الجواب على الشبهة التي تقول : إنَّ الله ليس في مكان .
A-
A=
A+
الشيخ : وجوابًا على الشبهة التي تقول أن الله - عز وجل - ليس في مكان نحن نقول معهم : ليس في مكان ، لكن يجب أن نعلم جميعًا أن من عقيدة السلف الصالح أنهم لا يثبتون شيئًا إلا بنصٍّ فيما يتعلق بالأمور الغيبية ، والله - عز وجل - كما نعلم جميعًا غيب الغيوب ، (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ؛ فلا يجوز للمسلم أن يُثبِتَ شيئًا يتعلق بالله - عز وجل - ذاتًا وصفة إلا بنصٍّ ، كما أنه لا يجوز أن ينفي شيئًا إلا بنصٍّ ، ليس عندنا نصٌّ أن الله في مكان ، كما أنه ليس عندنا نص أن الله ليس في مكان ؛ فإذا قال قائل : الله في مكان نستوضحه ماذا تعني في مكان ؟ هذا مكان ، أي مكان آخر مجاري و و إلى آخره ، كله أمكنة ، أجواف الكلاب والخنازير ، كل هذه أمكنة ؛ هل تعني هذا لما تقول : الله في كل مكان ؟ يعود بعضهم لِرُشده ، ثم سرعان ما يضلُّون السبيل ؛ لا ، نحن ما نقصد أن الله بذاته في كل مكان ، لكنَّنا نقصد أن الله بعلمه في كل مكان . كويس ؛ هذه تأويله ماشية ؛ إذًا لما بيقول القائل منهم الله في كل مكان يعني بعلمه ، ماشي ؛ لكن ليس السؤال عن هذا يكون ، فإذا أجبْتُم بهذا معناه ما أجبتم عن السؤال ، الآن منحدد السؤال : الله ذاته - تبارك وتعالى - المتَّصف بكل صفات الكمال والمنزَّه عن كل صفات النقصان أين هو ؟ هنا تشوف الحيرة ، ما عاد يستطيعوا يقولوا : الله بذاته في كل مكان ؛ لأنُّو عرفوا هذا المحظور عقلًا بداهة فضلًا عن الشرع فيقولون : لا ندري ، كلمة لا ندري تفسيرها لا فوق ، لا تحت ، لا يمين ، لا يسار ؛ اللي جاء في علم الكلام .
منذ نحو يمكن عشرين سنة وأنا في موسم الحجِّ في منى ، وفي جلسة علمية حجَّاج من مختلف البلاد هناك من مصر وسوريا والجزائر دخل علينا شيخ مصري ، وجلس ، فبدأ يتكلم ويتَّهم النجديين بأنهم مجسِّمة مشبِّهة ؛ قلت له : لمَ ؟ قال : لأنهم بيقولوا : الله على العرش استوى . قلت : سبحان الله ! أنا بأعرف أن هذا مش كلامهم ، هذا كلام الله في القرآن الكريم ، كيف أنت أوَّلًا تنسب كلام رب العالمين للبشر ، ثم تتَّهمهم بسوء العقيدة وهم يقولون بما قال الله - عز وجل - (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ؟ قال : لا ، أنا أعني أنهم يقولون : الله على العرش استوى بذاته . قلت : نعم . هذا يقولونه ، لكن ما تقول أنُّو بيقولوا كذا وكذا وهو قول الله - عز وجل - ، فأنت ماذا تقول ؟ هم يقولون : الله على العرش استوى بذاته ، أنت ما تقول بقولهم ؟ قال : لا . قلت : ماذا تقول ؟ فأجاب بهذه الكليشة المصدّيّة : الله في كل مكان . فتحدثت معه في بيان محذور هذه الكلمة ، وعُدْت إليه ؛ لماذا أنت لا تقول أن الله - عز وجل - فوق العرش استوى واستعلى كما قال السلف بذاته - تبارك وتعالى - ؟ قال : لأن هذا معناه أننا جعلناه في مكان . شوف التناقض ، في المكان النزيه لو كان هناك مكان وليس هناك مكان سيأتي تفصيله ينزِّهون الله منه ، أما المكان القذر اللي هو في المخلوقات يصفون الله به ، فهو ليس في مكان العلوِّ ، لكن في مكان الدنوِّ والقذر والمجاري و و هذا يصفونه به ، قلت له : لماذا أنت تنفي هذا النفي وتقول : إن الله ليس على العرش استوى بذاته ؟ قال : لأنُّو معنى ذلك أننا جعلناه في مكان . قلت له : أنت من قبل جعلته في مكان ، جعلته في كل مكان ، فليكن هذا المكان من جملة الأمكنة ، لكن تأمَّل نحن الذين ننزِّه الله من المكان ، وأنتم الذين تحصرون الله في مكان . قال : كيف ؟
أسألك الآن ؛ هو رجل أزهري متفقِّه متعلِّم ؛ قلت له : المكان هو اسم مكان لغةً ؛ أليس مشتقًّا من الكون مِن كان يكون في مكان ؟ قال : نعم . قلت له : المكان أمر وجوديٌّ أم عدميٌّ ؟ قال : لا ؛ أمر وجودي . قلت : جميل ، نحن الآن في مكان في منى ؟ قال : نعم . قلت له : فوقنا إيش فيه ؟ قال : السماء الدنيا . قلت : مكان ؟ قال : نعم . وفوق السماء الدنيا السماء الأولى ؟ قال : الثانية و و السماء السابعة ، كل هذه أمكنة ؟ قال : نعم . فاتني أذكر شيئًا قلت له : المكان ما دام مخلوقًا ومشتقًّا من المكان من قول الله : (( كُنْ فَيَكُونُ )) فكان ، هل هو محدود أم غير محدود ؟ قال : محدود . قلت : احفظ هذا ، ما تعود عنه فيما بعد ، قال : أنا معك ، المكان باعتباره مخلوقًا فهو محدود . سلسلت السؤال السماء الدنيا الثانية السابعة . قلت : وماذا فوق السماء السابعة ؟ قال : العرش . قلت : مخلوق ؟ قال : مخلوق . محدود ؟ قال : محدود . قلت : وإيش فوق العرش ؟ فأنا ظنَنْت أنُّو راح يقول : لا شيء . انتهى ، الخلق انتهى . وإذا بي يفاجئني بشيء ما سمعته في حياتي ، قال : فوق العرش الملائكة الكروبيون . أنا أعرف شيء عن الملائكة الكروبيون في كتب الخلط وهاللي تروي ما هبَّ ودبَّ ، فتجاهلت قلت : إيش الملائكة الكروبيون ؟ قال : هدول ملائكة مصطفين أخيار عند الله رب العالمين . قلت : هدول فوق العرش ؟ قال : إي نعم . قلت : في عندك آية أنُّو فوق العرش في ملائكة واسمهم الملائكة الكروبيون ؟ قال : لا . وأعجَبَني حقيقة عدم لفِّه ودورانه مثل ما نعمل نحن في سوريا وغير سوريا ، كان يعني صريح ويجاوب .
سائل آخر : كويس .
الشيخ : آ ؛ كويس هذا النوع من البشر يريِّح ، أما هداك ... قال : هكذا . قلت : الملائكة الكروبيون في آية ؟ قال : لا . طيب ؛ في عندك حديث نبوي ؟ قال : لا . قلت : إذًا من أين جئت بهذا ؟ قال : هكذا دُرِّسناه في الأزهر الشريف ! قلت : سبحان الله ! الأزهر أعلم أنا يقينًا من معاشرتي لكثير من المتخرِّجين منهم ممَّن كانوا أزهريين ثم صاروا سلفيين والحمد لله ؛ أعرف منهم أن مشايخ الأزهر علماء الكلام يقولون لهم - نعرف هذا من كتبهم أيضًا ومن كتب المتقدِّمين بعضهم - : العقيدة لا تثبت إلا بنصٍّ قاطع من كتاب الله أو سنة من سنن رسول الله ، لو حديث صحيح ما تثبت فيه العقيدة . قلت : سبحان الله ! عقيدة لا فيها آية ولا فيها حديث وأنت معتقده وآخذها من الأزهر الشريف كيف هذا ؟ المسكين احتار ، قلت له : على كلِّ حال هذه كلمة ع الهامش .
