بيان بعض أحكام السترة مع ذكر بعض الأحاديث الدالَّة على ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : فأريد أن أذكِّر بأمرين اثنين ، ولكلٍّ منهما مناسبته ، الأمر الأول : أن كثيرًا من إخواننا الحريصين على اتِّباع سنة نبيِّنا - صلوات الله وسلامه عليه - يعتنون بالصلاة إلى السترة ، ولا يفعلون كما يفعل عامَّة الناس الذين لا يعلمون حيث يصلي أحدهم في المسجد كيفما اتَّفق له ولا يصلي إلى سترة ، ليس حديثنا الآن مع هؤلاء ، وإنما حديثنا مع أولئك الإخوان الحريصين على اتباع السنة ، ومن اتباعهم للسنة أنهم يصلون إلى السترة ، والسترة ليس لها شخصية معيَّنة ، فسواء كان جدارًا أو كان عمودًا أو كان عصا أو كان إنسانًا جالسًا بين يديه ، وهكذا ؛ هذه السنة عَرَفَها كثير من الحريصين اليوم - والحمد لله - على اتباع السنة ، ولكن الكثيرين من أتباع السنة من هؤلاء يغفلون أو ينسَون - ما أدري ماذا أقول - عن سنَّة تتعلق بهذه السنة ؛ ألا وهي الدنوُّ إليها من جهة ، وعدم المبالغة في الدنوُّ إليها من جهة أخرى ، وإنما ينبغي أن يكون بين موضع سجود المصلي وبين السترة كما جاء في الحديث الصحيح ممرُّك بمقدار شبر شبرين ، فهذا يعني أن لا يقف المصلي بعيدًا على السترة ، ولا - أيضًا - أن يقترب من السترة بحيث أنه يكاد أن ينطَحَها برأسه ، فهذا الجدار فيكاد يمسُّ الجدار برأسه ، هذا خلاف السنة ، هذا الجدار يقوم بعيدًا عنه بعدًا كبيرًا ، وإنما الحدُّ الفاصل والمحدَّد في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - القائل : ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) كما جاء في " صحيح البخاري " من حديث سهل بن سعد الساعدي قال : " كان بين مصلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممرُّ شاة " . مصلى : أي : موضع السجود ، كان بين موضع سجود الرسول - عليه السلام - وبين السترة التي يتوجَّه إليها ممرُّ شاة ؛ أي : مقدار شبر شبر ونصف شبرين بالكثير ، ولذلك الذي ينبغي أن نلاحظه هو أن لا نكون بعيدين كلَّ البعد عن السترة حينما نقف نصلي إليها ، والصلاة إلى السترة لا بد منها كما أشرنا إليه آنفًا ، ولا - أيضًا - نقترب منها بحيث نكاد أن نمسَّها برؤوسنا ، وإنما الأمر كما قال ربنا - عز وجل - في القرآن الكريم بمناسبة أخرى ... .
وأذكِّر بعض الناس يتوهَّمون بأن هذه السترة إنما يُشرع اتِّخاذها فقط في الصحراء في العراء وليس في البنيان كالدار والمسجد ؛ هذا وهمٌ ، وشبهتهم في ذلك أنَّ السترة إنما تُوضع حيث يُخشى أن يمرَّ أحد بين يديه ، ولا تُتَّخذ بزعمهم في المسجد أو في الدار بخاصَّة في الدار في الغرفة الصغيرة ؛ حيث يقول هذا المصلي : ومَن سيمرُّ بين يدي ؟ إذًا هو يصلي كيفما اتفق له ، نقول له : هذا وهمٌ ، هذا خطأٌ ، فقد يمرُّ بين يدي المصلي مَن لا يراه ، وهذا ما أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، فهناك خلق من خلق الله - تبارك وتعالى - مما وصفَهم ربُّنا - عز وجل - في القرآن الكريم بقوله : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )) ، فالشيطان الذي خُلِقَ من مارجٍ من نارٍ نحن لا نراه ، أما هو فيرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ؛ ولذلك فَمِن الأسباب الشرعية لمنع أن تتعرَّض صلاة المصلي لشيء من الفساد أو النقصان أن يتَّخذ هذه السترة ، ولا يقولَنَّ أحدهم : لا يوجد .
