الشيخ : بعدين الغروب كمان أنا بطلع ماسك التمرة بيدي ، أوقِّف هون في البرندة وشوف الشمس غربت وراء ... أفطر .

السائل : بتصلي وبعدين تفطر ع الأذان .

الشيخ : هي من العجب [ الشَّيخ يضحك ! ] .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، طوِّل بالك لسا بدنا نجاوبك على سؤالك ، نسيت سؤالك ؟ سؤال الشيعي هذا ، نحن عم نحكي لك عن الأوقات ؛ الأوقات - أخي - ما حدَّدَها الشارع إلا بوسيلة فطرية يشترك في مُشاهدتها وفي التعرُّف عليها كلُّ ذو بصر ؛ سواء كان عالمًا أو متعلِّمًا أو جاهلًا ، وهو هذا النور الذي يخرج ممتدًّا من الشمال إلى الجنوب ، هذا وقت الفجر ، وهذا بيتقدَّم وبيتأخَّر كما قلنا حسب ... وقت الظهر ثابت ما بيتغيَّر ولا بيتقدَّم ، الساعة بس مثل ما بنشوفها في البلاد بيقدموا الساعة وبيؤخروا الساعة ، أما الوقت ما بيتغيَّر مثل الطلوع ومثل الغروب ؛ ليه ؟ لأنُّو وقت الظهر في التعريف الشرعي حينما تميل الشمس إلى الزوال نحو الغرب قليلًا ، لو فرضنا هَيْ الجنوب مش بالقبلة ، الجنوب أنت بتعرف في بلاد هيك وفي بلاد هيك ، فهَيْ الجنوب حتى نعرف أنُّو صار وقت الظهر بنحط شاخص ، شاخص يعني عصاية حديدة قائمة هيك بس هَيْ بتكون بالنظر شاقولية ما بتكون مائلة هيك أو هيك .

السائل : ... .

الشيخ : كويس ؛ نتمّ نحن نراقب ظلّ هذا الشاخص ، تعرف أنت هلق الشمس لما بتطلع صباحًا هالشاخص هذا ظله قديشو طويل ؟ كثير ، كل ما له بيجي بيقصر ، شو سبب قصره ... ؟ ارتفاع الشمس ، هيك بترتفع بترتفع ظل الشاخص هذا بيقصر بيقصر بيقصر ليجي لنقطة ما أنت تشوفه لا طال ولا قصر ؛ هذا وقت الكراهة ، تسمع لا بد أنُّو تُكره الصلاة قبل الظهر ، هذا وقت الكراهة ، وهذا وقت يمكن خمس دقائق سبع دقائق مش طويل ؛ لما بتشوف ظل هذا الشاخص مال نحو الشرق من جهة وطال صار وقت الظهر ؛ واضح هذا ؟ نجي هلق لوقت صلاة العصر .

السائل : ... .

الشيخ : هذا بس ، وهذا الظهر ما بيتغيَّر .

السائل : ... ابتداء الوقت .

الشيخ : كيف ؟

السائل : ابتداء الوقت .

الشيخ : آ ، طبعًا دخول الوقت .

السائل : دخول الوقت ... .

الشيخ : لا ، هو جاية النهاية لوقت صلاة العصر .

السائل : وقت صلاة العصر .

الشيخ : آ ، هذا الظل اللي مال نحو الشرق شوية بيبدأ يطول هلق ، لأنُّو الشمس عم بتميل نحو الغرب ، عكس عملية شروق الشمس ، لما هذا الظل يطول يصبح بطول الشاخص ، نفترض الشاخص متر طوله ، ظلُّه بيصير متر ؛ لسا ما دخل وقت العصر ، متى يدخل وقت العصر ؟ هون كمان فيها مراقبة ؛ منشان هيك وظيفة المؤذِّنين وظيفة فيها دقَّة . الظِّل هذا اللي يسموه فيء الزوال الفقهاء ، هذا الظل متحرِّك طوله وقِصره ، أنا أنت بتتصوَّر معي هلق لما تكون الدنيا شتاء بحكمة الله البالغة بتميل الشمس إلى الجنوب ؛ بحيث تدخل الشمس إلى الغرف اللي هو جهتها الجنوبية ؛ ولذلك يُنصح في نظام الأبنية أن تكون واجهة الدور وواجهة الدكاكين ونحو ذلك إلى إيش ؟ إلى الجنوب ، لأنُّو بيدخلها الشمس حين حاجة هالمكان هذا إلى حرارة الشمس ، في الصيف تكاد تكون الشمس عمودية ، ما بتجي على الغرفة ؛ لأنُّو ما لها بحاجة إليها بتجي شاقولي تقريبًا .

