الكلام على مسألة الأخذ من القبضة وتحديد مفهوم السلفية
A-
A=
A+
الشيخ : عفوا إذا جاز لي أن أجيب عن سؤال عن أكثر فهل يجوز لي أن أسأل سؤالا أو أكثر وأرجو أن يكون الجواب عند السؤال لأن المسألة شغلت بالي منذ سنين, هل رأيت في السنة التي وقفت عليها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يأخذ من لحيته؟
السائل : أنا لم أقف إنما وقفت على أحاديث التي تفيد الإطلاق أما أنه ما أخذ من لحيته ما وقفت إنما وقفت على أحاديث إطلاق اللحية.
الشيخ : أحسنت هذا بيضطرني أوجه السؤال الثاني الذي مهدت له, هل جرى عمل السلف على هذا الإطلاق؟
السائل : حسب علمي ما عدا ابن عمر أنه كان يأخذ منها.
الشيخ : أنا اشترطت أن يكون الجواب محددا.
السائل : حسب علمي أن الأثر عن ابن عمر.
الشيخ : ليس هذا جواب سؤالي, سؤالي بارك الله فيك أعيده مرة أخرى هل علمت أن السلف سؤالي الأول كان متعلقا بسيد البشر, الآن نزلنا إلى درجة أخرى وهي هل علمت أن السلف كانوا لا يأخذون؟
السائل : لا, كان بعضهم يأخذ.
الشيخ : أنت لا تورط حالك يا أستاذ.
السائل : أنا حسب علمي, كانوا لا يأخذون.
الشيخ : لا, هو كأن ورط حاله الآن, - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - هل علمت أن السلف كانوا يأخذون؟
السائل : أنا علمت.
الشيخ : الله يهديك.
السائل : أنا علمت.
الشيخ : عن ابن عمر.
السائل : عن ابن عمر.
الشيخ : هل علمت أنهم كانوا لا يأخذون؟
السائل : نعم لا يأخذون يعني في الغالب.
الشيخ : هل علمت أو ما علمت؟
السائل : ما عندي نص أو أثر عن أحدهم.
الشيخ : أنه.
السائل : كانوا يأخذون.
الشيخ : لا, العكس.
السائل : يعني أنهم كانوا لا يأخذون نعم.
الشيخ : حينئذ من سلفك؟
السائل : رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : حدت, لأنك ما علمت السؤال الأول كان جوابه ما علمت, أذكرك هل علمت أن الرسول كان يأخذ قلت لا صح؟
السائل : ما كان يأخذ الرسول من لحيته الأحاديث تفيد الإطلاق.
الشيخ : يا أستاذ بارك الله فيك, فيه سنة قولية وفيه سنة فعلية, أنا سؤالي الآن يدندن على القسم الثاني من السنة السنة الفعلية القول معروف عندك وعند الآخرين السؤال هل تعلم بأن الرسول عليه السلام كان لا يأخذ هل تعلم أن الرسول كان يصلي كل ليلة مئة ركعة؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : لا تعلم, هل تعلم انه كان يأخذ من لحيته؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : لا تعلم, لما بترجع بتقول أنا قدوتي رسول الله ترجع للقول النبوي وبالأحرى لفهمك للقول النبوي ليس البحث هنا وضحلك الآن؟
السائل : نعم
الشيخ : لكن يظل سؤالي الأخير بدون جواب وهو من سلفك بارك الله فيك؟
السائل : هذا أحيله إلى الشيخ ليعلمنا إياه.
الشيخ : بارك الله فيك.
السائل : وفيك.
