السائل : جزاك الله خيرا فيه سؤال صغير وهو ( من مس ذكر غيره فليتوضّأ ) رواه الطبراني .

الشيخ : الحديث بهذا اللفظ شاذ و الحديث الذي تعددت طرقه إنما هو ( من مس ذكره فليتوضّأ ) ثم إذا كان , - اسمعوا يا إخوان - ثم إذا كان الصواب في فهم الحديث الصحيح المحفوظ ( من مس ذكره فليتوضّأ ) أي من مس ذكره بشهوة فليتوضّأ فمن باب أولى لو صح الحديث باللفظ الأول ( من مس ذكر غيره فليتوضّأ ) إنما المقصود إذا كان مسه لذكر غيره من باب إثارة الشهوة في نفسه حينئذ يكون تحقق العلة المفهومة من الحديث الصحيح بالإضافة إلى حديث طلق بن علي الذي فيه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سئل عن رجل وهو يصلي فمد يده فحكّ جسده فمسّ عضوه هل يتوضّأ فقال: ( هل هو إلا بضعة منك ) فجمعا بين الحديث الأول ( من مس ذكره فليتوضّأ ) و بين هذا الحديث الآخر نفهم من الجمع بينهما أن المس الناقض للوضوء هو إذا كان بشهوة لأن النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الثاني أنكر على السائل أن يجب الوضوء من مس الذكر إذا ما كان مسّه إيّاه كما لو مس قطعة من بدنه وقد أوضح هذا المعنى أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ألا وهو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) ابن مسعود هذا ابن أم عبد سؤل نفس السؤال الذي جاء في حديث طلق بن علي الرجل يمس عضوه هل يتوضأ قال: ( سواء مسسته أو مسست أنفي ) كأنه يشير أن إنما يمس أنفه أو يمس أي عضو من أعضاء بدنه لا يتصور وجود شهوة في هذا المس كذلك إذا كان المس لذاك العضو الذي هو عادة مكان الشهوة إذا كان المس مس عاديا ليس مقرونا بالشهوة فلا فرق مسسته أو مسست أي مكان من بدنك كالأنف مثلا ، إذا كان هذا هو معنى حديث الصحيح ( من مس ذكره فليتوضأ ) فأولى ثم أولى ثم أولى أن يكون المراد من الحديث الآخر الذي قلنا إنه شاذ ( من مس ذكر غيره فليتوضأ ) .

في بعض الأحاديث الثابتة بدل " الذكر " " الفرج " والفرج هنا أعم من الذكر لأنه يشمل الأنثى والذكر إن يمكننا أن نتصور أن رجلا عبث بفرج امرأته كما يمكننا أن نتصور أن زوجة عبثت بذكر زوجها فإذا كان المقصود من هذا وذاك هو إثارة وتحريك الشهوة هذا هو الذي ينقض وليس مجرد كما يتوهم بعض النسوة حينما يشرنا السؤال " أنا عم غسل ابني الرضيع مسكت عضوه " سبحان الله وأي شيء في هذا لا شيء في هذا ولا في شيء مما هو أعلى وأكثر من هذا ما دام أنه لم يقترن بذاك المس إرادته إثارة الشهوة. وفي هذا القدر كفاية.

لعله يكفي

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : الله يحفظك. نعم

السائل : عندنا حديث طلق وحديث بسرة ..

الشيخ : سبق بارك الله فيك ، رجل يصلي ويوم إذا كانوا يصلون بالقمص أو كانوا يصلون بالإزار ليس هناك سراويل فمد مد يده يحك جسده وإذا به يقع اللمس الغير مقصود لذكره .

