الشيخ : ... وكذلك قوله عليه السلام : ( إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تأتوها وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) في رواية ( وما فاتكم فاقضوا ) ومن أجل هذه الرواية الثانية ولسوء فهم الأعاجم من الفقهاء تبع مذهبي أنا الحنفي اختلفوا مع جمهور الفقهاء أن المسبوق بركعة أو أكثر إذا دخل في الصلاة وفاتته ركعة فهل حينما يقوم ليؤديها هذه الركعة تكون تمام الصلاة ؟ أم تكون هي أول الصلاة ؟ فإذا كانت تمام الصلاة كما يقول الجمهور فهو لا يستفتح لما ينهض ولا يقرأ ما بعد الفاتحة من سورة أو آية ؛ الأحناف يقولون ما فاته في أول الصلاة ، ولذلك إذا قام ليأتي بالركعة الفائتة قرأ دعاء الاستفتاح وجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية لأن هذه إيش أول الصلاة ؛ من أين أخذوا هذا ؟ من رواية ( فاقضوا ) ؛ بينما الآخرون قالوا الرسول قال: فأتموا ، قيل لهم لكن الرسول قال في حديث آخر ( فاقضوا ) ؟ كان الجواب العربي لا اختلاف بين الرواتين ( فاقضوا ) أي ( فأتموا ) كما ذكرنا آنفا في الآيتين الكريمتين ، آه ؛ فالآن كان سؤالك بالنسبة لمن فاته الوتر. الجواب على هذا التفصيل إن فاته همالا وكسلا فلا سبيل إلى قضائه أي الإتيان به في غير وقته ، وإن كان هذا هو المعنى الفقهي وإن كان قد فاته بعذر شرعي كالنوم أو النسيان فكما قال عليه السلام بالنسبة للفريضة: ( من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا لذلك ) فهذا أمر بأداء الصلاة المنسية أو التي نام عنها حين التذكر ، فهذا إن شئنا أن نسميه أداء فهو أداء لأنه أداها في الوقت المشروع بالنسبة إليه خاصة لأنه معذور بالنوم أو النسيان لأنه قال : ( فليصلها حين ) أيش معنى حين ؟ وقت ، (( حين تصبحون وحين تمسون )) أي وقت التذكر ؛ فإذا ربنا جعل لهذا الناسي أو ذاك النائم وقتا يؤدي فيه الصلاة الفائتة المنسية أو التي نام عنها ، ثم لفت نظره إياك أن تتهاون كما يفعل جماهير اليوم ، يستيقظ بعد طلوع الشمس ويقول هذه الصلاة فاتت فنصليها بعد الرجوع من الوظيفة ، بعد ما نرجع من التدريس ، من الدراسة ، من كذا ، إلى آخره ؛ راحت عليه كما لو كان مستيقضا في وقت الفجر فتساهل وتغاضى عنها حتى طلعت الشمس ، أقول كما قال عليه السلام بالنسبة للفريضة هذا الحديث ، قال أيضا في حديث في الترمذي : ( من نسي الوتر فليصله حين يذكره ) ، وهذا جوابك بعد تلك الجملة المعترضة الطويلة الطويلة الطويلة جدا ، ها ؛ لكن فيها فائدة إن شاء الله .

السائل : لماذا يشفع ؟

الشيخ : من قال يشرع هو بقول لك فليصلها حين يذكرها .

السائل : ولكن يقضي شفعا ؟

الشيخ : مدنا بمددك ، ما الدليل ؟

السائل : حديث عائشة يا شيخ يلي ...

الشيخ : أنت هل فهمت جواب الرسول ؟ ما أظن .

السائل : أي نعم ، يصلي على حالته وعلى صفته ؛ لكن لماذا يشفع في النهار ؟

الشيخ : أنا ما أقول .

سائل آخر : هو يقصد بعضهم قال .

الشيخ : معليش ، بعضهم قال وعندهم علم بهذا الحديث ؟

السائل : ما أدري يا شيخ .

الشيخ : آه ، الحديث هذا صريح جدا في جواز الإتيان بصلاة الوتر كما فات كما أن أي صلاة تصلى كما فاتت .