الشيخ : الذي أريد أن أصل إليه بارك الله فيك, ومثلك وأرجو إخواننا الحاضرين كذلك لا يضيع البحث معهم إنما هو لفت النظر إلى مشكلة الآن قائمة في العالم الإسلامي وهي كما تعلم قديما فرق كثيرة وحديثا كذلك وكل فرقة من هذه الفرق تدعي أنها تجمع بالكتاب والسنة لو جادلت إباضيا أو رافضيا أو شيعيا أو إلى آخره ما أحد منهم يقول نحن لسنا على الكتاب والسنة بل ولا أحد منهم يقول نحن لا نأخذ بالسنة كلهم يتفقون معنا على الكتاب والسنة طبعا يأتي الخلاف كيف تثبت السنة كيف تفهم السنة إلى آخره ولا بيهمني الآن الفرق البائدة والتي قد يكون لبعضها أذناب قائمة اليوم, لكن بيهمني الأحزاب الإسلامية أو الجماعات الإسلامية كلهم معنا على الكتاب والسنة ومع ذلك فنحن نختلف عنهم كثيرا وهم بالتالي يختلفون عنا أكثر وأكثر, السبب أنهم أخلوا بالانتباه لنص قرآني وأحاديث نبوية وهنا الآن يدور كلام أخطر الطوائف او الجماعات اليوم على أرض الإسلام ممن يظهرون بمظهر التحمس لأحكام الإسلام والتحمس بصورة خاصة للسنة الجماعة التي تعرف بجماعة التكفير فهم خرجوا الآن ببدعة تكفير المسلمين ليسوا فقط حكاما بل ومحكومين وهؤلاء بلا شك معنا ما يخرجون عن الكتاب والسنة لكن ما هي المشكلة إنهم غفلوا عن مثل قوله تعالى هنا بيت القصيد كما يقال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لو أن الآية كانت بغير جملة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) كانت ككافية عند أهل العلم لأن مشاققة الرسول كفر أو على الأقل ضلال إذا لم يقترن هذا الضلال مع عقيدة لكن هناك حكمة حيث عطف على قوله (( يشاقق الرسول )) فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هذه الجملة التي دعمها الرسول عليه السلام في غير ما حديث صحيح يغفل الجماعات الإسلامية عنها إلا السلفيون الذين يقولون الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وتذكرون حديث الفرق التي فيها كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ( هي الجماعة ) وفي الرواية الأخرى ( ما أنا عليه وأصحابي ) هنا نجد إن لم يكن وحيا من الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مباشرة فهو اقتباس منه للآية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أي الأصحاب الكرام حيث قال ( ما أنا عليه وأصحابي ) كان أيضا يكفي أن يقول ما أنا عليه لأن الهدى كله من عنده نبع عليه الصلاة والسلام لكن النكتة المشار إليها في نفس الآية أيضا قال ( وأصحابي ) على ذلك حديث الخلفاء الراشدين ( وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء كان يكفي أن يقول وسنتي والحديث المتفق عليه من حديث أنس في البخاري ومسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) يكفي هذا لكن الآية والحديث والحديث وللفت نظر هؤلاء المتأخرين أنه لا يكفي أن يعمد أحدكم إلى القرآن والسنة والحديث النبوي يفسر كل منهما حسب ما يبدو له لا يعرج إطلاقا ليعرف موقف السلف الصالح من هذه النصوص التي يريدون أن يفسّروها وبخاصة حسب اختلاف الزمان والمكان, لذلك نحن بارك الله فيك يا أبا مصعب بيهمنا دائما أن نكون عند ما ندعي نحن مع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, هذا يوصلني إلى قاعدة لم أجدها منصوصا عليها كما أنا أصنفها أو كما أعبر عنها لكن بلا شك هي مبثوثة بتعابير مختلفة تماما أنا أقول الآن لأن المسألة فيها شيء من الدقة وأظن بداهة راح توافقني سلفا على القاعدة وحينذاك أرجو فقط أن تنتبه للتطبيق, فأقول كل نص من كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام لم يجر العمل بعمومه أو مطلق لم يجر العمل بإطلاقه فنحن لا يجوز لنا أن نعمل بذاك العموم الذي لم يعمل به وبذاك المطلق الذي لم يعمل به فما قولكم دام فضلكم؟
السائل : يعني حينما هناك نص مطلق أو نص عام ولم يكن من السلف يقول بإطلاقه أو بعمومه فيتوقف فيه ولكن هناك فئة من أهل الأصول يقولون أن العموم كل نص على عمومه ما لم يأت له مخصص أو مطلق.
الشيخ : يجري على إطلاقه ما لم يأت ما يقيده صح هذا نعرفه جيدا ومن أجل هذا وذاك.
السائل : وضعتم قاعدة بأنه لم يعمل به السلف
الشيخ : أي نعم, هو هذا.
السائل : هنا في هذه النقطة يتوقف عن العمل به وهو الأصح.
