أضرار المشاركة في البرلمانات ومنها حلق اللحية.؟
A-
A=
A+
الشيخ : نعود إلى السؤال السابق وهو أمر يبتلى به كثير من الملتزمين للسنة, الملتزمون للسنة بل للواجب في هذا الزمان قلة وبخاصة عند أولئك الذين يريدون تحقيق الدولة المسلمة بطريق الدخول في البرلمانات أكثرهم تجدهم كالنصارى, حليقي اللحى ومن يكون منهم ذو لحية على السنة يعني قبضة فهو يضطر أن يشذب منها وأن يأخذ منها, وأن يأخذ منها حتى تكون على مذهب عامة السوريين " خير الذقون إشارة تكون " , إشارة تكون هذا كله مسايرة للجو الذي ينتمون إليه بقصد إقامة الدولة المسلمة فكثير من المسلمين أو أكثر المسلمين اليوم لا يلتحون متأثرين بالثقافة الغربية والعادات الغربية الكافرة, قليل منهم (( وقليل من عبادي الشكور )) من يطبق قوله عليه السلام: ( وأعفوا اللحى ) أي لا يحلقونها لكن هؤلاء الذين لا يحلقون اللحى طرفان على طرفي نقيض, كما قلنا آنفا في بعض الأصناف التي سبق ذكرها طرف منهم يطلقونها إطلاقا تاما, مهما طالت حتى لو جرها على الأرض بزعم أن الرسول قال: ( أعفوا اللحى ) نصا مطلقا وناس آخرون وهم الأكثرون ممن نجوا من مصيبة الحلق, نجوا من مصيبة الحلق ولكن يريدون أن يساددوا وأن يقاربوا في المجتمع الذي يعيشون فيه .
نحن نرى في بعض الأحزاب ولست الآن بحاجة إلى أن أسمي لا تجد فيهم لا لحية شرعية, تجد فيهم أصحاب لحى لكن إما على مذهب عامة السوريين أو أرقى قليلا لكن لا يجعل لحيته على السنة التي هي القبضة كما سيأتي بيانه حتى لا يقال إنه هذا من المتشددين أو كما يقولون اليوم من الأصوليين, وهذا اسم جديد, من ابتكره؟ الكفار هذول مشان يضللوا الناس جميعا ما بين مسلمين وما بين كافرين.
المسلم الذي يريد أن يحقق في نفسه قول ربه: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) ما بيعالج هذه الأسوة بأنصاف الحلول فهو يعلم مثلا أن السلف الصالح الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأعينهم وعاشروه كثيرا وكثيرا في مجالسهم معه أن الرسول عليه السلام ما كان يتخذ لحية طولها نصف سنتي أو ستني أو سنتيين إنما كانت لحيته جليلة وجاء تحديد هذا بعمل السلف الصالح, ابن عمر وأبي هريرة وعطاء بن أبي رباح وأمثال هؤلاء السلف .
المسلم إذن هو الذي يسلم قيادة عقله وتفكيره وعواطفه وشهواته تسليما عاما لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكن هذا التسليم وهنا أمر هام جدا وإن كان سبق بيانه في مسألة التصفية والتربية, هذا التسليم إنما يكون مقرونا بالعلم, وأي علم؟ العلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة, كيف نعرف كيف كان السلف؟ هل كانوا يطيلون لحاهم مهما طالت؟ ولو جرت على الأرض, نحن رأينا صور اللحية أطول من صاحبها, أرأيتم هذا؟ ما رأيتم, هذا من عجائب خلق الله, اللحية أطول من صاحبها, لماذا؟ لأنه طول الرأس قد إيش عشرين سنتي خمس, عشرين سنتي هو بيجر لحيته عشرات السنتيات على الأرض فلحيته أطول من قامته, هذا طبعا ليس مسلما لكن هو فعل هذا من باب كسب المادة, عجائب المخلوقات, ما سمعتم بهذا اليوم, بعض الأوروبيين الذين يعرفون كيف تأكل الكتف وكيف يجمع المال بيجيبوا مخلوق غريب جدا سواء كان إنسانا أو حيوانا, يجيبوا إنسان قزم وبيعرضوه وبيفتحوا مجال للإطلاع على هذا المخلوق العجيب مقابل إيش؟ الدخول كذا دينار أو درهم أو ما شابه ذلك.
