قراءة بعض الفقرات من المقالة والتعليق عليها .
A-
A=
A+
الشيخ : ألخِّص لكم الآن كلمات من المقال لأن المقال طويل في صفحتين ؛ لتأخذوا الفكرة الصحيحة من نفس الكلام ، بعد أن ذكر ما لخَّصته آنفًا من ضرورة أن يكون المجتمع مجتمع إسلاميًّا قال : " فلا بد من إزالة هذا الكَدَر وتقريب هذا البعد حتى يزاول قانون الأحوال الشخصية مهمَّته بمعالجة أوضاع في مناخ إسلامي ، وإذًا فلا بدَّ أن يسبق تطبيق هذا القانون تعديل الأوضاع الأسرية والاجتماعية المخالفة لتعاليم الإسلام ، ولا بد من نظرة تصحيح شمولية تهيِّئ المناخ لهذا القانون ، وهذا شأن بقية القوانين الإسلامية كالقانون الجنائي ؛ فلا يمكن أن نُقيمَ الحدود الإسلامية ما لم يتهيَّأ الجوُّ الإسلامي الذي يتنفَّس فيه أفراد المجتمع عبير الإسلام وهديه " ، ثم يقول : " وحدُّ السرقة - أيضًا - لا يمكن تطبيقه ما لم نحقِّق للفرد عملًا مناسبًا ، ونقيم التكافل بين أفراد المجتمع بأخذ الزكاة من الأغنياء وإعطائها للفقراء ، ويُقضى على البطالة المكشوفة والمقنَّعة ، فتمهيد المناخ شرط لتطبيق الأحكام " . هذا فذلكة الموضوع في السطر الأخير " فتمهيد المناخ شرط لتطبيق أحكام الإسلام " ، وذكر كمثال أنُّو لا يجوز تنفيذ حدِّ السرقة حتى نهيِّئ للناس الشيء الضروري من الحياة .
الآن لِنَعُدْ إلى منهجنا " فهم الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح " ، بدأنا نذكِّر أنُّو على رأس هذا المنهج هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ تُرى هل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فَعَلَ ما يقول هذا الكاتب مهَّد المناخ لِتُطبَّق الأحكام الإسلامية ؛ فلم يكن هناك فقراء مثلًا ؟ وإلا معروف هناك جماعة اسمهم أهل الصُّفَّة ، وهم كانوا من فقراء الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال ، ليس لهم مسكن يأوون إليه ، فكانوا يأوون إلى مكان في خارج المسجد اسمه " الصُّفَّة " ، والفقر الذي نعرفه في عهد الرسول - عليه السلام - لا يشكُّ فيه أيُّ مسلم مهما كانت سويته العلمية أو الثقافية ضحلة ، فنحن نعلم - مثلًا - أن المستوى المعيشي في عهد عمر بن الخطاب كانت خير بكثير بكثير ممَّا كان في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل اختلف تطبيق الحكم في عهده - عليه السلام - ، أُجِّل شيء من الأحكام لأن هذا المناخ لم يهيَّأ ؟!
مثلًا أنتم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي حضر مجلسًا ، جاءت إليه امرأة فعرَضَتْ نفسها على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تريد أن تهَبَ نفسها له - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يرغب فيها ، فطلب الرجل منه - عليه السلام - أن يزوِّجَها ولو بخاتم من حديد ، قال : لا أجد يا رسول الله ! قال : ( فقد زوَّجتُكَها بما معك من القرآن ) . هذا رجل فقير موجود في عهد الرسول - عليه السلام - ، العهد المدني الذي طُبِّقت فيه الأحكام الشرعية ، لماذا لم يتباطأ الرسول - عليه السلام - حتَّى تتكاثر عليه الأموال كما وقع ذلك في عهد عمر ، ويؤجِّل تطبيق هذه الحدود إلى أن يتمكَّن من تهيئة المناخ المزعوم ؟ هذا يُقال من حيث مبدؤنا ومشربنا ؛ وهو أن نفهم الإسلام على منهج السلف الصالح السلف الصالح ، السلف الصالح ما تلكَّؤوا أبدًا في تطبيق الأحكام الشرعية والحدود السماوية بسبب اختلاف ما سمَّاه بالمناخ .
