بيان خطأ هذه المقولة المنتشرة بين الناس : " الله موجود في كل مكان " ، وإثبات أهل السنة صفة العلوِّ لله - تبارك وتعالى - .
A-
A=
A+
الشيخ : أما هؤلاء فهم يقولون ما سمعتم من النَّفي المطلق ، بعضهم تبيَّن لهم هذا الضلال الواضح الميسَّر ، ففرُّوا إلى ضلال ... مستقل منفصل تمامًا عن هذا الموجود للمخلوق ، تبيَّن لهم أنه حين يقول أولئك : أنُّو لا داخل العالم ولا خارجه ؛ هذا كلام باطل عقلًا فضلًا عن أن يكون باطل شرعًا ، فماذا جاؤوا بحلِّ ؟ هذا الحلُّ تسمعونه في كل مكان ، في كل مجالس على غير مناسبة أو بمناسبة ؛ تسمعهم يقولون : الله موجود في كلِّ وجود ، الله موجود في كل مكان !! هذه عقيدة اليوم المسلمين الموجودين اليوم ممَّن يُعرفون بأنهم أهل السنة ، الذي ذكرناه آنفًا عقيدة بعض علماء الكلام ، لكن انكشف بطلانها ، فسقطت من أصلها ، لكنهم لجؤوا إلى ضلالة أخرى فقالوا : الله موجود في كل مكان ، كيف الله موجود في كل مكان وأنتم أنكرتم أن يكون الله فوق المخلوقات كلها بزعم أنَّنا إذا قلنا : إن الله فوق المخلوقات كلها يكون جعلناه في مكان ؟ هَيْ شبهة منهم .
والشبهة الثانية بيكون جسَّمناه ، وكلٌّ من الشبهتين باطل ، ذلك أن الشبه الأولى وهي أنَّنا إذا قلنا الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ، إذا قلنا بزعمهم جعلناه في مكان - وهو زعم باطل كما سأبين إن شاء الله - فقولهم : إن الله موجود في كل مكان أضلُّ سبيلًا ممَّن يقول إن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ؛ لأن كلمة كل مكان تشمل الأمكنة الطاهرة والأمكنة القذرة ، تشمل الأماكن التي فيها الخمَّارات والبارات والمراقص والمجاري و و إلى آخره ، فإذا أنتم أبَيْتُم أن تقولوا معنا : إن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها بزعم أنَّنا جعلناه في مكان ؛ فكيف رضيتم لأنفسكم أن تجعلوه في كلِّ مكان حتى هذه الأمكنة القذرة ؟ لما تتبيَّن لهم هذه الضلالة - وهي بيِّنة والحمد لله - يعودون فيقولون : لا ، نحن ما نقصد أن الله - عز وجل - بذاته في كل مكان ، وإنما نقول : علمه في كل مكان ، نقول : حسنًا أن الله بعلمه في كل مكان هذه عقيدة صحيحة وسلفية ؛ ولذلك جاء عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - بتفسير الآية التي قد يلجأ إليها بعض هؤلاء المتأوِّلة بإنكاره صفة الفوقية ؛ وهي قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) ، صحَّ عن ابن عباس أنه فسَّرها : " وهو معكم بعلمه " ، فإذا قالوا : نحن ما قصدنا أنه في كل مكان بذاته ، وإنما بعلمه ؛ نقول : هذا التفسير صحيح ، وهذه العقيدة صحيحة ؛ أي : أن الله - تبارك وتعالى - مع مخلوقاته كلِّها بعلمه .
لكن نعود فنسأل سؤال أوضح من السابق ؛ وهو الله - تبارك وتعالى - بذاته أين هو يا معشر المتأوِّلة ، بل يا معشر المتعطلة ، بل يا معشر الواقفة الذين تقولون : البحث في هذه العقيدة هذا ضلال وانحراف ونحو ذلك من الكلمات ؟ ستجدهم حيارى ، لا تسمع منهم جوابًا ؛ بعد أن خلَّصوا أنفسهم بالتأويل حين قالوا : نحن نعني الله موجود في كل مكان بعمله ، حسنًا ، لكن يعود السؤال ، وكثيرًا ما نصنِّف السؤال كالآتي حتى يتَّضح ضلال الجماعة وانحرافها عن الشريعة ، الله الذي تعبده يا مسلم هذا الله الذي تعبده موجود أم مفقود ؟ انظروا السؤال الآن ليس في صفة من صفات الله ، وإنما سؤال عن ذات الله الَّذي اتصف بكل صفات الكمال ، هل الله الذي تعبده موجود أم مفقود ؟ سيكون الجواب بداهةً موجود ، أعوذ بالله إيش هالسؤال هذا ؟ حسنًا ؛ هذا الله الذي تعبده وهو موجود يقينًا أين هو ؟ الآن هنا لا تسمع الجواب ؛ لم ؟ لأنه لا يستطيع أن يقول : الله في كل مكان بعد أن أوضحنا له ضلالة هذا الجواب ، ولذلك اضطرُّوا إلى القول بأن الله بعلمه في كل مكان ، لكننا أعَدْنا عليهم السؤال بطريقة أخرى ؛ بحيث قصرنا السؤال في ذات الله - عز وجل - الذي له كل صفات الكمال لا تسمع منهم جوبًا ؛ لِمَ ؟
