الكلام عن التحايل وما يُسمَّى " الحيل الشرعية " في قضية التعامل مع البنك في البيع والشراء التي هي عين الربا ، وغيرها من أمثلة ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ولكني في الصيف الماضي كنت بـ " لندن " ، ونزلت في جمعية ... ؟
عيد عباسي : ... .
الشيخ : ... فالتقينا هناك - أيضًا - مع الشباب المسلم ، وفيهم بعض الإخوان الفلسطينيين المقيمين هناك في " أبو ظبي " ونحو تلك الجهات التي فيها اليوم من هذا ... فعرفت منه أن الجماعة لم يتخلَّصوا من الربا ولو في جانب منه ؛ ذلك أنه أخبَرَني أن هذا البنك الإسلامي هناك يُدخِلُ وسيطًا بين مَن يريد أن يشتري حاجة ودراهم عنده وبين التاجر ، مثلًا يريد سيارة ، السيارة ثمنها نقدًا بعشرين ألف مثلًا ، وتقسيطًا بعشرين زايد ألفين أو ثلاثة على حسب الجشع والطَّمع ، فالبنك يدخلُ وسيطًا بين الشاري وبين التاجر ، فهو يشتري السيارة من التاجر بعشرين ألف نقدًا ؛ لأنُّو عنده استطاعة على الدين ، ثم يُحاسب المُشترى له سيارة بعشرين ألف زايد ألفين ، ألف ... يأخذ الألفين التاجر مقابل التقسيط يأخذها هذا الوسيط ... مقابل أنه دفع المال عن هذا الشاري ، هذه قضية اسمها عندنا لف ودوران ، وهو مما حرَّمه الإسلام ؛ لأن الإسلام لا ينظر إلى الشكليات ، وإنما ينظر إلى الحقائق التي تؤدي إليها ... .
هذا يُشبه ما أخبَرَ عنه الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - عن اليهود حين قال : ( لَعَنَ الله اليهود حُرِّمت عليهم الشُّحوم ، فجَمَلوها ، ثم باعوها ، فأكلوا أثمانها ؛ فإن الله - عز وجل - إذا حرَّمَ أكلَ شيء حرَّمَ ثمنَه ) ، معنى الحديث يُشير في طرف منه إلى مثل قوله - تعالى - : (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )) ، من هذه الطَّيِّبات شحوم ... الحلال ، كان اليهود كُلِّفوا بسبب تعنُّتهم وتنطُّعهم وتشدُّدهم كُلِّفوا أن يذبحوا ذبيحة ، وأن ينتفعوا بلحمها الأحمر ، وأن يرموا بشحمها الأرض ، (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )) منها الشحوم ، فماذا فعل اليهود ؟ ولُعِنوا بسببه في جملة ما لُعِنوا ، ولكن ... كله داخل تحت باب الاحتيال ممَّا يسمَّى - مع الأسف - بين المسلمين اليوم بالحيل الشرعية ، الحيل الشرعية أصلها ومنبَعُها اليهود ؛ ذلك أنهم استحلُّوا الصيد لكن بطريقة الاحتيال يوم السبت كما هو مذكور في القرآن ، لكن استحلُّوا - أيضًا - شيئًا آخر لا يعلمه كثير من الناس وهو بيع ، وبالتالي أكل الشحوم المحرَّمة عليهم ، فيبدو أن الله - عز وجل - لما حرَّم عليهم الشحوم صبروا مدةً من الزمن ، ثم تغلَّبَ عليهم الجشع المادي الذي أصبح اليهود مضرب مثل في ذلك ، فنَفَدَ وعيلَ صبرهم ، فأخذوا هذه الشحوم ووَضَعُوها في قدور ضخمة ، وأوقدوا النار من تحتها ، فسالَتْ وأخذت شكلًا جديدًا ، قالوا : حلَّ ، ما الذي جرى ؟ آنفًا كان حرامًا ، والآن حلَّ ، ما الذي جرى ؟ لا شيء ، سوى أنه تغيَّر ، كان الشحم مجعَّد ، كان مقطَّع تقطيع غير ... إلى آخره ، وإذا به بسبب الذوبان يأخذ ... مستويًا ، هذا كل شيء حصل ، فحلَّ الشحم بزعمهم ، فباعوه وأكلوا ثمنه ، قال - عليه السلام - : ( إن الله - عز وجل - إذا حرَّم أكلَ شيء حرَّم ثمنه ) .
