هل سنة الظهر القبلية تسقط تحية المسجد ؟ وما حكم الجمع بين النِّيَّتين ؟
A-
A=
A+
السائل : جمع النيات في الصلاة ، هل تجزئ ... إذا دخل رجل صلى ركعتي سنة الظهر - مثلًا - ولكن لم تكن في نيَّته أنه يجمع بين نيَّتي سنة تحية المسجد والسنة القبلية للظهر ؛ هل تجزئ هذه الركعتان لإسقاط وجوب صلاة تحية المسجد ؟
الشيخ : لا ، لا بد من نيَّة .
السائل : ... .
الشيخ : ليش عم تطلع فيَّ ؟ لها معنى هَيْ ، اصح هون ... [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : ... .
سائل آخر : الذي أفهمه من حديث الشَّيخ أن لتحية المسجد نيَّة قائمة بذاتها .
الشيخ : طبعًا .
سائل آخر : فما هو الدليل على ذلك ؟
الشيخ : الدليل أنها واجبة وأن نيَّة السنة لا تُسقط الواجب ، أما العكس ؛ فنعم .
سائل آخر : ... كنت أفهم أن حديث : ( من دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أن المراد أو المشروع هنا الصلاة قبل الجلوس ، فإن كانت لسنة راتبة أو بفريضة تسقط تحية المسجد فيسقط هذا الوجوب !
الشيخ : كويس .
سائل آخر : هل يحتاج إلى جمع نيَّتين في هذه الصلاة الراتبة ؟
الشيخ : لا ، نحن نقول لك الآن بلاش نيَّتين حتى يتَّضح الحكم ، نيَّة واحدة ، رجل دخل المسجد ونوى سنة الوقت أو نوى السنة المستحبَّة مثل سنة المغرب - مثلًا - ؛ فهذه النيَّة تغني عن نيَّة الوجوب ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا ؟
سائل آخر : لكن هذه التحية ، طبعًا كلمة عند ... هذه جاءت من اصطلاح أو من ، الكلمة هذه من الفقهاء أو من المحدثين ؟
الشيخ : لا ، معليش ، نحن نقف معك عند نص الحديث ، ونطوِّر الآن السؤال ؛ صلى ركعتين لو سألتَه في تلك اللحظة شو نيتك الآن ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : سامحك الله ! ( لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين ) ، وأراد الإجابة بصراحة وقال لك : والله ما أدري ؛ صحت هذه الصلاة ؟
سائل آخر : لا ، لا بد من نيَّة !
الشيخ : لا بد من نيَّة ، طيب ؛ قال لك : هَيْ نيَّة فرض ، وهو لا يريد أن يصلي نية فرض ؛ لأن صلاة الفريضة بعد يصليها مع الجماعة ؛ تكون هذه نيَّة صريحة ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا ؟ لا بد من نية معناها ، طيب ؛ فإذا كان هو يريد أن يصلي يعني عبادتَين ، بدو يصلي تحية المسجد وبدو يصلي سنة الوقت ، وبطبيعة الحال كما يدل الحديث الذي ذكرتَه لازم يقدِّم تحية المسجد على سنة الوقت ؛ أليس كذلك ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : إن شاء الله تفهم ، ليش ما تفهم ؟ المهم .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا عارف ... الذي يريد أن يصلي قلنا عبادتين ، يريد أن يصلي تحية المسجد وبعدها سنة الوقت ؛ هذا جائز عندك ولَّا مو جائز ؟
سائل آخر : ما أفهم هذا ... .
الشيخ : أنا ما أسألك تفهم هذا ... .
سائل آخر : لا يجوز .
الشيخ : كيف لا يجوز ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : سبحان الله ! أنا أريد أن أصلي سنة الوقت أربع ركعات ، كويس ؟ لكن أريد أن أفصل بين كل ركعتين ، فأريد أن أصلي ركعتين وأسلم ، ثم ركعتين وأسلم ، هذا طبعًا جائز ؟
سائل آخر : إي ، جائز هذا .
الشيخ : طيب ؛ فإذا أنا نويت في الركعتين الأوليين تحية المسجد فقط جاز ولَّا ما جاز ؟
سائل آخر : جاز .
الشيخ : طيب .
