هل يوجد تحديد لشعر اللحية من الوجه ؛ لأن بعض الناس يكون كثيفًا جدًّا لدرجة أنه يصل إلى صدره وعينَيه ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول السَّائل : هل يوجد تحديد لشعر اللحية من الوجه ؛ لأن بعض الناس يكون كثيف الشعر ومتَّصل شعره من صدره إلى رقبته ، وحتى تحت عينه ؟
الشيخ : لا يجوز للمسلم أن يأخذ من لحيته إلا بالمقدار الذي سمح الشارع الحكيم به ، والذي جاء من فعل أحد الصحابة الذين رَوَوا قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( حفُّوا الشارب ، وأعفوا اللحى ) أنه كان يأخذ هذا الصحابي وهو عبد الله بن عمر ما دون القبضة ما تحت القبضة ، أما ما سوى ذلك فهو خلاف السنة مهما كانت لحية الرجل تعجبه أو لا تعجبه ، تعجب غيره أو لا تعجبه ، كلُّ خلق الله - عز وجل - كما جاء في الحديث الصحيح حينما رأى رجلًا يمشي وإزاره طويل ، فأمره بأن لا يُطيلَ إزاره ، وأن يجعله إلى نصف الساق ، واعتلَّ بأنَّ في ساقَيه انحناء ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ خلق الله حسن ) .
والحقيقة أنُّو هذا الحديث يجب أن نحفَظَه جيِّدًا لكي نردَّ الشبهات التي تتكاثر أو يتكاثر إيرادها بمثل هذه المسألة ؛ هذا بيقول : مرتي مشعرانية شعرها كثيف وأنا أنفر منها ، وإلى آخره ، هذا لو تذكَّر هذا الحديث بل لو تذكَّر قوله - تعالى - : (( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )) ، وتذكَّر مع ذلك قوله - عليه السلام - : ( لعن الله النَّامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحُسْنِ ) لَكفاه دليلًا على أنه لا يجوز أن يغيِّر من خلق الله شيئًا ؛ فكيف إذا جاء التنبيه الصَّريح في العضو الذي فيه انحراف عن الاستقامة المُعتادة عند الناس ؛ ألا وهو الساق ، فيلفت النظر - عليه الصلاة والسلام - لذاك الرجل الذي يريد أن يستر عيبَ ساقَيهِ إن كان فيهما عيبٌ ، ونحن لو قلنا فيه عيب لَانتقل العيب إلى الخالق - سبحانه وتعالى - عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا .
من أجل ذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تسبُّوا الدهر ؛ فإن الله هو الدهر ) ؛ هو الذي يتصرَّف في خلقه ، كما قال - عز وجل - : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) . فحينما فاوَتَ بين الرجال والنساء ، فجعل الرجال لهم لحية والنساء ليس لهم لحية لم يكن هذا الخلق عبثًا ، حاش . كذلك لما فاوت بين الرجال أنفسهم ؛ فبعضهم جعلَ لهم لحية كثيفة لو وُزِّعت على عديد من أمثال الصِّينيين لَوَسِعَتْهم ، وناس آخرون جعل لهم لحية خفيفة وخفيفة جدًّا ، وناس آخرون جعلهم كوسج لا لحية كالمرأة تمامًا ؛ هل ترى من خلق الرحمن من تفاوت ؟ حاشَ لله . إذًا يجب الاستسلام لخلق الله - عز وجل - .
وقلت وأنا مع بعض الإخوان قريبًا ولو طال السؤال قليلًا ففيه عبرة ؛ قلت : هذا الإنسان الذي يرى لحيته - كما قال السَّائل - وصلت إلى عينيه يحجر عينيه ؛ هذا الإنسان ما واجبه إسلاميًّا إذا ما وَقَفَ أمام المرآة ؟ المسلم الصادق في إيمانه وإسلامه يقول في هذه الحالة إذا نظر في المرآة إلى شخصه يقول : " اللهم كما حسَّنْتَ خَلقي فحسِّنْ خُلُقي " ؛ فهل يقول هذا الذي لا يعجبه مظهره إما أنها لحية كثَّة أو أنها زغبرة ناعمة فلتانة شوية من هون وشوية من هون ؛ هل هذا يقول : ما حسَّنت خلقي ؟ ذلك هو الكفر بعينه ؛ لذلك على المؤمنين أن يؤمنوا بالله حقًّا وصدقًا ، وأثر ذلك في منطلقهم في حياتهم أن يُسلِّموا لخلق الله تسليمًا كما يفعلون تمامًا في شرع الله ، فخلق الله مصدره هو كشرع الله مصدره هو ؛ فكما أنه لا يجوز أن يخالف شرع الله ؛ فكذلك لا يجوز له أن يتقصَّدَ مخالفة سنة الله ؛ سنة الله في خلقه ، (( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )) .
