ما حكم الصلاة في المساجد التي تكثر فيها البدع .؟ و ما حكم الصلاة خلف المبتدع .؟
A-
A=
A+
الحلبي : يقول السائل : ما هو حكم الصلاة في المساجد التي تكثر فيها البدع وبالتالي حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع .؟
الشيخ : هذا أيضا سؤال يكثر كثيرا في هذه الآونة , وهو وإن كان يبشر بخير من جهة , ولكنه يبشر بشر من جهة أخرى ؛ يبشر بخير أن الحريصين على السنة الحمد لله أصبحوا يتكاثرون يوما بعد يوم , وأنهم أصبحوا يتنبهون للبدع الكثيرة في المساجد وفي الأئمة والمؤذنين ونحو ذلك ؛ ولذلك فهم قد يتحرجون من الصلاة في هذه المساجد الممتلئة بالبدع , ومن الاقتداء بهؤلاء الأئمة الذين يخالفون السنة في كثير من صلواتهم ، فهذا خير ؛ لكن إلى متى نستمر أيضا في مثل هذا السؤال ونحن نكرر دائما أبدا شيئين اثنين :
الشيء الأول : ما يتعلق بالاقتداء بالإمام المبتدع , لقد توارثنا خلفا عن سلف أن من السنة الصلاة وراء البر والفاجر ، هذه عقيدة تذكر في عقيدة أهل السنة والجماعة ، الصلاة وراء كل بر وفاجر , خلافا للشيعة لأن الشيعة لا يرون الصلاة إلا , لا أقول إلا وراء الشيعة ، لا ، الأمر أضل عندهم ، إلا وراء إمام معصوم ، إلا وراء إمام معصوم , وهذا الإمام المعصوم بطبيعة الحال عندهم لا يكون إلا من الشيعة من أهل البيت ؛ فالسلف قعدوا لنا هذه القاعدة أن نصلي حتى وراء الفاجر ؛ لماذا ؟
لأنه جاء في أحاديث كثيرة تفيدنا بأن الصلاة وراء أئمة الجور والظلم جائزة ، من ذلك قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم : ( سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها ثم صلوها معهم , فإنها تكون لكم نافلة ) وفي الحديث الآخر وهو أهم وأشمل وأعظم قال في الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) شو عاد يهمه الإنسان يصلي وراء المبتدع ، يصلي على السنة أم يخالفها ، إن أصاب فله ولنا , وإن أخطأ فعليه ولنا ؛ فنحن على كل حال كسبانين , مثل المنشار عالطالع على النازل ، إن صلينا وراء إمام سني فلنا , وإن صلينا وراء إمام بدعي فلنا , لكن بدعته عليه ولا يلحقنا من إثمها شيء ؛ نكرر هذا دائما وأبدا بالنسبة للاقتداء بالأئمة هؤلاء ...
فهذه أيضا مسألة طالما كررناها , وذكرنا أن المطلوب من كل مسلم أن يبتعد عملا عن الصلاة في المساجد المزخرفة والممتلئة بالبدع ؛ ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ) أصبحت المساجد اليوم نادرا ما تجد فيها مسجدا ليس فيه بدعة أو ليس فيه من الزخارف التي يتقربون زعموا بها إلى الله تبارك وتعالى ؛ لو كان هناك مساجد من النوعين لقلنا لا تصلوا في هذه المساجد التي فيها هذه الزخارف وفيها هذه البدع ، فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجدا ليصلي صلاة الظهر وإذا به يفاجئ بإنسان يقول بعد الأذان , ينادي ويصيح ويقول : الصلاة الصلاة ، فقال لصاحبه : " اخرج بنا من هذا المسجد فإن فيه بدعة " نحن إذا أردنا أن نفعل فعل ابن عمر للزمنا البيوت للزمنا الدور ؛ لأنه لا يكاد مسجد إلا وفيه من الزخارف ؛ ويكفي هذه البسط السجاجيد وما فيها من صور ، أحيانا فيها صور محرمة ؛ إما أن تكون هذه الصورة محرمة فرس أو نحو ذلك أسد أو يكون صلبان أو ما شابه ذلك ، فلا يكاد مسجد إلا وفيه ما يلهي ؛ لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا دار الأمر بين أن نصلي فرادى في البيوت وبين أن نصلي في المساجد المزخرفة والتي يؤمها الأئمة المبتدعة فحينئذ ندفع الشر الأكبر بالشر الأصغر , لا سيما أن هذا الشر الأكبر لسنا نحن يعني مكلفين فيه أو صادر منا , وإنما يصدر من غيرنا ، إذا تأخرنا عن صلاة الجماعة فقد أثمنا وخالفنا قول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) لأنه قال هذه الجملة بعد قوله : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ليس هنا تكرار قال : وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، هذه ملاحظة يجب أن لا ننساها ؛ وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، ما النكتة ؟ (( أقيموا الصلاة )) أي أدوها أداء تاما (( واركعوا مع الراكعين )) أي مع جماعة المسلمين ؛ فنحن إذا تركنا صلاة الجماعة في هذه المساجد , ونحن لسنا مسئولين عما فيها من زخارف , وما فيها من إساءة الصلاة من بعض الأئمة فنحن لسنا مسئولين عن هذه الإساءة وتلك ؛ لكننا نكون مسئولين إذا صلينا في بيوتنا لمخالفتنا لقول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) نعم .