فهذا رجل أطال لحيته حتى فاقت قامته, ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام.
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
( وأعفوا اللحى ) ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام: ( وأعفوا اللحى ) أي من ناحيتين السلبية والإيجابية, هل المقصود بها اعفاؤها حتى يجرها صاحبها أرضا أو المقصود بها اعفاءها على كيفه؟ لا هذا ولا هذا, فلا يجوز الإعفاء المطلق بحيث أنه تملأ صدره وبطنه وقد يجرها أرضا كما ذكرنا آنفا, ولا هو إعفاء بقدر ما يحلو للإنسان المسلم, لا ليس هذا ولا هذا وإنما و يسلموا تسليما .
أنتم ترون الآن في بعض البلاد الإسلامية اللحية صارت عبارة عن دمغة دمغة في أسفل الذقن وصار شعار لطائفة من العرب أو لشعب من الشعوب العربية, هذه مو لحية يا جماعة, كلها محلوقة هكذا وما بقي إلا دمغة سوداء ها هنا, هذا ليس هو المقصود بإعفاء اللحية ثم صور ما شئت طلعت لفوق إلخ, صار المقياس نص سنتي أو سنتي, المهم لا ينبغي للمسلم أن يتبع هواه وإنما يستسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذن من الضروري أن نعرف كيف كانت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يعفيها حقا مطلقا ؟
أم كان يأخذ منها؟ لا ندري.
إذا وقفنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اتخذنا الوسائط الذين رأوا رسول الله سبيلا لمعرفة ما كان عليه رسول الله لا ندري كان يأخذ أو لا يأخذ لكن هل هذا الموقف السلبي هو الذي ينبغي أن يقفه المسلم ليعرف هذه الحقيقة أم يستعين بمعرفتها من كان يحيى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دهرا طويلا, هذا هو السبيل.
فالآن جاء السؤال وقد عرف من طرحه أن ابن عمر كان يأخذ من لحيته إذن ابن عمر يأخذ من لحيته مطلقا؟ الجواب لا كان يأخذ ما دون القبضة, ما طال عن القبضة قصها .
ترى ابن عمر الذي يضرب به المثل في مبالغته في متابعته لنبيه الله صلى الله عليه وآله وسلم, ترى هل يأخذ من لحيته دون أن يرى نبيه وقدوته وأسوته يفعل ذلك؟ هذا لا يمكن, يمكن لواحد منا له شيخ محترم بيتساهل أنه ما يتشبه فيه, لأنه ليس معصوما أما النبي المعصوم يعيش معه أصحابه الذين هم كانوا يفدونه بكل عزيز لديهم وبخاصة ابن عمر هذا الذي جاءت عنه روايات عجيبة, تارة يرى قميصه في الشتاء البارد مفكوك الأزرار, لماذا أنت يا ابن عمر هكذا ؟ رأيت رسول الله هكذا.
يأتي إلى شجرة فيصب فيها الماء لماذا ؟ رأيت رسول الله صب فيه الماء, يأخذ ناقته ويطوف بها في مكان لماذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سبحان الله هذه أعمال تدخل في قسم العادات لما درسنا هناك على السطح هذه ما لها علاقة بالعبادة لكن لغلبة حبه للرسول صلى الله عليه وسلم صار يتابعه حتى في أمور العادات كذلك مثلا أنس بن مالك بيقول دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم على طعام من دباء. تعرفون الدباء؟
السائل : القرع .