السائل : فسِّر لنا السترة ... ؟
الشيخ : هَيْ - بارك الله فيك - قلنا : الجدار ، أو العمود ، أو العصا ، أو الإنسان بين يديه .
السائل : أيوا ، هذا هو .
الشيخ : هو هذا ، نعم .
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق : ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) يُشير إلى أن هناك مارًّا قد يمرُّ بين يديك لا تراه ؛ لأنه ليس من جنسك ، وليس خُلِقَ ممَّا خُلِقْتَ من طين ، وإنما هو خلق من مارج من نار ، فهو قد يمرُّ بين يديك ولا تراه ، فما هي الوسيلة الشرعية في إبعاد الشيطان عن هذا المصلي أن يتعرَّض لصلاته بإفساد أو بنقصان ؟ أن تصلي إلى هذه السترة كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا صلَّى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ) . في الرواية الأخرى أو الحديث الآخر : ( إذا صلى أحدكم فَلْيدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ؛ أي : لكي لا يقطع الشيطان عليه صلاته .
وقد ثبت في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بينما كان يصلي ذات يوم بين أصحابه رأوه مدَّ يده كأنه يقبض على شيء ، وبعد صلاته - عليه السلام - وفراغه منها سألوه : رأيناك صنعت شيئًا لم تكن تصنعه ؟ قال : ( إن الشيطان أراد أن يقطع عليَّ صلاتي ، فأخذت بحلقومه ، فوجدْتُ بردَ لُعَابِه في أصابعي ) . قال - عليه السلام - : ( ولولا دعوة أخي سليمان - عليه الصلاة والسلام - ربِّ هَبْ لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي لَأصبح مربوطًا بسارية - أي : بعمود من أعمدة مسجد الرسول عليه السلام - يلعب به ولدان وصبيان المدينة ) ، لكن تأدُّبًا منه - عليه الصلاة والسلام - مع أخيه سليمان - عليه السلام - الذي دعا هذه الدعوة لم يُرِدْ أن يشاركه في تسلُّطه - عليه الصلاة والسلام - على ذاك الشيطان ، فبعد أن كاد أن يخنقَه حتى وجد بردَ لُعابه في يده - عليه السلام - وأصابعه أطلق سبيله أدبًا مع أخيه سليمان - عليه الصلاة والسلام - .
الشاهد من هذا الحديث أنَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي هو أكمل الناس وسيِّد الناس كما قال ذلك - عليه السلام - صراحةً في " صحيح البخاري ومسلم " : ( أنا سيِّد الناس يوم القيامة ، أتدرون ممَّ ذاك ؟ ) . ثم ذكر حديث الشفاعة الكبرى . والشاهد : إذا كان سيد الناس كاد الشيطان أن يمرَّ بين يديه ، لكن الرسول - عليه السلام - قد اصطفاهُ الله - عز وجل - بخصال ، وأكرمه بمعجزات لم تكُنْ لأحد ممَّن بعده ، وربما ممَّن كان قبله ، من ذلك أنه يرى ما لا نرى نحن ، يرى - عليه السلام - ما لا نرى نحن ؛ أي : إنه - عليه الصلاة والسلام - وهذه فائدة لا يدخل في عموم الآية السابقة : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )) ، إنه يراكم معشر الناس إلا سيد الناس ، فهو يراه - عليه الصلاة والسلام - ، وهذه خصوصية كما كان يرى جبريل - عليه السلام - ويرى الملائكة الكرام . وقد جاء في " صحيح البخاري " - أقول أيضًا بهذه المناسبة الطَّيِّبة - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال للسيدة عائشة يومًا : ( يا عائشة ، هذا جبريل يقرئك السلام ) . هي لا ترى جبريل ، وهو معها في الحجرة مع الرسول - عليه السلام - : ( هذا جبريل يقرئك السلام ) . قالت : " يا رسول الله ، عليك " قال : " وعليه السلام " ، وفي رواية : ( عليك وعليه السلام ، ترى - يا رسول الله - ما لا نرى ) .