هذه الطريقة من الاحتيال قد وقع فيه كثير من بيوع المسلمين لا أقول حديثًا بل وقديمًا ، وباب الحيل - مع الأسف - باب من أبواب كتب الفقه اليوم ، فمن كان منكم مبتلى بقراءة أمثال هذه الكتب فسيذكر باب عنوانه : " باب الحيل " ، وتجد هناك فتاوى غريبة وعجيبة جدًّا ، أخذ منها وتأثَّر بها كثير من مشايخ المسلمين ... وأذكر أحدهم ألَّفَ رسالة ذكر فيها ونحن في موضوع الربا والتحذير مما يؤدِّي إليه قال : الحيلة في استباحة الربا إطعامًا أن ينوِيَ بذلك فيقول : لله عليَّ أنني كلَّما استقرضْتُ من إنسان قرضًا فلله عليَّ أنه أعطيه إياها ... فهو لا يتحرَّج بعد ذلك أن يستقرضَ مئة درهم ويدفع لهم مئة وخمسة ، هذا ليس ربا ، هذا وفاء بالنذر ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن نَذَرَ أن يطيعَ الله فَليُطِعْه ، ومَن نَذَرَ أن يعصِيَ الله فلا يعصِهْ ) ؛ فهذا يطيع الله ؛ لأنه يوفي بالنذر ، وهو يظنُّ أن قوله - تبارك وتعالى - : (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )) ، هو من هؤلاء ، السبب باب الحيلة !!
هذا كما قال - عليه السلام - : ( لتتَّبعنَّ سننَ مَن قلبكم شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لَدخلتُمُوه ) . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : ( فَمَن الناس ؟! ) ؛ أي : هؤلاء الذين ستستنَّون بسنَّتهم وبطريقتهم ، وفي رواية أخرى ثابتة خارج " الصحيحين " زيادة لطيفة جدًّا ، قال - عليه السلام - : "" حتى لو كان فيهم مَن يأتي امرأته على قارعة الطريـ "" عفوًا ، ( حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ) ، تزوُّج الأم من أكبر الكبائر ، فكيف وهو يزني بها وعلى قارعة الطريق ؟ لو كان فيهم من اليهود والنصارى مَن يفعل ذلك لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ، هذا من باب الاقتداء بهم ... وواقعنا أكبر دليل على أن هذا الحديث هو من وحي السماء ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ، (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .
عيد عباسي : ... .
الشيخ : ... فالتقينا هناك - أيضًا - مع الشباب المسلم ، وفيهم بعض الإخوان الفلسطينيين المقيمين هناك في " أبو ظبي " ونحو تلك الجهات التي فيها اليوم من هذا ... فعرفت منه أن الجماعة لم يتخلَّصوا من الربا ولو في جانب منه ؛ ذلك أنه أخبَرَني أن هذا البنك الإسلامي هناك يُدخِلُ وسيطًا بين مَن يريد أن يشتري حاجة ودراهم عنده وبين التاجر ، مثلًا يريد سيارة ، السيارة ثمنها نقدًا بعشرين ألف مثلًا ، وتقسيطًا بعشرين زايد ألفين أو ثلاثة على حسب الجشع والطَّمع ، فالبنك يدخلُ وسيطًا بين الشاري وبين التاجر ، فهو يشتري السيارة من التاجر بعشرين ألف نقدًا ؛ لأنُّو عنده استطاعة على الدين ، ثم يُحاسب المُشترى له سيارة بعشرين ألف زايد ألفين ، ألف ... يأخذ الألفين التاجر مقابل التقسيط يأخذها هذا الوسيط ... مقابل أنه دفع المال عن هذا الشاري ، هذه قضية اسمها عندنا لف ودوران ، وهو مما حرَّمه الإسلام ؛ لأن الإسلام لا ينظر إلى الشكليات ، وإنما ينظر إلى الحقائق التي تؤدي إليها ... .
