متى يكون التثويب - وهو قول المؤذن : ( الصلاة خير من النوم ) - ؟ هل في الأذان الأول أو في الأذان الثاني من الفجر ؟ وكلام الشيخ على معنى التَّرجيع في الأذان .
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لأذان الفجر يا شيخ ما نلاحظ عليك التثويب في الأذان الأول وفي الثاني ... وعُوِّض عنه بالتثويب فيه .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وهذا مخالف لما ذكرته في ... ؟
الشيخ : هو كذلك ، هو كذلك .
السائل : شرح مفصل يا شيخ هذه النقطة .
الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - لقد تكلَّمنا في هذه المسألة كتابةً ومحاضرةً ، وبخاصَّة في هذه الفترة ، تكلَّمنا عليها في كثير من البلاد التي وقفنا فيها ، لكن لا بأس من التذكير بحديثين اثنين لا معارض لهما ، وعليها تقوم هذه المسألة وفقًا لهما ، وما خالفهما فيكون مخالفًا للشرع ، وهي بدعة بعينها - عليكم السلام - ، لقد جاء في " صحيح ابن خزيمة " و " سنن النسائي " و " مسند الإمام أحمد " وغيرها من كتب السنة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما علَّم أبا محذورة الأذان - هذا الأذان المعروف اليوم في تربيع التكبير - علَّمه شيئين اثنين ، تميَّز تعليمه على تعاليم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأخرى :
الأمر الأول : حيث علَّمه الترجيع ، الترجيع في الشهادتين ، فإذا قال أي : إذا وصل المؤذن إلى الشهادتين يتلفَّظ بهما سرًّا ، فيقول في نفسه مسمعًا لذاته : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ) ، هذا يأخذ شيئًا من الوقت يتنبَّه السَّامعون ويتساءل الجاهلون : ماذا دهى ؟ ماذا أصاب المؤذن ؟ حيث سكت هذه السكتة الطويلة ! وهو في الحقيقة لم يسكت ، وإنما تشهد الشهادتين سرًّا ، فإذا انتهى رجع ، لذلك سُمِّي ترجيعًا فيرفع صوته و... في أشهد أن لا إله إلا الله إلى آخره ، هذا اسمه الترجيع وحديث أبي محذورة استقلَّ وانفرد بهذه الفائدة .
والفائدة الأخرى : أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه لمَّا فرغ من تعليمه الأذان بتمامه قال له : ( فإذا أذَّنت الأذان الأول في الفجر فقل بعد حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ، ثم يتابع بقية الأذان .
الشاهد ( إذا أذنت الأذان الأول في صلاة الفجر ) ، هذه الفائدة الثانية انفرد بها حديث أبي محذورة له شاهد في " سنن البيهقي الكبرى " من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال : ( كان في الأذان الأول لصلاة الفجر في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ، مع الزمن أُميتت هذه السنة وغُيِّرت وبُدِّلت في كثير من البلاد لا يُؤذن للأذان الأول إطلاقًا ، أذان الفجر كبقية الصلوات الخمس أذان واحد في كثير من البلاد ، في بعض البلاد يُؤذن أذان أوَّل للفجر لكن بين الأذانين وقت طويل ، نحو ساعة من الزمن ، وهذا خلاف السنة ؛ فقد جاء في " صحيح البخاري " لما ذكر حديث بلال الذي ذكرته آنفًا : ( لا يغرَّنَّكم أذان بلال ) وبعدين يقول : ( وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) قال : " وكان بين أذانيهما ما ينزل هذا ويصعد هذا " يعني بينزل حتى يأذن الأذان الأول وهو بلال ، ثم يصعد ابن عمر ليؤذن الأذان الثاني - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
وفي تشريع الأذانين وبمؤذِّنَين فائدة هامة جدًّا ، تفوت هذه الفائدة بمخالفة هذه السنة ، ( الصلاة خير من النوم ) واضح بالبداءة أنه خطاب للنائمين ، وذلك لا يكون إلا في الأذان الأول ؛ لأنكم علمتم أن الأذان الأول هو أذان بلال ، لماذا يؤذن ؟ ليقوم النائم ويتسحر المتسحر ، الآن نُقلت هذه الجملة الطيبة إلى الأذان الثاني حيث الناس كلهم أيقاظ ، وليس فيهم نائم إلا ما شاء الله من الكسالى أو المهملين أو المرضى ، هذه الفائدة الأولى ، والفائدة الأخرى من كون مؤذن الأذان الأول غير مؤذن الأذان الثاني أن صوت كل منهما مختلف عن الآخر ، فيكفي أن يكون إيقاظًا وتنبيهًا ولو لم يسمع النائم جملة : ( الصلاة خير من النوم ) في الأذان الأول ؛ فسيعلم إن كان هذا هو الأذان الأول أو كان هو الأذان الثاني من تغيُّر صوت المؤذن ، لذلك من السنة أن يكونَ المؤذن الأول غير المؤذن الثاني كما كان الأمر في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
هذا هو قصة هذه الزيادة كيف غُيِّرت وبُدلت ، السنة أن يقال في الأذان الأول : ( الصلاة خير من النوم ) إيقاظًا للنائمين ، ومن البدعة أن نجعل هذه الجملة في الأذان الثاني والناس إنما هم مستيقظون !
