الكلام على تحريك الإصبع في التشهد ،وعن الهوي إلى السجود،وما معنى بروك البعير؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على تحريك الإصبع في التشهد ،وعن الهوي إلى السجود،وما معنى بروك البعير؟
A-
A=
A+
الشيخ : نعم، الله يبارك فيكم، قلت لا لأن في نفسي منذ ضحوة النهار تذكرون معي ما نقله أخونا علي ذاك الرجل الذي علل تحريك الرسول بأصبعه بتلك العلة القبيحة جدا وهذا ذكرني في الواقع بتعليل أقول يثمر هذا من جهة وهي مذكورة في بعض كتب الفقه ولبعض أهل العلم ممن نقدرهم ونحذو حذوهم ونسلك سبيلهم وهي تعليلهم في جلسة في الاستراحة التي جاء ذكرها في الحديث الصحيح فذاك ذكرني بهذا التعليل فما رأيكم بهذا التعليل هل له وجه من النظر؟

السائل : تعنيني أو هذا الأخ

الشيخ : كليكما لا نفرق بينكما.

السائل : التعليل من هذا التشريع التشريع لا يمكن أن يؤول الرسول صلى الله عليه وسلم (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) قال...ز فلو كان كذلك ما يجب للنبي صلى الله عليه و سلم أن يؤخر البيان قبل عن الوقت الحاجة ...

الشيخ : أحسنت هم عللوا أن هذا لسنه وكبره فأنا أقول بالإضافة إلى ما أضافه الأخ أبي عبد الله أن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام هم الذين نقلوا لنا كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها من ألفها إلى يائها هؤلاء هم الذين نقلوا لنا جلسة الاستراحة هذه وكان حقا وهو حديث صحيح ( الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) والحديث الآخر ( ليس الخبر المعاينة ) فهؤلاء الصحابة الذين عاينوا الرسول عليه الصلاة والسلام ووصفوا لنا صلاته وخاصة حديث أبو حميد الذي قام بجمهرة من أصحابه نحو العشرة: " ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: لو لست بأعلمنا بصلاته قال: بلى، قالوا: فاعرض - فكان من ما عرض جلسة الاستراحة ولما انتهى من العرض- قالوا: صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيا عجبًا كيف يخفى عن هذا الجمهور من الصحابة الذين تعمدوا أن يقدموا إلى من بعدهم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفيما قدموا جلسة الاستراحة هذه فيقول المتأخرون بأن الرسول إنما فعل ذلك من أجل سنّه سبحان الله أولا يرد ما ذكره الأستاذ هنا أنه لو فعل ذلك ثانيا أن هؤلاء الأصحاب الحريصين على أن ينقلوا عبادة الرسول عليه الصلاة والسلام حاشاهم أن ينقلوا في عبادته ما كان علة بسبب مرضه فلذلك أنا أرى أن من هدم السنة بعامة إعراض كثير من الفقهاء عن هذه السنة بذاك التعليل لتعبير هنا ما أدري تقولون هنا البايخ تفهمون كلمة البايخ هذا ما أردت أن ألفت النظر إليه مع أنكم تحققون قوله عليه الصلاة والسلام: ( ليبلغ الشاهد الغائب ) تفضل .

سائل آخر : السلام عليكم.

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.

سائل آخر : لكنني أجد فرقًا بين التعليلين بين تعليل المتأخرين .

الشيخ : أنا معك هناك الفرق بين التعليلين ولكن الحصيلة واحدة الحصيلة واحدة.

سائل آخر : لكن هذا قد نلمس فيه نوع كما قلنا اليوم من الاستهزاء أو شيء أما أولئك فهو تلمس للعلة أخطئوها.

