نصيحة من الشيخ لمن يسابق الإمام بالتأمين , وبيانه كيفية هوي الرجل إلى السجود , ومسابقة المأموم للإمام في السجود .
A-
A=
A+
الشيخ : أنت الذي بركت بروك الجمل , انهزت الأرض تحت مني .
وفيق : لست أنا .
الشيخ : إذا غيرك , أريد أن أذكر بقضيتين :
القضية الأولى : هي مسابقة الإمام بالتأمين وهذا خطأ ، أنتم تعلمون أن الإمام من السنة أن يقرأ القرآن آية آية وبصورة خاصة الفاتحة ، وكما أيضا تعلمون أن آخر آية في الفاتحة : (( ولا الضالين )) انتهت الآية ، لابد أنكم تتصورون معي بأن هذا الإمام الذي قرأ الفاتحة لا بد من أن يأخذ نفسا شديدا ليستأنف القراءة بعد الفاتحة ، الذي يقع أنكم لا تسمحون له بذلك ، وهذا ظلم ، وأكثر من هذا الظلم أنه مخالفة لحديث الرسول عليه السلام حيث قال : ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) فإذا كنتم لا تسمحون له بأن يتنفس ليستطيع أن يقول : " آمين " فكيف يمكنكم أن تقولوا : " آمين " بعد أن يقول هو : " آمين " هذا خطأ شائع ، وإن كان مستساغا أن يكون شائعا بين جماهير الناس الذين لا يهتمون بالسنة وباتباع أوامر الرسول عليه السلام , فليس مستساغا أبدا أن يكون هذا الخطأ ساريا وشائعا بين أهل السنة ؛ ولذلك فلزام عليكم إذا اقتديتم وراء الإمام في الجهرية أنكم إذا سمعتموه يقول : (( ولا الضالين )) فاحبسوا أنفاسكم ، لا تتسرعوا بالنطق بآمين ؛ لأنه هو بعد ما أخذ نفس ليقول آمين ؛ فعليكم أن تحسبوا أنفاسكم مرحلتين : المرحلة الأولى بمقدار ما يأخذ الإمام نفسا جديدا ؛ المرحلة الثانية : حين يقول آ ، تسمعون ابتداءه بألف " آمين " حينذاك تبدءون أنتم بدوركم آمين .
ومن العجب مع صريح هذا الحديث الصحيح وهو في البخاري ومسلم : ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) فالمسلمون يضعون على أنفسهم بسبب جهلهم بهذا الحديث أو بسبب إهمالهم لتطبيق هذا الحديث أجرا عظيما جدا جدا ؛ لو عاشه المسلم ، عاش عمر نوح عليه السلام لما كان الثمن إلا بخسا تلقاء ذلك الأجر العظيم وهو مغفرة الله عز وجل ؛ لأن تمام الحديث : ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) غفر له ما تقدم , بماذا ؟ بأن تحبسوا أنفاسكم ، أن تصبروا قليلا على الإمام حتى يتراد إليه نفسه ليتمكن من أن يبتدئ بآمين ، فإذا سمعتموه قال " آ " بدأتم أنتم بعده بآمين ؛ ولأمر ما كانت السنة الصحيحة أن يجهر الإمام بآمين وليس كما يقول الحنفية وأمثالهم بأن الإمام لا يجهر بآمين ؛ السنة العملية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ الفاتحة قال : آمين ورفع بها صوته ، ورفع بها صوته هذه سنة عملية ، والحكمة من وراء ذلك واضحة ليتمكن المقتدون من الحصول على مغفرة الله عز وجل بأن يقولوا بعيد قول الإمام " آمين " أن يشاركوه في هذه الكلمة , فيحضون بذلك مغفرة الله عز وجل , بل قال بعض العلماء القدامى : " لا يقول المقتدي آمين إلا بعد فراغ الإمام من قوله آمين " وهذا أبلغ في كبح جماح هذا الانطلاق الشائع في كل بلاد الدنيا ، إن صليت في المدينة ، وإن صليت في مكة ، وإن صليت في القاهرة ، كل الناس مثل ما قال ذلك التركي " هبسي بابا " كله مثل بعضهم أبدا ، ما فيهم ناس يمسكوا أنفاسهم هذه ليقولوا على الأقل بعد أن يبدأ الإمام بآمين ؛ فهذه أزرعها في قلوبكم ولا أقول في عقولكم ؛ لأن القلب هو مركز العقل ولاشك في الإسلام ؛ فعليكم أن تتذكروا وأن تفعلوا ذلك , وأن تبلغوا من ورائكم ؛ المسألة الأخرى .
