متى يؤذن للمغرب ؟
A-
A=
A+
الشيخ : الله أكبر الله أكبر هذه مناسبة طيبة أنتم تؤذنون على رؤيتكم غروب الشمس أم أنتم تبعا لعامة الناس في كل البلاد؟
سائل: المكشلة تبع الأوقاف
الشيخ: ، لكن الغرض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) الآن نحن في عمان نرى متناقضات عجيبة جدا على اعتبار أن عمان جبال و وديان ليس كهذه القرية التي نراها ففي بعض المواطن من عمان تغيب الشمس ولايؤذنون إلا بعد عشر دقائق وفي بعض المواطن الأخرى يؤذنون الشمس لما تغرب وهي ترى بالأعين فهؤلاء يتأخرون فيخسرون قول الرسول عليه السلام: ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ) وأولئك يفطرون قبل الوقت ويصلون قبل الوقت لأنهم يؤذنون على مايسمونه بالأذان الموحد الله أكبر لم يبق لكي يتجسد هذا الخطأ إلا أن يصلي المسلمون في كل أقطار الدنيا على أذان موحد و ... من افضل البلاد ألا وهي مكة فهل تتصورون مثل هذا يقع في المسلمين ؟ نرجوا أن لا يقع لكن مثله قد وقع لو كنتم تعلمون لقد ألف أحد المغاربة أنا ذاكر أنني افتتحت خطبة الحاجة من أجل أن أتكلم عن سنة اليمين لكن هذه جمل معترضة ولو انها طالت لكنها لا تخلوا من فائدة إن شاء الله فائدة مهمة لأن الناس في غفلة ، في غفلة شديدة وخاصة الناس هم الذين يتصدرون المجالس عادة دائما يتكلمون في أمور في الغالب حتى ما نظلمهم في الغالب يتكلمون في مسائل يشترك الحاضرون مع ذاك المتكلم في معرفتها حرام الزنا الربا الخمر ال ال الخ ،أما أمور جماهير الناس في غفلة مثل هذه الأمثلة التي نتحدث حولها معكم فما تكادون تسمعون لهم فيها حسا أو ركزا فأنا أقول أحد المغاربة ألف رسالة سماها الإقناع بصحة الصلاة وراء المذياع ، المذياع أينما سمعته يكبر يؤذن فأنت ... إلى أخرى لكني كنت أتوصل بهذا التسلسل إلى بحث موضوع البدء باليمين جاء الأوان لنعود إلى ما كنا في صدده و إلا فيه أشياء الآن.
السائل : لا ، نعود إن شاء الله .
الشيخ : نعود والعود أحمد قلت أول ما جلسنا وبدأ الساقي بسقياكم مبتدئا بـي ظناً منه أن السنة أن يبدأ بكبير القوم سنا على الأقل ولاشك فيما يبدو أني أنا أكبركم سنا فما يكون مخطئاً لو كانت القاعدة السليمة في البدء بأكبرهم سنا لكن هناك تأويلات أخرى بانه يبدأ باكبرهم منزلة وعلما وصلاحا وتقوى ونحو ذلك ، بدأت أذكر بأن السنة التي يسمع بها كثير من الناس أن الساقي يبدأ بكبير القوم أو عالمهم أو صالحهم هذا يخالف عموم قوله عليه الصلاة والسلام: (الأيمن فالأيمن ) بل ينافي المناسبة التي جاء فيها قوله عليه الصلاة والسلام: ( الأيمن فالأيمن ) والحديث جاء في صحيح البخاري من روايتين اثنتين عن صحابيين جليلين أحدهما أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ولعلكم جميعا تعلمون ان من خصوصيات هذا الصحابي خدم الرسول عليه السلام عشر سنين وهو طفل صغير حيث جاءت أمه أم سليم به الى النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله " هذا أنس خويدمك " ، فاستمر أنس رضي الله تعالى عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين والغرض من هذه الترجمة الموجزة القصيرة أن تهتموا بأنه حينما يروي لنا قصة عنه صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم وقعت بحضوره هو اولا وفي بيته حيث زارهم الرسول عليه السلام في بيتهم قال أنس: " أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقعب فيه لبن قد شيب بماء " القعب هو الكأس الكبير فيه لبن أي حليب شيب بماء أي خلط بماء فشرب عليه الصلاة والسلام وبقي في القعب بقية وكان عن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر وهنا يبدأ الشاهد عن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر أي هو أكبر القوم فضلا وعلما وسنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البقية من هو الأحق بها؟ ، أمن كان على يمين الشارب؟ أم على من كان عن يساره وهو كبير القوم؟ الذين يستعملون الحديث مقيدا الأيمن أي كبير السن يبدأ به ثم من عن يمينه هكذا يقولون لكن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك وإنما هذا القعب الذي فيه هذه البقية أعطاها لمن عن يمينه وهو أعرابي وفي رواية وهو ابن عباس وابن عباس كما يقول عن نفسه أن النبي صلى الله عليه و سلم توفي وهو كاد أن يبلغ سن التكليف يعني نحو الخمسة عشر أو قريب من ذلك ، أبو بكر الصديق كبير سنا وفضلا هو الخليفة الأول فأعطى القعب هذا لابن عباس لكي يفهم الحاضرون الحكم الشرعي تماما اتبع بذلك عليه السلام بقوله: ( الأيمن فالأيمن ) وفي رواية أخرى ليست عن أنس وإنما عن سهل بن سعد الساعدي وهي أيضا في البخاري لنفس القصة لكن اللفظ قال: ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) يعني هم الذين ينبغي الساقي أن يبتدئ بهم فهنا إذن إذا عرفتم هذه القصة عرفتم أن ما عليه الناس الساقي يبدأ مثلا من هنا , السنة تقول ابدأ باليمين لا هو يبدأ من عنده ليه لأنه كبير القوم هذا وهم هذا مخالف لحديث الرسول عليه السلام لان كبير القوم كان أبو بكر الصديق فما بدأ به بدأ بصغير القوم وهو بن عباس و علل ذلك بقوله: ( الأيمن فالأيمن ) والرواية الأخرى ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) هذه واحدة والثانية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لماذا بدأ الساقي به؟ هذا منشأ الوهم الساقي بدأ به عليه السلام فلماذا هنا تأتي أهمية جمع ألفاظ الحديث وطرقه التي تكشف في كثير من الأحيان ما يكون خافيا في بعض الطرق الأخرى نحن ذكرنا آنفا أن الرواية في صحيح البخاري "أتي الرسول صلى الله عليه وسلم بقعب ... " الخ حينما يقف طالب العلم والعالم على هذا اللفظ يتبادر لذهنه لأول وهلة أن الساقي بدأ بالرسول عليه السلام لأنه كبير القوم ومن هنا جاء الوهم السائد بين الناس اليوم وفي بعض الأحيان يعمل مشاكل اجتماعية بين الحاضرين كما سألمح إلى ذلك لكن الرواية الأخرى كما يقال اليوم في لغة الأدب المعاصر تضع النقاط على الحروف فتقول استسقى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فأوتي إذن جواب ذلك السؤال الذي ينقدح في بال أي انسان وانقدح قريبا في بال الكثيرين وتسائلوا لماذا بدأ الساقي برسول الله قالوا لأنه سيدهم وكبيرهم و و و الخ، وهم معذورون في هذا ، لكن لو وقفوا على الرواية الأخرى لذهب ذلك الفهم و صحّح إلى القول الصحيح استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي إذن سبب البدء بالرسول صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه طلب السقيا كأي إنسان الآن منكم يطلب السقيا فسيبدأ به الساقي ما يبدأ بالذي عن يمينه ولا بكبير القوم على المذهب الآخر ، إذن يجب على كل طالب علم يريد أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه أن يتذكر الرواية الأولى مضافا اليها الرواية الاخرى " أتي الرسول صلى الله عليه وسلم بقعب " " استسقى الرسول صلى الله عليه وسلم فأتي " حينئذ تكمن القضية ويفهم جواب سؤال لماذا بدأ الساقي ؟ لأنه طلب الرسول عليه السلام هذا ثانيا ، وثالثا لم يكن من عادة الصحابة يومئذٍ وهم يعيشون كما تعلمون في حياة ضنك حياة ضيقة ما كان عندهم مثلا ما عندنا اليوم مما هو ميسر من شراب الشاي هاللي ما يكلف كثيرا فيزعم الحاضرين جميعا أو القهوة كما هو معروف الخ، ما كان عنهم هذا الشيء لأن القهوة والشاي إنما حدث بعد الرسول عليه السلام بزمان فكان العربي يكرم ضيفه بما يستطيع على ما تيسر وهناك قصص كثيرة وكثيرة جدا ولكن اذا كان هناك جمع وحضروا مع الرسول عليه السلام و أنس بن مالك وأمه ما عندهم إلا داجن يعني عندهم شاة حلوب ممكن يحلبونها في قعب ويخلطوها بشيء من الماء حتى يشرب الرسول عليه السلام أما أن يسقوا جميع الحاضرين ما كان عندهم هذه السعة في الرزق لذلك ما تكرر تعبئة القعب وإنما شرب ما شرب من الرسول عليه الصلاة والسلام والباقي أعطي لمن كان عن يمينه وانتهت وظيفة الساقي الأول ، الآن لما الرسول صلى الله عليه وسلم شرب ثم أبقى سوراً أي بقية ونظر يمينه ويساره فآثر بهذا السور أي بهذه البقية بن عباس من الساقي الآن ؟ هذه نقطة يجب أن تنتبهوا لها الساقي الأول انتهت وظيفته عندما قدم القعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم الآن هو الساقي ، لماذا لم يبدأ بكبير القوم؟ هذا يؤكد أن تفسير الحديث بأن الأيمن يعني كبير القوم يبدأ به هذا وهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بدئ به كما قلنا وانتهينا من هذا لأنه استسقى فلما صار هو الساقي بدأ بمن عن يمينه ولو صغيرا وترك من كان عن يساره ولو كان أكبر القوم هذا نقول أيضا ملاحظة هامة جدا تضاف إلى ما سبق . إذن إلى الآن فيه عندنا ثلاثة أشياء ، أولاً الأيمن فالأ عام مطلق لايجوز تخصيصه , ثانياً : القصة وضحت لماذا بدأ الساقي بالرسول لانه استسقى ثالثا : لما صار الرسول عليه السلام هو الساقي ما بدأ بكبير القوم وإنما بدأ بمن كان عن يمينه ثم جعلها قاعدة مستمره فقال : ( الأيمن فالأيمن ) وفي رواية لطيفة جدا أنه كان في المجلس عمر بن الخطاب فكان يراقب ماذا سيفعل الرسول بهذه البقية؟ وإذا به يرى أن الرسول اعطى من عن يمينه هذا الطفل ، و الرواية الاخرى الاعرابي وكأن النبي صلى الله عليه وسلم هو بلا شك أحس وأدق بصرا ونظرا من عمر بن الخطاب وكأنه يقول له: يا عمر هنا لا مفاضلة وإنما الفضل لمن كان عن يمين الساقي ( الأيمن فالأيمن ) هذا الشيء الثالث الشيء الرابع والاخير كما قلنا في موضوع السفر ،ما هو السفر؟ هل يحدد السفر بكيلو مترات ؟ هذا تكليف ما لايطاق يتنافي مع (( ما جعل عليكم في الدين من حرج )) الآن أيضا هنا نقول ربط موضوع بدء الساقي بالأفضل بالأكبر سنا هذا سيوقع الساقي في حرج وبخاصة أنه عادة الساقي ما بكون ذا ثقافة وذا علم يا بكون يعني من شباب المحله أو الدار خاصة أو أو ساقي أو موظف السقيا كما هو الشأن في بعض بيوت الأمراء فهذا مش مفروض يكون كما أقول في مثل هذه الناسبة ، بن خلدون زمانه يكون عنده ترجمة كل واحد من الحاضرين وسنة ولادته ومنزلته الاجتماعية وقدره في العلم والخ، هذا تكليف ما لا يطاق لكن انظروا الفرق بين هذا ( الأيمن فالأيمن ) من الذي لا يعرف اليمين من الشمال إذن هذه هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أخيرا أقول قد يكون في المجلس رجلان عالمان فاضلان كلا منهما يرى أنه أفضل القوم إلى آخره فاذا كان الساقي بدأ باحدهما ستتحرك نفس الآخر ونحن بنشوف اليوم مصائب بين من ينتمون إلى العلم لأن ليس هناك معصوم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام فسدا لباب إثارة الشعور بهذا أفضل من هذا ، أنهى الرسول عليه السلام الموضوع وقال: ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) ثم تأتي هناك في النهاية حديث قلنا هذا حديث الأول حديث أنس بن مالك الحديث الثاني حديث سهل بن سعد الآن حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها في طرف من هذا الحديث يلتقي مع حديث أنس وحديث سهل فقد قالت رضي الله تعالى عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب التيامن في كل شيء في ترجله ) في ترجله أي في تسريح شعره ببدأ من هون ما ببدأ من هون إيثار جهة اليمين عن اليسار، ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب التيامن في كل شيء في ترجله وفي تطهره وفي تنعله وفي شأنه كله ) إذن خذوها قاعدة واستريحوا لأن مما وصف ربنا عز وجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في القرآن الكريم قال: (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) فخذوا سنة الرسول عليه السلام بعامة وهذه سنة بخاصة حتى تستريحوا مما نسميه بحق من النفاق الاجتماعي لأن أي مضيف صاحب دار إذا طرق بابه أقوام كثيرون كضيوف كمن كانت عادة العرب من قديم ولو أن هذه العادة مع الأسف خفت في هذا الزمن باعتبار غلبت على المسلمين العادات والتقاليد الغربية فالرجل مثلا يأتي من بلاد إسلامية ينزل في بلد غريب مافي هناك من يستقبله وينزله ضيفا عليه إنما في الفندق إذا كان الضيف بدأ بالسقيا فيستريح يا ترى هذا ولا هذا شو بعرفو ابدأ بيمينك وامشي فسوف تعذر ممن يعرف هذه السنة ولكي يعرفوا هذه السنة لا بد من نشرها بين الناس وألا ستبقى كتيمة في صحيح البخاري وصحيح مسلم لا تنشر لا يقرؤها العلماء وإذا قرؤوها لا ينشروها فسيظل الناس في عاداتهم الذين يخالفون فيها سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم و أختم هذه المسأله بقوله صلى الله عليه واله وسلم: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد علي الحوض ) أنا انتهيت الآن من بيان هذه المسأله التي جاءت مناسبتها أول ما جئت، والآن نفتح الباب لأي سؤال عند أحدكم فان كان عندي جوابه فمن الواجب علي أن أقدمه ، وإن كنت لا أعلم ونصف العلم لا أدري .
سائل: المكشلة تبع الأوقاف
الشيخ: ، لكن الغرض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) الآن نحن في عمان نرى متناقضات عجيبة جدا على اعتبار أن عمان جبال و وديان ليس كهذه القرية التي نراها ففي بعض المواطن من عمان تغيب الشمس ولايؤذنون إلا بعد عشر دقائق وفي بعض المواطن الأخرى يؤذنون الشمس لما تغرب وهي ترى بالأعين فهؤلاء يتأخرون فيخسرون قول الرسول عليه السلام: ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ) وأولئك يفطرون قبل الوقت ويصلون قبل الوقت لأنهم يؤذنون على مايسمونه بالأذان الموحد الله أكبر لم يبق لكي يتجسد هذا الخطأ إلا أن يصلي المسلمون في كل أقطار الدنيا على أذان موحد و ... من افضل البلاد ألا وهي مكة فهل تتصورون مثل هذا يقع في المسلمين ؟ نرجوا أن لا يقع لكن مثله قد وقع لو كنتم تعلمون لقد ألف أحد المغاربة أنا ذاكر أنني افتتحت خطبة الحاجة من أجل أن أتكلم عن سنة اليمين لكن هذه جمل معترضة ولو انها طالت لكنها لا تخلوا من فائدة إن شاء الله فائدة مهمة لأن الناس في غفلة ، في غفلة شديدة وخاصة الناس هم الذين يتصدرون المجالس عادة دائما يتكلمون في أمور في الغالب حتى ما نظلمهم في الغالب يتكلمون في مسائل يشترك الحاضرون مع ذاك المتكلم في معرفتها حرام الزنا الربا الخمر ال ال الخ ،أما أمور جماهير الناس في غفلة مثل هذه الأمثلة التي نتحدث حولها معكم فما تكادون تسمعون لهم فيها حسا أو ركزا فأنا أقول أحد المغاربة ألف رسالة سماها الإقناع بصحة الصلاة وراء المذياع ، المذياع أينما سمعته يكبر يؤذن فأنت ... إلى أخرى لكني كنت أتوصل بهذا التسلسل إلى بحث موضوع البدء باليمين جاء الأوان لنعود إلى ما كنا في صدده و إلا فيه أشياء الآن.
