بيان وجوب فصل المساجد عن المقابر وبيان أنَّ ذلك أول سبب لحصول الشرك في الأرض .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ومَن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فقد جاء في أحاديث كثيرة منها ما يتعلَّق بهذه الخطبة خطبة الحاجة من قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) ، ومن هديه - عليه الصلاة والسلام - الفصل بين المساجد والقبور ، الفصل بين المساجد والقبور والإبعاد بين المساجد والقبور ؛ ذلك لأن القبور كانت يومًا ما سببًا لوقوع الناس في الإشراك بالله - عز وجل - ، وإلى ذلك أشارَ ربنا - عز وجل - في قوله - تبارك وتعالى - في قصَّة قوم نوح مع نوح : (( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا )) . يقول ابن عباس - رضي الله عنه - كما في " صحيح البخاري " : هؤلاء الخمسة كانوا عبادًا لله صالحين ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إليهم أن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ، وزيَّنَ لهم ذلك بأنكم تتذكَّرون أعمالهم وأخلاقهم فتقتدون بهم ، فاستجابوا لإيحائه وأطاعوه ، وما أطاع الإنسان الشيطان إلا ضلَّ ضلالًا بعيدًا .
ومن كيد الشيطان بعدوِّه الإنسان أنه يمكر به ، فهو يقدِّم له قبل أيِّ شيء من ضلال المجسَّم ضلالًا خفيًّا ، ويزيِّنه في عقولهم كما سمعتم : " اجعلوا مقابرهم في أفنية دوركم " ؛ لماذا ؟ هذه الشبهة التي تُقال اليوم في تبرير وضع الأصنام في الساحات الكبرى لبعض مَن يزعمون بأنهم لهم جهود وطنية ، ومع ذلك فإنهم ليس لهم يعني جهود إسلامية مطلقًا ، فيضلِّلون الناس بمثل هذا الإيحاء الشيطاني بأنَّ جعلَ هذه الأصنام في هذه الساحات فالناس يتذكَّرون أعمالهم ، ما شاء الله على أعمالهم !
هكذا زيَّن الشيطان لقوم نوح أول خطوة ؛ " اجعلوا قبورهم في أفنية دوركم " ، تَرَكَهم حينًا من الزمان حتَّى جاء الجيل الثاني ووجد القبور بين أفنية الدور ، فزيَّنَ لهذا الجيل الثاني بأنَّ بقاء القبور هكذا كسائر الناس أمرٌ لا يليق بهؤلاء الخمسة الصالحين ؛ إذًا ماذا نفعل ؟ قال : ينبغي أن تنحتوا وأن تتَّخذوا لهم أصنامًا خمسة ؛ لأنها تبقى مع الدهر ، أما هذه القبور فلتأتيها العواصف والرياح والأمطار والسيول فتذهب بها ، ويذهب مع ذلك ما يذكِّركم بالأخلاق وبالأعمال الصالحة . أيضًا اتَّبعوا وحيَ هذا الشيطان كما فعلوا أوَّل مرة فنحتوا لهؤلاء الخمسة أصنامًا ، ووضعوها في أماكن عادية ، وتركَهم جيلًا من الزمان ، حتى جاء الجيل الثالث ؛ قال لهم : أنتم علمْتُم من توارثكم من آبائكم وأجدادكم أن هذه الأصنام تمثِّل رجالًا صالحين من رجالكم ، فما يليق بكم أن تجعلوا أصنامهم إلا في أماكن تليق بمنزلتهم عند ربِّهم ، فاتخذوا لهم بيوتًا أشبه بالمعابد ، ووضعوها في أماكن رفيعة عالية ، فما جاء الجيل الرابع إلا وهم يعبدون هذه الأصنام يسجدون لها من دون الله - تبارك وتعالى - .
فقد جاء في أحاديث كثيرة منها ما يتعلَّق بهذه الخطبة خطبة الحاجة من قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) ، ومن هديه - عليه الصلاة والسلام - الفصل بين المساجد والقبور ، الفصل بين المساجد والقبور والإبعاد بين المساجد والقبور ؛ ذلك لأن القبور كانت يومًا ما سببًا لوقوع الناس في الإشراك بالله - عز وجل - ، وإلى ذلك أشارَ ربنا - عز وجل - في قوله - تبارك وتعالى - في قصَّة قوم نوح مع نوح : (( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا )) . يقول ابن عباس - رضي الله عنه - كما في " صحيح البخاري " : هؤلاء الخمسة كانوا عبادًا لله صالحين ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إليهم أن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ، وزيَّنَ لهم ذلك بأنكم تتذكَّرون أعمالهم وأخلاقهم فتقتدون بهم ، فاستجابوا لإيحائه وأطاعوه ، وما أطاع الإنسان الشيطان إلا ضلَّ ضلالًا بعيدًا .
ومن كيد الشيطان بعدوِّه الإنسان أنه يمكر به ، فهو يقدِّم له قبل أيِّ شيء من ضلال المجسَّم ضلالًا خفيًّا ، ويزيِّنه في عقولهم كما سمعتم : " اجعلوا مقابرهم في أفنية دوركم " ؛ لماذا ؟ هذه الشبهة التي تُقال اليوم في تبرير وضع الأصنام في الساحات الكبرى لبعض مَن يزعمون بأنهم لهم جهود وطنية ، ومع ذلك فإنهم ليس لهم يعني جهود إسلامية مطلقًا ، فيضلِّلون الناس بمثل هذا الإيحاء الشيطاني بأنَّ جعلَ هذه الأصنام في هذه الساحات فالناس يتذكَّرون أعمالهم ، ما شاء الله على أعمالهم !
هكذا زيَّن الشيطان لقوم نوح أول خطوة ؛ " اجعلوا قبورهم في أفنية دوركم " ، تَرَكَهم حينًا من الزمان حتَّى جاء الجيل الثاني ووجد القبور بين أفنية الدور ، فزيَّنَ لهذا الجيل الثاني بأنَّ بقاء القبور هكذا كسائر الناس أمرٌ لا يليق بهؤلاء الخمسة الصالحين ؛ إذًا ماذا نفعل ؟ قال : ينبغي أن تنحتوا وأن تتَّخذوا لهم أصنامًا خمسة ؛ لأنها تبقى مع الدهر ، أما هذه القبور فلتأتيها العواصف والرياح والأمطار والسيول فتذهب بها ، ويذهب مع ذلك ما يذكِّركم بالأخلاق وبالأعمال الصالحة . أيضًا اتَّبعوا وحيَ هذا الشيطان كما فعلوا أوَّل مرة فنحتوا لهؤلاء الخمسة أصنامًا ، ووضعوها في أماكن عادية ، وتركَهم جيلًا من الزمان ، حتى جاء الجيل الثالث ؛ قال لهم : أنتم علمْتُم من توارثكم من آبائكم وأجدادكم أن هذه الأصنام تمثِّل رجالًا صالحين من رجالكم ، فما يليق بكم أن تجعلوا أصنامهم إلا في أماكن تليق بمنزلتهم عند ربِّهم ، فاتخذوا لهم بيوتًا أشبه بالمعابد ، ووضعوها في أماكن رفيعة عالية ، فما جاء الجيل الرابع إلا وهم يعبدون هذه الأصنام يسجدون لها من دون الله - تبارك وتعالى - .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 108
- توقيت الفهرسة : 00:00:46
- نسخة مدققة إملائيًّا