سائل آخر : لكني أنا ما أرى تحية المسجد سنة قائمة بذاتها ، إنما هي تجب عند الجلوس ؛ إن أردْتَ أن تجلس فصلِّ هاتين الركعتين أيًّا كانت ؛ سواء كانت سنة أو كانت فريضة تجزئ عن الجلوس ، أما أن تكون تحية المسجد قائمة بذاتها فهذا الذي ، يعني معنى القول إذا أردنا نيَّتين يجب - أيضًا - أن نفرِّق بين صلاتين ؛ لأن هذه تحية المسجد سنة هي قائمة بذاتها ، وكذلك الواجبة قائمة بذاتها ؛ فلا يُجمع بين صلاتين .
الشيخ : طيب ؛ نحن نقول لك الآن : لا نجمع وأنت أبيت علينا ، قلت لك : نصلي ركعتين تحية المسجد ونصلي ركعتين سنة الوقت هَيْ ما جمعنا .
سائل آخر : هذا العمل أيضًا ... .
الشيخ : هذا الذي قلت : لا ؛ فلم ؟
سائل آخر : ... .
سائل آخر : أنا أبيِّن ما عندي من جديد .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : أقول بأن تحية المسجد هذه الكلمة هذه ذاتها ما جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إنما هي من اصطلاح الفقهاء .
الشيخ : صحيح .
سائل آخر : فحديث : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) نقول له : لا تجب عليك هاتين الركعتين إلا إذا أردْتَ الجلوس ، فإذا لم ترد الجلوس فلا تجب عليك الصلاتين ، مرَرْت بمسجد نقول له : إن صليت السنة الراتبة فقد أجزَأَتْك عن تحية المسجد ... .
الشيخ : ولو ما نوى ؟
سائل آخر : إن لم يكن دخل وقتها .
سائل آخر : طبعًا أنا نويت الراتبة ؛ فقد سقط عنِّي وجوبها .
الشيخ : أنا أقصد ما أقول ؛ ولو لم ينوِ التحية ؟
سائل آخر : إي نعم ، لأن التحية لا نراها صلاة قائمة بذاتها .
الشيخ : كيف يا أخي ؟ لو صلاة من الصلوات ليس لها سنة قبلية ؛ أليس يريد أن يصلي تحيَّة المسجد ؟
سائل آخر : هنا نقول : إذا أردت أن تجلس فصلِّ ركعتين !
الشيخ : قولك : إذا أردت أن تجلس مو بدو يستحضر نيَّة ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : الإرادة تكون خالية بدون نيَّة ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا فسواء كان في هناك صلاة - بارك الله فيك - قبل الفريضة كما يقول الحنفية - مثلًا - أنُّو بصلاة المغرب ما في سنة عندهم ، يكرهونها ويصرِّحون بذلك ، فإذا أراد أن يصلي تحية المسجد ؛ كلمة أراد ممكن أن نتصوَّرها غير مقرونة بنيَّة ؟
سائل آخر : لأ ، ما يصلح .
الشيخ : فإذًا لا بد من أن تقترن النيَّة لتحصل العبادة ؛ هذا من ناحية ، من ناحية أخرى ما أدري أنتَ إذا كنت معنا في التفريق في الحكم بين السنن الرواتب والنوافل وبين تحية المسجد ؟
سائل آخر : نعم ، الأخيرة واجبة ، والأخرى مستحبَّة .
الشيخ : كويس ، فكيف تقوم نيَّة نافلة مقام نيَّة واجبة ؟
سائل آخر : هذه لا تجب عليَّ إلا إذا أردت الجلوس ، إن كانت هنالك سنة راتبة قبل الصلاة .
الشيخ : أنا فهمت عليك - بارك الله فيك - ؛ لأن الإعادة هذه ما في منها فائدة ، خلينا ندندن حول نقطة الخلاف ؛ يعني أنا حينما أريد أن أجلس أَلَا أريد أن أستحضر في ذهني الأمر النبوي ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : وكيف يكون هذا إذا ما استحضرتُ كما تقول أنتَ ؟
سائل آخر : لا يصح العمل .
الشيخ : فإذًا لا بد من استحضار النيَّة .
السائل : ممكن بصورة أخرى ؛ مثلًا رجل فاتَه فرض الصبح في المسجد مع الجماعة ، فدخل المسجد فما صلى ركعتي تحية المسجد ، وأذَّن وأقام وصلى الصبح ؛ سقط عنه ؟
الشيخ : دخل المسجد أذَّن وأقام ؟
السائل : نعم .