السائل : لا ، نعود إن شاء الله .
الشيخ : نعود والعود أحمد قلت أول ما جلسنا وبدأ الساقي بسقياكم مبتدئا بـي ظناً منه أن السنة أن يبدأ بكبير القوم سنا على الأقل ولاشك فيما يبدو أني أنا أكبركم سنا فما يكون مخطئاً لو كانت القاعدة السليمة في البدء بأكبرهم سنا لكن هناك تأويلات أخرى بانه يبدأ باكبرهم منزلة وعلما وصلاحا وتقوى ونحو ذلك ، بدأت أذكر بأن السنة التي يسمع بها كثير من الناس أن الساقي يبدأ بكبير القوم أو عالمهم أو صالحهم هذا يخالف عموم قوله عليه الصلاة والسلام: (الأيمن فالأيمن ) بل ينافي المناسبة التي جاء فيها قوله عليه الصلاة والسلام: ( الأيمن فالأيمن ) والحديث جاء في صحيح البخاري من روايتين اثنتين عن صحابيين جليلين أحدهما أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ولعلكم جميعا تعلمون ان من خصوصيات هذا الصحابي خدم الرسول عليه السلام عشر سنين وهو طفل صغير حيث جاءت أمه أم سليم به الى النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله " هذا أنس خويدمك " ، فاستمر أنس رضي الله تعالى عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين والغرض من هذه الترجمة الموجزة القصيرة أن تهتموا بأنه حينما يروي لنا قصة عنه صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم وقعت بحضوره هو اولا وفي بيته حيث زارهم الرسول عليه السلام في بيتهم قال أنس: " أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقعب فيه لبن قد شيب بماء " القعب هو الكأس الكبير فيه لبن أي حليب شيب بماء أي خلط بماء فشرب عليه الصلاة والسلام وبقي في القعب بقية وكان عن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر وهنا يبدأ الشاهد عن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر أي هو أكبر القوم فضلا وعلما وسنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البقية من هو الأحق بها؟ ، أمن كان على يمين الشارب؟ أم على من كان عن يساره وهو كبير القوم؟ الذين يستعملون الحديث مقيدا الأيمن أي كبير السن يبدأ به ثم من عن يمينه هكذا يقولون لكن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك وإنما هذا القعب الذي فيه هذه البقية أعطاها لمن عن يمينه وهو أعرابي وفي رواية وهو ابن عباس وابن عباس كما يقول عن نفسه أن النبي صلى الله عليه و سلم توفي وهو كاد أن يبلغ سن التكليف يعني نحو الخمسة عشر أو قريب من ذلك ، أبو بكر الصديق كبير سنا وفضلا هو الخليفة الأول فأعطى القعب هذا لابن عباس لكي يفهم الحاضرون الحكم الشرعي تماما اتبع بذلك عليه السلام بقوله: ( الأيمن فالأيمن ) وفي رواية أخرى ليست عن أنس وإنما عن سهل بن سعد الساعدي وهي أيضا في البخاري لنفس القصة لكن اللفظ قال: ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) يعني هم الذين ينبغي الساقي أن يبتدئ بهم فهنا إذن إذا عرفتم هذه القصة عرفتم أن ما عليه الناس الساقي يبدأ مثلا من هنا , السنة تقول ابدأ باليمين لا هو يبدأ من عنده ليه لأنه كبير القوم هذا وهم هذا مخالف لحديث الرسول عليه السلام لان كبير القوم كان أبو بكر الصديق فما بدأ به بدأ بصغير القوم وهو بن عباس و علل ذلك بقوله: ( الأيمن فالأيمن ) والرواية الأخرى ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) هذه واحدة والثانية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لماذا بدأ الساقي به؟ هذا منشأ الوهم الساقي بدأ به عليه السلام فلماذا هنا تأتي أهمية جمع ألفاظ الحديث وطرقه التي تكشف في كثير من الأحيان ما يكون خافيا في بعض الطرق الأخرى نحن ذكرنا آنفا أن الرواية في صحيح البخاري "أتي الرسول صلى الله عليه وسلم بقعب ... " الخ حينما يقف طالب العلم والعالم على هذا اللفظ يتبادر لذهنه لأول وهلة أن الساقي بدأ بالرسول عليه السلام لأنه كبير القوم ومن هنا جاء الوهم السائد بين الناس اليوم وفي بعض الأحيان يعمل مشاكل اجتماعية بين الحاضرين كما سألمح إلى ذلك لكن الرواية الأخرى كما يقال اليوم في لغة الأدب المعاصر تضع النقاط على الحروف فتقول استسقى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فأوتي إذن جواب ذلك السؤال الذي ينقدح في بال أي انسان وانقدح قريبا في بال الكثيرين وتسائلوا لماذا بدأ الساقي برسول الله قالوا لأنه سيدهم وكبيرهم و و و الخ، وهم معذورون في هذا ، لكن لو وقفوا على الرواية الأخرى لذهب ذلك الفهم و صحّح إلى القول الصحيح استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي إذن سبب البدء بالرسول صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه طلب السقيا كأي إنسان الآن منكم يطلب السقيا فسيبدأ به الساقي ما يبدأ بالذي عن يمينه ولا بكبير القوم على المذهب الآخر ، إذن يجب على كل طالب علم يريد أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه أن يتذكر الرواية الأولى مضافا اليها الرواية الاخرى " أتي الرسول صلى الله عليه وسلم بقعب " " استسقى الرسول صلى الله عليه وسلم فأتي " حينئذ تكمن القضية ويفهم جواب سؤال لماذا بدأ الساقي ؟ لأنه طلب الرسول عليه السلام هذا ثانيا ، وثالثا لم يكن من عادة الصحابة يومئذٍ وهم يعيشون كما تعلمون في حياة ضنك حياة ضيقة ما كان عندهم مثلا ما عندنا اليوم مما هو ميسر من شراب الشاي هاللي ما يكلف كثيرا فيزعم الحاضرين جميعا أو القهوة كما هو معروف الخ، ما كان عنهم هذا الشيء لأن القهوة والشاي إنما حدث بعد الرسول عليه السلام بزمان فكان العربي يكرم ضيفه بما يستطيع على ما تيسر وهناك قصص كثيرة وكثيرة جدا ولكن اذا كان هناك جمع وحضروا مع الرسول عليه السلام و أنس بن مالك وأمه ما عندهم إلا داجن يعني عندهم شاة حلوب ممكن يحلبونها في قعب ويخلطوها بشيء من الماء حتى يشرب الرسول عليه السلام أما أن يسقوا جميع الحاضرين ما كان عندهم هذه السعة في الرزق لذلك ما تكرر تعبئة القعب وإنما شرب ما شرب من الرسول عليه الصلاة والسلام والباقي أعطي لمن كان عن يمينه وانتهت وظيفة الساقي الأول ، الآن لما الرسول صلى الله عليه وسلم شرب ثم أبقى سوراً أي بقية ونظر يمينه ويساره فآثر بهذا السور أي بهذه البقية بن عباس من الساقي الآن ؟ هذه نقطة يجب أن تنتبهوا لها الساقي الأول انتهت وظيفته عندما قدم القعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم الآن هو الساقي ، لماذا لم يبدأ بكبير القوم؟ هذا يؤكد أن تفسير الحديث بأن الأيمن يعني كبير القوم يبدأ به هذا وهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بدئ به كما قلنا وانتهينا من هذا لأنه استسقى فلما صار هو الساقي بدأ بمن عن يمينه ولو صغيرا وترك من كان عن يساره ولو كان أكبر القوم هذا نقول أيضا ملاحظة هامة جدا تضاف إلى ما سبق . إذن إلى الآن فيه عندنا ثلاثة أشياء ، أولاً الأيمن فالأ عام مطلق لايجوز تخصيصه , ثانياً : القصة وضحت لماذا بدأ الساقي بالرسول لانه استسقى ثالثا : لما صار الرسول عليه السلام هو الساقي ما بدأ بكبير القوم وإنما بدأ بمن كان عن يمينه ثم جعلها قاعدة مستمره فقال : ( الأيمن فالأيمن ) وفي رواية لطيفة جدا أنه كان في المجلس عمر بن الخطاب فكان يراقب ماذا سيفعل الرسول بهذه البقية؟ وإذا به يرى أن الرسول اعطى من عن يمينه هذا الطفل ، و الرواية الاخرى الاعرابي وكأن النبي صلى الله عليه وسلم هو بلا شك أحس وأدق بصرا ونظرا من عمر بن الخطاب وكأنه يقول له: يا عمر هنا لا مفاضلة وإنما الفضل لمن كان عن يمين الساقي ( الأيمن فالأيمن ) هذا الشيء الثالث الشيء الرابع والاخير كما قلنا في موضوع السفر ،ما هو السفر؟ هل يحدد السفر بكيلو مترات ؟ هذا تكليف ما لايطاق يتنافي مع (( ما جعل عليكم في الدين من حرج )) الآن أيضا هنا نقول ربط موضوع بدء الساقي بالأفضل بالأكبر سنا هذا سيوقع الساقي في حرج وبخاصة أنه عادة الساقي ما بكون ذا ثقافة وذا علم يا بكون يعني من شباب المحله أو الدار خاصة أو أو ساقي أو موظف السقيا كما هو الشأن في بعض بيوت الأمراء فهذا مش مفروض يكون كما أقول في مثل هذه الناسبة ، بن خلدون زمانه يكون عنده ترجمة كل واحد من الحاضرين وسنة ولادته ومنزلته الاجتماعية وقدره في العلم والخ، هذا تكليف ما لا يطاق لكن انظروا الفرق بين هذا ( الأيمن فالأيمن ) من الذي لا يعرف اليمين من الشمال إذن هذه هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أخيرا أقول قد يكون في المجلس رجلان عالمان فاضلان كلا منهما يرى أنه أفضل القوم إلى آخره فاذا كان الساقي بدأ باحدهما ستتحرك نفس الآخر ونحن بنشوف اليوم مصائب بين من ينتمون إلى العلم لأن ليس هناك معصوم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام فسدا لباب إثارة الشعور بهذا أفضل من هذا ، أنهى الرسول عليه السلام الموضوع وقال: ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) ثم تأتي هناك في النهاية حديث قلنا هذا حديث الأول حديث أنس بن مالك الحديث الثاني حديث سهل بن سعد الآن حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها في طرف من هذا الحديث يلتقي مع حديث أنس وحديث سهل فقد قالت رضي الله تعالى عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب التيامن في كل شيء في ترجله ) في ترجله أي في تسريح شعره ببدأ من هون ما ببدأ من هون إيثار جهة اليمين عن اليسار، ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب التيامن في كل شيء في ترجله وفي تطهره وفي تنعله وفي شأنه كله ) إذن خذوها قاعدة واستريحوا لأن مما وصف ربنا عز وجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في القرآن الكريم قال: (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) فخذوا سنة الرسول عليه السلام بعامة وهذه سنة بخاصة حتى تستريحوا مما نسميه بحق من النفاق الاجتماعي لأن أي مضيف صاحب دار إذا طرق بابه أقوام كثيرون كضيوف كمن كانت عادة العرب من قديم ولو أن هذه العادة مع الأسف خفت في هذا الزمن باعتبار غلبت على المسلمين العادات والتقاليد الغربية فالرجل مثلا يأتي من بلاد إسلامية ينزل في بلد غريب مافي هناك من يستقبله وينزله ضيفا عليه إنما في الفندق إذا كان الضيف بدأ بالسقيا فيستريح يا ترى هذا ولا هذا شو بعرفو ابدأ بيمينك وامشي فسوف تعذر ممن يعرف هذه السنة ولكي يعرفوا هذه السنة لا بد من نشرها بين الناس وألا ستبقى كتيمة في صحيح البخاري وصحيح مسلم لا تنشر لا يقرؤها العلماء وإذا قرؤوها لا ينشروها فسيظل الناس في عاداتهم الذين يخالفون فيها سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم و أختم هذه المسأله بقوله صلى الله عليه واله وسلم: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد علي الحوض ) أنا انتهيت الآن من بيان هذه المسأله التي جاءت مناسبتها أول ما جئت، والآن نفتح الباب لأي سؤال عند أحدكم فان كان عندي جوابه فمن الواجب علي أن أقدمه ، وإن كنت لا أعلم ونصف العلم لا أدري .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 703
- توقيت الفهرسة : 00:07:52
- نسخة مدققة إملائيًّا