الشاهد هنا : أن الرسول - عليه السلام - بإمكانه أن يرى الشيطان حينما يمرُّ بين يديه ، أما نحن فلا سبيل لنا إلى ذلك ، ولذلك ينبغي أن نتَّخذ الوسائل الشرعية لإبعاد الشيطان أن يتعرَّض لصلاتنا بشيء من الفساد أو النُّقصان . من أجل ذلك أمرنا - عليه الصلاة والسلام - أن نتَّخذ السترة إذا قُمْنا نصلي ، لا فرق في ذلك كما أشرْتُ آنفًا بين أن نصلي في الصحراء والعراء أو في البنيان في المسجد الواسع الكبير أو المسجد الصغير أو الغرفة الصغرى ؛ لا فرق في ذلك ؛ لأن الشيطان له من القدرة بإمكان الله إيَّاه أن يدخل في أيِّ مكان ، كما جاء - أيضًا - في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - زارَتْه ليلةً زوجته صفية بنت حُيَي ، فجلست عنده ما جلست ثم خرجت لتنقلبَ - أي : تنصرف - إلى دارها ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليقلِبَها إلى أهلها ، فوقف معها هنيَّة لما مرَّ رجلان من الأنصار ، فلما رأوا الرسول - عليه السلام - قائمًا ومعه امرأة أسرَعا السير ، هذا من أدبهما وحشمتهما وتعظيمهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( على رسلكما ) ؛ أي : لا تُسرعا ... في السير كما كنتما من قبل . ( إنها صفية ، إنها صفية ) . يقول لهما : لا يدور في ذهنكما شيء ، هذه زوجتي ما هي امرأة غريبة ، قالا : " يا رسول الله ، إن كنا لنظنَّ بأحد فما كنا لنظنَّ بك يا رسول الله " . وهذا أمر طبيعي ؛ يعني كل الناس ممكن أن يُظَنَّ بهم ظن السوء إلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المعصوم ، فما كان جواب الرسول - عليه السلام - على قولهما هذا ؟
قال : ( إن الشيطان ) - وهنا الشاهد - . ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ، فإذًا الشيطان معرَّض أن يمرَّ بين يدي الإنسان ولو كان في غرفة صغيرة ، فَلِكَي لا تتعرَّض صلاته لشيء من الفساد والنقصان كما قلنا آنفًا نصلي إلى سترة ، هذه وسيلة شرعية ليست وسيلة مادية يمكن نحن أن نفهمها بعقولنا القصيرة الجامدة ، فهذه من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها والاستسلام لها ؛ لأنَّ ذلك من أول شرائط الإيمان الصحيح كما قال ربُّنا - عز وجل - : (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) ، من هم ؟ أول وصف (( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )) ، فإذًا نحن نؤمن بالغيب أوَّلًا بأن هناك خلقًا لا نراهم بأعيننا وهم الجنُّ والشياطين منهم ، وهذا منصوص في الكتاب والسنة ، وهو أمر متواتر مقطوع بوجوده .
والشيء الثاني : أن صلاة المصلي قد يتعرَّض الشيطان للإخلال بصلاة هذا الإنسان بمروره بينه وبين موضع سجوده ، فإذا وضع السترة كانت هذه السترة كعَلَم لا يجوز له أن يمرَّ بين يديه ، هذه وسيلة شرعية ، فلا يقل الإنسان : أنا أصلي في مكان ليس هناك ولد ، وليس هناك حيوان يمرُّ بين يدي ، لا . هناك حيوان - أي : خلق من خلق الله - لا نراه بأعيُنِنا ألا وهو الشيطان ، وهذا ما صرَّح به الرسول - عليه السلام - في الحديث السابق : ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
يقع كثيرًا أحدُنا يصلي في داره ، وفي الدار هرٌّ أو قطٌّ يريد أن يمرَّ ، أو داجن ؛ يعني دجاجة أو شاة أو ماعز أو ما شابه ذلك ، وهذا ما وقع للرسول - عليه السلام - ؛ حيث كان يومًا يصلي ، فأرادت شاة أو جَدْيٌ - هكذا نصُّ الحديث ، جَدْيٌ يعني شاة صغيرة - أن يمرَّ بين يديه ، فسَاعَاها الرسول ، سَاعَاها يعني نزل معها في المسابقة ؛ يعني لم يَدَعْها تسبقه فتمرُّ بين يديه ، فسَاعَاها حتى ألصق بطنه بالجدار ، ومرَّت الشاة أو الجَدْيُ خلفه - عليه السلام - ، هذا يدلُّنا على أهمية واهتمام اتِّخاذ إيه ؟ السترة ، هذه شاة ، أو هذا جَدْيٌ حيوان لا يعقل ، بخلاف الشيطان الذي يجلس للإنسان بالمرصاد ، فهذا حيوان يمرُّ مرًّا لا يعقل ولا يرمي إلى شيء ، أما الشيطان فيرمي إلى إفساد الصلاة ، مع ذلك فكان موقف الرسول - عليه السلام - من هذه الدابة أنه سابَقَها وألصق بطنه - عليه السلام - بالجدار حتى مرَّت من خلفه .