الآن أنا أمشي معك ، أفترض معك أنُّو هناك في ملائكة كروبيون ؛ وين هدول ؟ فوق عرش الرحمن ، الله أكبر ! = -- ... -- = وفوق العرش بزعمك الملائكة الكروبيون ؛ فماذا فوق الملائكة الكروبيون ؟ قال : لا شيء . وأنا هذا هدفي كله . التسلسل منطقي ، هدفي أن يقول هذه الكلمة : لا شيء . قلت له : لا شيء مكان ؟ قال : لا . المكان انتهى . قلت : إذًا كيف تتَّهم السلفيين هدول أنهم يجعلون الله في مكان ، وأن تعترف أنُّو هناك لا مكان ؟ أنتم إذًا تجعلون الله في مكان وليس السلفيين الذين يقولون : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) حيث لا مكان ولا زمان ولا أي شيء ، فبُهِتَ الرجل وسكت .
وهذا البحث في الحقيقة ؛ أي : أن الإيمان المُنجي عند الله هو الإيمان بما أَمَرَ الله - عز وجل - وبما شرع ؛ فمَن آمَنَ بالله إيمانًا مجملًا وأنكر التفاصيل أو بعضها مما جاءت ذكرها في الكتاب والسنة فهذا ... الإيمان الذي هو الشرط الأول والركن الأول من أركان الإيمان .
منذ نحو يمكن عشرين سنة وأنا في موسم الحجِّ في منى ، وفي جلسة علمية حجَّاج من مختلف البلاد هناك من مصر وسوريا والجزائر دخل علينا شيخ مصري ، وجلس ، فبدأ يتكلم ويتَّهم النجديين بأنهم مجسِّمة مشبِّهة ؛ قلت له : لمَ ؟ قال : لأنهم بيقولوا : الله على العرش استوى . قلت : سبحان الله ! أنا بأعرف أن هذا مش كلامهم ، هذا كلام الله في القرآن الكريم ، كيف أنت أوَّلًا تنسب كلام رب العالمين للبشر ، ثم تتَّهمهم بسوء العقيدة وهم يقولون بما قال الله - عز وجل - (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ؟ قال : لا ، أنا أعني أنهم يقولون : الله على العرش استوى بذاته . قلت : نعم . هذا يقولونه ، لكن ما تقول أنُّو بيقولوا كذا وكذا وهو قول الله - عز وجل - ، فأنت ماذا تقول ؟ هم يقولون : الله على العرش استوى بذاته ، أنت ما تقول بقولهم ؟ قال : لا . قلت : ماذا تقول ؟ فأجاب بهذه الكليشة المصدّيّة : الله في كل مكان . فتحدثت معه في بيان محذور هذه الكلمة ، وعُدْت إليه ؛ لماذا أنت لا تقول أن الله - عز وجل - فوق العرش استوى واستعلى كما قال السلف بذاته - تبارك وتعالى - ؟ قال : لأن هذا معناه أننا جعلناه في مكان . شوف التناقض ، في المكان النزيه لو كان هناك مكان وليس هناك مكان سيأتي تفصيله ينزِّهون الله منه ، أما المكان القذر اللي هو في المخلوقات يصفون الله به ، فهو ليس في مكان العلوِّ ، لكن في مكان الدنوِّ والقذر والمجاري و و هذا يصفونه به ، قلت له : لماذا أنت تنفي هذا النفي وتقول : إن الله ليس على العرش استوى بذاته ؟ قال : لأنُّو معنى ذلك أننا جعلناه في مكان . قلت له : أنت من قبل جعلته في مكان ، جعلته في كل مكان ، فليكن هذا المكان من جملة الأمكنة ، لكن تأمَّل نحن الذين ننزِّه الله من المكان ، وأنتم الذين تحصرون الله في مكان . قال : كيف ؟