الشيخ : ولست أريد فقط التوقف عن العمل أريد أكثر من ذلك لا يجوز العمل به والعمل به حينذاك يدخل في باب كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, مش يتوقف عن العمل به بل لا يجوز العمل به والآن بارك الله فيك أزيد على ما ذكرت آنفا كل البدع المختلف عليها بين أهل السنة حقا والآخرين الذين يدعون السنة كل هذه البدعة التي هم عليها مأخذهم عدم الانتباه لهذا القيد والأخذ بالقاعدتين المعروفتين بالأصول بدون قيد العام يجري على عمومه ما لم يأت ما يخصصه, والمطلق يجري على إطلاقه ما لم يأت ما يقيده وهاي أستاذنا موجود كمان بدنا نستفيد من علمه بهذا الخصوص فأنا بقول هاتان القاعدتان لا بد من تقييدهما بما كان عليه السلف وإلا لم تقم لنا حجة على مبتدع في الدنيا أبدا لأنه ما من بدعة لكن بشرط كما استفدنا من كلام الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم حقا " الاعتصام " أن البدعة عنده تنقسم إلى قسمين بدعة حقيقية وأخرى إضافية فنترك البدعة الحقيقية الآن أكثر البدع التي غطت على كثير من السنن هي من البدع الإضافية وهو يقول وحق ما يقول, البدعة الإضافية إذا نظرت إليها من جانب تجدها مشروعة إذا نظرت إليها من جانب آخر غير مشروعة من هنا أقول إذا لم نأخذ القاعدتين بالقيد الذي ذكرته آنفا لم تقم لنا حجة على أهل البدع البدعة الإضافية لأن ما من بدعة إلا ولها أصل خذ مثلا لما كان يقوم الخلاف عندنا في سورية بين أئمة المساجد المؤذنين اللي إما يعملوا مقدمة بين يدي الأذان أو زيادة صلاة على الرسول بعد الأذان يا أخي شو فيها تنكروا الله تنكروا الصلاة على رسول الله (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) نص عام لكن ما جرى العمل بها يا جماعة اتقوا الله علماؤنا بيقولوا ومن هنا أشرت في كلامي السابق إلى مثل هذا " وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " لو كان هذا خيرا لسبقونا إليه حقيقة الكلمات هذه كلمات مهمة جدا وهي مأخوذة من دراسة الوضع الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فالآن عندنا نصوص عامة بإعفاء اللحية نص عام ما فيه إشكال لكن يهمنا نعرف الذين سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ثم الذين تلقوا هذه الأحاديث عن الذين باشروا سماع الحديث من الرسول عليه السلام التابعين وهكذا فأنا أقول على الرغم من أني حتى اليوم ما وجدت نصا عن فرد مش عن جماعة فضلا عن السلف لأن نحن بنقول ما نعني شخص أو شخصين لا, بيجوز تكون المسألة خلافية فأقول ما وجدت لو شخصا واحدا من الأئمة من الصحابة من التابعين من نقلوا عنه أنه ترك لحيته على سجيتها ولم يأخذ منها شيئا هذا أولا, وثانيا وهو مهم عندي لأنه يدخل في قاعدة فيه شيء؟ يدخل في قاعدة مختلف فيها بين أظن الأحناف وغيرهم وهي " الراوي أدرى بمرويه من غيره " فأنا بقول الآن من الأشياء اللي بتفيدنا في هذا الموضوع أن من رواة هذا الأمر العام أو المطلق ( أعفوا اللحى ) ابن عمر وأنت واقف على أنه كان يأخذ, وأبو هريرة وهو أيضا كان يأخذ ما زاد عن القبضة, فنحن الآن بغض النظر عما ذكرناه آنفا بين أحد أمرين إما أن نقول نحن أفهم لهذا النص العام أو المطلق من هذين الصحابيين الذين سمعا الرسول عليه السلام يتكلم بهذا الكلام أو لا هم أفهم وما أظن أن أحدا من غيرنا فضلا عن أن يكون منا وفينا يتجرأ أن يقول نحن رجال وهم رجال ما أظن هذا هذا متى يمكن يكون؟ في مسألة ما هي تحت النظر إنما هي تحت البصيرة ممكن أما والصحابة يعيشون مع الرسول عليه السلام ويسمعونه يقول ( وأعفوا اللحى ) ثم هم يأتون ويخالفون هذا النص العام أو المطلق وهم مؤمنون بعمومه وإطلاقه هذا شيء أنا لا يتسع عقلي لفهمه فإذا ضم إلى ذلك روايات أخرى في كتب الحديث في تفسير ابن جرير الطبري وكتاب " شعب الإيمان " للبيهقي وكتب أخرى قد لا أستحضرها الآن يروون عن جماعة من السلف أنهم كانوا يأخذون وحينئذ أنا لا أتورع وسامحني أن أقول كما قلت قديما ولا أزال أقول من نفس الباب هذا أن إطالة اللحية أكثر من القبضة بدعة كالوضع عند رفع الرأس من الركوع بدعة كل من هذين الأمرين يخالف ما سبق ذكره آنفا لأن هذا الوضع ليس عليه دليل عملي يعني كثيرا ما وجهنا سؤال لبعض المشايخ الأفاضل فضلا عن كثير من طلاب العلم هل علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع وضع اليمنى على اليسرى ؟ ما نسمع جوابا سوى الاحتجاج بالعموم هنا الاحتجاج بالعموم أضعف من هناك لسبب وهو أن العموم هنا لم يصدر من الرسول عليه الصلاة والسلام بينما هناك ( أعفوا اللحى ) صدر من الرسول عليه السلام أما الوضع صدر من وائل بن حجر الذي يحتجون بروايته في سنن النسائي " كان إذا قام في الصلاة " قام أطلق وضع اليمنى إذا هذا قيام طيب يا جماعة أرونا العمل وين ما في جواب وعارضناهم بمثله المروي في " صحيح البخاري " ومن طريق الإمام مالك في " موطئه " حيث قال عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال " كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة " مش قائما فقلنا لهم إذًا ضعوا اليمنى على اليسرى بين السجدتين مثلا ما استطاعوا يجيبوا إلا أن هذا يعني هكذا عمل المسلمين وأنا أقول هكذا عمل المسلمين بعد رفع الرأس من الركوع وما كان هذا عمل السلف إطلاقا لأن الأمر كما يقول ابن تيمية رحمه الله حينما يناقش المبتدعة في أمثال هذه المسائل يقول " لو كان هذا قد وقع لقامت الدواعي على نقله وتوفرت على نقله فإن لم ينقل فمعنى ذلك أنه لم يقع " فأنا أرجو يا أستاذ أن تتأمل في هذا حتى يصدق فينا (( سنشد عضدك بأخيك )) إن شاء الله.
