كيف يصلي الرجل الذي استيقظ قرب طلوع الشمس ؟ هل يبدأ بالسنة أوَّلًا ثم يصلي الفريضة أم العكس ؟
A-
A=
A+
السائل : إذا كان الوقت لا يتَّسع قبل الشمس إلا لصلاة الفرض ... السنة ؛ هل يباشر الفرض ولَّا يبقى الترتيب نفسه ؟
الشيخ : هذا لا بد من التفصيل ؛ يختلف الأمر بين أنُّو هذا الوقت الذي ضاق عليه كان هو السبق ؛ بمعنى استيقظ لصلاة الفجر قبل طلوع الشمس بساعة بنصف ساعة ... يتوضَّأ بكلِّ راحة ، بل ويغتسل إن لَزِمَه الغسل ، ويصلي ركعتين سنة الفجر وركعتين فريضة النافلة ، لكن كما يقولون عندنا في الشام : مهيص الرجل ، هلق بصلي ، وهلق بصلي ، وهلق بصلي ، وما انتبه إلا بهالوقت الضَّيِّق اللي صورته أنت ، هنا بقى يتدارك الفريضة ، لأنُّو إذا اشتغل بالسنة وطلعت الشمس عليه فراحت عليه الفريضة ؛ لأنُّو استيقظ قبل الوقت بزمان .
أما في صورة أخرى : رجل استيقظ قبيل طلوع الشمس ، هذا يُقال له افترض نفسك أنك في أول وقت الفجر ، توضَّأ ، وإن لَزِمَ الأمر اغتسل ولو طلعت الشمس يصلي السنة ، يصلي الفريضة .
ويعجبني بهذه المناسبة ما صحَّ عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - كما يرويه الإمام البيهقي في كتاب " السنن الكبرى " أنه صلى ذات يوم بالصحابة ... صلاة الفجر ، وأطال في القراءة ، والظاهر أنُّو يعني كما يقولون - أيضًا - عندنا بالشام : تجلَّى عليه الباسط ، فأخذ يقرأ ويقرأ ، لما سلم قالوا له : يا أبا بكر ، كادت الشمس أن تطلع ! قال : إن طلعت لم تجِدْنا غافلين . لأنُّو دخل هو مبكِّرًا ، وسحبها سحبها ؛ فلو طلعت عليه فهو في طاعة الله - عز وجل - ، هكذا نستطيع أن نأخذ من هذا الأثر الصحيح بالنسبة للصورة الثانية الذي استيقظ قُبَيل طلوع الشمس ، هذا لا يتحرَّج أنُّو والله ما نلحِّق الفريضة ، لا ، يتوضَّأ كما يتوضَّأ عادة ، ثم يصلي السنة بعد الأذان ويؤذِّن لنفسه ويصلي السنة ، ثم يقيم لنفسه ، ثم يصلي الفريضة ولو طلعت عليه الشمس ؛ ليه ؟ لأنَّ الرسول - عليه السلام - قد صح عنه أنه قال : ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيُصلِّها حينَ يذكرها ) ، هذا رجل نائم ، أخذها نومة لطلعت الشمس على رأس الجبل ، ما بيقول : هلق الصلاة مكروهة ؛ لا ، هذا الوقت هو وقته الآن ، ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيُصلِّها حين يذكرها ) ؛ أي : وحين يستيقظ لها لا كفَّارة لها إلا ذلك ؛ يعني هذا وقته ؛ لأنُّو هذا معذور .
وجاء في حديث آخر في " صحيح مسلم " أن الرسول - عليه السلام - لما رجع من غزوة خيبر نزلوا في مكان من التَّعب ، وأوصى بلالًا بأن يُراقب طلوع الفجر .
السائل : لو سمحت لو أربعة أصابع ... .
سائل آخر : يعني الشباك لا تفتحه كله .
الشيخ : يراقب لهم الفجر ، فهو أسند ظهره إلى ناقته واستقبل مطلع الشمس ، يبزغ النور من هناك مهما كان مستغرق في النوم يستيقظ ، لكن سحبها نومة لطلعت الشمس ، وما حدا استيقظ من شدَّة التَّعب جهاد ، كان أول من استيقظ عمر الخطاب - رضي الله عنه - قام هيك لقى الناس كلهم مساطيح بهالأرض ، فأخذ يمشي في المعسكر وهو يكبِّر ، الله أكبر الله أكبر ، فكان أول مَن استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إجا لعند بلال قال له : ( ما هذا يا بلال ؟ ) . شوف كيف بقى الصحابة ربُّوا من الرسول - عليه السلام - بالصَّراحة ، قال : " يا رسول الله أخذني ما أخذك ! " .