لأنهم كفروا بآيات الله لا بألفاظها ، لا تجد مسلمًا - وهذه حقيقة يجب أن يعلمها إخواننا السلفيون في كلِّ بلاد الدنيا - لا تجد مسلمًا مهما كان عريقًا في الضلال يُنكر آية من القرآن الكريم ؛ لأنه حين ذاك يخرج من الملة ، وليس له علاقة بهذا الإسلام إطلاقًا ، ولكن كثيرين منهم يُنكرون عشرات النصوص من القرآن فضلًا عن السنة بطريق التأويل الذي هو التَّعطيل ؛ من أجل ذلك وقعوا في الجحد المطلق كما سمعتم أن المعطِّل يعبد عدمًا ، لا يقولون جواب السؤال السابق : الله فوق السموات كلها ؛ لماذا ؟ مع أن الجواب نقرؤه في كلِّ ليلة خاصَّة نحن أهل السنة الذين نُحافظ على الأوراد الواردة عن الرسول ، ومن ذلك أنه كان لا ينام في كلِّ ليلة إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك ، في سورة تبارك ربنا - عز وجل - يقول : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) ، كيف تقول : تُسأل أين الله ؟ فتسكت ، ما قرأت هذه الآية ؟ نعم يا إخواننا ، قرؤوا هذه الآية لكن حرَّفوها ، غيَّروا معانها ، تدرون ماذا قالوا ؟ (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ، يعني ملائكة الله !! هذا هو التأويل الذي هو يُشابه تمامًا الإنكار المطلق ، الله يقول : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) أنتم تقولون : يعني ملائكة الله ؟!!
أتينا لهم بحديث مشهور على الألسنة - وهو ثابت والحمد لله - : ( ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم مَن في السماء ) ، من هو الذي في السماء ؟ كمان ملائكة الله ، كلُّ هذا تحريف لعشرات بل مئات النصوص ، لماذا يا جماعة ؟ لو كان الأمر يعني في شيء لائق محرز لمثل هذا التأويل لَقلنا : والله حُقَّ لهم ، لكن أيُّ شيء يستفيدونه من التأويل بعد أن عرفتم أنه حينما يؤوِّلون النصوص يقولون : نحن لا نريد المعنى السَّيِّئ من هذا التأويل كما سمعتم في مسألة الاستواء قالوا : الاستعلاء ، الاستيلاء معناه في مبالفة ، لا سحبنا كلمة مبالغة ؛ إذًا ما فعلتم شيئًا ما أوَّلتم ، بقيت الآية كما هي ، بقينا نحن مع الآية : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فسرها السلف أبو العالية وغيره كما في " صحيح البخاري " : " استعلى " ، علوًّا منزَّهًا عن مشابهة الحوادث ، انتهي الأمر ، فهنا تجدون هؤلاء الناس لا يجيبون على ذاك السؤال بجواب من القرآن الكريم : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ، لماذا ؟ تأوَّلوا هذا وتأوَّلوا ذاك ، فهم يعيشون في دوَّامة من التأويل لا يصلون بها إلى معرفة ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - .
والشبهة الثانية بيكون جسَّمناه ، وكلٌّ من الشبهتين باطل ، ذلك أن الشبه الأولى وهي أنَّنا إذا قلنا الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ، إذا قلنا بزعمهم جعلناه في مكان - وهو زعم باطل كما سأبين إن شاء الله - فقولهم : إن الله موجود في كل مكان أضلُّ سبيلًا ممَّن يقول إن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها ؛ لأن كلمة كل مكان تشمل الأمكنة الطاهرة والأمكنة القذرة ، تشمل الأماكن التي فيها الخمَّارات والبارات والمراقص والمجاري و و إلى آخره ، فإذا أنتم أبَيْتُم أن تقولوا معنا : إن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها بزعم أنَّنا جعلناه في مكان ؛ فكيف رضيتم لأنفسكم أن تجعلوه في كلِّ مكان حتى هذه الأمكنة القذرة ؟ لما تتبيَّن لهم هذه الضلالة - وهي بيِّنة والحمد لله - يعودون فيقولون : لا ، نحن ما نقصد أن الله - عز وجل - بذاته في كل مكان ، وإنما نقول : علمه في كل مكان ، نقول : حسنًا أن الله بعلمه في كل مكان هذه عقيدة صحيحة وسلفية ؛ ولذلك جاء عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - بتفسير الآية التي قد يلجأ إليها بعض هؤلاء المتأوِّلة بإنكاره صفة الفوقية ؛ وهي قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) ، صحَّ عن ابن عباس أنه فسَّرها : " وهو معكم بعلمه " ، فإذا قالوا : نحن ما قصدنا أنه في كل مكان بذاته ، وإنما بعلمه ؛ نقول : هذا التفسير صحيح ، وهذه العقيدة صحيحة ؛ أي : أن الله - تبارك وتعالى - مع مخلوقاته كلِّها بعلمه .
