق الآن بين الرواييين .
الحلبي : أبو زرعة الدمشقي ، وليس الرازي ، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله ثقة حافظ مصنف ، أبو زرعة الدمشقي شيخنا الاثنين من نفس الطبقة من الحادية عشرة .
الشيخ : هم الاثنين رووا عن شخص واحد مش هذا المقصود ، المقصود أيهما أوثق ؟
الحلبي : لا شك .
الشيخ : هل وضح لكما الآن أيهما أوثق ؟
السائل : الدمشقي أبو زرعة .
الشيخ : وليس يزيد بن محمد بن عبد الصمد .
السائل : صدوق .
الشيخ : صدوق ، كيف يقول الدارقطني بقى عن روايته هذه هي المحفوظة ؟
الحلبي : شيخنا أنا خطر في بالي شيء ، عشان هيك بحثت في تحفة الأشراف أن يكون هذا الحديث مرويا في الكتب الستة ، ولذلك قال المحفوظ مش لأجل مجرد هذا الراوي ، لأجل أنه أصل الرواية في الكتب الستة ، فوافق هؤلاء الرواة رواة الحديث فوجدت سند عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة لا يوجد هذا الحديث البتة فيها من هذا الطريق ؛ فلعله يعني البحث أيضا يؤكد هذا الشيء أستاذنا ؟
الشيخ : بس خلينا نفهم ماذا خطر في بالك تماما ؟ شو يلي خطر في بالك احتمالا ثم لم تجده ؟
الحلبي : يلي خطر في بالي احتمالا أن يكون هناك متابعون من فوق ليزيد يعني من فوق الأعرج عبد الله ابن الفضل فبحثت في سند عبد الرحمن بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة فما وجد بالمرة ...
الشيخ : هذا يقينا هذه التفصيل مش موجودة ؛ أما قول الرسول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) هذا موجود في الصحيح .
الحلبي : في على السند شيخنا أنا قصدي يعني بحث إسنادي مش متني .
الشيخ : آه ، سندا .
السائل : آه ، بحثي سندي مش متني لما رجعت للتحفة فما وجدت بالمرة فهذا سند آخر يحتلف عن الأسانيد الأخرى التي تفضلت بها شيخنا .
الشيخ : طيب إذا كان قصدك السند شو الفائدة ؟
الحلبي : المتابعة على المتن .
الشيخ : أنت عم تقول بحثك عن السند ؟
الحلبي : السند ذاته شيخنا قصدي ، السند ذاته والمتن ذاته .
الشيخ : الآن صحة العبارة ، هذا هو .
الحلبي : أي نعم هذا هو المراد وإن كان التعبير .
الشيخ : طيب يا سيدي ، الآن النفس لا تطمئن لهذا الترجيح الذي جنح إليه الإمام الدارقطني ، بل العكس هو الصواب ؛ ولكن هذا يقال فيما لو كان إسناد الحديث من فوق المختلفين هذين أبو زرعة ويزيد كلهم ثقات ؛ فحينئذ يبقى الخلاف بين الثقة الحافظ وبين الصدوق ، فبداهة نقول رواية الثقة الحافظ مرجحة على الصدوق لكن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شو السؤال عنه ؟
الحلبي : الحديث دائما أنت تحسن له شيخنا دائما .
الشيخ : كيف أنا أعرف ؛ لكن مشان يسمع الإخوان هذا فيه عندي ضعف .
الحلبي : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق يخطئ .
الشيخ : ها ، فالآن الخطأ يلي دفع الإمام الدارقطني إلى ترجيح رواية على أخرى هو نظره هذا الراوي أنه يخطئ ؛ فالحقيقة هنا نقطة تتعلق بعلم الحديث ، في كثير من الأحيان يكون من الداوفع على ترجيح رواية على أخرى شيء خارج عن موضوع السند والمتن ثابت في ذاكرة المرجح كالفقة والعلم ونحو ذلك ، فهو قائم في ذهن الإمام الدارقطني متشبع بما هو متشبع به كل حديثي بالحديث الذي ذكرته آنفا ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) ، هذا الحديث ظاهره مع أولئك الذين يقولون وظيفة المقتدي أن يقول ربنا ولك الحمد ، إذا هو الآن أمامه رواية عن شخص في حفظه شيء فهو تارة يروي أن يقول المقتدي مثل ما قال الإمام ، وتارة يروي أن يقول خلاف ما قال الإمام يقول: " ربنا ولك الحمد " إذا هذا هو صحيح ، هذا هو المحفوظ فحكم بأحفظية هذا المتن على الأول ، ليس نابعا من النظر في الراوي عن ابن ثوبان وإنما من نظره إلى الأحاديث الأخرى التي منها (إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) ، حينئذ تبقى المسألة المنقد معرضه للنقد ؛ لماذا ؟ لأن الاستناد الفقهي الذي استند إليه في فرضيتنا هذه نحن عم نحكي فرضيات مش عم نحكم على الدارقطني ، كلها احتمالات ونظريات تقبل الرد وهي أنه ليس من الضروري أن يكون قوله عليه السلام : ( فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) أي أنتم لا تقولوا سمع الله لمن حمده ، ليس من الضروري أن يكون هذا هو المراد .