هذه أمور كلها تدلُّنا - نحن معشر المسلمين المهتمِّين باتباع سنَّة سيد المرسلين - أنه يجب علينا أن نهتمَّ أوَّلًا باتخاذ السترة ، وقد عرفنا أن السترة أي شيء منتصب هكذا أمامك ؛ سواء كان رقيقًا أو كان غليظًا ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - مبيِّنًا بلغة العرب التي كانوا يفهمونها يومئذٍ ما هي نوعية السترة التي هم يتداولونها يومئذٍ ؛ قال - عليه السلام - : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكُنْ بين يدَيه مثل مؤخرة الرحل ) . تعرفون مؤخرة الرحل ما هو أو ما هي ؟ ما هي عندكم ؟ ماذا تسمُّونها ؟ الرحل هو بالنسبة للجمل كالسَّرج بالنسبة للفرس ، هذا الذي يوضع على ظهر الجمل اسمه رحل ، ومؤخرة الرحل العمود هذا الذي يكون في الخلف واحد وفي الأمام واحد ، هذا الذي في الأمام يلفُّ الراكب رجله عليه فيصبح إيه ؟ ... هذا اسمه في اللغة التي كان الرسول والصحابة في زمانه يتكلَّمون بها اسمها الرحل ، وهذه العصا من الأمام والخلف سمَّاها الرسول - عليه السلام - : ( مثل مؤخرة الرحل ) . هذه ما تكون طويلة لا متر ولا نص متر ، وإنما تكون شبرًا أو أكثر قليلًا ، هذه المؤخرة مؤخرة الرحل يعلِّق عليها الراكب متاعه ، والمقدمة هذه يلفُّ عليها رجله فيصبح قطعة واحدة من الراحلة ، آ ، هذا مما تعلَّمناه ونحن أعاجم ، لكن تعلَّمناه من لغة الرسول - عليه السلام - فقال : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ) . كم مؤخرة الرحل ؟ شبر ، شبر ونص ، شبرين ، فإذا لم يكن بين يدي المصلي عصا طويلة شبر أو شبرين ، ومرَّ شيء من هذه الأمور الثلاثة التي سيأتي ذكرُها في تمام حديث الرسول - عليه السلام - تبطل صلاته ، تبطل ؛ يجب عليه أن يعيد الصلاة ، أما إذا مرَّ شيء آخر فالصلاة تنقص ولا تبطل ؛ أي الحديث الأول : ( يقطع صلاة أحدكم ) ، آ ، قوله - عليه السلام - : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) . القطع هنا ليس المقصود به الإبطال ، وإنما نقصان الأجر .
أما القطع المذكور في الحديث الثاني : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ثلاثة أشياء : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ) . هذا يبطل الصلاة ، فإذا مرَّ الكلب الأسود أو مرَّ الحمار أو مرَّت المرأة بشرط أن تكون امرأةً بالغة كبيرة ؛ حينئذٍ تبطل الصلاة إذا لم يكُنْ بين يديه مثل مؤخرة الرحل .
باختصار : إذا لم يكُنْ بين يديه سترة ، وهذا من فوائد السترة أنها تحفظ صلاة المتوجِّه إليها عن القطع بمعنى الإبطال إبطال الصلاة ، وعن القطع بمعنى نقصان الأجر ، فيجب علينا أن نهتمَّ بالصلاة إلى السترة سواء كنا في الدار ، أو كنا في المسجد ، أو كنا في الصحراء ، ونلاحظ ما ذكرتُه آنفًا أن نكون قريبين منها بمقدار يكون شبر أو شبرين بين موضع السجود وبين السترة ، ولا نبتعد أكثر من ذلك ولا نتجاوز هذه المسافة التي حدَّدَها فعلُه - عليه السلام - في المسجد النبوي ؛ حيث كان يصلي هناك إلى جدار ، وكان بين موضع سجوده وبين الجدار مقدار ممرِّ شاة .
