السائل : ... .

الشيخ : اجتهادات ، ما تعرف أنُّو فيه اجتهاد في الإسلام ؟

السائل : ... .

الشيخ : إذًا والاجتهاد يقوم كما يعلم الجميع على شيء اسمه قياس ، والقياس معرَّض للخطأ وللصواب .

سائل آخر : هل كان كلهم على ... ؟

الشيخ : كلهم ؟ ليش فيها إجماع القضية ؟

سائل آخر : شبه إجماع .

الشيخ : إذًا ما فيه إجماع فاسترح ، ما دام شبه إجماع ما فيه إجماع ؛ حين ذاك نرجع إلى الآية الكريمة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) .

السائل : ... .

الشيخ : إذا سمحت ، نحن تحدَّثنا عن الجوارب الكرَّادية ، وإيش رأيك إذا كان الإمام النووي يروي عن عمر بن الخطاب جواز المسح على الجوربين الرقيقين ؟ ولَّا عمر بن الخطاب ما نعتبره من أئمة المسلمين ؛ لأنُّو ليس له مذهب ؟ ولو كان له مذهب لَسمَّيناه مذهبًا خامسًا ! هذا مما ابتُلِيَ به المسلمون اليوم ، فإذًا المسألة فيها خلاف ، (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ )) إن اختلفتم فأرجعوا إلى ... الكتاب والسنة ، فلما يكون فيه إجماع هنا أوَّلًا ، وإجماع ثابتًا يقينًا مش يُقال : والله أجمع المسلمون ؛ بعدين بتلاقي كبار الصحابة خالفوا في ذلك ، فيكون ليس هناك إجماع ، إذا جاءنا إجماع ثابت على الرأس والعين ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، لكن هذا في الإجماع الصحيح حيث لا مخالفَ للمسلمين هناك إطلاقًا ، أَمَا وقضيَّتنا - مثلًا - مخالف فيها الفاروق الذي قالَ له الرسول - عليه السلام - : ( ما سلكتَ فجًّا إلا سَلَكَ الشيطان فجًّا غير فجِّك ) ؛ فما الذي يضطرُّني أنا - والحالة هذه - إلى أن أدَعَ قول عمر الذي يتمشَّى مع قوله - عز وجل - : (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) ؛ فآخذ بقول مَن اشترط أنُّو يكون الجورب سميك ، ويكون ممكن قطع مسافة كذا ، إلى آخره ، وفيه تحجير على الناس كما شرحنا ذلك ؟ ما أظن هذا بالأمر الذي ينبغي أن يقعَ فيه الرجل المسلم .

سائل آخر : في سؤال هناك بقى واقف ع الباب .

الشيخ : تفضل .

السائل : هل ينقض الوضوء بعد خلع النعلين أو الجوربين ؟

الشيخ : إذا خلع الماسح على الممسوح عليه سواء كان جوربين أو نعلين ؛ فوضوءه صحيح حتى ينتقض بناقض من نواقض الوضوء .

عيد عباسي : على كلٍّ ... رسالة " القاسمي " .

الشيخ : يذكِّرنا الأستاذ هنا عيد عبَّاسي برسالة لعالم الشام في زمانه وهو قريب الوفاة ، وهو الشَّيخ " جمال الدين القاسمي " في المسح على الجوربين ، هذه الرسالة فريدة في بابها جمع فيها المصنِّف فأوعى فيما يتعلَّق بنقل النصوص عن السلف من صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين في جواز المسح على الجَوربين ، ثم طُبعت الرسالة حديثًا منذ سنة أو سنتين ، وذيَّلتُ عليها أحكام هامة تتعلَّق بالشروط هذه التي ذكرناها ، وهي مطبوعة ، فباستطاعتكم أن تطلبوها لِتروا البحث المفصَّل في هذه المسألة الهامة في كونها من جملة ما يسَّر الله - عز وجل - على المسلمين فيها .