الشيخ : صلى الفرض ؟
السائل : صلى الفرض .
الشيخ : طبعًا .
السائل : لِمَ سقطت هنا ؟
الشيخ : لأن هذا أقوى من نفس التحية ، نحن موضوعنا معكوس تمامًا ، هذا فرض ، فهذا جاء بالواجب وزيادة ، وهذا خاصَّة بالنسبة لِمَن لم يفرِّق بين الفرض والواجب ؛ لكن نحن وإن كنا لا نفرِّق لأنُّو هذا أمر اصطلاحي ؛ لكن نعتقد أنه مثل ما نعتقد أنه ذنب يعني آثَمُ من ذنب ؛ كمان نعتقد أنُّو فريضة آكد من فريضة ، مثلًا صلاة الجمعة فرضيَّتها آكَدُ من فريضة الظهر ، وإن كنا نحن لا نفرِّق بين الفرض والواجب لأن هذا اصطلاح في المذهب الحنفي دون الآخرين ؛ لكن نعتقد أنُّو فرضية صلاة من الصلوات الخمس ليس كفرضية تحية المسجد ؛ فهذا دخل في ذاك .
السائل : يسقط فرضيَّته ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : يسقط هذا الواجب عنه ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : يغني هذا الواجب عنه ؟
الشيخ : بالنيَّة يغني ، وهذا اللي كنا عم نحكي فيه نحن ؛ لا بد من نيَّة .
سائل آخر : يا شيخ ، إذًا من صلى تحية المسجد صلَّاها ... ثم بعدها أتبعها بسنة راتبة يكون صحيحًا فعله هذا ؟
الشيخ : طبعًا يكون فعله صحيح ، هذا الأفضل ؛ يعني أنا أصوِّر لك الآن صورة ؛ رجل توضَّأ ، فهنا يُشرع في حقِّه سنة الوضوء ، ولا نصرف ذهنَنا عن المسجد ، توضَّأ في بيته ، فيُشرع في حقِّه أن يصلي ركعتين سنة الوضوء ، ثم يصلي ركعتين سنة الوقت - مثلًا - ، ثم يصلي الفريضة ؛ هذا الرجل نفسه توضَّأ ودخل المسجد ، هذا الآن بدو يصلي ثلاثة أشياء ، ذاك صلَّى شيئين ، هنا بدو يصلي ثلاثة أشياء : تحية المسجد ، سنة الوضوء ، سنة إيش ؟ الوقت ، نحن هلق نصوِّر عدة صور أو عدة أشخاص ؛ رجل قنوع على مذهب الأعرابي أو أحسن شوية قال : " والله ، يا رسول الله ، لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص " ؛ هذا الرجل أحسن منه شوية بس ما راح يصلي تحية المسجد وسنة الوضوء وسنة الوقت ؛ بدو يرمي ثلاثة عصافير بحجر واحد ، نحن نقول له : يجوز لك أن تنوي صلاة تحية المسجد زائد سنة الوضوء زائد سنة الوقت ؛ راح يُكتب له عشر حسنات على الأقل أجر تحية المسجد اللي هي واجبة عليه ، زائد حسنة واحدة مقابل نيته الحسنة ، زائد حسنة ثانية مقابل سنَّة الوقت ؛ هَيْ صورة .
الصورة الثانية واحد يصلي تحية المسجد " حاف " ، بعدين يصلي ركعتين ؛ إما أن يجعلهما سنة الوضوء أو سنة الوقت ؛ أحسن من هذا وهذا هو اللي يصلي لكل نية صلاة ، يصلي تحية ويسلم ، يقوم يصلي سنة الوضوء ويسلم ، ويقوم يصلي سنة الوقت ويسلم ؛ هذا الأفضل ، فنحن كان قصدنا أنُّو نلاحظ كما جاء في بعض الأحاديث عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - أنُّو مرَّ يوم جمعة بابنٍ له يغتسل ، فقال : هذا غسلك غسل جنابة أم غسل جمعة ؟ قال : غسل جنابة . قال : أعِدْ غسلًا آخر . ولعله ذكر حديث الرسول - عليه السلام - في الأمر بالاغتسال يوم الجمعة .