الشيخ : آه القرع كويس, قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء يعني هذا الطبيخ فيه دباء وفيه لحم مثلا فيه ربما خضرا أخرى مش مذكور لكن قوله رأيته يتتبع الدباء معناه فيه شيء ثاني قال فلما رأيته يتتبع الدباء أخذت أنا أجمع الدباء وأضعه أمام الرسول عليه السلام وهذا من إكرام هذا الصحابي الجليل لنبيه الكريم, ماذا قال أنس؟ قال فلم أزل أحب الدباء من يوم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الدباء, ترى إذا كان الصحابة هكذا ونجد بن عمر يأخذ من لحيته ونفترض أن نبيه ما كان يأخذ من لحيته مستحيل هذا أن يقع ثم نقول لا مش مستحيل هو مش معصوم هو إنسان يخطئ ويصيب, طيب هذا احتمال ولو كان احتمالا واهيا جدا في نقدي وفي رأيي لكن ليس هو وحيدا في هذا المجال معه أبو هريرة رضي الله عنه أيضا كان يأخذ من لحيته, وهذه أخبار صحيحة لكن قبل, قبل أن أمضي ما يروى عن ابن عمر يروى بصفتين اثنين, الصفة الأولى أنه كان يأخذ من لحيته في الحج والعمرة هذا صحيح لكن هذا لا يعني كما أنه أحدنا بيحج أو بيعتمر بيحلق رأسه هذا مش معناه أنه ما يحلق رأسه البتة أو بيقصر من شعره هذا مش معناه أنه ما بيقصر من شعره البتة لكن هذا يعتبر هناك منسكا من المناسك ولذلك يحافظ أي حاج إما على الحلق وهو أفضل أو على القصر وهو الجائز المفضول, إذن الرواية التي تقول أن ابن عمر إذا حج أو اعتمر لا يعني أنه كان إذا لم يحج ولم يعتمر لا يأخذ لا والدليل أنه جاء في رواية أخرى عنه صحيحة أنه كان يأخذ ما دون القبضة مطلقا فيكون الرواية التي فيها الحج والعمرة من بيان كما يقول الشوكاني في بعض المسائل غير هذه أنه هذا جزء من ذاك, لأنه أن يأخذ بمناسبة الحج والعمرة هو جزء من الأخذ كما قلنا نحن من شعرنا سواء في موسم الحج أو غير موسم الحج ثم يأتي بعد هذا التوضيح عن أبي هريرة الإطلاق وليس التقييد بالحج والعمرة ثم يأتي عن بعض السلف وهذا مذكور في تفسير بن جرير الطبري أنهم كانوا يأخذون من لحيتهم بل يروي أبو بكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان وأنا رأيته في الكتاب مخطوطا والآن طبع والحمد لله يروي بسنده الصجيح عن إبراهيم بن يزيد النخعي وهو تابعي يقول كانوا يأخذون من لحيتهم ومن العجيب أننا لا نرى عكس هذه الروايات كلها عن أحد من الصحابة أنه كان لا يأخذ من لحيته لا نجد هذا إطلاقا, فإذن خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط, لا نقول بأنه ينبغي إطلاق اللّحية على طولها مهما بارك الله عزّ وجل فيها أو أن نأخذ منها على كيفنا لأن المقصود أن نحقق قوله تبارك وتعالى: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذا هو الجواب عن ذاك السؤال علما بأن مثل هذا الجواب مسطور من قريب لكن أظن كما يقول بعض أصحابنا أنه مهما تكرر السؤال وتكرر الجواب لا بد ما يكون في فائدة جديدة.
السائل : ... .
الشيخ : الله يحفظك .
نحن نرى في بعض الأحزاب ولست الآن بحاجة إلى أن أسمي لا تجد فيهم لا لحية شرعية, تجد فيهم أصحاب لحى لكن إما على مذهب عامة السوريين أو أرقى قليلا لكن لا يجعل لحيته على السنة التي هي القبضة كما سيأتي بيانه حتى لا يقال إنه هذا من المتشددين أو كما يقولون اليوم من الأصوليين, وهذا اسم جديد, من ابتكره؟ الكفار هذول مشان يضللوا الناس جميعا ما بين مسلمين وما بين كافرين.
المسلم الذي يريد أن يحقق في نفسه قول ربه: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) ما بيعالج هذه الأسوة بأنصاف الحلول فهو يعلم مثلا أن السلف الصالح الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأعينهم وعاشروه كثيرا وكثيرا في مجالسهم معه أن الرسول عليه السلام ما كان يتخذ لحية طولها نصف سنتي أو ستني أو سنتيين إنما كانت لحيته جليلة وجاء تحديد هذا بعمل السلف الصالح, ابن عمر وأبي هريرة وعطاء بن أبي رباح وأمثال هؤلاء السلف .