من فوائد السترة أن الإنسان إذا كان يصلي لا إلى سترة ، وأراد أحد أن يمرَّ بين يديه ؛ فليس له أن يمنعه ؛ لماذا ؟ لأنه لم يضَعْ العَلَم المنبِّه أني أنا في صلاة فلا تتجاوز حدَّك ، أما إذا كان وضع سترة وصلى إليها ، فأراد أحد أن يمرَّ بين يديه فله أن يمنعه وله أن يدفعه ، بل وله أن يقاتله ؛ فإنه شيطان ، إما أن يكون شيطانًا من شياطين الإنس ؛ لأنه قيل له هكذا ، ما ردَّ عليك ، ثم زدْتَ وما ردَّ عليك ، ثم أراد أن يهجم رغم أنفك وأنت تصلي واقفًا بين يدي ربِّك ، فضربته هكذا ضربة ؛ هذا إما أن يكون من شياطين الإنس أو أن يكون من شياطين الجن تشبَّه بصورة إنسان من الإنس .
هذه الأحكام كلها تتعلَّق بهذه السترة ؛ عصا ، أو عمود ، أو أيُّ شيء تضعه بين يديك ؛ فيمنعك من أن تنقص من صلاتك ، أو أن تعرِّضَها للبطلان .
أردت أن تقول شيئًا ؟
وأذكِّر بعض الناس يتوهَّمون بأن هذه السترة إنما يُشرع اتِّخاذها فقط في الصحراء في العراء وليس في البنيان كالدار والمسجد ؛ هذا وهمٌ ، وشبهتهم في ذلك أنَّ السترة إنما تُوضع حيث يُخشى أن يمرَّ أحد بين يديه ، ولا تُتَّخذ بزعمهم في المسجد أو في الدار بخاصَّة في الدار في الغرفة الصغيرة ؛ حيث يقول هذا المصلي : ومَن سيمرُّ بين يدي ؟ إذًا هو يصلي كيفما اتفق له ، نقول له : هذا وهمٌ ، هذا خطأٌ ، فقد يمرُّ بين يدي المصلي مَن لا يراه ، وهذا ما أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، فهناك خلق من خلق الله - تبارك وتعالى - مما وصفَهم ربُّنا - عز وجل - في القرآن الكريم بقوله : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )) ، فالشيطان الذي خُلِقَ من مارجٍ من نارٍ نحن لا نراه ، أما هو فيرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ؛ ولذلك فَمِن الأسباب الشرعية لمنع أن تتعرَّض صلاة المصلي لشيء من الفساد أو النقصان أن يتَّخذ هذه السترة ، ولا يقولَنَّ أحدهم : لا يوجد .
السائل : فسِّر لنا السترة ... ؟
الشيخ : هَيْ - بارك الله فيك - قلنا : الجدار ، أو العمود ، أو العصا ، أو الإنسان بين يديه .
السائل : أيوا ، هذا هو .
الشيخ : هو هذا ، نعم .
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق : ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) يُشير إلى أن هناك مارًّا قد يمرُّ بين يديك لا تراه ؛ لأنه ليس من جنسك ، وليس خُلِقَ ممَّا خُلِقْتَ من طين ، وإنما هو خلق من مارج من نار ، فهو قد يمرُّ بين يديك ولا تراه ، فما هي الوسيلة الشرعية في إبعاد الشيطان عن هذا المصلي أن يتعرَّض لصلاته بإفساد أو بنقصان ؟ أن تصلي إلى هذه السترة كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا صلَّى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ) . في الرواية الأخرى أو الحديث الآخر : ( إذا صلى أحدكم فَلْيدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ؛ أي : لكي لا يقطع الشيطان عليه صلاته .
