بيان الغيبة الجائزة بناءً على ما ورد في الحديث السابق في الخصلة السادسة من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وهي : ( فإذا استنصَحَكَ فانصَحْه ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فالغيبة التي هي محرَّمة بالكتاب والسنة وقد وصفَها الرسول - عليه السلام - بما هو معلوم في " صحيح مسلم " : ( ذكرُكَ أخاك بما يكره) ، هذه هي الغيبة ، فذكرك أخاك بما يكره أحيانًا جائز ، بل قد يجب كما ذكرنا آنفًا ، وللعلماء بحث طويل في هذا الموضوع ، والإمام الغزَّالي في كتابه " الإحياء " له كتاب خاص في كتبه الكثيرة كتاب " ذمُّ الغيبة والنميمة " ، والإمام الشوكاني - رحمه الله - له رسالة خاصَّة في هذا الموضوع ، والمهم أن تحريم الغيبة أمرٌ مُجمَع عليه لا مجال للبحث فيه ؛ لا سيما وقد تقدَّم معنا في هذا الكتاب " الترغيب والترهيب " الموضوع بأحاديثه الصحيحة ، وإنما الغرض الآن هو بيان ما يجوز من الغيبة مما يتحرَّج منه كثير من الناس إما تورُّعًا ورعًا باردًا ، وإما جهلًا بالإسلام ؛ فهذا النوع من العلم هو الذي ينبغي نشره وإذاعته بين الناس حتى يصبح معلومًا كما الأصل في الغيبة معلومًا عند الجميع .
الأصل في الغيبة التحريم ، فلا أحد يجهل في ظنِّي من المسلمين أن استغابة المسلم للمسلم حرام ، ولكن الجماهير يجهلون أن هناك شيئًا من الغيبة تجوز ، بل قد تجب ، ههنا أدير الآن كلامي ربطًا له بموضوع قوله - عليه السلام - : ( وإذا استنصَحَكَ فانصَحْه ) ، إذا جاء - مثلًا - شخصٌ إلى رجل مسلم يسأله عن آخر ؛ إما يريد أن يشاركه مثلًا ، أو يريد أن يتزوَّج منه من أهله من بنته من أخته إلى آخره ، فيسأله : ماذا تعلم عن هذا الرجل ؟ ماذا تعلم عن أخته عن بنته ؟ فالمعتاد في مثل هذا السؤال أن يُجاب عليه باللهجة العامية المعروفة : " كلُّ الناس خير وبركة " ، وقد يعلم أن هذ المسؤول عنه ليس فيه كلُّ الخير وكل البركة ، بل قد يكون العكس من ذلك ؛ فيه كلُّ الشر ، يزعم هذا الذي يكتم الحقيقة عن هذا السَّائل المُستنصح ، أنا أريد أن أشاركه - مثلًا - بمال ؛ فهل هو أمين ؟ وقد يكون هو عامله وجَرَّبه وخبره عن قرب وكثب ، فوجده ليس أمينًا فيكتم عنه ويستر عليه ؛ بزعم أنُّو هنا تنطبق القاعدة العامة الغيبة : ( ذكرُكَ أخاك بما يكره ) .
الأصل في الغيبة التحريم ، فلا أحد يجهل في ظنِّي من المسلمين أن استغابة المسلم للمسلم حرام ، ولكن الجماهير يجهلون أن هناك شيئًا من الغيبة تجوز ، بل قد تجب ، ههنا أدير الآن كلامي ربطًا له بموضوع قوله - عليه السلام - : ( وإذا استنصَحَكَ فانصَحْه ) ، إذا جاء - مثلًا - شخصٌ إلى رجل مسلم يسأله عن آخر ؛ إما يريد أن يشاركه مثلًا ، أو يريد أن يتزوَّج منه من أهله من بنته من أخته إلى آخره ، فيسأله : ماذا تعلم عن هذا الرجل ؟ ماذا تعلم عن أخته عن بنته ؟ فالمعتاد في مثل هذا السؤال أن يُجاب عليه باللهجة العامية المعروفة : " كلُّ الناس خير وبركة " ، وقد يعلم أن هذ المسؤول عنه ليس فيه كلُّ الخير وكل البركة ، بل قد يكون العكس من ذلك ؛ فيه كلُّ الشر ، يزعم هذا الذي يكتم الحقيقة عن هذا السَّائل المُستنصح ، أنا أريد أن أشاركه - مثلًا - بمال ؛ فهل هو أمين ؟ وقد يكون هو عامله وجَرَّبه وخبره عن قرب وكثب ، فوجده ليس أمينًا فيكتم عنه ويستر عليه ؛ بزعم أنُّو هنا تنطبق القاعدة العامة الغيبة : ( ذكرُكَ أخاك بما يكره ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 177
- توقيت الفهرسة : 00:03:34
- نسخة مدققة إملائيًّا