السائل : أنا إن شاء الله سأقوم يعني بالتأكد من نفسي لبعض الأمور.
الشيخ : هذا الذي أريده منك.
السائل : ثم إذا ثبت فأنا أرجع إلى ... .
الشيخ : هذا الذي أريده.
السائل : قولا واحدا.
الشيخ : مشان يشتد عضدنا بك.
السائل : على رأسي الحق حق.
الشيخ : نمشي يا أستاذ يلا؟
الحلبي : على ذكر المسألة السابقة شيخنا لعل من باب زيادة أو تكرار القول في الحقيقة لأنكم تكلمتم في هذا مرارا وتكرارا أن شيخنا يذكر أن لو كان هناك رجل من أهل العلم والاجتهاد والفضل رأى أن السنة مثلا القبض بعد الركوع ثم ائتم به مثل شيخنا أو أبناءه أو تلاميذه فالشيخ يلزمه بأن يفعل فعله, شيخنا هذه القضية مهمة وهذا يرفع في الحقيقة الإشكال الذي قد يتوهمه البعض من كلام شيخنا بوصفه هذا الفعل بأنه بدعة أن يُلزم أو أن يلزمه من ذلك وصف فاعله بأنه مبتدع هذان أمران ليسا متلازمين قط شو رأيكم شيخنا؟
الشيخ : صح.
الحلبي : جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذا الذي نقوله كما قلت آنفا.
الحلبي : حفظك الله يا شيخ.
الهلالي : يعني يفهم من كلامك أستاذنا الصواب الذي يجب أن ينبه عليه أن منهج السلف وفهم السلف رضوان الله عليهم هدى في ذاته أي لأننا لا نتبعهم باتباعهم الدليل ولكن لو نقل عنهم أنهم فعلوا ذلك دون علمنا بالدليل هو ملزمين نحن الأخذ به.
الشيخ : هو الدليل سبيل المؤمنين.
الهلالي : ولذلك هو يقيد المطلق ويخصص العموم.
السائل : ألا يشترط صحة السند للأثر؟
الشيخ : لا بد, مثل الحديث لا بد ما يكون صحيح.
السائل : أما إذا كان سنده ضعيف لا يؤخذ به.
الشيخ : لا بد.
الهلالي : الكلام على المنهج الإطار العام فإذا ثبت أن هذا منهج السلف فعندئذ نقيد به المطلق ونخصص به العام وذلك أهل البدع عندما نقول لهم هذا منهج السلف وفهم السف يقول كيف تقيدون العام؟
الشيخ : هذا سبق الجواب وذلك مبلغهم من العلم.
الحلبي : أيضا نقطة أخرى لعلها مما يقوي كلام أخينا أبي أسامة حفظه الله عبارة شيخنا قرأتها في كتاب " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي سئل الإمام عبد الله بن المبارك عن الاتباع فقال " الاتباع أبو حمزة السكري "
الشيخ : ما شاء الله
الحلبي : وحديث ( يد الله على الجماعة ) الذي ذكرتموه في أول المجلس يرويه الإمام الترمذي ... بعد أن ساقه وتكلم على سنده قال وروينا بالسند عن عبد الله بن مبارك أنه سئل عن الجماعة قال " أبو بكر وعمر " قيل له قد مات أبو بكر وعمر قال " فلان وفلان " قيل له قد مات فلان وفلان قال " الجماعة أبو حمزة السكري " الترمذي يعلق في الأخير بيقول " أبو حمزة السكري وهو محمد بن ميمون كان شيخا صالحا وأرى أن ذلك قاله ابن المبارك في حياته " .