وقد ثبت في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بينما كان يصلي ذات يوم بين أصحابه رأوه مدَّ يده كأنه يقبض على شيء ، وبعد صلاته - عليه السلام - وفراغه منها سألوه : رأيناك صنعت شيئًا لم تكن تصنعه ؟ قال : ( إن الشيطان أراد أن يقطع عليَّ صلاتي ، فأخذت بحلقومه ، فوجدْتُ بردَ لُعَابِه في أصابعي ) . قال - عليه السلام - : ( ولولا دعوة أخي سليمان - عليه الصلاة والسلام - ربِّ هَبْ لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي لَأصبح مربوطًا بسارية - أي : بعمود من أعمدة مسجد الرسول عليه السلام - يلعب به ولدان وصبيان المدينة ) ، لكن تأدُّبًا منه - عليه الصلاة والسلام - مع أخيه سليمان - عليه السلام - الذي دعا هذه الدعوة لم يُرِدْ أن يشاركه في تسلُّطه - عليه الصلاة والسلام - على ذاك الشيطان ، فبعد أن كاد أن يخنقَه حتى وجد بردَ لُعابه في يده - عليه السلام - وأصابعه أطلق سبيله أدبًا مع أخيه سليمان - عليه الصلاة والسلام - .
الشاهد من هذا الحديث أنَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي هو أكمل الناس وسيِّد الناس كما قال ذلك - عليه السلام - صراحةً في " صحيح البخاري ومسلم " : ( أنا سيِّد الناس يوم القيامة ، أتدرون ممَّ ذاك ؟ ) . ثم ذكر حديث الشفاعة الكبرى . والشاهد : إذا كان سيد الناس كاد الشيطان أن يمرَّ بين يديه ، لكن الرسول - عليه السلام - قد اصطفاهُ الله - عز وجل - بخصال ، وأكرمه بمعجزات لم تكُنْ لأحد ممَّن بعده ، وربما ممَّن كان قبله ، من ذلك أنه يرى ما لا نرى نحن ، يرى - عليه السلام - ما لا نرى نحن ؛ أي : إنه - عليه الصلاة والسلام - وهذه فائدة لا يدخل في عموم الآية السابقة : (( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )) ، إنه يراكم معشر الناس إلا سيد الناس ، فهو يراه - عليه الصلاة والسلام - ، وهذه خصوصية كما كان يرى جبريل - عليه السلام - ويرى الملائكة الكرام . وقد جاء في " صحيح البخاري " - أقول أيضًا بهذه المناسبة الطَّيِّبة - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال للسيدة عائشة يومًا : ( يا عائشة ، هذا جبريل يقرئك السلام ) . هي لا ترى جبريل ، وهو معها في الحجرة مع الرسول - عليه السلام - : ( هذا جبريل يقرئك السلام ) . قالت : " يا رسول الله ، عليك " قال : " وعليه السلام " ، وفي رواية : ( عليك وعليه السلام ، ترى - يا رسول الله - ما لا نرى ) .
الشاهد هنا : أن الرسول - عليه السلام - بإمكانه أن يرى الشيطان حينما يمرُّ بين يديه ، أما نحن فلا سبيل لنا إلى ذلك ، ولذلك ينبغي أن نتَّخذ الوسائل الشرعية لإبعاد الشيطان أن يتعرَّض لصلاتنا بشيء من الفساد أو النُّقصان . من أجل ذلك أمرنا - عليه الصلاة والسلام - أن نتَّخذ السترة إذا قُمْنا نصلي ، لا فرق في ذلك كما أشرْتُ آنفًا بين أن نصلي في الصحراء والعراء أو في البنيان في المسجد الواسع الكبير أو المسجد الصغير أو الغرفة الصغرى ؛ لا فرق في ذلك ؛ لأن الشيطان له من القدرة بإمكان الله إيَّاه أن يدخل في أيِّ مكان ، كما جاء - أيضًا - في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - زارَتْه ليلةً زوجته صفية بنت حُيَي ، فجلست عنده ما جلست ثم خرجت لتنقلبَ - أي : تنصرف - إلى دارها ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليقلِبَها إلى أهلها ، فوقف معها هنيَّة لما مرَّ رجلان من الأنصار ، فلما رأوا الرسول - عليه السلام - قائمًا ومعه امرأة أسرَعا السير ، هذا من أدبهما وحشمتهما وتعظيمهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( على رسلكما ) ؛ أي : لا تُسرعا ... في السير كما كنتما من قبل . ( إنها صفية ، إنها صفية ) . يقول لهما : لا يدور في ذهنكما شيء ، هذه زوجتي ما هي امرأة غريبة ، قالا : " يا رسول الله ، إن كنا لنظنَّ بأحد فما كنا لنظنَّ بك يا رسول الله " . وهذا أمر طبيعي ؛ يعني كل الناس ممكن أن يُظَنَّ بهم ظن السوء إلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المعصوم ، فما كان جواب الرسول - عليه السلام - على قولهما هذا ؟
قال : ( إن الشيطان ) - وهنا الشاهد - . ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ، فإذًا الشيطان معرَّض أن يمرَّ بين يدي الإنسان ولو كان في غرفة صغيرة ، فَلِكَي لا تتعرَّض صلاته لشيء من الفساد والنقصان كما قلنا آنفًا نصلي إلى سترة ، هذه وسيلة شرعية ليست وسيلة مادية يمكن نحن أن نفهمها بعقولنا القصيرة الجامدة ، فهذه من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها والاستسلام لها ؛ لأنَّ ذلك من أول شرائط الإيمان الصحيح كما قال ربُّنا - عز وجل - : (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) ، من هم ؟ أول وصف (( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )) ، فإذًا نحن نؤمن بالغيب أوَّلًا بأن هناك خلقًا لا نراهم بأعيننا وهم الجنُّ والشياطين منهم ، وهذا منصوص في الكتاب والسنة ، وهو أمر متواتر مقطوع بوجوده .