المسلم إذن هو الذي يسلم قيادة عقله وتفكيره وعواطفه وشهواته تسليما عاما لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكن هذا التسليم وهنا أمر هام جدا وإن كان سبق بيانه في مسألة التصفية والتربية, هذا التسليم إنما يكون مقرونا بالعلم, وأي علم؟ العلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة, كيف نعرف كيف كان السلف؟ هل كانوا يطيلون لحاهم مهما طالت؟ ولو جرت على الأرض, نحن رأينا صور اللحية أطول من صاحبها, أرأيتم هذا؟ ما رأيتم, هذا من عجائب خلق الله, اللحية أطول من صاحبها, لماذا؟ لأنه طول الرأس قد إيش عشرين سنتي خمس, عشرين سنتي هو بيجر لحيته عشرات السنتيات على الأرض فلحيته أطول من قامته, هذا طبعا ليس مسلما لكن هو فعل هذا من باب كسب المادة, عجائب المخلوقات, ما سمعتم بهذا اليوم, بعض الأوروبيين الذين يعرفون كيف تأكل الكتف وكيف يجمع المال بيجيبوا مخلوق غريب جدا سواء كان إنسانا أو حيوانا, يجيبوا إنسان قزم وبيعرضوه وبيفتحوا مجال للإطلاع على هذا المخلوق العجيب مقابل إيش؟ الدخول كذا دينار أو درهم أو ما شابه ذلك.
فهذا رجل أطال لحيته حتى فاقت قامته, ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام.
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
( وأعفوا اللحى ) ترى هذا هو المقصود من قوله عليه السلام: ( وأعفوا اللحى ) أي من ناحيتين السلبية والإيجابية, هل المقصود بها اعفاؤها حتى يجرها صاحبها أرضا أو المقصود بها اعفاءها على كيفه؟ لا هذا ولا هذا, فلا يجوز الإعفاء المطلق بحيث أنه تملأ صدره وبطنه وقد يجرها أرضا كما ذكرنا آنفا, ولا هو إعفاء بقدر ما يحلو للإنسان المسلم, لا ليس هذا ولا هذا وإنما و يسلموا تسليما .
أنتم ترون الآن في بعض البلاد الإسلامية اللحية صارت عبارة عن دمغة دمغة في أسفل الذقن وصار شعار لطائفة من العرب أو لشعب من الشعوب العربية, هذه مو لحية يا جماعة, كلها محلوقة هكذا وما بقي إلا دمغة سوداء ها هنا, هذا ليس هو المقصود بإعفاء اللحية ثم صور ما شئت طلعت لفوق إلخ, صار المقياس نص سنتي أو سنتي, المهم لا ينبغي للمسلم أن يتبع هواه وإنما يستسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذن من الضروري أن نعرف كيف كانت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يعفيها حقا مطلقا ؟
أم كان يأخذ منها؟ لا ندري.
إذا وقفنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اتخذنا الوسائط الذين رأوا رسول الله سبيلا لمعرفة ما كان عليه رسول الله لا ندري كان يأخذ أو لا يأخذ لكن هل هذا الموقف السلبي هو الذي ينبغي أن يقفه المسلم ليعرف هذه الحقيقة أم يستعين بمعرفتها من كان يحيى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دهرا طويلا, هذا هو السبيل.
فالآن جاء السؤال وقد عرف من طرحه أن ابن عمر كان يأخذ من لحيته إذن ابن عمر يأخذ من لحيته مطلقا؟ الجواب لا كان يأخذ ما دون القبضة, ما طال عن القبضة قصها .
ترى ابن عمر الذي يضرب به المثل في مبالغته في متابعته لنبيه الله صلى الله عليه وآله وسلم, ترى هل يأخذ من لحيته دون أن يرى نبيه وقدوته وأسوته يفعل ذلك؟ هذا لا يمكن, يمكن لواحد منا له شيخ محترم بيتساهل أنه ما يتشبه فيه, لأنه ليس معصوما أما النبي المعصوم يعيش معه أصحابه الذين هم كانوا يفدونه بكل عزيز لديهم وبخاصة ابن عمر هذا الذي جاءت عنه روايات عجيبة, تارة يرى قميصه في الشتاء البارد مفكوك الأزرار, لماذا أنت يا ابن عمر هكذا ؟ رأيت رسول الله هكذا.