الشيخ : ما شاء الله لأنه كان متمسكا بالمنهج ما شاء الله. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
السائل : أنا لم أقف إنما وقفت على أحاديث التي تفيد الإطلاق أما أنه ما أخذ من لحيته ما وقفت إنما وقفت على أحاديث إطلاق اللحية.
الشيخ : أحسنت هذا بيضطرني أوجه السؤال الثاني الذي مهدت له, هل جرى عمل السلف على هذا الإطلاق؟
السائل : حسب علمي ما عدا ابن عمر أنه كان يأخذ منها.
الشيخ : أنا اشترطت أن يكون الجواب محددا.
السائل : حسب علمي أن الأثر عن ابن عمر.
الشيخ : ليس هذا جواب سؤالي, سؤالي بارك الله فيك أعيده مرة أخرى هل علمت أن السلف سؤالي الأول كان متعلقا بسيد البشر, الآن نزلنا إلى درجة أخرى وهي هل علمت أن السلف كانوا لا يأخذون؟
السائل : لا, كان بعضهم يأخذ.
الشيخ : أنت لا تورط حالك يا أستاذ.
السائل : أنا حسب علمي, كانوا لا يأخذون.
الشيخ : لا, هو كأن ورط حاله الآن, - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - هل علمت أن السلف كانوا يأخذون؟
السائل : أنا علمت.
الشيخ : الله يهديك.
السائل : أنا علمت.
الشيخ : عن ابن عمر.
السائل : عن ابن عمر.
الشيخ : هل علمت أنهم كانوا لا يأخذون؟
السائل : نعم لا يأخذون يعني في الغالب.
الشيخ : هل علمت أو ما علمت؟
السائل : ما عندي نص أو أثر عن أحدهم.
الشيخ : أنه.
السائل : كانوا يأخذون.
الشيخ : لا, العكس.
السائل : يعني أنهم كانوا لا يأخذون نعم.
الشيخ : حينئذ من سلفك؟
السائل : رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : حدت, لأنك ما علمت السؤال الأول كان جوابه ما علمت, أذكرك هل علمت أن الرسول كان يأخذ قلت لا صح؟
السائل : ما كان يأخذ الرسول من لحيته الأحاديث تفيد الإطلاق.
الشيخ : يا أستاذ بارك الله فيك, فيه سنة قولية وفيه سنة فعلية, أنا سؤالي الآن يدندن على القسم الثاني من السنة السنة الفعلية القول معروف عندك وعند الآخرين السؤال هل تعلم بأن الرسول عليه السلام كان لا يأخذ هل تعلم أن الرسول كان يصلي كل ليلة مئة ركعة؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : لا تعلم, هل تعلم انه كان يأخذ من لحيته؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : لا تعلم, لما بترجع بتقول أنا قدوتي رسول الله ترجع للقول النبوي وبالأحرى لفهمك للقول النبوي ليس البحث هنا وضحلك الآن؟
السائل : نعم
الشيخ : لكن يظل سؤالي الأخير بدون جواب وهو من سلفك بارك الله فيك؟
السائل : هذا أحيله إلى الشيخ ليعلمنا إياه.
الشيخ : بارك الله فيك.
السائل : وفيك.
الشيخ : الذي أريد أن أصل إليه بارك الله فيك, ومثلك وأرجو إخواننا الحاضرين كذلك لا يضيع البحث معهم إنما هو لفت النظر إلى مشكلة الآن قائمة في العالم الإسلامي وهي كما تعلم قديما فرق كثيرة وحديثا كذلك وكل فرقة من هذه الفرق تدعي أنها تجمع بالكتاب والسنة لو جادلت إباضيا أو رافضيا أو شيعيا أو إلى آخره ما أحد منهم يقول نحن لسنا على الكتاب والسنة بل ولا أحد منهم يقول نحن لا نأخذ بالسنة كلهم يتفقون معنا على الكتاب والسنة طبعا يأتي الخلاف كيف تثبت السنة كيف تفهم السنة إلى آخره ولا بيهمني الآن الفرق البائدة والتي قد يكون لبعضها أذناب قائمة اليوم, لكن بيهمني الأحزاب الإسلامية أو الجماعات الإسلامية كلهم معنا على الكتاب والسنة ومع ذلك فنحن نختلف عنهم كثيرا وهم بالتالي يختلفون عنا أكثر وأكثر, السبب أنهم أخلوا