الحاضرون : [ الجميع يضحك ! ] .
الشيخ : سبحان الله !
الشاهد : أمر بلالًا أن يؤذِّن ، إيمتى هذا الأذان ؟ بعد طلوع الشمس ، وصلوا ركعتي سنة الفجر ، ثم أمرهم فأقام الصلاة وصلى بهم جهرًا والشمس طالعة .
من هذا الحديث أخذ الفقهاء قاعدة أن الصلاة تُقضى كما فاتت ، الصلاة تُقضى كما فاتت ، هذه الصلاة جهرية ، فاتت وهي جهرية ؛ فإذًا لما تذكَّرها كان في النهار ؛ إذًا نصلِّيها جهرًا .
رجل نسي صلاة العصر هكذا لغروب الشمس ، تذكَّر أنُّو عليه صلاة العصر ، يؤذِّن ويقيم ويصلي سرًّا ، ولو هو عم يصلي في الليل ، والعكس بالعكس . من هذا الحديث أخذوا هذه الفائدة ؛ أنَّ الصلاة تُقضى كما فاتت .
ومن فروع هذه القاعدة رجل نَسِيَ صلاةً ما رباعية في السفر ، لما وصل لبلده تذكَّر هل يصليها قصرًا أم تمامًا ؟ لا ، بيصليها قصرًا ؛ لأنُّو الصلاة تُقضى كما فاتت ، والعكس بالعكس ؛ خرج مسافر وتذكَّر أن عليه صلاة العصر ؛ فهل يصليها أربعًا وهو مسافر ولَّا يصليها ركعتين ؟ يصليها أربعًا ؛ لأنُّو فاتت في الحضر ليس السفر ، وهكذا ، فهذا من فوائد السنة الحقيقة التي يستفيدها الإنسان ، والتي أشار إليها الرسول - عليه السلام - في الحديث المعروف : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين ) .
الشيخ : هذا لا بد من التفصيل ؛ يختلف الأمر بين أنُّو هذا الوقت الذي ضاق عليه كان هو السبق ؛ بمعنى استيقظ لصلاة الفجر قبل طلوع الشمس بساعة بنصف ساعة ... يتوضَّأ بكلِّ راحة ، بل ويغتسل إن لَزِمَه الغسل ، ويصلي ركعتين سنة الفجر وركعتين فريضة النافلة ، لكن كما يقولون عندنا في الشام : مهيص الرجل ، هلق بصلي ، وهلق بصلي ، وهلق بصلي ، وما انتبه إلا بهالوقت الضَّيِّق اللي صورته أنت ، هنا بقى يتدارك الفريضة ، لأنُّو إذا اشتغل بالسنة وطلعت الشمس عليه فراحت عليه الفريضة ؛ لأنُّو استيقظ قبل الوقت بزمان .
أما في صورة أخرى : رجل استيقظ قبيل طلوع الشمس ، هذا يُقال له افترض نفسك أنك في أول وقت الفجر ، توضَّأ ، وإن لَزِمَ الأمر اغتسل ولو طلعت الشمس يصلي السنة ، يصلي الفريضة .