والشيء الثاني : أن صلاة المصلي قد يتعرَّض الشيطان للإخلال بصلاة هذا الإنسان بمروره بينه وبين موضع سجوده ، فإذا وضع السترة كانت هذه السترة كعَلَم لا يجوز له أن يمرَّ بين يديه ، هذه وسيلة شرعية ، فلا يقل الإنسان : أنا أصلي في مكان ليس هناك ولد ، وليس هناك حيوان يمرُّ بين يدي ، لا . هناك حيوان - أي : خلق من خلق الله - لا نراه بأعيُنِنا ألا وهو الشيطان ، وهذا ما صرَّح به الرسول - عليه السلام - في الحديث السابق : ( لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) .
يقع كثيرًا أحدُنا يصلي في داره ، وفي الدار هرٌّ أو قطٌّ يريد أن يمرَّ ، أو داجن ؛ يعني دجاجة أو شاة أو ماعز أو ما شابه ذلك ، وهذا ما وقع للرسول - عليه السلام - ؛ حيث كان يومًا يصلي ، فأرادت شاة أو جَدْيٌ - هكذا نصُّ الحديث ، جَدْيٌ يعني شاة صغيرة - أن يمرَّ بين يديه ، فسَاعَاها الرسول ، سَاعَاها يعني نزل معها في المسابقة ؛ يعني لم يَدَعْها تسبقه فتمرُّ بين يديه ، فسَاعَاها حتى ألصق بطنه بالجدار ، ومرَّت الشاة أو الجَدْيُ خلفه - عليه السلام - ، هذا يدلُّنا على أهمية واهتمام اتِّخاذ إيه ؟ السترة ، هذه شاة ، أو هذا جَدْيٌ حيوان لا يعقل ، بخلاف الشيطان الذي يجلس للإنسان بالمرصاد ، فهذا حيوان يمرُّ مرًّا لا يعقل ولا يرمي إلى شيء ، أما الشيطان فيرمي إلى إفساد الصلاة ، مع ذلك فكان موقف الرسول - عليه السلام - من هذه الدابة أنه سابَقَها وألصق بطنه - عليه السلام - بالجدار حتى مرَّت من خلفه .