وفيق : في المسألة الأولى شيخنا أيهما أفضل البدء معه عندما يقول آ ، أو الانتظار حتى الانتهاء ؟ .
الشيخ : لا، الأولى التي دندنا حولها .
السائل : طيب شيخ الرواية الأخرى : ( فإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين ) .
الشيخ : ما تنافي هذه ؛ ماذا تفهم من الرواية الأخرى : ( إذا قال ولا الضالين ) هل يقول الإمام آمين أم لا يقول ؟ .
السائل : يقول آمين .
الشيخ : إذا ضم هذا إلى هذا تطلع بالنتيجة التي سمعتها ، يعني تفسر حديثك بحديثي فتقول ، وهذا كما قلنا بالنسبة للجمع بين الأحاديث ، هناك في الداخل : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) إلا من أدرك الإمام راكعا ، ( لا صلاة لمن صلى وراء الصف وحده ) إلا لمن لم يستطع أن ينضم إلى الصف ؛ ( وإذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين ) ضم إليه حديثنا فقل : وإذا قال الإمام ولا الضالين آمين فقولوا آمين ؛ فلا مخالفة .
السائل : طيب شيخنا إذا كان الإمام ما يؤمن ... ؟ .
الشيخ : مش مشكلة الآن نحن قلنا وانتهينا , لحكمة ما كانت السنة أن يجهر الإمام بآمين ؛ فنحن بحثنا الآن فيما إذا كان الإمام يجهر بآمين فلا تسبقوه ؛ أما إذا كان هو يسر بها كما قلنا عن الحنفية لعل شققت عن قلبه ، ربك لا يكلفك أن تعرف متى هو يقول آمين سرا ؛ المهم إذا قال الإمام معنى هذا الكلام إذا جهر الإمام بآمين فقولوا أنتم آمين ؛ أما إذا كان الإمام يسر بها , وقد لا يقولها مطلقا فما لك وله ، هو هذا تقوله أنت في نفسك على كل حال .
المسألة الأخرى أن كثيرا من المصلين بل جماهير المصلين إذا سجدوا بركوا بروك الجمل ، ومن المؤسف أن العرب الذين هم أصحاب الإبل وأصحاب الجمال أصحاب البعران هم إلى اليوم لا يعرفون كيف يبرك الجمل ، وهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) ويكمل الرسول ويتمم النعمة على أتباعه ليزيل عنهم بعض الإشكالات التي نسمعها اليوم من أهل البعران ؛ فيقول : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) وليضع يديه قبل ركبتيه ؛ هذه الجملة كأنها جواب لسؤال مقدر : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) كأن سائل يقول فكيف نسجد ؟
يأتي الجواب : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) لماذا ؟ لأن البعير يمشي على أربع ، دائما من يوم يسقط من بطن أمه فهو يقع على أربع , ويمشي على أربع ؛ فإذا برك وقد سجد البعير للرسول عليه السلام ، لكن هذه معجزة , فنقول إذا برك البعير فلا يجوز أن يتوهم أحد خاصة من هؤلاء العرب أهل البعران أن يقول أول ما يبرك البعير يضع يديه ، لا ، يداه موضوعتان كرجليه ، إذا ما هو أول شيء يضعه البعير حينما يبرك ؟ ركبتاه ؛ أين ركبتا البعير ؟ كمان هذه حزيرة ، تعرفوا الحزيرة ؟ آه ، كثير من الناس يفكروا أين ركبتي البعير ؟ ركبتا البعير في مقدمتيه ، وفي اللغة العربية التي منها نحن تعلمنا ما تسمعون منا " وهذه بضاعتنا ردت إلينا " لسان حالكم يعني ، كل ذوات الأربع ركبتها في مقدمتها ، كل ذوات الأربع الهر الأرنب الغزال الغنم إلى آخره ، ركبها في مقدمتها ؛ فإذا قال عليه السلام : ( لا تبركوا كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) لأن البعير يضع ركبتيه ما نقول قبل يديه ، لماذا لأنهما موضوعتان من ولادته ؛ فليخالف إذا المصلي البعير في طريقة السجود فلا يتلقى الأرض بركبتيه فتحصل الرجة التي سمعتها في هذه الليلة كما أسمعها في كثير من المساجد ؛ لأن هذا هو شأن البعير ، البعير حينما يبرك الحقيقة الأرض الصلبة الصلدة تسمع لها رجة تحت قدميه لشدة وقوعه على ركبتيه ، وبخاصة إذا كان محملا بالأثقال , فيكون الذي يبرك على ركبتيه متشبها بالبعير , وهذا التشبه منهي عنه بصورة عامة وبصورة خاصة ، بصورة عامة نهى الشارع الحكيم عن التشبه بالحيوانات ، نهى عن بروك كبروك الجمل , وعن الالتفات كالتفات الثعلب , وعن نقر كنقر الغراب ، ثم جاء هنا في صورة خاصة فقال : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
إذا لاحظتم تجدون الذين يتلقون الأرض بأيديهم كالنمس ، تعرفون النمس ؟ حيوان خفيف جدا لا تحس بمشيته ، هؤلاء الذين يسجدون على السنة ويتلقون الأرض بأيديهم لا تكاد تسمع لهم حسا , بينما أولئك الذين يبركون على ركبهم تسمع لهم رجة كرجة البعير ؛ فحسبكم أن تعرفوا هذه , وأيضا تعملونها وتبلغونها إلى من ورائكم والسلام عليكم .
الشيخ : ..اينعم لكن ليست كالمسابقة المعروفة الأخ هنا يذكر أيضا ببلاء عام بين المصلين وهو أيضا خلاف السنة يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : ( كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نسجد حتى نرى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وضع جبهته على الأرض ) واليوم لا يكاد الإمام بعد قوله : " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " يقول : " الله أكبر " إلا هوى الناس معه ساجدين هذا خطأ ، هو يقول : الله أكبر , فإذا رؤي أنه انتهى من الهوي إلى السجود ووضع جبهته على الأرض حينذاك يبدأ الصف الذي وراءه بالسجود معه عليه السلام ؛ هذا أيضا من السنن المهجورة .
والشيء بالشيء يذكر , من السنن المهجورة أيضا أن جل المصلين إن لم نقل كل المصلين لا يشاركون الإمام في قوله : " سمع الله لمن حمده " وإنما يكتفون بقولهم : " ربنا ولك الحمد " هذه إضاعة لذكر في موضع , وخلط في هذا الموضع لذكر آخر , أعني : هناك انتقال من الركوع إلى القيام ، وهنا ورد وهو : " سمع الله لمن حمده " متى يقول سواء الإمام الآن أو المنفرد متى يقول : " سمع الله لمن حمده " .؟ أول الرفع ؛ فلنمثل الآن ، هذا راكع : سمع الله لمن حمده ، متى يقول : ربنا ولك الحمد ؟ وهو قائم ، ربنا ولك الحمد ؛ ماذا يفعل المقتدون اليوم بالإمام ؟ الإمام يقول : سمع الله لمن حمده ، هم يقولون : ربنا ولك الحمد ؛ فأولا : ضيعوا السنة أن يقولوا مع الإمام : سمع الله لمن حمده , كما يقولون مع الإمام : الله أكبر ؛ ثم وضعوا السنة الأخرى في غير مكانها ؛ واضحة هذه أيضا ؟ .
السائل : نعم.
الشيخ : هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
السائل : المسألة هذه شيخنا الحديث قال : ( إذا كبر فكبروا , وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) فكل شيء يأتي بمماثلة إلا في المسألة هذه قال خلاف ذلك .
الألباني : ... فقد نسيت : ( وإذا قال ولا الضالين ) طيب يقول الإمام آمين أو لا ؟ .
السائل : يقول آمين .
الشيخ : من أين أخذته من هذا الحديث ؟ .
السائل : الحديث الآخر .