ويعجبني بهذه المناسبة ما صحَّ عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - كما يرويه الإمام البيهقي في كتاب " السنن الكبرى " أنه صلى ذات يوم بالصحابة ... صلاة الفجر ، وأطال في القراءة ، والظاهر أنُّو يعني كما يقولون - أيضًا - عندنا بالشام : تجلَّى عليه الباسط ، فأخذ يقرأ ويقرأ ، لما سلم قالوا له : يا أبا بكر ، كادت الشمس أن تطلع ! قال : إن طلعت لم تجِدْنا غافلين . لأنُّو دخل هو مبكِّرًا ، وسحبها سحبها ؛ فلو طلعت عليه فهو في طاعة الله - عز وجل - ، هكذا نستطيع أن نأخذ من هذا الأثر الصحيح بالنسبة للصورة الثانية الذي استيقظ قُبَيل طلوع الشمس ، هذا لا يتحرَّج أنُّو والله ما نلحِّق الفريضة ، لا ، يتوضَّأ كما يتوضَّأ عادة ، ثم يصلي السنة بعد الأذان ويؤذِّن لنفسه ويصلي السنة ، ثم يقيم لنفسه ، ثم يصلي الفريضة ولو طلعت عليه الشمس ؛ ليه ؟ لأنَّ الرسول - عليه السلام - قد صح عنه أنه قال : ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيُصلِّها حينَ يذكرها ) ، هذا رجل نائم ، أخذها نومة لطلعت الشمس على رأس الجبل ، ما بيقول : هلق الصلاة مكروهة ؛ لا ، هذا الوقت هو وقته الآن ، ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيُصلِّها حين يذكرها ) ؛ أي : وحين يستيقظ لها لا كفَّارة لها إلا ذلك ؛ يعني هذا وقته ؛ لأنُّو هذا معذور .
وجاء في حديث آخر في " صحيح مسلم " أن الرسول - عليه السلام - لما رجع من غزوة خيبر نزلوا في مكان من التَّعب ، وأوصى بلالًا بأن يُراقب طلوع الفجر .
السائل : لو سمحت لو أربعة أصابع ... .
سائل آخر : يعني الشباك لا تفتحه كله .
الشيخ : يراقب لهم الفجر ، فهو أسند ظهره إلى ناقته واستقبل مطلع الشمس ، يبزغ النور من هناك مهما كان مستغرق في النوم يستيقظ ، لكن سحبها نومة لطلعت الشمس ، وما حدا استيقظ من شدَّة التَّعب جهاد ، كان أول من استيقظ عمر الخطاب - رضي الله عنه - قام هيك لقى الناس كلهم مساطيح بهالأرض ، فأخذ يمشي في المعسكر وهو يكبِّر ، الله أكبر الله أكبر ، فكان أول مَن استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إجا لعند بلال قال له : ( ما هذا يا بلال ؟ ) . شوف كيف بقى الصحابة ربُّوا من الرسول - عليه السلام - بالصَّراحة ، قال : " يا رسول الله أخذني ما أخذك ! " .
الحاضرون : [ الجميع يضحك ! ] .
الشيخ : سبحان الله !
الشاهد : أمر بلالًا أن يؤذِّن ، إيمتى هذا الأذان ؟ بعد طلوع الشمس ، وصلوا ركعتي سنة الفجر ، ثم أمرهم فأقام الصلاة وصلى بهم جهرًا والشمس طالعة .
من هذا الحديث أخذ الفقهاء قاعدة أن الصلاة تُقضى كما فاتت ، الصلاة تُقضى كما فاتت ، هذه الصلاة جهرية ، فاتت وهي جهرية ؛ فإذًا لما تذكَّرها كان في النهار ؛ إذًا نصلِّيها جهرًا .
رجل نسي صلاة العصر هكذا لغروب الشمس ، تذكَّر أنُّو عليه صلاة العصر ، يؤذِّن ويقيم ويصلي سرًّا ، ولو هو عم يصلي في الليل ، والعكس بالعكس . من هذا الحديث أخذوا هذه الفائدة ؛ أنَّ الصلاة تُقضى كما فاتت .
ومن فروع هذه القاعدة رجل نَسِيَ صلاةً ما رباعية في السفر ، لما وصل لبلده تذكَّر هل يصليها قصرًا أم تمامًا ؟ لا ، بيصليها قصرًا ؛ لأنُّو الصلاة تُقضى كما فاتت ، والعكس بالعكس ؛ خرج مسافر وتذكَّر أن عليه صلاة العصر ؛ فهل يصليها أربعًا وهو مسافر ولَّا يصليها ركعتين ؟ يصليها أربعًا ؛ لأنُّو فاتت في الحضر ليس السفر ، وهكذا ، فهذا من فوائد السنة الحقيقة التي يستفيدها الإنسان ، والتي أشار إليها الرسول - عليه السلام - في الحديث المعروف : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 103
- توقيت الفهرسة : 00:41:27
- نسخة مدققة إملائيًّا