تتمة الكلام عن الغاية من عبادة الله .
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك لابد أن أذكر الآن قصة الرهط، وفيها شيء مما يدندن أو يقترب من الدندنة حول هذا الدافع الذي أنت تتحدث عنه، ولكن لا حجة فيه، جاء رهط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجدوه، وجدوا أهله نساءه , فسألوهن عن عبادة الرسول - عليه السلام - عن قيامه في الليل، وصيامه في النهار، وقربانه من النساء؟ فقلن : إنه - عليه السلام - يقوم الليل وينام، هم كانوا يتصورون يقوم الليل كله - سمعوا خلاف ما تصوروا سيد البشر - يقوم وينام عجيبة هذه، ويصوم ويفطر، كمان كانوا يتصورون أنه صائم الدهر، وأيضا يأتي النساء، قال أنس: " فتقالوها " أي وجدوا عبادة الرسول يقوم الليل وينام، ويصوم ويفطر، ويأتي النساء، هذا قليل بالنسبة للرسول - عليه السلام - هذا حسب تصورهم، لكن عادوا يُعللون لماذا الرسول مقتصد في عبادته، لماذا يفطر ولا يصوم الدهر، وليش ينام وما يقوم الليل كله، وشو بدو بالنساء، بعض العلماء يقولوا: " ضاع العلم بين أفخاذ النساء " قالوا هذا رسول الله، هم يسألوا وهم يجاوبوا، قالوا : هذا رسول الله، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا الجواب خطير جدًا، لولا أنها هفوة يكفر صاحبها، هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كأنهم يقولون ليش الرسول يتعب حاله، يقوم الليل كله، ويصوم الدهر كله، ويترهب وما يقضي شهوته مع النساء، لماذا؟ أولاً: الله غفر له: (( إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) حط رجليه بماء بارد، وانتهى الأمر، ليش يتعب حاله؟! أما نحن - وهم يقولوا عن أنفسهم - لازم بقي نجتهد في عبادة الله، حتى يغفر الله لنا، قال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، قال الثاني: أنا أقوم الليل ولا أنام، قال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، وانصرفوا متعاهدين على هذا . شوية جاء الرسول عليه السلام ، فأخبرنه الخبر ، فدخل عليه السلام المسجد ، وخطب في الناس ، قال عليه السلام : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) ، ذكر العبادات الثلاثة ، ( أنا أصوم ولا أفطر ، أنا أقوم الليل ولا أنام ، أنا لا أتزوج النساء ) ، تمام الكلام النبوي .
وهنا الشاهد : ( أمَا إني أخشاكم لله ، وأتقاكم لله ، أما إني أصوم وأفطر ، وأقوم الليل وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
أخطؤوا حينما قالوا : " هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لذلك عبادته قليلة " ، فغفلوا عن رواية عائشة والمغيرة بن شعبة ، وغيرهما من الصحابة , نقلوا عنه عليه السلام أنهم قالوا له : ( يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ، ليش تتعب حالك ؟ ! نفس المنطق هذاك وجه به الرسول ، لماذا تتعب حالك ؟ !
قالوا : ( قام الرسول حتى تفطرت ) ، وفي رواية أخرى : ( تشققت قدماه ) ، فقالوا له : " أنت الله غفر لك " ، من أجل ماذا تتعب حالك ؟ ! قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً . ) ، ( أفلا أكون عبداً شكوراً .. )
إذا العبد حق العبد لله - عزَّ وجلّ - ليس هو الذي يقول : " ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك ، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة " ، هذا جاهل ، هذا جاهل ، وإنما العبد حق العبد هو الذي يخشى الله حق الخشية ، ويظهر أثر هذه الخشية في عبادته ، حتى لو جاءه صك من الله ، كما هو الشأن بالنسبة لرسول الله ، أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ما يتقاعس عن عبادته ، حتى تتشقق قدماه ، لماذا ؟ لأنه يستحق العبادة .
