ردُّ دعوى ابن القيم أن حديث أبي هريرة : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) ممَّا انقلب متنه على بعض الرواة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ردُّ دعوى ابن القيم أن حديث أبي هريرة : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) ممَّا انقلب متنه على بعض الرواة .
A-
A=
A+
الشيخ : ثم يقول في إتمام الجواب : " وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا ممَّا انقلب على بعض الرواة متنه وأصله ، ولعله : " وليضَعْ ركبتَيه قبل يديه " .

هكذا يكون ردُّ الحديث ؟! إذا جاء حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقال : لعلَّه أخطأ الراوي ، ولعل الصواب كذا وكذا !! هذا خلاف تعلَّمناه من ابن تيمية والشَّيخ ابن القيم أن كما جاء في " صحيح البخاري " لما روى ابن عمر للناس من التابعين أن السنة تقبيل الحجر الأسود بالنسبة للطائف ، قال له أحدهم قال : يا ابن عمر ، أَرَأيتَ إن زُوحِمْتُ ؟! قال له : اجعَلْ أرأيت عند ذاك الكوكب .

أنا عم أوَرِّي لك السنة ، شو عم تقول لي : زُوحِمْت ما زُوحِمْت !! ... أخرى ، إنما أنت احرص على أن تفعل السنة ، هَيْ كلمة أرأيت جوابها : اجعلها عند ذاك الكوكب ، يعني ارمِ بها ، ولا تُطرِّق الاحتمالات على الأحاديث النبوية الصحيحة ، هذا مذهب أهل السنة ، مذهب أهل الحديث ، مذهب ابن تيمية وابن القيم ، ولكن كما قال الإمام الشافعي بالنسبة للكتب : " أبى الله أن يتمَّ إلا كتابه - يعني القرآن الكريم - " ، ثم أبى أن يتمَّ إنسان على وجه الأرض بعد رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - ، فالعصمة له وليست لغيره .

فيقول : " فلعلَّ أصل الحديث : وليضع ركبتيه قبل يديه " .

يضرب مثلًا للأحاديث التي يدَّعي - أيضًا - فيها القلب ، فيقول : " كما انقلبَ على بعضهم حديث ابن عمر أن بلالًا أو : ( إن بلالًا يؤذِّن بليل ؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أمِّ مكتوم ) ، فقال : ( ابن أمِّ مكتوم يؤذِّن ؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن بلال ) " .

هو يشير إلى حديثين اثنين ، الحديث المشهور في " الصحيحين " وغيرهما هو قوله - عليه الصلاة والسلام - ( لا يغرَّنَّكم أذان بلال ؛ فإنما يؤذِّن بليل ليقوم النائم وليتسحَّر المتسحِّر ؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابنُ أمِّ مكتوم ) . هذا هو اللفظ المشهور والصحيح ، وهو الذي يُركِّز عليه ابن القيم لِيُثبت أن هذا الحديث الصحيح انقلب على بعض الرواة ، فجعل مكان بلال في الأذان الأول للفجر ابن أمِّ مكتوم ، وعلى العكس ؛ جعل بلالًا مكان ابن أمِّ مكتوم في الأذان الثاني ، فقال بعض الرواة : ( لا يغرَّنَّكم أذان مكتوم ؛ فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بلال ) . يقول ابن القيم أنُّو هذا قلب ، وقد قال هذا كثير من علماء الحديث ، ولا يهمُّنا هذا البحث الآن كثيرًا ؛ لأنُّو القلب موجود فعلًا من بعض الناس كما انقلب الأمر على نفس المؤلف - رحمه الله - .

مواضيع متعلقة