كون الشخص اعتاد شيئًا لا يجعل العمل مباحًا كاعتياد المسلمين شرب الخمر أوَّل قدومهم المدينة .
A-
A=
A+
السائل : أريد أن تبيِّن لنا ... بيانًا شافيًا ملخَّصًا .
الشيخ : هذا يجب ألَّا يفوتك ولا يغيب عن بالك ؛ كون الشخص اعتاد عادةً فهذه العادة لا تجعل له ذاك العمل الذي اعتاد عليه مباحًا ، إنما إن كان الشرع أباح له ذلك فالحمد لله ، وإلَّا فعليه أن ينتهِيَ ، أنت تعلم أنَّ المسلمين في أول الإسلام وفي أول قدومهم إلى المدينة وقبل تحريم الخمر كانوا يشربون الخمر ، كانوا معتادين عليه إلى درجة لا تكاد تُصدَّق ؛ فقد جاء في " صحيح البخاري " - أصح الكتب بعد كتاب الله - أن عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - لمَّا همَّ على الزواج بفاطمة - رضي الله عنها - أخذ يتهيَّأ للبناء عليها ، وهذا يتطلَّب شيئًا من الفلوس ، عنده شارفٌ تسمُّون شارف ؟ أي : جمل ، ما أدري أنتم تعرفون هذه اللغة ؟ الجمل يُقال له شارف ، هكذا في " صحيح البخاري " ، عنده شارف ، فاتَّفق مع قيِّن ، القيِّن هو الذي يعمل بالصَّاغة بتذويب المعادن ، وهؤلاء يحتاجون إلى الحطب وإلى الإذخر منشان يوقدوا النار ، فاتفق مع رجل من هؤلاء على أن يأتيَه بحملٍ على شارفه مقابل ثمن ، فاتفق أنه برَّك جماله أمام دار من دور الأنصار ، ثم ذهب يبحث عن بعض مصالحه ، فلمَّا رجع هالَه ما رأى من حالة الجمل ، قد بُقِرَ بطنه ، وأخرج معلاؤه ؛ يعني إيش بتسموه هذا المعلاء ؟
السائل : المعلاء ، الكبد .
الشيخ : الكبد ، كاد يطير عقله ، سأل : من فعل هذا ؟ قالوا له : عمك حمزة ، الله أكبر ! حمزة عمُّه يبقر بطن جمله الذي هو سبب رزقه ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى الرسول - عليه السلام - يشكو أمره ، فأسرع الرسول - عليه السلام - وجاء دخل البيت الذي فيه عمُّه حمزة ، فكلَّم حمزة على فعلته هذه وإيذائه لابن أخيه في شارفه في جمله ؛ أتدري ماذا قال حمزة لنبيِّه ؟ قال : وهل أنتم إلا عبيد آبائي ؟! حمزة يقول للرسول : هل أنتم - يعني أنت ياللي عم تكلمني أنُّو لِمَ فعلت هذا الفعل إيش أنتم ؟ أنتم عبيد لآبائي ، هذا قاله لأنَّه كان في حالة السكر ، فهنا الشاهد ، فكانت العرب في الجاهلية اعتادت شرب الخمر ، وكانت هجِّيراها وديدنها ، حتَّى فعل حمزة بجمل علي ما فعل ، ولما جاء الرسول - عليه السلام - يريد أن يلفِتَ نظره أن هذا ما يجوز ، هذا إيذاء وكذا ؛ قال له : هل أنتم إلا عبيد آبائي ؟ والرسول لمَّا عرف أنه رجل ثَمِل - يعني سكران - تركه وانسحب . هذه العادة كانت عادة في الجاهلية ، لكن الشارع أقرَّه مدَّة من الزمان بعدين أنزل الآية : (( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) ، جاء النهي ، بعد ما جاء النهي ليس لمسلم أن يقول والله نحن معتادين على هذا !!
الشيخ : هذا يجب ألَّا يفوتك ولا يغيب عن بالك ؛ كون الشخص اعتاد عادةً فهذه العادة لا تجعل له ذاك العمل الذي اعتاد عليه مباحًا ، إنما إن كان الشرع أباح له ذلك فالحمد لله ، وإلَّا فعليه أن ينتهِيَ ، أنت تعلم أنَّ المسلمين في أول الإسلام وفي أول قدومهم إلى المدينة وقبل تحريم الخمر كانوا يشربون الخمر ، كانوا معتادين عليه إلى درجة لا تكاد تُصدَّق ؛ فقد جاء في " صحيح البخاري " - أصح الكتب بعد كتاب الله - أن عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - لمَّا همَّ على الزواج بفاطمة - رضي الله عنها - أخذ يتهيَّأ للبناء عليها ، وهذا يتطلَّب شيئًا من الفلوس ، عنده شارفٌ تسمُّون شارف ؟ أي : جمل ، ما أدري أنتم تعرفون هذه اللغة ؟ الجمل يُقال له شارف ، هكذا في " صحيح البخاري " ، عنده شارف ، فاتَّفق مع قيِّن ، القيِّن هو الذي يعمل بالصَّاغة بتذويب المعادن ، وهؤلاء يحتاجون إلى الحطب وإلى الإذخر منشان يوقدوا النار ، فاتفق مع رجل من هؤلاء على أن يأتيَه بحملٍ على شارفه مقابل ثمن ، فاتفق أنه برَّك جماله أمام دار من دور الأنصار ، ثم ذهب يبحث عن بعض مصالحه ، فلمَّا رجع هالَه ما رأى من حالة الجمل ، قد بُقِرَ بطنه ، وأخرج معلاؤه ؛ يعني إيش بتسموه هذا المعلاء ؟
السائل : المعلاء ، الكبد .
الشيخ : الكبد ، كاد يطير عقله ، سأل : من فعل هذا ؟ قالوا له : عمك حمزة ، الله أكبر ! حمزة عمُّه يبقر بطن جمله الذي هو سبب رزقه ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى الرسول - عليه السلام - يشكو أمره ، فأسرع الرسول - عليه السلام - وجاء دخل البيت الذي فيه عمُّه حمزة ، فكلَّم حمزة على فعلته هذه وإيذائه لابن أخيه في شارفه في جمله ؛ أتدري ماذا قال حمزة لنبيِّه ؟ قال : وهل أنتم إلا عبيد آبائي ؟! حمزة يقول للرسول : هل أنتم - يعني أنت ياللي عم تكلمني أنُّو لِمَ فعلت هذا الفعل إيش أنتم ؟ أنتم عبيد لآبائي ، هذا قاله لأنَّه كان في حالة السكر ، فهنا الشاهد ، فكانت العرب في الجاهلية اعتادت شرب الخمر ، وكانت هجِّيراها وديدنها ، حتَّى فعل حمزة بجمل علي ما فعل ، ولما جاء الرسول - عليه السلام - يريد أن يلفِتَ نظره أن هذا ما يجوز ، هذا إيذاء وكذا ؛ قال له : هل أنتم إلا عبيد آبائي ؟ والرسول لمَّا عرف أنه رجل ثَمِل - يعني سكران - تركه وانسحب . هذه العادة كانت عادة في الجاهلية ، لكن الشارع أقرَّه مدَّة من الزمان بعدين أنزل الآية : (( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) ، جاء النهي ، بعد ما جاء النهي ليس لمسلم أن يقول والله نحن معتادين على هذا !!
- تسجيلات متفرقة - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:45:24
- نسخة مدققة إملائيًّا