نعم .
الشيخ : لا يجوز للمسلم أن يأخذ من لحيته إلا بالمقدار الذي سمح الشارع الحكيم به ، والذي جاء من فعل أحد الصحابة الذين رَوَوا قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( حفُّوا الشارب ، وأعفوا اللحى ) أنه كان يأخذ هذا الصحابي وهو عبد الله بن عمر ما دون القبضة ما تحت القبضة ، أما ما سوى ذلك فهو خلاف السنة مهما كانت لحية الرجل تعجبه أو لا تعجبه ، تعجب غيره أو لا تعجبه ، كلُّ خلق الله - عز وجل - كما جاء في الحديث الصحيح حينما رأى رجلًا يمشي وإزاره طويل ، فأمره بأن لا يُطيلَ إزاره ، وأن يجعله إلى نصف الساق ، واعتلَّ بأنَّ في ساقَيه انحناء ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ خلق الله حسن ) .
والحقيقة أنُّو هذا الحديث يجب أن نحفَظَه جيِّدًا لكي نردَّ الشبهات التي تتكاثر أو يتكاثر إيرادها بمثل هذه المسألة ؛ هذا بيقول : مرتي مشعرانية شعرها كثيف وأنا أنفر منها ، وإلى آخره ، هذا لو تذكَّر هذا الحديث بل لو تذكَّر قوله - تعالى - : (( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )) ، وتذكَّر مع ذلك قوله - عليه السلام - : ( لعن الله النَّامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحُسْنِ ) لَكفاه دليلًا على أنه لا يجوز أن يغيِّر من خلق الله شيئًا ؛ فكيف إذا جاء التنبيه الصَّريح في العضو الذي فيه انحراف عن الاستقامة المُعتادة عند الناس ؛ ألا وهو الساق ، فيلفت النظر - عليه الصلاة والسلام - لذاك الرجل الذي يريد أن يستر عيبَ ساقَيهِ إن كان فيهما عيبٌ ، ونحن لو قلنا فيه عيب لَانتقل العيب إلى الخالق - سبحانه وتعالى - عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا .
من أجل ذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تسبُّوا الدهر ؛ فإن الله هو الدهر ) ؛ هو الذي يتصرَّف في خلقه ، كما قال - عز وجل - : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) . فحينما فاوَتَ بين الرجال والنساء ، فجعل الرجال لهم لحية والنساء ليس لهم لحية لم يكن هذا الخلق عبثًا ، حاش . كذلك لما فاوت بين الرجال أنفسهم ؛ فبعضهم جعلَ لهم لحية كثيفة لو وُزِّعت على عديد من أمثال الصِّينيين لَوَسِعَتْهم ، وناس آخرون جعل لهم لحية خفيفة وخفيفة جدًّا ، وناس آخرون جعلهم كوسج لا لحية كالمرأة تمامًا ؛ هل ترى من خلق الرحمن من تفاوت ؟ حاشَ لله . إذًا يجب الاستسلام لخلق الله - عز وجل - .
وقلت وأنا مع بعض الإخوان قريبًا ولو طال السؤال قليلًا ففيه عبرة ؛ قلت : هذا الإنسان الذي يرى لحيته - كما قال السَّائل - وصلت إلى عينيه يحجر عينيه ؛ هذا الإنسان ما واجبه إسلاميًّا إذا ما وَقَفَ أمام المرآة ؟ المسلم الصادق في إيمانه وإسلامه يقول في هذه الحالة إذا نظر في المرآة إلى شخصه يقول : " اللهم كما حسَّنْتَ خَلقي فحسِّنْ خُلُقي " ؛ فهل يقول هذا الذي لا يعجبه مظهره إما أنها لحية كثَّة أو أنها زغبرة ناعمة فلتانة شوية من هون وشوية من هون ؛ هل هذا يقول : ما حسَّنت خلقي ؟ ذلك هو الكفر بعينه ؛ لذلك على المؤمنين أن يؤمنوا بالله حقًّا وصدقًا ، وأثر ذلك في منطلقهم في حياتهم أن يُسلِّموا لخلق الله تسليمًا كما يفعلون تمامًا في شرع الله ، فخلق الله مصدره هو كشرع الله مصدره هو ؛ فكما أنه لا يجوز أن يخالف شرع الله ؛ فكذلك لا يجوز له أن يتقصَّدَ مخالفة سنة الله ؛ سنة الله في خلقه ، (( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )) .
نعم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 167
- توقيت الفهرسة : 00:11:32
- نسخة مدققة إملائيًّا