الموضع الثاني الذي يجوز فيه الغيبة وهو المعرِّف ، وذكر الدليل على ذلك ، وبيان أنَّ ما ورد في الحديث منه .
A-
A=
A+
الشيخ : " ومعرِّفٍ " ، هذا المثال بين أيدينا الآن والأمثلة كثيرة ، الرسول - عليه السلام - سأل بعض الصحابة من بني سلمة : ( مَن سيِّدكم ؟ ) . قالوا : " جُدّ بن قيس " ، هو يسألهم ليتعرَّف ، فهم أجابوه تعريفًا له - عليه السلام - ، فقالوا : " على أنَّا نبخِّله " .
وأوضح من هذا المثال لما جاءت امرأة وقد خطبَها رجلان ، جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : يا رسول الله ، فلان وفلان خَطَبَاني . قال : ( أما ) ، هي قالت : أبو جهم . أبو جهم بالميم مش أبو جهل باللام ، أبو جهم رجل من الصحابة ، ومعاوية بن أبي سفيان كلٌّ منهما خطبَني ، فكأنها تقول : أنا محتارة ؛ يا ترى أوافق على هذا ولا على هذا ؟ وكأنها تقول للرسول - عليه السلام - : انصَحْني يا رسول الله ، قُلْ لي : هاد ولَّا هاد ؟ الرسول - عليه السلام - ما قال لها : لا خذي هذا ولا خذي هذا ، لأن المسألة حسَّاسة ؛ لأن النساء أذواقهم ومقاصدهم وغاياتهم مختلفة ، فما على الرسول - عليه السلام - غير أن يصف كلًّا من الخاطبين للمرأة المخطوبة من كلٍّ منهما ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( أما أبو جهم فرجلٌ لا يضع العصا عن عاتقه ، وأما معاوية فرجلٌ صعلوكٌ ) ، فنجد هنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثنا عيب كل واحد من الخاطبين لتلك المرأة حتى تكون على بصيرة ، وقد ذكر العلماء في تفسير كلام الرسول - عليه السلام - في أبي جهم وقوله فيه إنه : ( رجلٌ لا يضع العصا عن عاتقه ) بأن معناه أحد شيئين :
إما أنه كناية عن أنه معروف بظلمه للنساء وضربه لهنَّ ؛ لأنُّو لا يضع العصا عن عاتقه كناية عن أنه مستعدٌّ لضرب المرأة لأقلِّ خطيئة أو تكاسل أو تهاون أو ما شابه ذلك .
ومعنى آخر : قيل : ( لا يضع العصا عن عاتقه ) أنه كثير الأسفار ؛ لأنُّو هَيْ شأن العرب بيحطُّوا هالعصاية وبيحطُّوا ... على طرف العصاية بيتم ماشي في هالبراري ، لكن المعنى الأول هو الأصح الذي تبيَّن للعلماء .
( أما معاوية رجل صعلوك ) فمعناه رجل فقير ، ونحن إذا تأمَّلنا في هذَين الوصفَين لَوجدنا أن كلًّا من الرجلين لا يرضى أن يُذكر من الرسول - عليه السلام - خاصَّة بما فيه ، فأبو جهم ما يريد ينفضح أمام النساء لا سيما قدَّام خطيبته بأنُّو هو رجل ضرَّاب للنساء ، ومعاوية كمان هو يضيره ما يناسبه أن يُقال ويعرف النساء أنه رجل صعلوك فقير لا جاه له ولا قيمة له في المجتمع ؛ هذا غيبة ... ولكن مصلحة النصح كما قال - عليه السلام - في بيان حقِّ المسلم على المسلم : ( وإذا استنصَحَك فانصَحْه ) ، فواحد إجا سأل جاره أو صديقه : شو رأيك بفلان ؟ خير إن شاء الله ؟ والله بدي أشاركه ، ويعرف عنه أنُّو خاين وأنُّو غشَّاش وأنُّو كذا وكذا ؛ لازم يذكر ما فيه ؛ لأنُّو هذا الدين نصيحة ، ما يقول : هذه غيبة ؛ لا ، هذه ليست من الغيبة المحرَّمة . يا فلان شو رأيك بفلان ؟ خير إن شاء الله ؟ والله خاطب من عندنا ؛ كمان لازم تبيِّن عيوبه حتى إذا صار اتِّفاق على الخطبة يكونوا على بيِّنة من الأمر ، مو يغشهم ... والله الغيبة محرَّمة ، هذا الوصف والتعريف ولو تضمَّن غيبةً فليس حرامًا .