الشيخ : الحديث الآخر هو جوابك ، فهمتني ؟ .
السائل : نعم جزاك الله خيرا .
وفيق : لست أنا .
الشيخ : إذا غيرك , أريد أن أذكر بقضيتين :
القضية الأولى : هي مسابقة الإمام بالتأمين وهذا خطأ ، أنتم تعلمون أن الإمام من السنة أن يقرأ القرآن آية آية وبصورة خاصة الفاتحة ، وكما أيضا تعلمون أن آخر آية في الفاتحة : (( ولا الضالين )) انتهت الآية ، لابد أنكم تتصورون معي بأن هذا الإمام الذي قرأ الفاتحة لا بد من أن يأخذ نفسا شديدا ليستأنف القراءة بعد الفاتحة ، الذي يقع أنكم لا تسمحون له بذلك ، وهذا ظلم ، وأكثر من هذا الظلم أنه مخالفة لحديث الرسول عليه السلام حيث قال : ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) فإذا كنتم لا تسمحون له بأن يتنفس ليستطيع أن يقول : " آمين " فكيف يمكنكم أن تقولوا : " آمين " بعد أن يقول هو : " آمين " هذا خطأ شائع ، وإن كان مستساغا أن يكون شائعا بين جماهير الناس الذين لا يهتمون بالسنة وباتباع أوامر الرسول عليه السلام , فليس مستساغا أبدا أن يكون هذا الخطأ ساريا وشائعا بين أهل السنة ؛ ولذلك فلزام عليكم إذا اقتديتم وراء الإمام في الجهرية أنكم إذا سمعتموه يقول : (( ولا الضالين )) فاحبسوا أنفاسكم ، لا تتسرعوا بالنطق بآمين ؛ لأنه هو بعد ما أخذ نفس ليقول آمين ؛ فعليكم أن تحسبوا أنفاسكم مرحلتين : المرحلة الأولى بمقدار ما يأخذ الإمام نفسا جديدا ؛ المرحلة الثانية : حين يقول آ ، تسمعون ابتداءه بألف " آمين " حينذاك تبدءون أنتم بدوركم آمين .
ومن العجب مع صريح هذا الحديث الصحيح وهو في البخاري ومسلم : ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) فالمسلمون يضعون على أنفسهم بسبب جهلهم بهذا الحديث أو بسبب إهمالهم لتطبيق هذا الحديث أجرا عظيما جدا جدا ؛ لو عاشه المسلم ، عاش عمر نوح عليه السلام لما كان الثمن إلا بخسا تلقاء ذلك الأجر العظيم وهو مغفرة الله عز وجل ؛ لأن تمام الحديث : ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) غفر له ما تقدم , بماذا ؟ بأن تحبسوا أنفاسكم ، أن تصبروا قليلا على الإمام حتى يتراد إليه نفسه ليتمكن من أن يبتدئ بآمين ، فإذا سمعتموه قال " آ " بدأتم أنتم بعده بآمين ؛ ولأمر ما كانت السنة الصحيحة أن يجهر الإمام بآمين وليس كما يقول الحنفية وأمثالهم بأن الإمام لا يجهر بآمين ؛ السنة العملية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ الفاتحة قال : آمين ورفع بها صوته ، ورفع بها صوته هذه سنة عملية ، والحكمة من وراء ذلك واضحة ليتمكن المقتدون من الحصول على مغفرة الله عز وجل بأن يقولوا بعيد قول الإمام " آمين " أن يشاركوه في هذه الكلمة , فيحضون بذلك مغفرة الله عز وجل , بل قال بعض العلماء القدامى : " لا يقول المقتدي آمين إلا بعد فراغ الإمام من قوله آمين " وهذا أبلغ في كبح جماح هذا الانطلاق الشائع في كل بلاد الدنيا ، إن صليت في المدينة ، وإن صليت في مكة ، وإن صليت في القاهرة ، كل الناس مثل ما قال ذلك التركي " هبسي بابا " كله مثل بعضهم أبدا ، ما فيهم ناس يمسكوا أنفاسهم هذه ليقولوا على الأقل بعد أن يبدأ الإمام بآمين ؛ فهذه أزرعها في قلوبكم ولا أقول في عقولكم ؛ لأن القلب هو مركز العقل ولاشك في الإسلام ؛ فعليكم أن تتذكروا وأن تفعلوا ذلك , وأن تبلغوا من ورائكم ؛ المسألة الأخرى .
