افتتاح الشيخ المسجد ثم ذكر أحكام المسجد وكيف بناءه على تقوى من الله .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) , ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) , ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً )) ,أما بعد فإن خير الكلام كلام الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار , وبعد , فأول ما يبدو لي أن أهنئ جوار هذا المسجد المبارك إن شاء الله ,والذي نرجو أن يكون قد أسس على تقوى من الله , ولا يكون المسجد قد أسس على تقوى من الله تبارك و تعالى إلا إذا كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك أن من سنة النبي صلى الله عليه و آله وسلم , أنه أول ما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة , كان أول ما بدأ به هو أن بنى مسجده عليه الصلاة والسلام , ذلك أن المساجد هي مأوى ومجتمع المسلمين بل هي مدرستهم التي يتلقون فيها الدروس التي تعلمهم شريعة الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلم ولذلك كثرت الأحاديث التي تحض المسلمين على بناء المساجد و بخاصة في الأرض أو في المحلة التي لا مسجد فيها لذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ما من ثلاثة في بدو لا يؤذن فيهم ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان- أي أحاط بهم - فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) , ولذلك كان من الواجب على كل مسلم مكلف أن يحافظ على أداء الصلوات الخمس في المسجد وليس أن يصلي في داره أو في دكانه أو في معمله بل عليه أن يدع كل شيء يشغله عن الاستجابة لداعي الله ألا وهو المؤذن حينما يقول حي على الصلاة , حي على الفلاح , فحينما يسمع المسلم هذا الأمر المنظم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم , في كل يوم خمس مرات , ذلك لكي لا يكون لأي مسلم عذر في التخلف عن صلاة الجماعة فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( من سمع النداء ولم يجب ولا عذر له فلا صلاة له ) هذا حديث يحض المسلمين على أن يجيب نادي الله حينما يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح , فإذا لم يفعل ولم يكن له عذر شرعي فصلاته تدور بين ألا ترفع مطلقا أي ألا تكون مقبولة وبين أن تكون مقبولة في أدنى درجات الثواب والأجر
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 655
- توقيت الفهرسة : 00:00:50
- نسخة مدققة إملائيًّا