فالشاهد : أحدنا اليوم يوم الجمعة يريد أن يطبِّقَ قوله - عليه السلام - : ( من غسَّل واغتسل ) على تفسير من التفاسير المعروفة ، من غسَّل غيرَه ... .
الشيخ : لا ، لا بد من نيَّة .
السائل : ... .
الشيخ : ليش عم تطلع فيَّ ؟ لها معنى هَيْ ، اصح هون ... [ الشَّيخ يضحك ! ] .
السائل : ... .
سائل آخر : الذي أفهمه من حديث الشَّيخ أن لتحية المسجد نيَّة قائمة بذاتها .
الشيخ : طبعًا .
سائل آخر : فما هو الدليل على ذلك ؟
الشيخ : الدليل أنها واجبة وأن نيَّة السنة لا تُسقط الواجب ، أما العكس ؛ فنعم .
سائل آخر : ... كنت أفهم أن حديث : ( من دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أن المراد أو المشروع هنا الصلاة قبل الجلوس ، فإن كانت لسنة راتبة أو بفريضة تسقط تحية المسجد فيسقط هذا الوجوب !
الشيخ : كويس .
سائل آخر : هل يحتاج إلى جمع نيَّتين في هذه الصلاة الراتبة ؟
الشيخ : لا ، نحن نقول لك الآن بلاش نيَّتين حتى يتَّضح الحكم ، نيَّة واحدة ، رجل دخل المسجد ونوى سنة الوقت أو نوى السنة المستحبَّة مثل سنة المغرب - مثلًا - ؛ فهذه النيَّة تغني عن نيَّة الوجوب ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا ؟
سائل آخر : لكن هذه التحية ، طبعًا كلمة عند ... هذه جاءت من اصطلاح أو من ، الكلمة هذه من الفقهاء أو من المحدثين ؟
الشيخ : لا ، معليش ، نحن نقف معك عند نص الحديث ، ونطوِّر الآن السؤال ؛ صلى ركعتين لو سألتَه في تلك اللحظة شو نيتك الآن ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : سامحك الله ! ( لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين ) ، وأراد الإجابة بصراحة وقال لك : والله ما أدري ؛ صحت هذه الصلاة ؟
سائل آخر : لا ، لا بد من نيَّة !
الشيخ : لا بد من نيَّة ، طيب ؛ قال لك : هَيْ نيَّة فرض ، وهو لا يريد أن يصلي نية فرض ؛ لأن صلاة الفريضة بعد يصليها مع الجماعة ؛ تكون هذه نيَّة صريحة ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا ؟ لا بد من نية معناها ، طيب ؛ فإذا كان هو يريد أن يصلي يعني عبادتَين ، بدو يصلي تحية المسجد وبدو يصلي سنة الوقت ، وبطبيعة الحال كما يدل الحديث الذي ذكرتَه لازم يقدِّم تحية المسجد على سنة الوقت ؛ أليس كذلك ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : إن شاء الله تفهم ، ليش ما تفهم ؟ المهم .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا عارف ... الذي يريد أن يصلي قلنا عبادتين ، يريد أن يصلي تحية المسجد وبعدها سنة الوقت ؛ هذا جائز عندك ولَّا مو جائز ؟
سائل آخر : ما أفهم هذا ... .
الشيخ : أنا ما أسألك تفهم هذا ... .
سائل آخر : لا يجوز .
الشيخ : كيف لا يجوز ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : سبحان الله ! أنا أريد أن أصلي سنة الوقت أربع ركعات ، كويس ؟ لكن أريد أن أفصل بين كل ركعتين ، فأريد أن أصلي ركعتين وأسلم ، ثم ركعتين وأسلم ، هذا طبعًا جائز ؟
سائل آخر : إي ، جائز هذا .
الشيخ : طيب ؛ فإذا أنا نويت في الركعتين الأوليين تحية المسجد فقط جاز ولَّا ما جاز ؟
سائل آخر : جاز .
الشيخ : طيب .
سائل آخر : لكني أنا ما أرى تحية المسجد سنة قائمة بذاتها ، إنما هي تجب عند الجلوس ؛ إن أردْتَ أن تجلس فصلِّ هاتين الركعتين أيًّا كانت ؛ سواء كانت سنة أو كانت فريضة تجزئ عن الجلوس ، أما أن تكون تحية المسجد قائمة بذاتها فهذا الذي ، يعني معنى القول إذا أردنا نيَّتين يجب - أيضًا - أن نفرِّق بين صلاتين ؛ لأن هذه تحية المسجد سنة هي قائمة بذاتها ، وكذلك الواجبة قائمة بذاتها ؛ فلا يُجمع بين صلاتين .
