تتمة كلمة الشيخ محمد عيد عباسي ، البند الثاني الذي تنبني عليه الدعوة السلفية : الإيمان بصفات الله - تعالى - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة كلمة الشيخ محمد عيد عباسي ، البند الثاني الذي تنبني عليه الدعوة السلفية : الإيمان بصفات الله - تعالى - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل .
A-
A=
A+
عيد عباسي : البند الثاني : صفات الله - عز وجل - ، هذه الصفات التي جاءت بها كثيرٌ من الآيات والأحاديث ، هذه الصفات نفهمها - وأخُصُّ بهذه الصفات التي قام حولها غبار الجدل وصار قتام الخلاف - هي الصفات التي يشترك فيها الخالق والمخلوق ، فمثلًا الله سميع والمخلوق سميع ، فالله بصير .

الشيخ : اشتراكًا اسميًّا .

عيد عباسي : اسمي ، اشتراكًا اسميًّا ، نعم .

والله - عز وجل - يتكلم والإنسان يتكلَّم وطبعًا وشتَّان بين الكلامين .

هذه الصفات وأمثالها جاءت نصوصًا بإثباتها ؛ إثبات أن الله - عز وجل - يتكلم ، إثبات أن الله يسمع ، أن الله يرى ، أن الله ينزل إلى السماء الدنيا وما شابه ذلك ، فهذه الصفات كان السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم - يؤمنون بها كما وردت وكما جاءت حسب لغة العرب ، يعني يقرُّون بحقيقتها اللغوية التي كان يفهمها العرب ، لكنهم يجمعون مع ذلك ما يدفع كلَّ نقصٍ يلحق الله - عز وجل - بها من تشبيه الله بخلقه ، فإذا قالوا : إن الله - عز وجل - يتكلَّم أخذًا من قوله - سبحانه وتعالى - : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) - مثلًا - فهم يطلقون ذلك بقولهم : الله يتكلم كلامًا يليق بجلاله ، كلامًا لا يشبه كلام أحد من مخلوقاته ، وبهذا يجمعون بين إثبات ما أثبته الله لنفسه ، وما وصفه به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - .

قولٌ قال به المتأخِّرون ، وقولٌ كان عليه المتقدِّمون ، فالمتقدِّمون هم أولى وهم الأسلم وهم الأحكم والأعلم كما شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

فهذه النقطة الثانية صفات الله نفهمها كما فهمها السلف الصالح ، وكلكم لعله يعلم أو أكثركم قول الإمام مالك - رضي الله عنه - وهو من أئمة السلف الكبار حينما سأله رجلٌ : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، ما استوى ؟ فقال كلمته المشهورة الذائعة : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة " ثم قال : " وأراك رجل سوء ؛ أخرجوه عني " .

فإذًا قال : " الإيمان به واجب " ؛ الإيمان بأن الله استوى واجب ، واستوى لا يريد معنًى غائمًا أنُّو فقط يريد الإيمان به واجب أنُّو هذه الآية في القرآن ، وإنما يريد أن الاستواء الذي يوجد في كلام العرب بمعنى العلوِّ علوِّ الله فوق مخلوقاته على عرشه إنما هو الذي نُقرُّه ويجب أن يُثبته كل مؤمن ، هذه النقطة الثانية من الخلاف بيننا وبين الخصوم ... .

كذلك طبعًا الصفات الأخرى ينزل الله ، نقول : ينزل الله نزولًا يليق بجلاله ، يضحك الله ، يعجب الله وما شابه ذلك ، ونطرِّدها ولا نجد في ذلك أيَّ حرج ، ولا يلحق من هذا الاعتقاد شيءٌ من المذمَّة أو شيءٌ من النقص في عقيدتنا بالله - عز وجل - .

مواضيع متعلقة