هل يشترط للإمام في الصلاة أن يكون ملتحيًا ؟
A-
A=
A+
الشيخ : يقول السَّائل : هل يُشترط للإمام في الصلاة أن يكون ملتحيًا ؟
نقول : لا يُشترط لصحة الصلاة أن يكون ملتحيًا ، لكني كنت أتمنَّى أن يكون السؤال كالآتي : هل يشترط في إيمان المسلم أن يكون ملتحيًا ؟ هكذا ينبغي أن يكون السؤال .
وطبعًا مَن كان منكم لا يزال مُبتَلًى بهذه المعصية فلا يشكلَنْ عليه تحويل السؤال على النحو السابق ، إلا مَن كان يرى أن الإيمان لا يقبل الزيادة ، فحينئذٍ يفهم أنُّو هذا السؤال معناه أنُّو حليق اللحية خارج من الإيمان فليس بمسلم ، لكن إذا علمْتُم أن الإيمان يقبل الزيادة وأنه مراتب لا يعلمها إلا الله - عز وجل - فحينئذٍ تفهمون الفهم الصحيح ؛ وهو أنَّ مَن كان حليقًا فإيمانه ناقص بحيث يمكن إذا كان لنا أن نقيسَ على بعض تعابير الرسول - عليه السلام - يمكننا أن نقول : لا إيمان له ، لكن ليس لنا مثل هذا القياس ، والمقيس عليه هو قول الرسول - عليه السلام - : ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانة له ، ولا دينَ لِمَن لا عهد له ) .
ففي هذا الحديث نفى الرسول - عليه السلام - الإيمان عمَّن لا أمانة له ؛ لا يؤدِّي الأمانات إلى أهلها ، وهو يعني الإيمان الكامل الذي إذا تحقَّقَ به صاحبه كان ذلك بشيرًا له بأنه من أهل الجنة ، أما إن نقص عن ذلك فهو يستحقُّ دخول النار ، أما هل يدخلها أو لا ؟ هذا أمره إلى الله وحسابه عند الله ؛ لذلك نقول : حلق اللحية معصية كبيرة ، فهي وإن لم تكن شرطًا من شروط صحة الصلاة ؛ لأن كون الشيء شرطًا من شروط صحة الصلاة قد يتوهَّم بعض الناس أنه أمر كبير ؛ مع أن العكس هو الصواب ؛ كون الشيء شرطًا من شروط الإيمان الكامل أخطر من أن يكون شرطًا من شروط صحة الصلاة ، - مثلًا - يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يصلينَّ أحدكم وليس على عاتقَيه من ثوبه شيء ) ؛ لو صلى إنسان عاري نصف البدن الأعلى هذا معروف عند جميع الناس إلا أهل العلم بالحديث أنُّو هذا لا شيء عليه ؛ لأنه صلى ساتر العورة ، لكن الرسول - عليه السلام - يُلفِتُ النظر إلى أن في الصلاة شيء آخر يليق بالصلاة ، وهو أن يستر القسم الأعلى من بدنه - أيضًا - كما قال : ( مَن وَجَدَ إزارًا ورداءً فليتَّزِرْ وليرتَدِ ؛ فإنَّ الله أحقُّ أن يُتزيَّنَ له ) ، لكن هذا الرجل لو خرج يمشي في الطريق مكشوف القسم الأعلى ما عليه بأس إطلاقًا من الناحية الإسلامية ، أما العرف فإذا خرجتَ أنتَ الرجل مكشوف القسم الأعلى وهو ليس بعورة عيَّرك الناس حتى النساء ، أما إذا خرجْنَ هنَّ مكشوفات القسم الأدنى فلا بأس ، وهيك موضة !!
المهم فهذا الكشف خارج الصلاة لا بأس فيه ، فإذا كان هناك حكم عام يتعلَّق بالمسلم خارج الصلاة لا يجوز أن يكون حليقًا فحينئذٍ هذا الحكم أخطر من أن يكون شرط من شروط الصلاة ؛ يعني لو كان لا يجوز للمسلم أن يمشي مكشوف القسم الأعلى هذا أخطر وأشد في الحكم مما هو عليه الآن لا يجوز هكذا أن يصلي ، لكن يجوز أن يمشي هكذا ؛ ولذلك فيجب أن نتنبَّهَ للأمور ونضعها في مواضعها ، فحلق اللحية ليس خاصًّا بالصلاة ، بل هي معصية خارج الصلاة وداخل الصلاة ، لكن الإنسان لو صلى وهو حليق صلاته صحيحة ، كما أنُّو إيمانه صحيح ، لكن إيمانه ناقص ، صلاته ناقصة بطبيعة الحال .
ولذلك فنحن نغتنمها فرصة ونذكِّر المُبتلين بأن يحاولوا الخلاص من هذه المصيبة ؛ لأنها مصيبة الدهر ، والواقع لا يشعر بقباحَتِها إلا الذين عافاهم الله - عز وجل - ممَّا ابتلى به غيرهم . إن أخطر ما يُخشى على جماهير المبتلين بهذه المعصية أنه لم يبقَ عندهم حتى المرتبة الأخيرة من مراتب إنكار المنكر ؛ لأنه مات حسُّهم بأن هذه معصية قال - عليه السلام - كما تعلمون جميعًا : ( مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ؛ فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) . فإذا مات القلب ولم يعد يحسُّ بأن هذه معصية فليس من وراء ذلك ذرَّة من إيمان كما جاء في حديث آخر ؛ لذلك أرجو أن يبادِرَ المُبتلون إلى طاعة الله والرسول والخلاص من هذه الموبقة والمعصية .