الشيخ : طيب ؛ نحن نقول لك الآن : لا نجمع وأنت أبيت علينا ، قلت لك : نصلي ركعتين تحية المسجد ونصلي ركعتين سنة الوقت هَيْ ما جمعنا .
سائل آخر : هذا العمل أيضًا ... .
الشيخ : هذا الذي قلت : لا ؛ فلم ؟
سائل آخر : ... .
سائل آخر : أنا أبيِّن ما عندي من جديد .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : أقول بأن تحية المسجد هذه الكلمة هذه ذاتها ما جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إنما هي من اصطلاح الفقهاء .
الشيخ : صحيح .
سائل آخر : فحديث : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) نقول له : لا تجب عليك هاتين الركعتين إلا إذا أردْتَ الجلوس ، فإذا لم ترد الجلوس فلا تجب عليك الصلاتين ، مرَرْت بمسجد نقول له : إن صليت السنة الراتبة فقد أجزَأَتْك عن تحية المسجد ... .
الشيخ : ولو ما نوى ؟
سائل آخر : إن لم يكن دخل وقتها .
سائل آخر : طبعًا أنا نويت الراتبة ؛ فقد سقط عنِّي وجوبها .
الشيخ : أنا أقصد ما أقول ؛ ولو لم ينوِ التحية ؟
سائل آخر : إي نعم ، لأن التحية لا نراها صلاة قائمة بذاتها .
الشيخ : كيف يا أخي ؟ لو صلاة من الصلوات ليس لها سنة قبلية ؛ أليس يريد أن يصلي تحيَّة المسجد ؟
سائل آخر : هنا نقول : إذا أردت أن تجلس فصلِّ ركعتين !
الشيخ : قولك : إذا أردت أن تجلس مو بدو يستحضر نيَّة ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : الإرادة تكون خالية بدون نيَّة ؟
سائل آخر : لا .
الشيخ : فإذًا فسواء كان في هناك صلاة - بارك الله فيك - قبل الفريضة كما يقول الحنفية - مثلًا - أنُّو بصلاة المغرب ما في سنة عندهم ، يكرهونها ويصرِّحون بذلك ، فإذا أراد أن يصلي تحية المسجد ؛ كلمة أراد ممكن أن نتصوَّرها غير مقرونة بنيَّة ؟
سائل آخر : لأ ، ما يصلح .
الشيخ : فإذًا لا بد من أن تقترن النيَّة لتحصل العبادة ؛ هذا من ناحية ، من ناحية أخرى ما أدري أنتَ إذا كنت معنا في التفريق في الحكم بين السنن الرواتب والنوافل وبين تحية المسجد ؟
سائل آخر : نعم ، الأخيرة واجبة ، والأخرى مستحبَّة .
الشيخ : كويس ، فكيف تقوم نيَّة نافلة مقام نيَّة واجبة ؟
سائل آخر : هذه لا تجب عليَّ إلا إذا أردت الجلوس ، إن كانت هنالك سنة راتبة قبل الصلاة .
الشيخ : أنا فهمت عليك - بارك الله فيك - ؛ لأن الإعادة هذه ما في منها فائدة ، خلينا ندندن حول نقطة الخلاف ؛ يعني أنا حينما أريد أن أجلس أَلَا أريد أن أستحضر في ذهني الأمر النبوي ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : وكيف يكون هذا إذا ما استحضرتُ كما تقول أنتَ ؟
سائل آخر : لا يصح العمل .
الشيخ : فإذًا لا بد من استحضار النيَّة .
السائل : ممكن بصورة أخرى ؛ مثلًا رجل فاتَه فرض الصبح في المسجد مع الجماعة ، فدخل المسجد فما صلى ركعتي تحية المسجد ، وأذَّن وأقام وصلى الصبح ؛ سقط عنه ؟
الشيخ : دخل المسجد أذَّن وأقام ؟
السائل : نعم .
الشيخ : صلى الفرض ؟
السائل : صلى الفرض .
الشيخ : طبعًا .