الشيخ : هذا هو الفرق لكن النتيجة واحدة هذا علل سنة، بتعليل بأبسط ما يكون التعليل وهذا أبطل سنة أخرى ولكن مجتهدا فالفرق موجود لكن النتيجة واحدة وهذه النتيجة ظاهرة في العالم الإسلامي اليوم تجد هذه السنة قد أميتت حتى بين أهل السنة لعلكم تذكرون أن ممن ذكر هذا التعليل البايخ الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد " ولعل هذا و الشيء بالشيء كذلك طريقة الهوي للسجود فأكثر الناس حتى في المملكة يبركون بروك الإبل هذا من عجائب والغرائب بأن السعوديين والحجازيين هو أهل بعران كما يقولون في بعض اللهجات وهم يرون البعير كيف يبرك على ركبتيه بسبب مثل هذه التعليلات البايخة أعرضوا عن فعله الصحيح وأمره الصحيح أما فعله فكما في مستدرك الحاكم وعلقه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه وروى ذلك نافعا مولاه ابن عمر وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك هذا فعله ثم جاء قوله عليه السلام مؤيدا لفعله: ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) فجاء ابن القيم رحمه الله تعالى بالعجب العجاب في هذا البحث نحو الصفحتين بتعليلات لو قالها غيره لكان ذلك كثيرا إنه ادعى بأن هذا الحديث مقلوب وأراد الراوي أن يقول: فلا يضع فليضع ركبتيه قبل يديه فقال: فليضع يديه قبل ركبتيه، هذه دعوى عجب العجاب أنه أيد دعواه برواية نسبها بابن أبي شيبة في المصنف وهي من طريق عبد الله بن أبي سعيد المقبري وهذا متروك متهم بالكذب عارض بهذه الرواية رواية أبي داود في السند القوي باللفظ الأول ( وليضع كفيه قبل ركبتيه ) ثم ادعى ابن القيم بأن الذين يذهبون إلى وضع اليدين قبل الركبتين زعموا بأن ركبتي البعير في مقدمته و قال هذا لا أصل له في اللغة هذا كمان أيضا من العجائب فإن كتب اللغة كلها متفقة على ما جاء في القاموس وغيره أن ركبتي البعير في مقدمتيه قال وكذلك كل ذوات الأربع ثم جاء في صحيح البخاري في قصة ملاحقة سراقة بن مالك للنبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة على فرسه فلما اقترب منهما من رسول الله أبي بكر غاصت مقدمتا الفرس إلى ركبتيه هذا البعير قائما يؤكد المعنى اللغوي أن ركبتي ذوات الأربع في مقدمتيها فهنا يستقيم الحديث مع اللغة ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) لأن البعير لما يبرك فأول شيء يضعه من بدنه هما ركبتاه ولذلك نحن نلاحظ نشاهد هذا بأم أعيننا خاصة في بلادنا الشامية لأن المساجد هناك أرضها تكون باردة فيفرشونها بالخشب فالحديث متفق مع اللغة تماما ثم مع الواقع لأن البعير حينما يهوي باركا يكون للأرض رجة خاصة إذا كان محملا بالأثقال فنحن في الشام تأتينا الجمال من الغوطة كما تحدثنا في مناسبة سابقة محملة بالخشب الجوز والمشمش ونحو ذلك فحينما ما يبرك نكون نحن قريبين من البروك نشعر بأن الأرض ارتجت تحتنا لما كانت المساجد مفروشة بالدفوف والخشب تسمع للمصلين رجة وهم يبركون على الركب أما هنا تسمع صوتا لكن ليس له تلك الرجة بخلاف الذين يطبقون السنة القولية والفعلية ويتلقون الأرض بأكفهم لا تسمع لهم رجة ركزا إطلاقا وهذا مما يليق بالصلاة التي قامت على الخشوع وعلى الهدوء والسكون كما قال عليه السلام في صحيح مسلم: ( مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ ) الصلاة مبنية على هذا الغلو! فشتان بين من يسجد على ركبتيه ومن يسجد على كفيه، ثم أنا ألاحظ شيئا وأنتم أهل اللغة أرجوا أن تؤيدوني أو تصوبوني لاحظت في كثير من الروايات الحديثية الصحيحة أنهم لما يذكرون صلاة النبي وسجوده يقولون ثم هوى ساجداً، فكلمة الهوي هذه لا يمكن تطبيقها على طريقة الركوع على الركبة لأن الهوي تعرفون معناه الشيء كما يهوي النجم الثاقب بسرعة وبقوة فلو نظرت إلى إنسان يسجد على ركبتيه تجده متأنيًا أما الذي يسجد على كفيه يهوي هاويًا وشيء آخر وأخير أن في بعض الأحاديث في سند أبي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هوى ساجدًا جانح المجانحة هذه من طبيعة هذا الهوي على الكفين وليس من طبيعة السجود على الركبتين يعني الذي يسجد تجده ضاما عدضيه إلى ابطيه أما الذي يسجد على الكفين يفعل هكذا هذا ما عندي من هذه المناسبة التي ذكرت آنفا؛ تفضل الآن ماذا عندك؟.

مواضيع متعلقة