ما حكم تارك الصلاة.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تارك الصلاة.؟
A-
A=
A+
السائل : تارك الصلاة ماحكمه ؟

الشيخ : لا شك أن الصلاة هي الركن الثاني من الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام: ( أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا قالوا فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عند الله تبارك وتعالى ) فإقامة الصلاة هي من مصداق قول المسلم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، لأنه حين تصلي، فإنما يثبت بذلك أنه عبد بحق مطيع لله عز وجل الآمر بالصلاة في غير ما آية كمثل آية (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ، ومطيع للنبي الذي بالغ في الحض على المحافظة على الصلاة حتى قال عليه الصلاة والسلام: ( بين الكفر ... ) وفي لفظ : ( بين الشرك والرجل ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر ) فمن ترك الصلاة فقد كفر، هنا لا بد من أن نقف قليلا عند لفظة ( فقد كفر ) ما هو المقصود منها؟ فقد كفر هل يعني أن المسلم الذي يشهد من قراراة قلبه بأن الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إذا ترك الصلاة فقد ارتد عن دينه هل هذا هو القصود من هذا الحديث؟ الجواب تارة يكون مقصودا، هذا المعنى من الحديث، وتارة يكون المقصود معنى آخر، وليس هذا المعنى الآخر بالأمر السهل وإنما هو خطير أيضا قد يودي صاحبه إلى المعنى الأول، وما هو المعنى الأول من ترك الصلاة فقد كفر إن جحدها، إن جحد شرعيتها إن قال كما يقول بعض الشباب الذين ربوا تربية غير إسلامية ولو كانوا في عقر دارهم، ليش الصلاة ،وليش الوضوء، وليش الغسل؟ هذه الأمور شرعت في الجاهلية شرعت لقوم ما يعرفون النظافة و لا يعرفون الطهارة عاشوا في القذارات عاشوا مع البعرات والأزبال ونحو ذلك أما الآن ما شاء الله، المدنية الحمامات في كل دور والماء كله ميسر فما في داعي لمثل هذه الطهارة من جهة وما في داعي لمثل هذه الحركات، فالحركات الرياضية تغني الشعوب اليوم عن هذه الحركات البدنية التي شرعت في زمن مضى وانقضى هؤلاء الشباب الذين قد يدور في أذهانهم هذه المعاني الكافرة وقد يتجلى بعضهم فيتلفظ بما في ألسنتهم هؤلاء المقصودون مباشرة بقوله عليه السلام ( فقد كفر ) أي ارتد عن دينه أما المعنى الثاني فقد كفر، أي قارب الكفر، وأشرف عليه إذا كان يؤمن بشرعية الصلاة، يدين الله، أي يعبده، بأن بعتقد بما شرع له من الصلاة، ولكن لسان قاله أحيانا، ولسان حاله دائما، يقول الله بيتوب عليّ، يقول الله يتوب عليّ، معناها أنه معترف بذنبه مع ربه، معترف بأن هذه الصلاة يجب أن يؤديها، وليست كما قال الفريق الأول، هذا زمان مضى وانقضى، لا هذا يعترف بهذه الشرعية، لكنه مقصر في الإتيان بها، هذا لا يكفر كفرا، يخرج به عن الملة، ولكن يخشى مع مضي الزمان أن يموت كافرا لماذا ؟ نحن اليوم نسمع كلمة لها علاقة بالأشياء المادية، مثلا الصيانة شو هي الصيانة ؟ الصيانة للبرادات وللثلاجات وللسيارات وإلى آخره السيارة ما شيه، ماشي حالها لكن بدها صيانة، كل سفرة مثلا طويلة، أو كل سنة أو إلى آخره وإذا لم يفعل هذه الصيانة، كان مصير السيارة أن تموت وتهلك، وهكذا القلب يلي هو الماتور اللي يحيا به هذا الإنسان، كمان هذا القلب بحاجة لصيانة لكن أكثر النس لا يعلمون، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم، في صحيحهما، من حديث النعمان بن البشير رضي الله عنهما النعمان بن البشير صحابي، ابن إيش؟ صحابي، هذا النعمان بن البشير هو الذي مات في الحرب التي أشرنا إليها، يلي ذهب فيها المغيرة إلى الهرمزان والذي تكلم معه بذاك الكلام يلي فيه عزة الإسلام، كان هو قائد الجيش المسلم يومئذ فقال لهم إن أنا مت فيكون القائد فلان، وإن مات ففلان إلى آخره، ولما هجم الجيشان بعضهم على بعض وقع شهيدا، فرأى أحدهم فوضع رمحا ووضع عليه علما مميزا حتى يجدوه بسهولة، فوجدوه قد مات وقد طعن عشرات الطعنات، هذا النعمان يروي عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لايعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه، ومن حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه ) ، هذا الذي لا يصلي، هذا حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه تمام الحديث ( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ، هذه المضغة، بالتعبير المادي بحاجة إلى صيانة ليس فقط السيارة والبراد والثلاجة وإلى آخره هذا أولى وأولى أن يصان، لأنه كما أنه القلب يلي نعرفه نحن عبارة عن مضغة وأنه يمرض ويصح فالأطباء دائما وأبدا يحرصون كل الحرص أن يظل قلب الإنسان سليما حتى يعيش سليما ، خاصة بالنسبة للشيوخ المسنين مثلي أنا لأنه إن كان قلبه مريضا فسرعان ما س ... بسبب تركه للصيانة، سيصبح إيش؟ عدما هذا القلب المادي الذي يعنى به الأطباء الماديين، عناية تامة جدا أكثر من أي مكان من البدن، لأن البدن لا يستطيع أن يعيش إلا بهذا القلب مهما فقد من عضو إلا هذا القلب إذا فقده، فقد نفسه تماما هذه العناية المادية للقلب يجب أن يعنى بهذا القلب عناية أسمى وأسمى وأعلى من عناية الأطباء الماديين بهذا القلب حتى يسلم وحتى لا يعرض نفسه لما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: ( من ترك الصلاة فقد كفر ) أي عرض نفسه للكفر هذا إذا آمن بشرعية الصلاة أما إذا قال بلا صلاة بلا كذا، فهذا مصيره النار يحشر مع فرعون وهامان والكفار جميعا في الدرك الأسفل من النار هذا من أهمية الصلاة في الإسلام ولذلك فمن كان مبتلى، من كان مبتلا من الشباب بل ومن الكهول أيضا مع الأسف الشديد، من كان مبتلى بالصلاة، بتركها أو التهاون بها، فعليه أن يذكر هذه الحقيقة وأن يحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها، وليس هذا فقط، وأرجوا أن تنتبهوا، ليس هذا فقط بل وأن يصلوها في المساجد، لأن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم : ((وأقيموا الصلاة )) أول أمر (( وآتوا الزكاة )) ثاني أمر (( و اركعوا مع الراكعين )) ثالث أمر، هذا الأمر الثالث ليس تكرارا للأمر الأول لو حذفنا ما بينهما (( وآتوا الزكاة )) شو يصير معنا (( وأقيموا الصلاة ... واركعوا مع الراكعين )) ، هذا تكرار؟ حاشا لله، كلام الله عز وجل لا مثل له في البلاغة والفصاحة، وكونه من جوامع الكلم، كلمة قليلة، تعطي معاني كثيرة جدا، (( أقيموا الصلاة )) ليس معناها أدوها، انتبهوا ليس معنى أقيموا الصلاة أدوها الصلاة فقط، وإنما معنى أقيموا الصلاة أي أحسنوا أداءها، إقامة الشيء هو تقويمه وإجلاسه، لو أراد الله عز وجل أن يأمر فقط بالصلاة، بقول لك: أد الصلاة لكنه قال (( أقيموا الصلاة )) أي أحسنوا أداء الصلاة إذا صليتم ثم أمر بأمر ثان في آخر الآية (( واركعوا مع الراكعين )) الراكعين جمع أي اجعلوا ما أمرتم به من إقامة الصلاة مع الراكعين في المساجد .

مواضيع متعلقة