نقول : لا يُشترط لصحة الصلاة أن يكون ملتحيًا ، لكني كنت أتمنَّى أن يكون السؤال كالآتي : هل يشترط في إيمان المسلم أن يكون ملتحيًا ؟ هكذا ينبغي أن يكون السؤال .
وطبعًا مَن كان منكم لا يزال مُبتَلًى بهذه المعصية فلا يشكلَنْ عليه تحويل السؤال على النحو السابق ، إلا مَن كان يرى أن الإيمان لا يقبل الزيادة ، فحينئذٍ يفهم أنُّو هذا السؤال معناه أنُّو حليق اللحية خارج من الإيمان فليس بمسلم ، لكن إذا علمْتُم أن الإيمان يقبل الزيادة وأنه مراتب لا يعلمها إلا الله - عز وجل - فحينئذٍ تفهمون الفهم الصحيح ؛ وهو أنَّ مَن كان حليقًا فإيمانه ناقص بحيث يمكن إذا كان لنا أن نقيسَ على بعض تعابير الرسول - عليه السلام - يمكننا أن نقول : لا إيمان له ، لكن ليس لنا مثل هذا القياس ، والمقيس عليه هو قول الرسول - عليه السلام - : ( لا إيمانَ لِمَن لا أمانة له ، ولا دينَ لِمَن لا عهد له ) .
ففي هذا الحديث نفى الرسول - عليه السلام - الإيمان عمَّن لا أمانة له ؛ لا يؤدِّي الأمانات إلى أهلها ، وهو يعني الإيمان الكامل الذي إذا تحقَّقَ به صاحبه كان ذلك بشيرًا له بأنه من أهل الجنة ، أما إن نقص عن ذلك فهو يستحقُّ دخول النار ، أما هل يدخلها أو لا ؟ هذا أمره إلى الله وحسابه عند الله ؛ لذلك نقول : حلق اللحية معصية كبيرة ، فهي وإن لم تكن شرطًا من شروط صحة الصلاة ؛ لأن كون الشيء شرطًا من شروط صحة الصلاة قد يتوهَّم بعض الناس أنه أمر كبير ؛ مع أن العكس هو الصواب ؛ كون الشيء شرطًا من شروط الإيمان الكامل أخطر من أن يكون شرطًا من شروط صحة الصلاة ، - مثلًا - يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يصلينَّ أحدكم وليس على عاتقَيه من ثوبه شيء ) ؛ لو صلى إنسان عاري نصف البدن الأعلى هذا معروف عند جميع الناس إلا أهل العلم بالحديث أنُّو هذا لا شيء عليه ؛ لأنه صلى ساتر العورة ، لكن الرسول - عليه السلام - يُلفِتُ النظر إلى أن في الصلاة شيء آخر يليق بالصلاة ، وهو أن يستر القسم الأعلى من بدنه - أيضًا - كما قال : ( مَن وَجَدَ إزارًا ورداءً فليتَّزِرْ وليرتَدِ ؛ فإنَّ الله أحقُّ أن يُتزيَّنَ له ) ، لكن هذا الرجل لو خرج يمشي في الطريق مكشوف القسم الأعلى ما عليه بأس إطلاقًا من الناحية الإسلامية ، أما العرف فإذا خرجتَ أنتَ الرجل مكشوف القسم الأعلى وهو ليس بعورة عيَّرك الناس حتى النساء ، أما إذا خرجْنَ هنَّ مكشوفات القسم الأدنى فلا بأس ، وهيك موضة !!
المهم فهذا الكشف خارج الصلاة لا بأس فيه ، فإذا كان هناك حكم عام يتعلَّق بالمسلم خارج الصلاة لا يجوز أن يكون حليقًا فحينئذٍ هذا الحكم أخطر من أن يكون شرط من شروط الصلاة ؛ يعني لو كان لا يجوز للمسلم أن يمشي مكشوف القسم الأعلى هذا أخطر وأشد في الحكم مما هو عليه الآن لا يجوز هكذا أن يصلي ، لكن يجوز أن يمشي هكذا ؛ ولذلك فيجب أن نتنبَّهَ للأمور ونضعها في مواضعها ، فحلق اللحية ليس خاصًّا بالصلاة ، بل هي معصية خارج الصلاة وداخل الصلاة ، لكن الإنسان لو صلى وهو حليق صلاته صحيحة ، كما أنُّو إيمانه صحيح ، لكن إيمانه ناقص ، صلاته ناقصة بطبيعة الحال .
ولذلك فنحن نغتنمها فرصة ونذكِّر المُبتلين بأن يحاولوا الخلاص من هذه المصيبة ؛ لأنها مصيبة الدهر ، والواقع لا يشعر بقباحَتِها إلا الذين عافاهم الله - عز وجل - ممَّا ابتلى به غيرهم . إن أخطر ما يُخشى على جماهير المبتلين بهذه المعصية أنه لم يبقَ عندهم حتى المرتبة الأخيرة من مراتب إنكار المنكر ؛ لأنه مات حسُّهم بأن هذه معصية قال - عليه السلام - كما تعلمون جميعًا : ( مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ؛ فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) . فإذا مات القلب ولم يعد يحسُّ بأن هذه معصية فليس من وراء ذلك ذرَّة من إيمان كما جاء في حديث آخر ؛ لذلك أرجو أن يبادِرَ المُبتلون إلى طاعة الله والرسول والخلاص من هذه الموبقة والمعصية .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 162
- توقيت الفهرسة : 00:23:29
- نسخة مدققة إملائيًّا