السائل : لِمَ سقطت هنا ؟
الشيخ : لأن هذا أقوى من نفس التحية ، نحن موضوعنا معكوس تمامًا ، هذا فرض ، فهذا جاء بالواجب وزيادة ، وهذا خاصَّة بالنسبة لِمَن لم يفرِّق بين الفرض والواجب ؛ لكن نحن وإن كنا لا نفرِّق لأنُّو هذا أمر اصطلاحي ؛ لكن نعتقد أنه مثل ما نعتقد أنه ذنب يعني آثَمُ من ذنب ؛ كمان نعتقد أنُّو فريضة آكد من فريضة ، مثلًا صلاة الجمعة فرضيَّتها آكَدُ من فريضة الظهر ، وإن كنا نحن لا نفرِّق بين الفرض والواجب لأن هذا اصطلاح في المذهب الحنفي دون الآخرين ؛ لكن نعتقد أنُّو فرضية صلاة من الصلوات الخمس ليس كفرضية تحية المسجد ؛ فهذا دخل في ذاك .
السائل : يسقط فرضيَّته ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : يسقط هذا الواجب عنه ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : يغني هذا الواجب عنه ؟
الشيخ : بالنيَّة يغني ، وهذا اللي كنا عم نحكي فيه نحن ؛ لا بد من نيَّة .
سائل آخر : يا شيخ ، إذًا من صلى تحية المسجد صلَّاها ... ثم بعدها أتبعها بسنة راتبة يكون صحيحًا فعله هذا ؟
الشيخ : طبعًا يكون فعله صحيح ، هذا الأفضل ؛ يعني أنا أصوِّر لك الآن صورة ؛ رجل توضَّأ ، فهنا يُشرع في حقِّه سنة الوضوء ، ولا نصرف ذهنَنا عن المسجد ، توضَّأ في بيته ، فيُشرع في حقِّه أن يصلي ركعتين سنة الوضوء ، ثم يصلي ركعتين سنة الوقت - مثلًا - ، ثم يصلي الفريضة ؛ هذا الرجل نفسه توضَّأ ودخل المسجد ، هذا الآن بدو يصلي ثلاثة أشياء ، ذاك صلَّى شيئين ، هنا بدو يصلي ثلاثة أشياء : تحية المسجد ، سنة الوضوء ، سنة إيش ؟ الوقت ، نحن هلق نصوِّر عدة صور أو عدة أشخاص ؛ رجل قنوع على مذهب الأعرابي أو أحسن شوية قال : " والله ، يا رسول الله ، لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص " ؛ هذا الرجل أحسن منه شوية بس ما راح يصلي تحية المسجد وسنة الوضوء وسنة الوقت ؛ بدو يرمي ثلاثة عصافير بحجر واحد ، نحن نقول له : يجوز لك أن تنوي صلاة تحية المسجد زائد سنة الوضوء زائد سنة الوقت ؛ راح يُكتب له عشر حسنات على الأقل أجر تحية المسجد اللي هي واجبة عليه ، زائد حسنة واحدة مقابل نيته الحسنة ، زائد حسنة ثانية مقابل سنَّة الوقت ؛ هَيْ صورة .
الصورة الثانية واحد يصلي تحية المسجد " حاف " ، بعدين يصلي ركعتين ؛ إما أن يجعلهما سنة الوضوء أو سنة الوقت ؛ أحسن من هذا وهذا هو اللي يصلي لكل نية صلاة ، يصلي تحية ويسلم ، يقوم يصلي سنة الوضوء ويسلم ، ويقوم يصلي سنة الوقت ويسلم ؛ هذا الأفضل ، فنحن كان قصدنا أنُّو نلاحظ كما جاء في بعض الأحاديث عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - أنُّو مرَّ يوم جمعة بابنٍ له يغتسل ، فقال : هذا غسلك غسل جنابة أم غسل جمعة ؟ قال : غسل جنابة . قال : أعِدْ غسلًا آخر . ولعله ذكر حديث الرسول - عليه السلام - في الأمر بالاغتسال يوم الجمعة .
فالشاهد : أحدنا اليوم يوم الجمعة يريد أن يطبِّقَ قوله - عليه السلام - : ( من غسَّل واغتسل ) على تفسير من التفاسير المعروفة ، من غسَّل غيرَه ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 89
- توقيت الفهرسة : 00:42:37
- نسخة مدققة إملائيًّا