السائل : نعم

الشيخ : فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ( وهل هو إلا بضعة منك ) أي هل كان هناك شهوة الجواب بضعة منك فأورت أثر ابن مسعود ( سواء مسسته أو مسست أنفي ) هذا هو الدليل لأننا إن وقفنا عند الحديث الأول ( من مس ذكره فليتوضأ ) لا شك أن إطلاق المس يعني كل مس سواء كان بشهوة أو غير شهوة لكن ماذا نفعل بالحديث الآخر ( هل هو إلا بضعة منك )

سائل: قالوا منسوخ

الشيخ: هل هذا القول يتمشى مع القواعد العلمية الأصولية هل الأصل الجمع بين الحديثين المتعارضين أم نسخ أحدهما بالآخر ما هو الأصل الأصل الجمع

السائل : بإمكان الجمع

الشيخ : نعم

السائل : إذا كان بإمكان الجمع

الشيخ : وقد أمكن ، وخاصة بفهم أحد السلف الصالح وهو عبد الله بن مسعود الذي رأيت من الحكمة أن أذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في مدحه: ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) وهناك بعض الأحاديث الأخرى التي تأمر بالتمسك بهدي ابن أم عبد.

السائل : الرد على قول الأحناف

الشيخ : نعم

السائل : الذين قالوا بأن حديث ( إن هو إلا بضعة منك ) رفع ذلك الحديث من الإيجاب إلا الإستحباب

الشيخ : هذا يحول إلى الدكتور الآن ، نضرب كلام الذي نقله عن بعضهم بهذا الكلام الذي نقله بعضهم

الحاضرون : هههههه

الشيخ : يعني لماذا يصرون إلى المذهب للعزم، أم الجمع فهو الأصل

السائل : ... حديث ( هل هو إلا بضعة منك ) حديث طلق بن عدي ثم نفس طلق بن عدي يروي حديث ( من مس ذكره فليتوضأ ) من أكثر الصحابة أكثر من عشر من الصحابة يروي حديث ( من مس ذكه فليتوضأ ) ثم يرو أنه ... بحديث بسرة

الشيخ : أين أنت يادكتور لاحظت على كلامك ثلاث مرات ثم ثم ثم كل ثم تحتاج إلى بحث على حدى فهل أنت تعيد قولك ثم الأولى حتى نقف عتدها وننظر أصحيح ما نقلت أم لا ما هي ثم الأولى؟

السائل : نسيت

الحاضرون : ههههههه

الشيخ : فإذا أنت نسيت فأنا بلأولى

السائل : عفوا يعني حقيقة أنا أريد الحق

الشيخ : أنا لا أشك فيما تريد

السائل : الله يجزاك الخير

الشيخ : لأني لا أشك فيما تريد أريد أن تتأنى في إلقاء إشكالات على ما سمعت

السائل : أولا حديث طلق بن علي

الشيخ : هذا هو ، نعم

السائل : قيل بأنه منسوخ

الشيخ : قيل

السائل : نعم

الشيخ : قيل من صيغ التمريض

السائل : جزاك الله خيرا ... .

الشيخ : أنا أخشى من ثم الثانية ، التي تأتي قبل أوانها

السائل : بارك الله فيك

الشيخ : ما دام تقول قيل

السائل : نعم

الشيخ : إش قيمة هذا القيل

السائل : يعني ليس ثابتا صحيح

الشيخ : ريح حالك منه وهي طاحت ثم الأولى

السائل : ويدل على النسخ ما يلي

الشيخ : طيب تفضل

السائل : أولا أنه أكثر الصحابة يروون حديث يوافق حديث بسرة بن صفوان حوالي سبعة أو ثمنية من الصحابة