الشيخ : هذا أيضا سؤال يكثر كثيرا في هذه الآونة , وهو وإن كان يبشر بخير من جهة , ولكنه يبشر بشر من جهة أخرى ؛ يبشر بخير أن الحريصين على السنة الحمد لله أصبحوا يتكاثرون يوما بعد يوم , وأنهم أصبحوا يتنبهون للبدع الكثيرة في المساجد وفي الأئمة والمؤذنين ونحو ذلك ؛ ولذلك فهم قد يتحرجون من الصلاة في هذه المساجد الممتلئة بالبدع , ومن الاقتداء بهؤلاء الأئمة الذين يخالفون السنة في كثير من صلواتهم ، فهذا خير ؛ لكن إلى متى نستمر أيضا في مثل هذا السؤال ونحن نكرر دائما أبدا شيئين اثنين :
الشيء الأول : ما يتعلق بالاقتداء بالإمام المبتدع , لقد توارثنا خلفا عن سلف أن من السنة الصلاة وراء البر والفاجر ، هذه عقيدة تذكر في عقيدة أهل السنة والجماعة ، الصلاة وراء كل بر وفاجر , خلافا للشيعة لأن الشيعة لا يرون الصلاة إلا , لا أقول إلا وراء الشيعة ، لا ، الأمر أضل عندهم ، إلا وراء إمام معصوم ، إلا وراء إمام معصوم , وهذا الإمام المعصوم بطبيعة الحال عندهم لا يكون إلا من الشيعة من أهل البيت ؛ فالسلف قعدوا لنا هذه القاعدة أن نصلي حتى وراء الفاجر ؛ لماذا ؟
لأنه جاء في أحاديث كثيرة تفيدنا بأن الصلاة وراء أئمة الجور والظلم جائزة ، من ذلك قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم : ( سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها ثم صلوها معهم , فإنها تكون لكم نافلة ) وفي الحديث الآخر وهو أهم وأشمل وأعظم قال في الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) شو عاد يهمه الإنسان يصلي وراء المبتدع ، يصلي على السنة أم يخالفها ، إن أصاب فله ولنا , وإن أخطأ فعليه ولنا ؛ فنحن على كل حال كسبانين , مثل المنشار عالطالع على النازل ، إن صلينا وراء إمام سني فلنا , وإن صلينا وراء إمام بدعي فلنا , لكن بدعته عليه ولا يلحقنا من إثمها شيء ؛ نكرر هذا دائما وأبدا بالنسبة للاقتداء بالأئمة هؤلاء ...
فهذه أيضا مسألة طالما كررناها , وذكرنا أن المطلوب من كل مسلم أن يبتعد عملا عن الصلاة في المساجد المزخرفة والممتلئة بالبدع ؛ ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ) أصبحت المساجد اليوم نادرا ما تجد فيها مسجدا ليس فيه بدعة أو ليس فيه من الزخارف التي يتقربون زعموا بها إلى الله تبارك وتعالى ؛ لو كان هناك مساجد من النوعين لقلنا لا تصلوا في هذه المساجد التي فيها هذه الزخارف وفيها هذه البدع ، فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجدا ليصلي صلاة الظهر وإذا به يفاجئ بإنسان يقول بعد الأذان , ينادي ويصيح ويقول : الصلاة الصلاة ، فقال لصاحبه : " اخرج بنا من هذا المسجد فإن فيه بدعة " نحن إذا أردنا أن نفعل فعل ابن عمر للزمنا البيوت للزمنا الدور ؛ لأنه لا يكاد مسجد إلا وفيه من الزخارف ؛ ويكفي هذه البسط السجاجيد وما فيها من صور ، أحيانا فيها صور محرمة ؛ إما أن تكون هذه الصورة محرمة فرس أو نحو ذلك أسد أو يكون صلبان أو ما شابه ذلك ، فلا يكاد مسجد إلا وفيه ما يلهي ؛ لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا دار الأمر بين أن نصلي فرادى في البيوت وبين أن نصلي في المساجد المزخرفة والتي يؤمها الأئمة المبتدعة فحينئذ ندفع الشر الأكبر بالشر الأصغر , لا سيما أن هذا الشر الأكبر لسنا نحن يعني مكلفين فيه أو صادر منا , وإنما يصدر من غيرنا ، إذا تأخرنا عن صلاة الجماعة فقد أثمنا وخالفنا قول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) لأنه قال هذه الجملة بعد قوله : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ليس هنا تكرار قال : وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، هذه ملاحظة يجب أن لا ننساها ؛ وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، ما النكتة ؟ (( أقيموا الصلاة )) أي أدوها أداء تاما (( واركعوا مع الراكعين )) أي مع جماعة المسلمين ؛ فنحن إذا تركنا صلاة الجماعة في هذه المساجد , ونحن لسنا مسئولين عما فيها من زخارف , وما فيها من إساءة الصلاة من بعض الأئمة فنحن لسنا مسئولين عن هذه الإساءة وتلك ؛ لكننا نكون مسئولين إذا صلينا في بيوتنا لمخالفتنا لقول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 190
- توقيت الفهرسة : 01:01:45
- نسخة مدققة إملائيًّا