السائل : ... لما جينا نصلي المغرب أحد الإخوان أذَّن ، ثم أمرته فضيلتك بالإقامة ، ونحن نعرف أنُّو أُذِّن للمغرب ؟

الشيخ : أذان الحيِّ يكفينا ، تعرفون قولهم : أذان الحيِّ يكفينا ، لكن هل كان هذا قبل هذا ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : عفوًا لسا ... الأخ هنا .

هناك حديث عند علماء الحديث عنوانه : حديث المُسيء صلاتَه ، حديث المسيء صلاته ، وهو عبارة عن شخص صلى والرسول يُراقبه وأساءَ صلاته ، فعلَّمَه الرسول - عليه السلام - كيف يصلي ، ووُضِع عنوان هذا الحديث : حديث المسيء صلاته ، الحديث أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : " جاء رجل إلى المسجد يصلي ، فلما انتهى من الصلاة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : السلام عليك يا رسول الله " . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) . رجع وأعاد الصلاة ، لكن هي نسخة طبق الأولى ؛ لأنُّو لا يُحسن غيرها ، وبعدما انتهى من الصلاة جاء إلى الرسول وقال : " السلام عليك يا رسول الله " . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) . وهكذا ثلاث مرات ، لما قال له - عليه السلام - في المرة الثالثة : ( ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) . قال : " والله يا رسول الله ، لا أُحسِنُ غيرها ؛ فعلِّمني " . قال : ( إذا أنت قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمرك الله ، ثم استقبل القبلة ، ثمَّ أذِّن - هنا الشاهد - ثمَّ أقِمْ ) . الأذان والإقامة في بعض طرق الحديث في " سنن أبي داود " : ( ثم أذِّن ، ثم أقِمْ ، ثم كبِّر ) .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله ، مسَّاك الله بالخير .

( ثم كبِّر ) تكبيرة الإحرام . ( ثم اقرأ ما تيسَّر من القرآن ) ، في رواية : ( ثم اقرأ بأمِّ القرآن ، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ قائمًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالسًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم افعَلْ ذلك في صلاتك كلِّها ، فإذا أنتَ فعلْتَ ذلك فقد أتمَمْتَ صلاتك ، وإن أنت أنقصْتَ من ذلك فقد أنقصْتَ من صلاتك ) . فإذًا الأذان والإقامة اللَّتان يهمِلُهما جماهير المصلين خارج المسجد هذه غفلة منهم أو جهل بهذه السنة التي جاءت في هذا الحديث في " الصحيح " .

ولعله من المفيد أن نذكر ما هو أهم من ذلك ؛ لأنُّو نحن نتكلم عن الأذان والإقامة لصلاة الجماعة خارج المسجد ، أما الآن فأنا أريد أن أتكلَّم لشخص يريد أن يصلي وحدَه ؛ سواء في داره أو في حوشه أو في صحرائه ؛ حيث ما صلَّى وحده ؛ فمن السنة أن يؤذِّن ويقيم ؛ لأن الرسول - عليه السلام - قد صحَّ عنه أنه قال : ( إذا حضرَتِ المسلم الصلاة في أرض قيِّن ) . أرض قيِّن يعني أرض صحراء ، كما يقولون " شول " في بعض اللغات ، ( فأذَّنَ وأقام ؛ صلَّى خلفه من خلق الله ما لا يُرى طرفه ) ، صلَّى خلفه هو عم يصلي وحده ، لكن ما عم يصلي وحده ، ونقدر نقول : عم يصلي وحده إذا ما أذَّن وأقام ، يصلي وحده ، لكنه إذا أذَّن وأقام صلى خلفه من خلق الله ما لا يُرى طرفاه ؛ من هؤلاء ؟ إما الملائكة الموصوفون بأنهم (( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) ، وإما من مؤمني الجنِّ ، إذًا الأذان والإقامة ليس خاصًّا بالمسجد ، وإنما هو ذكر لله وشعيرة إسلامية عظيمة جدًّا على المسلم أن يحافظَ عليهما سواء صلى في جماعة في المسجد أو في جماعة خارج المسجد أو صلى وحده ، هذه معلومات ثابتة في كتب السنة الصحيحة وجبَ علينا أن نبيِّنَها لكم حتى تكونوا على بصيرة من دينكم كما قال ربُّكم في كتابه : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) - الرسول - (( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .

سائل آخر : ... صلى ولم ... هو نسي أو ما كان في الصلاة ... .

الشيخ : لا ، ما تقول أنت : نسي ؛ لأنُّو لما تقول نسي تخرِّب سؤالك .

سائل آخر : ما أقام .

الشيخ : هو أقول لك أنا .

سائل آخر : ... .

الشيخ : هو هيك قول أنت ؛ لأنُّو أنت بدك تسأل أنُّو واحد هلق واحد مثل حكايتك أو مثل الأخ هنا سمع هالوعظ وهالإرشاد والأحاديث ؛ مع ذلك قام حسب العادة مش عن نسيان ؛ لأن النسيان (( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) ، ليش عم أقول لك ارفع كلمة النسيان ؛ لأنك تعرف ، ما في مؤاخذة ، واحد في رمضان إذا شبع طعامًا شرابًا وكان ناسيًا فإنما أطعَمَه الله وسقاه ؛ لذلك ارفع كلمة النسيان ؛ لأنك تقول : صلى ولم يؤذِّن ولم يُقِمْ ؛ صلاته صحيحة ولَّا لا ؟ نقول : نعم ، صلاته صحيحة ؛ لأن الأذان والإقامة ليسا ركنًا من أركان الصلاة . أخذت جوابك الآن ؟ آ ، وبعدما تأخذ هذا الجواب تشعر معي تمامًا أنُّو تقدمتك النسيان في سؤالك ما له طعمة !! [ الشَّيخ يضحك ! ] .

إي نعم .