ثم من ناحية نظرية هو يطلب - مثلًا - جمع الزكاة ؛ هل هذا الجمع من وظيفة الدولة أم من وظيفة الأفراد ؟ الآن نعكس نحن القضايا تمامًا ، في الإسلام الأول كان جمع الزكاة من وظيفة الدولة ، الآن تُؤلَّف الجمعيات لجمع أموال الزكاة ، فالآن هو يريد في جملة ما يريد لتهيئة المناخ المزعوم جمع الزكاة ؛ إذًا نحن نطالب الدولة بأن تجمع الزكاة ، وهذا طلب صحيح ، وهذا الطلب قد يُغنيها ويُريحها كما يريح الشعب من كثير من الأثقال المفروضة على الشعوب الإسلامية ممَّا يسمُّونه بالضَّرائب ، ونحن لا نشك أن كثيرًا من هذه الضرائب تقتضيها المصلحة ، ولكن أية مصلحة يُراد تحقيقها بسبيل مُحدَث وهناك سُبُل مشروعة في الكتاب والسنة ؛ فلا يجوز حينَ ذاك الأخذ بهذا السبيل المُحدَث بحجة أنه من المصالح المرسلة .
الآن لِنَعُدْ إلى منهجنا " فهم الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح " ، بدأنا نذكِّر أنُّو على رأس هذا المنهج هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ تُرى هل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فَعَلَ ما يقول هذا الكاتب مهَّد المناخ لِتُطبَّق الأحكام الإسلامية ؛ فلم يكن هناك فقراء مثلًا ؟ وإلا معروف هناك جماعة اسمهم أهل الصُّفَّة ، وهم كانوا من فقراء الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال ، ليس لهم مسكن يأوون إليه ، فكانوا يأوون إلى مكان في خارج المسجد اسمه " الصُّفَّة " ، والفقر الذي نعرفه في عهد الرسول - عليه السلام - لا يشكُّ فيه أيُّ مسلم مهما كانت سويته العلمية أو الثقافية ضحلة ، فنحن نعلم - مثلًا - أن المستوى المعيشي في عهد عمر بن الخطاب كانت خير بكثير بكثير ممَّا كان في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهل اختلف تطبيق الحكم في عهده - عليه السلام - ، أُجِّل شيء من الأحكام لأن هذا المناخ لم يهيَّأ ؟!
مثلًا أنتم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي حضر مجلسًا ، جاءت إليه امرأة فعرَضَتْ نفسها على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تريد أن تهَبَ نفسها له - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يرغب فيها ، فطلب الرجل منه - عليه السلام - أن يزوِّجَها ولو بخاتم من حديد ، قال : لا أجد يا رسول الله ! قال : ( فقد زوَّجتُكَها بما معك من القرآن ) . هذا رجل فقير موجود في عهد الرسول - عليه السلام - ، العهد المدني الذي طُبِّقت فيه الأحكام الشرعية ، لماذا لم يتباطأ الرسول - عليه السلام - حتَّى تتكاثر عليه الأموال كما وقع ذلك في عهد عمر ، ويؤجِّل تطبيق هذه الحدود إلى أن يتمكَّن من تهيئة المناخ المزعوم ؟ هذا يُقال من حيث مبدؤنا ومشربنا ؛ وهو أن نفهم الإسلام على منهج السلف الصالح السلف الصالح ، السلف الصالح ما تلكَّؤوا أبدًا في تطبيق الأحكام الشرعية والحدود السماوية بسبب اختلاف ما سمَّاه بالمناخ .
ثم من ناحية نظرية هو يطلب - مثلًا - جمع الزكاة ؛ هل هذا الجمع من وظيفة الدولة أم من وظيفة الأفراد ؟ الآن نعكس نحن القضايا تمامًا ، في الإسلام الأول كان جمع الزكاة من وظيفة الدولة ، الآن تُؤلَّف الجمعيات لجمع أموال الزكاة ، فالآن هو يريد في جملة ما يريد لتهيئة المناخ المزعوم جمع الزكاة ؛ إذًا نحن نطالب الدولة بأن تجمع الزكاة ، وهذا طلب صحيح ، وهذا الطلب قد يُغنيها ويُريحها كما يريح الشعب من كثير من الأثقال المفروضة على الشعوب الإسلامية ممَّا يسمُّونه بالضَّرائب ، ونحن لا نشك أن كثيرًا من هذه الضرائب تقتضيها المصلحة ، ولكن أية مصلحة يُراد تحقيقها بسبيل مُحدَث وهناك سُبُل مشروعة في الكتاب والسنة ؛ فلا يجوز حينَ ذاك الأخذ بهذا السبيل المُحدَث بحجة أنه من المصالح المرسلة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 266
- توقيت الفهرسة : 00:13:50
- نسخة مدققة إملائيًّا