ما حكم من أخذ مكافئة على الأذان و الصلاة و وكانت له وظيفة رسمية أخرى يتقاضى عليها أجر ؟. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم من أخذ مكافئة على الأذان و الصلاة و وكانت له وظيفة رسمية أخرى يتقاضى عليها أجر ؟.
A-
A=
A+
السائل : ما حكم أخذ أجرة على الإمامة والتأذين كمكافأة من الدولة ممثلة بوزارة الأوقاف مع العلم أن هذا الإمام أو المؤذن متطوع في عمله هذا وله عمل رسمي آخر غيره ، عندنا هناك في نظام الموظف يستطيع أن يكون إماما أو مؤذنا فالدولة تعطيه مكافأة على إمامته وعنده وظيفة ثانية يأخذ منها الراتب الرسمي ما الحكم ؟

الشيخ : والوظيفة الثانية من الدولة ؟

السائل : من الدولة كذلك يا شيخ ؟

الشيخ : لكن نحن نعرف أن الدول عامة لا تسمح بالجمع بين وظيفتين فكيف هذ ا؟

السائل : عندنا نظام فقط للإمامة والتأذين .

الشيخ : آه إكراما يعني للإمام .

السائل : مكافأة يعطوه راتب مقطوع يسموه؟

الشيخ : لكن أنت ورد في سؤالك كما أتصور تناقض من جهة تقول أجرا هل يجوز ومن جهة بتقول مكافأة والأجر غير المكافأة

السائل : هو راتب شهري لكن راتب مقطوع يسمى .

الشيخ : هل فهمت عليّ أنا قصدي فقط للتنبيه يعني للتذكير ،طيب سواء كان الإمام موظفا في وظيفة أخرى أو كان متخصصا للإمامة أو التأذين أو الخطابة فلا يجوز لهؤلاء الموظفين وظيفة شرعية أن يأخذوا ما يُقدّم لهم كما قلت أخيرا راتبا أومكافأة لا يجوز لهم أن يأخذوا ذلك أجرا لأن الأعمال الشرعية من حيث أنه لا يجوز أن يقصد بها شي من حطام الدنيا ليست كالأعمال الدنيوية أو الصنائع المهنية التي يبتغي من ورائها الإنسان أجرا فالأجر المادي يُؤخذ على عمل مادي محض أما أن يؤخذ الأجر على طاعة أو عبادة يقوم بها المسلم يأخذها أجرا هذا حرام عليه لأنه ينافي كثيرا من النصوص الواردة في الكتاب والسنة ومن أشهرها ( وما أمروا إلّا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) فلا شك أن إمامة المسلمين في المساجد والأذان في المساجد والخطابة فيهم وتعليمهم وإرشادهم إنو هذا فيه أجر كبير عند الله عز وجل بشرط الإخلاص في ذلك كله لله تبارك وتعالى فإذا ابتغى أحد هؤلاء الأجناس بعبادتهم لا فرق بينهم وبين من يصلي لله ليأخذ أجرا على صلاته لأنه ماقصد بصلاته وجه الله فيضرب بها وجهه يوم الله كذلك يقال عن كل العبادات منها ما ذُكر من الخطابة الإمامة والتأذين وكذلك التعليم للعلوم الشرعية لهذا ينبغي على كل من كان مكلفا بشي من هذه الوظائف الشرعية أو قلت متطوعا كما قلت في سؤالك فإذا جاءه شيء فلا يأخذه على أنه حق له أجر له كما لو صنع أي شيء من أمور الدنيا وهنا يردنا قوله عليه السلام لعمر بن الخطاب كما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه مال خص عمر بن الخطاب شيئا منه فيقول: يا رسول الله أعطه من هو أحق به مني فيقول له عليه السلام: ( يا عمر ما آتاك الله من مال ونفسك غير مشرفة إليه فخذه وتموله فإنما هو رزق ساقه الله إليك ) إذن كل من كان قائما بأمر ديني يبتغي من وراء ذلك المثوبة عند الله عز وجل فجاءه شيء من مال فلا بأس أن يأخذ لكن لا أجرا وإنما هو كما قال عليه السلام لعمر بن الخطاب؛ :( إنما هو رزق ساقه الله إليك ) و وجهه في رواية أخرى إلى طريقة قد يغفل عنها بعض ذوي النفوس الزكية الشريفة التي لا تطمع في مال الآخرين فيتعفف ولا يأخذ ما جاءه من مال فيقول الرسول عليه السلام معلما له ليكون سببا لكسب الثواب عند الله بطريقة قبضه لهذا المال الذي جاءه دون إشراف نفس منه إليه يقول له: ( خذه وتموله وتصدق به ) فأنت إن كنت محتاجا أنفقته على نفسك وإن كنت غنيا صرفته إلى ناس فقراء ومساكين فيكتب لك الأجر هذا هو الجواب عن ما سألت من الأسئلة ، سؤال أخير لكن يمكن الدقيقة الأخيرة الباقي .

مواضيع متعلقة