وفيق : في المسألة الأولى شيخنا أيهما أفضل البدء معه عندما يقول آ ، أو الانتظار حتى الانتهاء ؟ .
الشيخ : لا، الأولى التي دندنا حولها .
السائل : طيب شيخ الرواية الأخرى : ( فإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين ) .
الشيخ : ما تنافي هذه ؛ ماذا تفهم من الرواية الأخرى : ( إذا قال ولا الضالين ) هل يقول الإمام آمين أم لا يقول ؟ .
السائل : يقول آمين .
الشيخ : إذا ضم هذا إلى هذا تطلع بالنتيجة التي سمعتها ، يعني تفسر حديثك بحديثي فتقول ، وهذا كما قلنا بالنسبة للجمع بين الأحاديث ، هناك في الداخل : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) إلا من أدرك الإمام راكعا ، ( لا صلاة لمن صلى وراء الصف وحده ) إلا لمن لم يستطع أن ينضم إلى الصف ؛ ( وإذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين ) ضم إليه حديثنا فقل : وإذا قال الإمام ولا الضالين آمين فقولوا آمين ؛ فلا مخالفة .
السائل : طيب شيخنا إذا كان الإمام ما يؤمن ... ؟ .
الشيخ : مش مشكلة الآن نحن قلنا وانتهينا , لحكمة ما كانت السنة أن يجهر الإمام بآمين ؛ فنحن بحثنا الآن فيما إذا كان الإمام يجهر بآمين فلا تسبقوه ؛ أما إذا كان هو يسر بها كما قلنا عن الحنفية لعل شققت عن قلبه ، ربك لا يكلفك أن تعرف متى هو يقول آمين سرا ؛ المهم إذا قال الإمام معنى هذا الكلام إذا جهر الإمام بآمين فقولوا أنتم آمين ؛ أما إذا كان الإمام يسر بها , وقد لا يقولها مطلقا فما لك وله ، هو هذا تقوله أنت في نفسك على كل حال .
المسألة الأخرى أن كثيرا من المصلين بل جماهير المصلين إذا سجدوا بركوا بروك الجمل ، ومن المؤسف أن العرب الذين هم أصحاب الإبل وأصحاب الجمال أصحاب البعران هم إلى اليوم لا يعرفون كيف يبرك الجمل ، وهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) ويكمل الرسول ويتمم النعمة على أتباعه ليزيل عنهم بعض الإشكالات التي نسمعها اليوم من أهل البعران ؛ فيقول : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) وليضع يديه قبل ركبتيه ؛ هذه الجملة كأنها جواب لسؤال مقدر : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) كأن سائل يقول فكيف نسجد ؟
يأتي الجواب : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) لماذا ؟ لأن البعير يمشي على أربع ، دائما من يوم يسقط من بطن أمه فهو يقع على أربع , ويمشي على أربع ؛ فإذا برك وقد سجد البعير للرسول عليه السلام ، لكن هذه معجزة , فنقول إذا برك البعير فلا يجوز أن يتوهم أحد خاصة من هؤلاء العرب أهل البعران أن يقول أول ما يبرك البعير يضع يديه ، لا ، يداه موضوعتان كرجليه ، إذا ما هو أول شيء يضعه البعير حينما يبرك ؟ ركبتاه ؛ أين ركبتا البعير ؟ كمان هذه حزيرة ، تعرفوا الحزيرة ؟ آه ، كثير من الناس يفكروا أين ركبتي البعير ؟ ركبتا البعير في مقدمتيه ، وفي اللغة العربية التي منها نحن تعلمنا ما تسمعون منا " وهذه بضاعتنا ردت إلينا " لسان حالكم يعني ، كل ذوات الأربع ركبتها في مقدمتها ، كل ذوات الأربع الهر الأرنب الغزال الغنم إلى آخره ، ركبها في مقدمتها ؛ فإذا قال عليه السلام : ( لا تبركوا كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) لأن البعير يضع ركبتيه ما نقول قبل يديه ، لماذا لأنهما موضوعتان من ولادته ؛ فليخالف إذا المصلي البعير في طريقة السجود فلا يتلقى