هذا يُشبه ما أخبَرَ عنه الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - عن اليهود حين قال : ( لَعَنَ الله اليهود حُرِّمت عليهم الشُّحوم ، فجَمَلوها ، ثم باعوها ، فأكلوا أثمانها ؛ فإن الله - عز وجل - إذا حرَّمَ أكلَ شيء حرَّمَ ثمنَه ) ، معنى الحديث يُشير في طرف منه إلى مثل قوله - تعالى - : (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )) ، من هذه الطَّيِّبات شحوم ... الحلال ، كان اليهود كُلِّفوا بسبب تعنُّتهم وتنطُّعهم وتشدُّدهم كُلِّفوا أن يذبحوا ذبيحة ، وأن ينتفعوا بلحمها الأحمر ، وأن يرموا بشحمها الأرض ، (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )) منها الشحوم ، فماذا فعل اليهود ؟ ولُعِنوا بسببه في جملة ما لُعِنوا ، ولكن ... كله داخل تحت باب الاحتيال ممَّا يسمَّى - مع الأسف - بين المسلمين اليوم بالحيل الشرعية ، الحيل الشرعية أصلها ومنبَعُها اليهود ؛ ذلك أنهم استحلُّوا الصيد لكن بطريقة الاحتيال يوم السبت كما هو مذكور في القرآن ، لكن استحلُّوا - أيضًا - شيئًا آخر لا يعلمه كثير من الناس وهو بيع ، وبالتالي أكل الشحوم المحرَّمة عليهم ، فيبدو أن الله - عز وجل - لما حرَّم عليهم الشحوم صبروا مدةً من الزمن ، ثم تغلَّبَ عليهم الجشع المادي الذي أصبح اليهود مضرب مثل في ذلك ، فنَفَدَ وعيلَ صبرهم ، فأخذوا هذه الشحوم ووَضَعُوها في قدور ضخمة ، وأوقدوا النار من تحتها ، فسالَتْ وأخذت شكلًا جديدًا ، قالوا : حلَّ ، ما الذي جرى ؟ آنفًا كان حرامًا ، والآن حلَّ ، ما الذي جرى ؟ لا شيء ، سوى أنه تغيَّر ، كان الشحم مجعَّد ، كان مقطَّع تقطيع غير ... إلى آخره ، وإذا به بسبب الذوبان يأخذ ... مستويًا ، هذا كل شيء حصل ، فحلَّ الشحم بزعمهم ، فباعوه وأكلوا ثمنه ، قال - عليه السلام - : ( إن الله - عز وجل - إذا حرَّم أكلَ شيء حرَّم ثمنه ) .
هذه الطريقة من الاحتيال قد وقع فيه كثير من بيوع المسلمين لا أقول حديثًا بل وقديمًا ، وباب الحيل - مع الأسف - باب من أبواب كتب الفقه اليوم ، فمن كان منكم مبتلى بقراءة أمثال هذه الكتب فسيذكر باب عنوانه : " باب الحيل " ، وتجد هناك فتاوى غريبة وعجيبة جدًّا ، أخذ منها وتأثَّر بها كثير من مشايخ المسلمين ... وأذكر أحدهم ألَّفَ رسالة ذكر فيها ونحن في موضوع الربا والتحذير مما يؤدِّي إليه قال : الحيلة في استباحة الربا إطعامًا أن ينوِيَ بذلك فيقول : لله عليَّ أنني كلَّما استقرضْتُ من إنسان قرضًا فلله عليَّ أنه أعطيه إياها ... فهو لا يتحرَّج بعد ذلك أن يستقرضَ مئة درهم ويدفع لهم مئة وخمسة ، هذا ليس ربا ، هذا وفاء بالنذر ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن نَذَرَ أن يطيعَ الله فَليُطِعْه ، ومَن نَذَرَ أن يعصِيَ الله فلا يعصِهْ ) ؛ فهذا يطيع الله ؛ لأنه يوفي بالنذر ، وهو يظنُّ أن قوله - تبارك وتعالى - : (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )) ، هو من هؤلاء ، السبب باب الحيلة !!
هذا كما قال - عليه السلام - : ( لتتَّبعنَّ سننَ مَن قلبكم شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لَدخلتُمُوه ) . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : ( فَمَن الناس ؟! ) ؛ أي : هؤلاء الذين ستستنَّون بسنَّتهم وبطريقتهم ، وفي رواية أخرى ثابتة خارج " الصحيحين " زيادة لطيفة جدًّا ، قال - عليه السلام - : "" حتى لو كان فيهم مَن يأتي امرأته على قارعة الطريـ "" عفوًا ، ( حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمَّه على قارعة الطريق لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ) ، تزوُّج الأم من أكبر الكبائر ، فكيف وهو يزني بها وعلى قارعة الطريق ؟ لو كان فيهم من اليهود والنصارى مَن يفعل ذلك لَكان فيكم مَن يفعل ذلك ، هذا من باب الاقتداء بهم ... وواقعنا أكبر دليل على أن هذا الحديث هو من وحي السماء ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ، (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 246
- توقيت الفهرسة : 00:26:38
- نسخة مدققة إملائيًّا