يأتي إلى شجرة فيصب فيها الماء لماذا ؟ رأيت رسول الله صب فيه الماء, يأخذ ناقته ويطوف بها في مكان لماذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سبحان الله هذه أعمال تدخل في قسم العادات لما درسنا هناك على السطح هذه ما لها علاقة بالعبادة لكن لغلبة حبه للرسول صلى الله عليه وسلم صار يتابعه حتى في أمور العادات كذلك مثلا أنس بن مالك بيقول دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم على طعام من دباء. تعرفون الدباء؟
السائل : القرع .
الشيخ : آه القرع كويس, قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء يعني هذا الطبيخ فيه دباء وفيه لحم مثلا فيه ربما خضرا أخرى مش مذكور لكن قوله رأيته يتتبع الدباء معناه فيه شيء ثاني قال فلما رأيته يتتبع الدباء أخذت أنا أجمع الدباء وأضعه أمام الرسول عليه السلام وهذا من إكرام هذا الصحابي الجليل لنبيه الكريم, ماذا قال أنس؟ قال فلم أزل أحب الدباء من يوم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الدباء, ترى إذا كان الصحابة هكذا ونجد بن عمر يأخذ من لحيته ونفترض أن نبيه ما كان يأخذ من لحيته مستحيل هذا أن يقع ثم نقول لا مش مستحيل هو مش معصوم هو إنسان يخطئ ويصيب, طيب هذا احتمال ولو كان احتمالا واهيا جدا في نقدي وفي رأيي لكن ليس هو وحيدا في هذا المجال معه أبو هريرة رضي الله عنه أيضا كان يأخذ من لحيته, وهذه أخبار صحيحة لكن قبل, قبل أن أمضي ما يروى عن ابن عمر يروى بصفتين اثنين, الصفة الأولى أنه كان يأخذ من لحيته في الحج والعمرة هذا صحيح لكن هذا لا يعني كما أنه أحدنا بيحج أو بيعتمر بيحلق رأسه هذا مش معناه أنه ما يحلق رأسه البتة أو بيقصر من شعره هذا مش معناه أنه ما بيقصر من شعره البتة لكن هذا يعتبر هناك منسكا من المناسك ولذلك يحافظ أي حاج إما على الحلق وهو أفضل أو على القصر وهو الجائز المفضول, إذن الرواية التي تقول أن ابن عمر إذا حج أو اعتمر لا يعني أنه كان إذا لم يحج ولم يعتمر لا يأخذ لا والدليل أنه جاء في رواية أخرى عنه صحيحة أنه كان يأخذ ما دون القبضة مطلقا فيكون الرواية التي فيها الحج والعمرة من بيان كما يقول الشوكاني في بعض المسائل غير هذه أنه هذا جزء من ذاك, لأنه أن يأخذ بمناسبة الحج والعمرة هو جزء من الأخذ كما قلنا نحن من شعرنا سواء في موسم الحج أو غير موسم الحج ثم يأتي بعد هذا التوضيح عن أبي هريرة الإطلاق وليس التقييد بالحج والعمرة ثم يأتي عن بعض السلف وهذا مذكور في تفسير بن جرير الطبري أنهم كانوا يأخذون من لحيتهم بل يروي أبو بكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان وأنا رأيته في الكتاب مخطوطا والآن طبع والحمد لله يروي بسنده الصجيح عن إبراهيم بن يزيد النخعي وهو تابعي يقول كانوا يأخذون من لحيتهم ومن العجيب أننا لا نرى عكس هذه الروايات كلها عن أحد من الصحابة أنه كان لا يأخذ من لحيته لا نجد هذا إطلاقا, فإذن خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط, لا نقول بأنه ينبغي إطلاق اللّحية على طولها مهما بارك الله عزّ وجل فيها أو أن نأخذ منها على كيفنا لأن المقصود أن نحقق قوله تبارك وتعالى: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذا هو الجواب عن ذاك السؤال علما بأن مثل هذا الجواب مسطور من قريب لكن أظن كما يقول بعض أصحابنا أنه مهما تكرر السؤال وتكرر الجواب لا بد ما يكون في فائدة جديدة.
السائل : ... .
الشيخ : الله يحفظك .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 706
- توقيت الفهرسة : 00:34:40
- نسخة مدققة إملائيًّا