لكن نعود فنسأل سؤال أوضح من السابق ؛ وهو الله - تبارك وتعالى - بذاته أين هو يا معشر المتأوِّلة ، بل يا معشر المتعطلة ، بل يا معشر الواقفة الذين تقولون : البحث في هذه العقيدة هذا ضلال وانحراف ونحو ذلك من الكلمات ؟ ستجدهم حيارى ، لا تسمع منهم جوابًا ؛ بعد أن خلَّصوا أنفسهم بالتأويل حين قالوا : نحن نعني الله موجود في كل مكان بعمله ، حسنًا ، لكن يعود السؤال ، وكثيرًا ما نصنِّف السؤال كالآتي حتى يتَّضح ضلال الجماعة وانحرافها عن الشريعة ، الله الذي تعبده يا مسلم هذا الله الذي تعبده موجود أم مفقود ؟ انظروا السؤال الآن ليس في صفة من صفات الله ، وإنما سؤال عن ذات الله الَّذي اتصف بكل صفات الكمال ، هل الله الذي تعبده موجود أم مفقود ؟ سيكون الجواب بداهةً موجود ، أعوذ بالله إيش هالسؤال هذا ؟ حسنًا ؛ هذا الله الذي تعبده وهو موجود يقينًا أين هو ؟ الآن هنا لا تسمع الجواب ؛ لم ؟ لأنه لا يستطيع أن يقول : الله في كل مكان بعد أن أوضحنا له ضلالة هذا الجواب ، ولذلك اضطرُّوا إلى القول بأن الله بعلمه في كل مكان ، لكننا أعَدْنا عليهم السؤال بطريقة أخرى ؛ بحيث قصرنا السؤال في ذات الله - عز وجل - الذي له كل صفات الكمال لا تسمع منهم جوبًا ؛ لِمَ ؟
لأنهم كفروا بآيات الله لا بألفاظها ، لا تجد مسلمًا - وهذه حقيقة يجب أن يعلمها إخواننا السلفيون في كلِّ بلاد الدنيا - لا تجد مسلمًا مهما كان عريقًا في الضلال يُنكر آية من القرآن الكريم ؛ لأنه حين ذاك يخرج من الملة ، وليس له علاقة بهذا الإسلام إطلاقًا ، ولكن كثيرين منهم يُنكرون عشرات النصوص من القرآن فضلًا عن السنة بطريق التأويل الذي هو التَّعطيل ؛ من أجل ذلك وقعوا في الجحد المطلق كما سمعتم أن المعطِّل يعبد عدمًا ، لا يقولون جواب السؤال السابق : الله فوق السموات كلها ؛ لماذا ؟ مع أن الجواب نقرؤه في كلِّ ليلة خاصَّة نحن أهل السنة الذين نُحافظ على الأوراد الواردة عن الرسول ، ومن ذلك أنه كان لا ينام في كلِّ ليلة إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك ، في سورة تبارك ربنا - عز وجل - يقول : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ )) ، كيف تقول : تُسأل أين الله ؟ فتسكت ، ما قرأت هذه الآية ؟ نعم يا إخواننا ، قرؤوا هذه الآية لكن حرَّفوها ، غيَّروا معانها ، تدرون ماذا قالوا ؟ (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ، يعني ملائكة الله !! هذا هو التأويل الذي هو يُشابه تمامًا الإنكار المطلق ، الله يقول : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) أنتم تقولون : يعني ملائكة الله ؟!!
أتينا لهم بحديث مشهور على الألسنة - وهو ثابت والحمد لله - : ( ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم مَن في السماء ) ، من هو الذي في السماء ؟ كمان ملائكة الله ، كلُّ هذا تحريف لعشرات بل مئات النصوص ، لماذا يا جماعة ؟ لو كان الأمر يعني في شيء لائق محرز لمثل هذا التأويل لَقلنا : والله حُقَّ لهم ، لكن أيُّ شيء يستفيدونه من التأويل بعد أن عرفتم أنه حينما يؤوِّلون النصوص يقولون : نحن لا نريد المعنى السَّيِّئ من هذا التأويل كما سمعتم في مسألة الاستواء قالوا : الاستعلاء ، الاستيلاء معناه في مبالفة ، لا سحبنا كلمة مبالغة ؛ إذًا ما فعلتم شيئًا ما أوَّلتم ، بقيت الآية كما هي ، بقينا نحن مع الآية : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فسرها السلف أبو العالية وغيره كما في " صحيح البخاري " : " استعلى " ، علوًّا منزَّهًا عن مشابهة الحوادث ، انتهي الأمر ، فهنا تجدون هؤلاء الناس لا يجيبون على ذاك السؤال بجواب من القرآن الكريم : (( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ، لماذا ؟ تأوَّلوا هذا وتأوَّلوا ذاك ، فهم يعيشون في دوَّامة من التأويل لا يصلون بها إلى معرفة ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 36
- توقيت الفهرسة : 00:47:06
- نسخة مدققة إملائيًّا