الحقيقة كلمة فلسفية دخيلة على الإسلام ، وأنا عندي علم أنه بعض الفلاسفة وفي العصر الحاضر ، وفي بعض المدارس ، كانوا ينقلون فلسفة رابعة العدوية إلى الناس من أجل صرفهم عن العبادة ، لأن العبادة هذه الله ليس بحاجة إليها ، لكن الذي يريد يعبده لا طمعاً في جنته ، ولا خوفاً من ناره ، هذا كلام لا يقوله إلا جاهل ، لِمَا ذكرته آنفاً : ( أما إني أخشاكم لله ... ) إلى آخره , ولشيء آخر وهو .؟ كيف يقول هذا القائل : لا أعبدك طمعًا في جنتك ؟ وفي وصفها يقول الرسول - عليه السلام - : ( في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) مع هذا كله إذا تجلى الله لعباده في الجنة يوم القيامة ، ينسى المؤمنون ذلك النعيم المقيم لمشاهدتهم لرب العالمين ، وهذا هو المقصود من قوله - عزَّ وجلّ - (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) الحسنى الجنة ، والزيادة هي رؤية الله في الآخرة ، الذي يقول أنا ما أطمع ما عبدتك طمعًا في جنتك ، كأنهُ يقول ما عبدتك طمعًا في رؤياك ، وهل يقول محبٌ لمحبه مثل هذا الكلام ؟ ! هذا صادر عن جهل أو عن فلسفة دخيلة في الإسلام ، وأظن أن الوقت الآن ينتهي بنا ، نعم .
وهنا الشاهد : ( أمَا إني أخشاكم لله ، وأتقاكم لله ، أما إني أصوم وأفطر ، وأقوم الليل وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
أخطؤوا حينما قالوا : " هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لذلك عبادته قليلة " ، فغفلوا عن رواية عائشة والمغيرة بن شعبة ، وغيرهما من الصحابة , نقلوا عنه عليه السلام أنهم قالوا له : ( يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ، ليش تتعب حالك ؟ ! نفس المنطق هذاك وجه به الرسول ، لماذا تتعب حالك ؟ !
قالوا : ( قام الرسول حتى تفطرت ) ، وفي رواية أخرى : ( تشققت قدماه ) ، فقالوا له : " أنت الله غفر لك " ، من أجل ماذا تتعب حالك ؟ ! قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً . ) ، ( أفلا أكون عبداً شكوراً .. )
إذا العبد حق العبد لله - عزَّ وجلّ - ليس هو الذي يقول : " ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك ، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة " ، هذا جاهل ، هذا جاهل ، وإنما العبد حق العبد هو الذي يخشى الله حق الخشية ، ويظهر أثر هذه الخشية في عبادته ، حتى لو جاءه صك من الله ، كما هو الشأن بالنسبة لرسول الله ، أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ما يتقاعس عن عبادته ، حتى تتشقق قدماه ، لماذا ؟ لأنه يستحق العبادة .
الحقيقة كلمة فلسفية دخيلة على الإسلام ، وأنا عندي علم أنه بعض الفلاسفة وفي العصر الحاضر ، وفي بعض المدارس ، كانوا ينقلون فلسفة رابعة العدوية إلى الناس من أجل صرفهم عن العبادة ، لأن العبادة هذه الله ليس بحاجة إليها ، لكن الذي يريد يعبده لا طمعاً في جنته ، ولا خوفاً من ناره ، هذا كلام لا يقوله إلا جاهل ، لِمَا ذكرته آنفاً : ( أما إني أخشاكم لله ... ) إلى آخره , ولشيء آخر وهو .؟ كيف يقول هذا القائل : لا أعبدك طمعًا في جنتك ؟ وفي وصفها يقول الرسول - عليه السلام - : ( في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) مع هذا كله إذا تجلى الله لعباده في الجنة يوم القيامة ، ينسى المؤمنون ذلك النعيم المقيم لمشاهدتهم لرب العالمين ، وهذا هو المقصود من قوله - عزَّ وجلّ - (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) الحسنى الجنة ، والزيادة هي رؤية الله في الآخرة ، الذي يقول أنا ما أطمع ما عبدتك طمعًا في جنتك ، كأنهُ يقول ما عبدتك طمعًا في رؤياك ، وهل يقول محبٌ لمحبه مثل هذا الكلام ؟ ! هذا صادر عن جهل أو عن فلسفة دخيلة في الإسلام ، وأظن أن الوقت الآن ينتهي بنا ، نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 262
- توقيت الفهرسة : 00:00:44