هذه أمور كلها تدلُّنا - نحن معشر المسلمين المهتمِّين باتباع سنَّة سيد المرسلين - أنه يجب علينا أن نهتمَّ أوَّلًا باتخاذ السترة ، وقد عرفنا أن السترة أي شيء منتصب هكذا أمامك ؛ سواء كان رقيقًا أو كان غليظًا ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - مبيِّنًا بلغة العرب التي كانوا يفهمونها يومئذٍ ما هي نوعية السترة التي هم يتداولونها يومئذٍ ؛ قال - عليه السلام - : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكُنْ بين يدَيه مثل مؤخرة الرحل ) . تعرفون مؤخرة الرحل ما هو أو ما هي ؟ ما هي عندكم ؟ ماذا تسمُّونها ؟ الرحل هو بالنسبة للجمل كالسَّرج بالنسبة للفرس ، هذا الذي يوضع على ظهر الجمل اسمه رحل ، ومؤخرة الرحل العمود هذا الذي يكون في الخلف واحد وفي الأمام واحد ، هذا الذي في الأمام يلفُّ الراكب رجله عليه فيصبح إيه ؟ ... هذا اسمه في اللغة التي كان الرسول والصحابة في زمانه يتكلَّمون بها اسمها الرحل ، وهذه العصا من الأمام والخلف سمَّاها الرسول - عليه السلام - : ( مثل مؤخرة الرحل ) . هذه ما تكون طويلة لا متر ولا نص متر ، وإنما تكون شبرًا أو أكثر قليلًا ، هذه المؤخرة مؤخرة الرحل يعلِّق عليها الراكب متاعه ، والمقدمة هذه يلفُّ عليها رجله فيصبح قطعة واحدة من الراحلة ، آ ، هذا مما تعلَّمناه ونحن أعاجم ، لكن تعلَّمناه من لغة الرسول - عليه السلام - فقال : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ) . كم مؤخرة الرحل ؟ شبر ، شبر ونص ، شبرين ، فإذا لم يكن بين يدي المصلي عصا طويلة شبر أو شبرين ، ومرَّ شيء من هذه الأمور الثلاثة التي سيأتي ذكرُها في تمام حديث الرسول - عليه السلام - تبطل صلاته ، تبطل ؛ يجب عليه أن يعيد الصلاة ، أما إذا مرَّ شيء آخر فالصلاة تنقص ولا تبطل ؛ أي الحديث الأول : ( يقطع صلاة أحدكم ) ، آ ، قوله - عليه السلام - : ( إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) . القطع هنا ليس المقصود به الإبطال ، وإنما نقصان الأجر .
أما القطع المذكور في الحديث الثاني : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ثلاثة أشياء : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ) . هذا يبطل الصلاة ، فإذا مرَّ الكلب الأسود أو مرَّ الحمار أو مرَّت المرأة بشرط أن تكون امرأةً بالغة كبيرة ؛ حينئذٍ تبطل الصلاة إذا لم يكُنْ بين يديه مثل مؤخرة الرحل .
باختصار : إذا لم يكُنْ بين يديه سترة ، وهذا من فوائد السترة أنها تحفظ صلاة المتوجِّه إليها عن القطع بمعنى الإبطال إبطال الصلاة ، وعن القطع بمعنى نقصان الأجر ، فيجب علينا أن نهتمَّ بالصلاة إلى السترة سواء كنا في الدار ، أو كنا في المسجد ، أو كنا في الصحراء ، ونلاحظ ما ذكرتُه آنفًا أن نكون قريبين منها بمقدار يكون شبر أو شبرين بين موضع السجود وبين السترة ، ولا نبتعد أكثر من ذلك ولا نتجاوز هذه المسافة التي حدَّدَها فعلُه - عليه السلام - في المسجد النبوي ؛ حيث كان يصلي هناك إلى جدار ، وكان بين موضع سجوده وبين الجدار مقدار ممرِّ شاة .
من فوائد السترة أن الإنسان إذا كان يصلي لا إلى سترة ، وأراد أحد أن يمرَّ بين يديه ؛ فليس له أن يمنعه ؛ لماذا ؟ لأنه لم يضَعْ العَلَم المنبِّه أني أنا في صلاة فلا تتجاوز حدَّك ، أما إذا كان وضع سترة وصلى إليها ، فأراد أحد أن يمرَّ بين يديه فله أن يمنعه وله أن يدفعه ، بل وله أن يقاتله ؛ فإنه شيطان ، إما أن يكون شيطانًا من شياطين الإنس ؛ لأنه قيل له هكذا ، ما ردَّ عليك ، ثم زدْتَ وما ردَّ عليك ، ثم أراد أن يهجم رغم أنفك وأنت تصلي واقفًا بين يدي ربِّك ، فضربته هكذا ضربة ؛ هذا إما أن يكون من شياطين الإنس أو أن يكون من شياطين الجن تشبَّه بصورة إنسان من الإنس .
هذه الأحكام كلها تتعلَّق بهذه السترة ؛ عصا ، أو عمود ، أو أيُّ شيء تضعه بين يديك ؛ فيمنعك من أن تنقص من صلاتك ، أو أن تعرِّضَها للبطلان .
أردت أن تقول شيئًا ؟
- تسجيلات متفرقة - شريط : 108
- توقيت الفهرسة : 00:27:52
- نسخة مدققة إملائيًّا