السائل : عندنا العموم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ؟
الشيخ : لا، أنا أريد أن أذكر شيء جديد غير ذاك ، فأقول لماذا ليس من الضروري أن يكون ذلك هو المراد ؟ لأن هذا الحديث الذي تصورنا وتخيلنا آنفا أن الإمام الدارقطني اندفع من تفقهه فيه إلى هذا الترجيح ، ممكن أن ينتقد فيقال لا يعني الحديث أن المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده بدليل أنه هناك يشبه الحديث الصحيح الذي ذكرناه آنفا ( فإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) يشبهه ( فإذ قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين ) فكما أن هذا الحديث لا ينفي أن يقول المقتدي " عفوا أنا أخطأت يمكن " فإذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فقولوا آمين لا ينفي أن يقول الإمام آمين عرفت كيف ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعني ظاهر الحديث تقسيم بين الإمام وبين المقتدي ، الإمام يقول ماذا ؟ ولا الضالين ، يعني يقرأ الفاتحة ؛ المقتدي ماذا يقول ؟ آمين ؛ طيب ألا يقول الإمام آمين أيضا ؟ نعرف نحن أنه يقول ؛ لكن هذا التقسيم يوحي ظاهره أن الإمام لا يقول آمين ، وبهذا الحديث قال المالكية ، شايف لماذا ؟ لأنهم وقفوا عند ظاهر هذا التقسيم لكن الحقيقة أن الرسول عليه السلام لما قال : ( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين ) أراد أن يشرّع عن الله عز وجل بطبيعة الحال للمقتدين أن يقولوا آمين ، ولم يقصد أن يشرع لهم أن الإمام لا يقول آمين ، وأن المقتدي يقول آمين ؛ وإنما إذا فرغ الإمام من قوله ولا الضالين فقولوا أنتم أيش ؟ آمين ، وهذا جاء صراحة في حديث ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) فحينئذ نحن نقول كما أن قوله عليه السلام: ( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) لم يدل على أن الإمام لا يقول آمين ؛ كذلك قوله: ( فقولوا ربنا ولك الحمد ) لا يعني أن المقتدي لا يقول مثل ما قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد لا يعني أن المقتدي لا يقول مثل ما قال الإمام ؛ إذا الجواب المنصف يحتمل هذا ويحتمل هذا ؛ نعود أخيرا إلى حديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فحينئذ نقول هذا الحديث ليس نصا في نفي أن يقول المقتدي كما يقول الإمام سمع الله لمن حمده ، أنا أكدت في هذا البيان أن الصواب إعمال عموم قوله عليه السلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) لكن ما علاقة هذا الكلام بالحديث الذي بين أيدينا الآن إذا كان ابن ثوبان فيه ضعف من قبل حفظه وكان كل من الروايين عنه حجة مع اختلاف قيمة الاحتجاج بكل منهما فأحدهما ثقة حافظ والآخر صدوق والصدوق روايته حجة ؛ فإذا نحن نجمع بين الروايتين و نخرج بالنتيجة الفقهية التي خرجنا منها آنفا ونقول إن ابن ثوبان أراد أن يقول: فقولوا أنتم " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " واضح ؟
السائل : نعم يعني نثبت الروايتين ؟
الشيخ : الروايتين ونجمع بينهما .
السائل : ولا نحتاج لترجيح أحدهما على الأخرى .
سائل آخر : يعني نعمل هذا تارة وهذا تارة ؟
الشيخ : أحسنت .
السائل : بارك الله فيك وأثابك .
سائل آخر : نعمل هذا تارة يا شيخ وهذا تارة ؟
الشيخ : لا ، لا نجمع بينهما .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 296
- توقيت الفهرسة : 00:13:40
- نسخة مدققة إملائيًّا