الأرض بركبتيه فتحصل الرجة التي سمعتها في هذه الليلة كما أسمعها في كثير من المساجد ؛ لأن هذا هو شأن البعير ، البعير حينما يبرك الحقيقة الأرض الصلبة الصلدة تسمع لها رجة تحت قدميه لشدة وقوعه على ركبتيه ، وبخاصة إذا كان محملا بالأثقال , فيكون الذي يبرك على ركبتيه متشبها بالبعير , وهذا التشبه منهي عنه بصورة عامة وبصورة خاصة ، بصورة عامة نهى الشارع الحكيم عن التشبه بالحيوانات ، نهى عن بروك كبروك الجمل , وعن الالتفات كالتفات الثعلب , وعن نقر كنقر الغراب ، ثم جاء هنا في صورة خاصة فقال : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
إذا لاحظتم تجدون الذين يتلقون الأرض بأيديهم كالنمس ، تعرفون النمس ؟ حيوان خفيف جدا لا تحس بمشيته ، هؤلاء الذين يسجدون على السنة ويتلقون الأرض بأيديهم لا تكاد تسمع لهم حسا , بينما أولئك الذين يبركون على ركبهم تسمع لهم رجة كرجة البعير ؛ فحسبكم أن تعرفوا هذه , وأيضا تعملونها وتبلغونها إلى من ورائكم والسلام عليكم .
الشيخ : ..اينعم لكن ليست كالمسابقة المعروفة الأخ هنا يذكر أيضا ببلاء عام بين المصلين وهو أيضا خلاف السنة يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : ( كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نسجد حتى نرى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وضع جبهته على الأرض ) واليوم لا يكاد الإمام بعد قوله : " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " يقول : " الله أكبر " إلا هوى الناس معه ساجدين هذا خطأ ، هو يقول : الله أكبر , فإذا رؤي أنه انتهى من الهوي إلى السجود ووضع جبهته على الأرض حينذاك يبدأ الصف الذي وراءه بالسجود معه عليه السلام ؛ هذا أيضا من السنن المهجورة .
والشيء بالشيء يذكر , من السنن المهجورة أيضا أن جل المصلين إن لم نقل كل المصلين لا يشاركون الإمام في قوله : " سمع الله لمن حمده " وإنما يكتفون بقولهم : " ربنا ولك الحمد " هذه إضاعة لذكر في موضع , وخلط في هذا الموضع لذكر آخر , أعني : هناك انتقال من الركوع إلى القيام ، وهنا ورد وهو : " سمع الله لمن حمده " متى يقول سواء الإمام الآن أو المنفرد متى يقول : " سمع الله لمن حمده " .؟ أول الرفع ؛ فلنمثل الآن ، هذا راكع : سمع الله لمن حمده ، متى يقول : ربنا ولك الحمد ؟ وهو قائم ، ربنا ولك الحمد ؛ ماذا يفعل المقتدون اليوم بالإمام ؟ الإمام يقول : سمع الله لمن حمده ، هم يقولون : ربنا ولك الحمد ؛ فأولا : ضيعوا السنة أن يقولوا مع الإمام : سمع الله لمن حمده , كما يقولون مع الإمام : الله أكبر ؛ ثم وضعوا السنة الأخرى في غير مكانها ؛ واضحة هذه أيضا ؟ .
السائل : نعم.
الشيخ : هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
السائل : المسألة هذه شيخنا الحديث قال : ( إذا كبر فكبروا , وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) فكل شيء يأتي بمماثلة إلا في المسألة هذه قال خلاف ذلك .
الألباني : ... فقد نسيت : ( وإذا قال ولا الضالين ) طيب يقول الإمام آمين أو لا ؟ .
السائل : يقول آمين .
الشيخ : من أين أخذته من هذا الحديث ؟ .
السائل : الحديث الآخر .
الشيخ : الحديث الآخر هو جوابك ، فهمتني ؟ .
السائل : نعم جزاك الله خيرا .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 183
- توقيت الفهرسة : 00:12:11
- نسخة مدققة إملائيًّا