غيره ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : وهذا مخالف لما ذكرته في ... ؟
الشيخ : هو كذلك ، هو كذلك .
السائل : شرح مفصل يا شيخ هذه النقطة .
الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - لقد تكلَّمنا في هذه المسألة كتابةً ومحاضرةً ، وبخاصَّة في هذه الفترة ، تكلَّمنا عليها في كثير من البلاد التي وقفنا فيها ، لكن لا بأس من التذكير بحديثين اثنين لا معارض لهما ، وعليها تقوم هذه المسألة وفقًا لهما ، وما خالفهما فيكون مخالفًا للشرع ، وهي بدعة بعينها - عليكم السلام - ، لقد جاء في " صحيح ابن خزيمة " و " سنن النسائي " و " مسند الإمام أحمد " وغيرها من كتب السنة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما علَّم أبا محذورة الأذان - هذا الأذان المعروف اليوم في تربيع التكبير - علَّمه شيئين اثنين ، تميَّز تعليمه على تعاليم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأخرى :
الأمر الأول : حيث علَّمه الترجيع ، الترجيع في الشهادتين ، فإذا قال أي : إذا وصل المؤذن إلى الشهادتين يتلفَّظ بهما سرًّا ، فيقول في نفسه مسمعًا لذاته : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ) ، هذا يأخذ شيئًا من الوقت يتنبَّه السَّامعون ويتساءل الجاهلون : ماذا دهى ؟ ماذا أصاب المؤذن ؟ حيث سكت هذه السكتة الطويلة ! وهو في الحقيقة لم يسكت ، وإنما تشهد الشهادتين سرًّا ، فإذا انتهى رجع ، لذلك سُمِّي ترجيعًا فيرفع صوته و... في أشهد أن لا إله إلا الله إلى آخره ، هذا اسمه الترجيع وحديث أبي محذورة استقلَّ وانفرد بهذه الفائدة .
والفائدة الأخرى : أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه لمَّا فرغ من تعليمه الأذان بتمامه قال له : ( فإذا أذَّنت الأذان الأول في الفجر فقل بعد حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ، ثم يتابع بقية الأذان .
الشاهد ( إذا أذنت الأذان الأول في صلاة الفجر ) ، هذه الفائدة الثانية انفرد بها حديث أبي محذورة له شاهد في " سنن البيهقي الكبرى " من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال : ( كان في الأذان الأول لصلاة الفجر في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ، مع الزمن أُميتت هذه السنة وغُيِّرت وبُدِّلت في كثير من البلاد لا يُؤذن للأذان الأول إطلاقًا ، أذان الفجر كبقية الصلوات الخمس أذان واحد في كثير من البلاد ، في بعض البلاد يُؤذن أذان أوَّل للفجر لكن بين الأذانين وقت طويل ، نحو ساعة من الزمن ، وهذا خلاف السنة ؛ فقد جاء في " صحيح البخاري " لما ذكر حديث بلال الذي ذكرته آنفًا : ( لا يغرَّنَّكم أذان بلال ) وبعدين يقول : ( وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) قال : " وكان بين أذانيهما ما ينزل هذا ويصعد هذا " يعني بينزل حتى يأذن الأذان الأول وهو بلال ، ثم يصعد ابن عمر ليؤذن الأذان الثاني - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
وفي تشريع الأذانين وبمؤذِّنَين فائدة هامة جدًّا ، تفوت هذه الفائدة بمخالفة هذه السنة ، ( الصلاة خير من النوم ) واضح بالبداءة أنه خطاب للنائمين ، وذلك لا يكون إلا في الأذان الأول ؛ لأنكم علمتم أن الأذان الأول هو أذان بلال ، لماذا يؤذن ؟ ليقوم النائم ويتسحر المتسحر ، الآن نُقلت هذه الجملة الطيبة إلى الأذان الثاني حيث الناس كلهم أيقاظ ، وليس فيهم نائم إلا ما شاء الله من الكسالى أو المهملين أو المرضى ، هذه الفائدة الأولى ، والفائدة الأخرى من كون مؤذن الأذان الأول غير مؤذن الأذان الثاني أن صوت كل منهما مختلف عن الآخر ، فيكفي أن يكون إيقاظًا وتنبيهًا ولو لم يسمع النائم جملة : ( الصلاة خير من النوم ) في الأذان الأول ؛ فسيعلم إن كان هذا هو الأذان الأول أو كان هو الأذان الثاني من تغيُّر صوت المؤذن ، لذلك من السنة أن يكونَ المؤذن الأول غير المؤذن الثاني كما كان الأمر في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
هذا هو قصة هذه الزيادة كيف غُيِّرت وبُدلت ، السنة أن يقال في الأذان الأول : ( الصلاة خير من النوم ) إيقاظًا للنائمين ، ومن البدعة أن نجعل هذه الجملة في الأذان الثاني والناس إنما هم مستيقظون !
غيره ؟
- فتاوى رابغ - شريط : 3
- توقيت الفهرسة : 00:37:52
- نسخة مدققة إملائيًّا