بالانتباه لنص قرآني وأحاديث نبوية وهنا الآن يدور كلام أخطر الطوائف او الجماعات اليوم على أرض الإسلام ممن يظهرون بمظهر التحمس لأحكام الإسلام والتحمس بصورة خاصة للسنة الجماعة التي تعرف بجماعة التكفير فهم خرجوا الآن ببدعة تكفير المسلمين ليسوا فقط حكاما بل ومحكومين وهؤلاء بلا شك معنا ما يخرجون عن الكتاب والسنة لكن ما هي المشكلة إنهم غفلوا عن مثل قوله تعالى هنا بيت القصيد كما يقال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لو أن الآية كانت بغير جملة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) كانت ككافية عند أهل العلم لأن مشاققة الرسول كفر أو على الأقل ضلال إذا لم يقترن هذا الضلال مع عقيدة لكن هناك حكمة حيث عطف على قوله (( يشاقق الرسول )) فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هذه الجملة التي دعمها الرسول عليه السلام في غير ما حديث صحيح يغفل الجماعات الإسلامية عنها إلا السلفيون الذين يقولون الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وتذكرون حديث الفرق التي فيها كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ( هي الجماعة ) وفي الرواية الأخرى ( ما أنا عليه وأصحابي ) هنا نجد إن لم يكن وحيا من الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مباشرة فهو اقتباس منه للآية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أي الأصحاب الكرام حيث قال ( ما أنا عليه وأصحابي ) كان أيضا يكفي أن يقول ما أنا عليه لأن الهدى كله من عنده نبع عليه الصلاة والسلام لكن النكتة المشار إليها في نفس الآية أيضا قال ( وأصحابي ) على ذلك حديث الخلفاء الراشدين ( وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء كان يكفي أن يقول وسنتي والحديث المتفق عليه من حديث أنس في البخاري ومسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) يكفي هذا لكن الآية والحديث والحديث وللفت نظر هؤلاء المتأخرين أنه لا يكفي أن يعمد أحدكم إلى القرآن والسنة والحديث النبوي يفسر كل منهما حسب ما يبدو له لا يعرج إطلاقا ليعرف موقف السلف الصالح من هذه النصوص التي يريدون أن يفسّروها وبخاصة حسب اختلاف الزمان والمكان, لذلك نحن بارك الله فيك يا أبا مصعب بيهمنا دائما أن نكون عند ما ندعي نحن مع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, هذا يوصلني إلى قاعدة لم أجدها منصوصا عليها كما أنا أصنفها أو كما أعبر عنها لكن بلا شك هي مبثوثة بتعابير مختلفة تماما أنا أقول الآن لأن المسألة فيها شيء من الدقة وأظن بداهة راح توافقني سلفا على القاعدة وحينذاك أرجو فقط أن تنتبه للتطبيق, فأقول كل نص من كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام لم يجر العمل بعمومه أو مطلق لم يجر العمل بإطلاقه فنحن لا يجوز لنا أن نعمل بذاك العموم الذي لم يعمل به وبذاك المطلق الذي لم يعمل به فما قولكم دام فضلكم؟
السائل : يعني حينما هناك نص مطلق أو نص عام ولم يكن من السلف يقول بإطلاقه أو بعمومه فيتوقف فيه ولكن هناك فئة من أهل الأصول يقولون أن العموم كل نص على عمومه ما لم يأت له مخصص أو مطلق.
الشيخ : يجري على إطلاقه ما لم يأت ما يقيده صح هذا نعرفه جيدا ومن أجل هذا وذاك.
السائل : وضعتم قاعدة بأنه لم يعمل به السلف
الشيخ : أي نعم, هو هذا.
السائل : هنا في هذه النقطة يتوقف عن العمل به وهو الأصح.