" القدحُ ليس بغيبَةٍ في ستَّةٍ *** متظلِّمٍ ومعرِّفٍ " هَيْ معرِّف .
وأوضح من هذا المثال لما جاءت امرأة وقد خطبَها رجلان ، جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : يا رسول الله ، فلان وفلان خَطَبَاني . قال : ( أما ) ، هي قالت : أبو جهم . أبو جهم بالميم مش أبو جهل باللام ، أبو جهم رجل من الصحابة ، ومعاوية بن أبي سفيان كلٌّ منهما خطبَني ، فكأنها تقول : أنا محتارة ؛ يا ترى أوافق على هذا ولا على هذا ؟ وكأنها تقول للرسول - عليه السلام - : انصَحْني يا رسول الله ، قُلْ لي : هاد ولَّا هاد ؟ الرسول - عليه السلام - ما قال لها : لا خذي هذا ولا خذي هذا ، لأن المسألة حسَّاسة ؛ لأن النساء أذواقهم ومقاصدهم وغاياتهم مختلفة ، فما على الرسول - عليه السلام - غير أن يصف كلًّا من الخاطبين للمرأة المخطوبة من كلٍّ منهما ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( أما أبو جهم فرجلٌ لا يضع العصا عن عاتقه ، وأما معاوية فرجلٌ صعلوكٌ ) ، فنجد هنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثنا عيب كل واحد من الخاطبين لتلك المرأة حتى تكون على بصيرة ، وقد ذكر العلماء في تفسير كلام الرسول - عليه السلام - في أبي جهم وقوله فيه إنه : ( رجلٌ لا يضع العصا عن عاتقه ) بأن معناه أحد شيئين :
إما أنه كناية عن أنه معروف بظلمه للنساء وضربه لهنَّ ؛ لأنُّو لا يضع العصا عن عاتقه كناية عن أنه مستعدٌّ لضرب المرأة لأقلِّ خطيئة أو تكاسل أو تهاون أو ما شابه ذلك .
ومعنى آخر : قيل : ( لا يضع العصا عن عاتقه ) أنه كثير الأسفار ؛ لأنُّو هَيْ شأن العرب بيحطُّوا هالعصاية وبيحطُّوا ... على طرف العصاية بيتم ماشي في هالبراري ، لكن المعنى الأول هو الأصح الذي تبيَّن للعلماء .
( أما معاوية رجل صعلوك ) فمعناه رجل فقير ، ونحن إذا تأمَّلنا في هذَين الوصفَين لَوجدنا أن كلًّا من الرجلين لا يرضى أن يُذكر من الرسول - عليه السلام - خاصَّة بما فيه ، فأبو جهم ما يريد ينفضح أمام النساء لا سيما قدَّام خطيبته بأنُّو هو رجل ضرَّاب للنساء ، ومعاوية كمان هو يضيره ما يناسبه أن يُقال ويعرف النساء أنه رجل صعلوك فقير لا جاه له ولا قيمة له في المجتمع ؛ هذا غيبة ... ولكن مصلحة النصح كما قال - عليه السلام - في بيان حقِّ المسلم على المسلم : ( وإذا استنصَحَك فانصَحْه ) ، فواحد إجا سأل جاره أو صديقه : شو رأيك بفلان ؟ خير إن شاء الله ؟ والله بدي أشاركه ، ويعرف عنه أنُّو خاين وأنُّو غشَّاش وأنُّو كذا وكذا ؛ لازم يذكر ما فيه ؛ لأنُّو هذا الدين نصيحة ، ما يقول : هذه غيبة ؛ لا ، هذه ليست من الغيبة المحرَّمة . يا فلان شو رأيك بفلان ؟ خير إن شاء الله ؟ والله خاطب من عندنا ؛ كمان لازم تبيِّن عيوبه حتى إذا صار اتِّفاق على الخطبة يكونوا على بيِّنة من الأمر ، مو يغشهم ... والله الغيبة محرَّمة ، هذا الوصف والتعريف ولو تضمَّن غيبةً فليس حرامًا .
" القدحُ ليس بغيبَةٍ في ستَّةٍ *** متظلِّمٍ ومعرِّفٍ " هَيْ معرِّف .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 160
- توقيت الفهرسة : 00:39:35
- نسخة مدققة إملائيًّا