قصدي بقى أنت إذا لاحظت هذه الحقيقة الطبيعية هذا الشاخص ظلُّه في وقت الزوال يطول ويقصر بمَيَلان الشمس إلى الجنوب أو ارتفاعها إلى وسط ... نحن الآن في هذا الوقت اللي الشمس بدأت ترتفع ... بنحط هذا الشاخص وبنراقب الظل حتى يقف كما قلنا ، فإذا ما طال قليلًا قلنا شو صار هنا ؟ دخل وقت الظهر ، بدنا نقيس نحن هلق هذا الظل قديش ؟ ما دام طول الشاخص متر فبدنا نشوف الظل قديش ؟ نفترض ربع متر نلاحظ نحن ظل هذا الشاخص لما بصير طوله متر ، طول الشاخص زائد فيء الزوال اللي هو ربع فهذا وقت صلاة العصر ، فيمتد وقت صلاة الظهر إلى هذا الوقت ؛ يعني ساعتين ونصف ، يعني تمام تقريبًا . فهذه يعرفها العرب من قبل ، وهنّ كما قال - تعالى - : (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ )) أميين ، لكن هذه القضية ما بدها فلسفة ، ما بدها ثقافة ، شيء مشاهد بالأعيان ، نجي إلى المغرب أبسط وأبسط ؛ مجرَّد ما تغرب الشمس كما قال - عليه السلام - : ( إذا أقبل الليل من ههنا ، وأدبر النهار من ههنا ، وغربت الشمس ؛ فقد أفطر الصائم ) ، هَيْ كمان بسيطة جدًّا جدًّا .

سائل آخر : يا سيدي ، الشمس غربت ما عاد تبيِّن .

الشيخ : ما عاد تبيِّن ، غربت الشمس هَيْ معناتها .

السائل : ... غربت الشمس معناتها ... .

الشيخ : طبعًا ، بس بدك تلاحظ الحديث أنت ، الحديث شو عم يقول ؟ ( إذا أقبل الليل من ههنا ) وأشار إلى الشرق ، أنت لما بتكون في الوادي إذا شفت لسَّا هالنور مشرق لسَّا ما صار وقت الإفطار ؛ لأنُّو يُشترط فيه شرطين ، لكن الواقع أنُّو كأنَّهما متلازمين ؛ خاصَّة في مثل هذه البلاد ، ثم لما بتتصور حالك في وادي سحيق عميق والقمَّتين متقاربتين كأنُّو سدين واقفين هيك وكأن الإنسان هيك في الوادي كأنُّو في خندق ، شايف ؟ ما يظهر حينئذٍ من ناحية الشرق الظلام ، أنت راقب شي يوم يجي على بالك الموضوع تشوف لما بتبدأ العتمة تأتينا من جهة المشرق ، ما بتشوف هناك في المغرب الشمس طالعة ... أنا سمعتها من قوله - عليه السلام - : ( إذا أقبل الليل من ههنا ، وأقبل النهار من ههنا ، وغربت الشمس ؛ فقد أفطر الصائم ) ؛ أي : فقد حلَّ له الإفطار .

يبقى الوقت الخامس والأخير وقت العشاء ، كمان في ظاهرة طبيعية ، لما تغرب الشمس لا بدَّ شاهدت يومًا ما شفق أحمر ، ما دام الشفق الأحمر فهو وقت المغرب ، إذا غاب الشفق الأحمر صار وقت العشاء ، اليوم وين بين الشفق الأحمر وبين العشاء تقريبًا نصف ساعة ، تأخير يتأخروا ، كل هذه الأوقات الخمسة .

السائل : ... .

الشيخ : كيف ؟

السائل : ... .

الشيخ : قال - عليه السلام - : ( ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ) ، بخلاف ما هو سائد عند الناس أنُّو ممتدٌّ لطلوع الفجر ، لا ؛ فهذا نص صريح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحيح في أصحِّ الكتب بعد كتاب الله و " صحيح البخاري " ؛ ألا وهو " صحيح مسلم " ، ( ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ) .

سائل آخر : كيف نحدِّد ... ؟

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : كيف نحدِّد ... ؟

الشيخ : مثل ما حكينا أنُّو الأوقات الأخرى ، كيف نحدِّد الفجر ؟ كيف نحدد العشاء ؟ بدنا نظل نراقب الموضوع ؛ فهذا التحديد بملاحظة طول الليل وقِصره ... .