أسألك الآن ؛ هو رجل أزهري متفقِّه متعلِّم ؛ قلت له : المكان هو اسم مكان لغةً ؛ أليس مشتقًّا من الكون مِن كان يكون في مكان ؟ قال : نعم . قلت له : المكان أمر وجوديٌّ أم عدميٌّ ؟ قال : لا ؛ أمر وجودي . قلت : جميل ، نحن الآن في مكان في منى ؟ قال : نعم . قلت له : فوقنا إيش فيه ؟ قال : السماء الدنيا . قلت : مكان ؟ قال : نعم . وفوق السماء الدنيا السماء الأولى ؟ قال : الثانية و و السماء السابعة ، كل هذه أمكنة ؟ قال : نعم . فاتني أذكر شيئًا قلت له : المكان ما دام مخلوقًا ومشتقًّا من المكان من قول الله : (( كُنْ فَيَكُونُ )) فكان ، هل هو محدود أم غير محدود ؟ قال : محدود . قلت : احفظ هذا ، ما تعود عنه فيما بعد ، قال : أنا معك ، المكان باعتباره مخلوقًا فهو محدود . سلسلت السؤال السماء الدنيا الثانية السابعة . قلت : وماذا فوق السماء السابعة ؟ قال : العرش . قلت : مخلوق ؟ قال : مخلوق . محدود ؟ قال : محدود . قلت : وإيش فوق العرش ؟ فأنا ظنَنْت أنُّو راح يقول : لا شيء . انتهى ، الخلق انتهى . وإذا بي يفاجئني بشيء ما سمعته في حياتي ، قال : فوق العرش الملائكة الكروبيون . أنا أعرف شيء عن الملائكة الكروبيون في كتب الخلط وهاللي تروي ما هبَّ ودبَّ ، فتجاهلت قلت : إيش الملائكة الكروبيون ؟ قال : هدول ملائكة مصطفين أخيار عند الله رب العالمين . قلت : هدول فوق العرش ؟ قال : إي نعم . قلت : في عندك آية أنُّو فوق العرش في ملائكة واسمهم الملائكة الكروبيون ؟ قال : لا . وأعجَبَني حقيقة عدم لفِّه ودورانه مثل ما نعمل نحن في سوريا وغير سوريا ، كان يعني صريح ويجاوب .
سائل آخر : كويس .
الشيخ : آ ؛ كويس هذا النوع من البشر يريِّح ، أما هداك ... قال : هكذا . قلت : الملائكة الكروبيون في آية ؟ قال : لا . طيب ؛ في عندك حديث نبوي ؟ قال : لا . قلت : إذًا من أين جئت بهذا ؟ قال : هكذا دُرِّسناه في الأزهر الشريف ! قلت : سبحان الله ! الأزهر أعلم أنا يقينًا من معاشرتي لكثير من المتخرِّجين منهم ممَّن كانوا أزهريين ثم صاروا سلفيين والحمد لله ؛ أعرف منهم أن مشايخ الأزهر علماء الكلام يقولون لهم - نعرف هذا من كتبهم أيضًا ومن كتب المتقدِّمين بعضهم - : العقيدة لا تثبت إلا بنصٍّ قاطع من كتاب الله أو سنة من سنن رسول الله ، لو حديث صحيح ما تثبت فيه العقيدة . قلت : سبحان الله ! عقيدة لا فيها آية ولا فيها حديث وأنت معتقده وآخذها من الأزهر الشريف كيف هذا ؟ المسكين احتار ، قلت له : على كلِّ حال هذه كلمة ع الهامش .
الآن أنا أمشي معك ، أفترض معك أنُّو هناك في ملائكة كروبيون ؛ وين هدول ؟ فوق عرش الرحمن ، الله أكبر ! = -- ... -- = وفوق العرش بزعمك الملائكة الكروبيون ؛ فماذا فوق الملائكة الكروبيون ؟ قال : لا شيء . وأنا هذا هدفي كله . التسلسل منطقي ، هدفي أن يقول هذه الكلمة : لا شيء . قلت له : لا شيء مكان ؟ قال : لا . المكان انتهى . قلت : إذًا كيف تتَّهم السلفيين هدول أنهم يجعلون الله في مكان ، وأن تعترف أنُّو هناك لا مكان ؟ أنتم إذًا تجعلون الله في مكان وليس السلفيين الذين يقولون : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) حيث لا مكان ولا زمان ولا أي شيء ، فبُهِتَ الرجل وسكت .
وهذا البحث في الحقيقة ؛ أي : أن الإيمان المُنجي عند الله هو الإيمان بما أَمَرَ الله - عز وجل - وبما شرع ؛ فمَن آمَنَ بالله إيمانًا مجملًا وأنكر التفاصيل أو بعضها مما جاءت ذكرها في الكتاب والسنة فهذا ... الإيمان الذي هو الشرط الأول والركن الأول من أركان الإيمان .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 69
- توقيت الفهرسة : 00:18:39
- نسخة مدققة إملائيًّا