الشيخ : ولست أريد فقط التوقف عن العمل أريد أكثر من ذلك لا يجوز العمل به والعمل به حينذاك يدخل في باب كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, مش يتوقف عن العمل به بل لا يجوز العمل به والآن بارك الله فيك أزيد على ما ذكرت آنفا كل البدع المختلف عليها بين أهل السنة حقا والآخرين الذين يدعون السنة كل هذه البدعة التي هم عليها مأخذهم عدم الانتباه لهذا القيد والأخذ بالقاعدتين المعروفتين بالأصول بدون قيد العام يجري على عمومه ما لم يأت ما يخصصه, والمطلق يجري على إطلاقه ما لم يأت ما يقيده وهاي أستاذنا موجود كمان بدنا نستفيد من علمه بهذا الخصوص فأنا بقول هاتان القاعدتان لا بد من تقييدهما بما كان عليه السلف وإلا لم تقم لنا حجة على مبتدع في الدنيا أبدا لأنه ما من بدعة لكن بشرط كما استفدنا من كلام الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم حقا " الاعتصام " أن البدعة عنده تنقسم إلى قسمين بدعة حقيقية وأخرى إضافية فنترك البدعة الحقيقية الآن أكثر البدع التي غطت على كثير من السنن هي من البدع الإضافية وهو يقول وحق ما يقول, البدعة الإضافية إذا نظرت إليها من جانب تجدها مشروعة إذا نظرت إليها من جانب آخر غير مشروعة من هنا أقول إذا لم نأخذ القاعدتين بالقيد الذي ذكرته آنفا لم تقم لنا حجة على أهل البدع البدعة الإضافية لأن ما من بدعة إلا ولها أصل خذ مثلا لما كان يقوم الخلاف عندنا في سورية بين أئمة المساجد المؤذنين اللي إما يعملوا مقدمة بين يدي الأذان أو زيادة صلاة على الرسول بعد الأذان يا أخي شو فيها تنكروا الله تنكروا الصلاة على رسول الله (( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) نص عام لكن ما جرى العمل بها يا جماعة اتقوا الله علماؤنا بيقولوا ومن هنا أشرت في كلامي السابق إلى مثل هذا " وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " لو كان هذا خيرا لسبقونا إليه حقيقة الكلمات هذه كلمات مهمة جدا وهي مأخوذة من دراسة الوضع الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فالآن عندنا نصوص عامة بإعفاء اللحية نص عام ما فيه إشكال لكن يهمنا نعرف الذين سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ثم الذين تلقوا هذه الأحاديث عن الذين باشروا سماع الحديث من الرسول عليه السلام التابعين وهكذا فأنا أقول على الرغم من أني حتى اليوم ما وجدت نصا عن فرد مش عن جماعة فضلا عن السلف لأن نحن بنقول ما نعني شخص أو شخصين لا, بيجوز تكون المسألة خلافية فأقول ما وجدت لو شخصا واحدا من الأئمة من الصحابة من التابعين من نقلوا عنه أنه ترك لحيته على سجيتها ولم يأخذ منها شيئا هذا أولا, وثانيا وهو مهم عندي لأنه يدخل في قاعدة فيه شيء؟ يدخل في قاعدة مختلف فيها بين أظن الأحناف وغيرهم وهي " الراوي أدرى بمرويه من غيره " فأنا بقول الآن من الأشياء اللي بتفيدنا في هذا الموضوع أن من رواة هذا الأمر العام أو المطلق ( أعفوا اللحى ) ابن عمر وأنت واقف على أنه كان يأخذ, وأبو هريرة وهو أيضا كان يأخذ ما زاد عن القبضة, فنحن الآن بغض النظر عما ذكرناه آنفا بين أحد أمرين إما أن نقول نحن أفهم لهذا النص العام أو المطلق من هذين الصحابيين الذين سمعا الرسول عليه السلام يتكلم بهذا الكلام أو لا هم أفهم وما أظن أن أحدا من غيرنا فضلا عن أن يكون منا وفينا يتجرأ أن يقول نحن رجال وهم رجال ما أظن هذا هذا متى يمكن يكون؟ في مسألة ما هي تحت النظر إنما هي تحت البصيرة ممكن أما والصحابة يعيشون مع الرسول عليه السلام ويسمعونه يقول ( وأعفوا اللحى ) ثم هم يأتون ويخالفون هذا النص العام أو المطلق وهم مؤمنون بعمومه وإطلاقه هذا شيء أنا لا يتسع عقلي لفهمه فإذا ضم إلى ذلك روايات أخرى في كتب الحديث في تفسير ابن جرير الطبري وكتاب " شعب الإيمان " للبيهقي وكتب أخرى قد لا أستحضرها الآن يروون عن جماعة من السلف أنهم كانوا يأخذون وحينئذ أنا لا أتورع وسامحني أن أقول كما قلت قديما ولا أزال أقول من نفس الباب هذا أن إطالة اللحية أكثر من القبضة بدعة كالوضع عند رفع الرأس من الركوع بدعة كل من هذين الأمرين يخالف ما سبق ذكره آنفا لأن هذا الوضع ليس عليه دليل عملي يعني كثيرا ما وجهنا سؤال لبعض المشايخ الأفاضل فضلا عن كثير من طلاب العلم هل علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع وضع اليمنى على اليسرى ؟ ما نسمع جوابا سوى الاحتجاج بالعموم هنا الاحتجاج بالعموم أضعف من هناك لسبب وهو أن العموم هنا لم يصدر من الرسول عليه الصلاة والسلام بينما هناك ( أعفوا اللحى ) صدر من الرسول عليه السلام أما الوضع صدر من وائل بن حجر الذي يحتجون بروايته في سنن النسائي " كان إذا قام في الصلاة " قام أطلق وضع اليمنى إذا هذا قيام طيب يا جماعة أرونا العمل وين ما في جواب وعارضناهم بمثله المروي في " صحيح البخاري " ومن طريق الإمام مالك في " موطئه " حيث قال عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال " كانوا يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة " مش قائما فقلنا لهم إذًا ضعوا اليمنى على اليسرى بين السجدتين مثلا ما استطاعوا يجيبوا إلا أن هذا يعني هكذا عمل المسلمين وأنا أقول هكذا عمل المسلمين بعد رفع الرأس من الركوع وما كان هذا عمل السلف إطلاقا لأن الأمر كما يقول ابن تيمية رحمه الله حينما يناقش المبتدعة في أمثال هذه المسائل يقول " لو كان هذا قد وقع لقامت الدواعي على نقله وتوفرت على نقله فإن لم ينقل فمعنى ذلك أنه لم يقع " فأنا أرجو يا أستاذ أن تتأمل في هذا حتى يصدق فينا (( سنشد عضدك بأخيك )) إن شاء الله.
