بعض أحكام قنوت النوازل .
A-
A=
A+
الشيخ : جوابا على السؤال المتقدم الذي خلاصته أن بعض أئمة المساجد اليوم حينما يقنتون والمفروض أن يكون قنوتهم للنازلة التي أصابت المسلمين بسبب استيلاء العراق على الكويت وجلب السعودية للدول الكافرة إلى بلادها فهذه نازلة بلا شك من أعظم المصائب التي نزلت بالمسلمين فهي تستحق القنوت المشروع في الصلوات الخمس فجاء السؤال أن بعض أئمة المساجد يقنتون ليس بما يتناسب مع النازلة وإنما دعاء من الأدعية العامة التي يشرع للمسلم أن يدعو بها دائما وأبدا فالجواب أن القنوت في الصلوات الخمس بدعاء عام ليست له علاقة بالمصيبة التي ألمت بالمسلمين فذلك ليس من السنة بسبيل وذكرت السائل بأننا نحن دائما ننكر على بعض الأئمة الذين يستمرون على القنوت في صلاة الفجر بـ ( اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ) إلى آخر الدعاء المعروف ولكنه معروف بصيغة الإفراد ( اللهم اهدني فيمن هديت ) وليس بصيغة الجمع فالدعاء بهذا الدعاء في قنوت الفجر باستمرار هذا ليس من السنة ذلك لأن الحديث الذي جاء في قنوته عليه السلام في الفجر وهو من حديث أنس بلفظ ( ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الدنيا ) هذا الحديث لا يصح لأنه من رواية رجل معروف بضعفه في حفظه فيما يرويه وعدم إتقانه لحديثه ألا وهو أبو جعفر الرازي وهو مشهور بكنيته واسمه عيسى بن ماهان فهذا الحديث عن أنس ضعيف بسبب هذا الراوي زد على ذلك أن الحديث جاء عن أنس بن مالك نفسه بسند صحيح كما روى ابن خزيمة وابن حبان في * صحيحيهما * قال أنس ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) ، ما كان نفي ذاك يثبت إطلاقا وعمن ؟ عن أنس وأنس صح عنه أنه قال ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت إلا ) في حالة من حالتين إما أن يدعو لقوم مؤمنين مستضعفين في الأرض وإما أن يدعو على قوم من المشركين متكبرين يعذبون المؤمنين المستضعفين فأنس يؤكد إذا أن هذا الحديث المروي عنه بطريق أبي جعفر الرازي هو حديث لا يصح ليس لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل لا يصح نسبته إلى أنس لأن أنسا صح عنه أنه قال ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) فإذا عرفنا هذا فمن باب أولى أنه لا يجوز الدعاء هذا غير النازلة في صلاة ليس فيها ولا حديث موضوع واضح.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 885
- توقيت الفهرسة : 00:02:03