الشيخ : أين في علم أصول الفقه أن الحديث الذي تواتر ، ما أقول سبعة رووه من الصحابة تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز التوفيق بينه وبين حديث حسن ما أقول أيضا حديث صحيح لا أقول حديث حسن لا يوجد شيء من هذا في الأصول إطلاقا بل الموجود نقيض ذلك تماما كما أذكر جيدا في شرح النخبة للحافظ ابن حجر العسقلاني حينما يتكلم عن التوفيق بين الأحاديث فيقول: " إذا كان الحديث من قسم المقبول فعارضه حديث مثله حينئذا وجب التوفيق بين الحديثين بوجه من وجوه التوفيق " هكذا هو يقول بإيجاز لأن رسالته مختصرة كما هي معلومة أنا ما أتممت كلامي لك فيما مضى؟ لا ما انتهينا، قلت آخر ما قلت بأن الحافظ العسقلاني هكذا يقول باختصار يوفق بين الحديث إذا كان من قسم المقبول يدخل في قسم المقبول الحسن فصاعدا حتى المتواتر يوفق بوجه من وجوه التوفيق ما هي وجوه التوفيق أكثر من مائة وجه فإذا عجز الفقه العالم عن التوفيق بين حديثين متعارضين وكل منهما من قسم المقبول حينئذ صار إلى تطلب النسخ معرفة الناسخ من المنسوخ فإن لم يتمكن من ذلك صار إلى الترجيح هنا الآن يفيد هذا حديث حسن وذاك حديث صحيح أو هذا حديث صحيح وذاك حديث مستفيض أو مشهور أو هذا حديث صحيح مستفيض أو مشهور وذاك حديث متواتر هنا يصار إلى الترجيح فيقال الحديث المتواتر أقوى من الحديث الصحيح المستفيض أو المشهور أو الحديث المستفيض المشهور أقوى وأصح من الحديث الصحيح الفرد أو الحديث الصحيح الفرد أقوى من الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لذاته أقوى من الحديث الحسن لغيره متى يصار إلى هذا عندما سدت أمامنا طرق التوفيق وهي أكثر من مائة طريق ثم سد أمامنا طريق معرفة الناسخ من المنسوخ حينئذ يصار إلى رد أحد الحديثين الآخر بقاعة الأصح فالأصح ، فنحن الآن نقول حديث ( من مس ذكره فليتوضأ ) حديث متواتر مش فقط الراوي تبعك وهو عشرة أو عشرين وإلى آخره

السائل : فرضا

الشيخ : فرضا ، وهو كذلك

طيب ، عارضه حديث طلق بن علي ماذا نفعل نرده بدعوى النسخ أم نحاول التوفيق نحاول التوفيق فالآن في صدد التوفيق ، فلماذا لا نوفق بين الحديثين قبل أن نقول هذا ناسح وهذا منسوخ؟ علما أن كلا من المذهبين المتعارضين يدعي نقيض ما يدعيه الآخر الأحناف يدعون أن حديث بسرة هو المنسوخ بحديث طلق والشوافعة يدعون ذلك ، وكما قيل: " وكل يدعي وصلا بليلة وليلة لا تقر لهم بذاك " الحقيقة أنه لا سبيل إلى معرفة المتقدم من المتأخر إلا مجرد دعاوى ، ثم هل يشترط لمجرد معرفة المتقدم من المتأخر لو استطعنا إلى ذلك سبيلا أن لا نرجع إلى التوفيق مع معرفة المتقدم من المتأخر الأصل هو التوفيق لو عرفنا المتقدم من المتأخر فليس علمنا بمعرفة المتقدم ومعرفة المتأخر أن ندعي أن المتأخر ناسخ للمتقدم ما دام أنه يمكن التوفيق بينهما ، الآن سؤالك حول هذا الموضوع

السائل : استوعبت

الشيخ : أحسنت وأفضت ، الله يحفظك

علي : فيه نقطة نريد نذكرها

الشيخ : تفضل

علي : شيخنا مجرد التأخير الإسلام أو تقدم ليس دليل على الناسخ بدليل أن الصحابة يرون عن مراسيل بعضهم عن بعض

الشيخ : صحيح

علي : فهذا ليس حجة في ادعاء النسخ

الشيخ : هذا لو ثبت

علي : نعم لو ثبت

الشيخ : أحسنت