السائل : أنا إن شاء الله سأقوم يعني بالتأكد من نفسي لبعض الأمور.
الشيخ : هذا الذي أريده منك.
السائل : ثم إذا ثبت فأنا أرجع إلى ... .
الشيخ : هذا الذي أريده.
السائل : قولا واحدا.
الشيخ : مشان يشتد عضدنا بك.
السائل : على رأسي الحق حق.
الشيخ : نمشي يا أستاذ يلا؟
الحلبي : على ذكر المسألة السابقة شيخنا لعل من باب زيادة أو تكرار القول في الحقيقة لأنكم تكلمتم في هذا مرارا وتكرارا أن شيخنا يذكر أن لو كان هناك رجل من أهل العلم والاجتهاد والفضل رأى أن السنة مثلا القبض بعد الركوع ثم ائتم به مثل شيخنا أو أبناءه أو تلاميذه فالشيخ يلزمه بأن يفعل فعله, شيخنا هذه القضية مهمة وهذا يرفع في الحقيقة الإشكال الذي قد يتوهمه البعض من كلام شيخنا بوصفه هذا الفعل بأنه بدعة أن يُلزم أو أن يلزمه من ذلك وصف فاعله بأنه مبتدع هذان أمران ليسا متلازمين قط شو رأيكم شيخنا؟
الشيخ : صح.
الحلبي : جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذا الذي نقوله كما قلت آنفا.
الحلبي : حفظك الله يا شيخ.
الهلالي : يعني يفهم من كلامك أستاذنا الصواب الذي يجب أن ينبه عليه أن منهج السلف وفهم السلف رضوان الله عليهم هدى في ذاته أي لأننا لا نتبعهم باتباعهم الدليل ولكن لو نقل عنهم أنهم فعلوا ذلك دون علمنا بالدليل هو ملزمين نحن الأخذ به.
الشيخ : هو الدليل سبيل المؤمنين.
الهلالي : ولذلك هو يقيد المطلق ويخصص العموم.
السائل : ألا يشترط صحة السند للأثر؟
الشيخ : لا بد, مثل الحديث لا بد ما يكون صحيح.
السائل : أما إذا كان سنده ضعيف لا يؤخذ به.
الشيخ : لا بد.
الهلالي : الكلام على المنهج الإطار العام فإذا ثبت أن هذا منهج السلف فعندئذ نقيد به المطلق ونخصص به العام وذلك أهل البدع عندما نقول لهم هذا منهج السلف وفهم السف يقول كيف تقيدون العام؟
الشيخ : هذا سبق الجواب وذلك مبلغهم من العلم.
الحلبي : أيضا نقطة أخرى لعلها مما يقوي كلام أخينا أبي أسامة حفظه الله عبارة شيخنا قرأتها في كتاب " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي سئل الإمام عبد الله بن المبارك عن الاتباع فقال " الاتباع أبو حمزة السكري "
الشيخ : ما شاء الله
الحلبي : وحديث ( يد الله على الجماعة ) الذي ذكرتموه في أول المجلس يرويه الإمام الترمذي ... بعد أن ساقه وتكلم على سنده قال وروينا بالسند عن عبد الله بن مبارك أنه سئل عن الجماعة قال " أبو بكر وعمر " قيل له قد مات أبو بكر وعمر قال " فلان وفلان " قيل له قد مات فلان وفلان قال " الجماعة أبو حمزة السكري " الترمذي يعلق في الأخير بيقول " أبو حمزة السكري وهو محمد بن ميمون كان شيخا صالحا وأرى أن ذلك قاله ابن المبارك في حياته " .
الشيخ : ما شاء الله لأنه كان متمسكا بالمنهج ما شاء الله. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 905
- توقيت الفهرسة : 00:52:06