السائل : طيب عندي سؤال ثاني: عند جلوسنا مع بعض نذكر شخص معين فأحد الأشخاص يقوم بعمل إيماءة وإشارة معينة عند ذكر هذا الشخص يعني أنه شخص فيه ما فيه وعند سؤاله ما تعني بهذه الإشارة والإيماءة فيسكت ويقول الله يستر عليه هل من الأفضل أن يذكر ما فيه حتى يتبين للشخص السامع الإيماءة هذه حسب ما يظن الشخص المومئ بأنها عيب شرعي أو عيب معين في هذا الشخص أو من الأفضل السكوت؟
الشيخ : أولا الإيماء لا يشرع شرعا, حتى لو افترضنا أنه في إيمائه كان مخلصا فعليه أن يصرح وأن يصدع بما يعتقد ولو كان في ذلك غيبة ما لم يكن بهتا وافتراء لأن هناك في بعض الأحاديث أن رجلا في مجلس أومأ إلى الرسول عليه السلام بعينه وكان صادقا في إيمائه لكن الرسول لم يرض منه تلك الإيماءة هذا أولا وبناء على تفصيلك هل كان الأفضل أن يصرح أم لا بلا شك ينفهم الجواب من إنكاره الإيماءة, إذا كان مخلصا فذلك يتطلب التصريح باللفظ لأنه ليس قوله عليه السلام المعروف في " صحيح مسلم " وغيره ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) هذا النص الصحيح مقيد بأحاديث كثيرة وكثيرة جدا وتلخص عند العلماء من مجموع تلك النصوص أن هناك ستة خصال استثنيت من الغيبة المحرمة ثم هذه المستثنيات يجري عليها بعض الأحكام المعروفة من الجواز والاستحباب والوجوب, فقد يكون أحيانا استغابتك أخيك المسلم واجبا فضلا عن ان يكون مستحبا فضلا عن أن يكون جائزا وقد جمع ذلك بعض الفقهاء الشعراء في بيتين من الشعر فقال:
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرف ومحذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن *** طلب الإعانة في إزالة منكر " .
وما نقد الحديث ونقد رواة الحديث إلا من هذا الباب فقول الإمام الحافظ النقاد من أئمة المسلمين فلان كذاب, فلان وضاع, فلان سيء الحفظ, فلان يلقن فإذا تلقن إلى آخر العبارات الجارحة كل هذا داخل في باب الغيبة لكن لا شك أنها مستثناة من الغيبة المحرمة التي تدخل في عموم قوله عليه السلام ( ذكرك أخاك بما يكره ) على هذا إذا كان هناك في المجلس جرى حديث حول شخص أو أشخاص فأومأ أحدهم إيماءة فلا يجوز الإيماء بل عليه أن يصرح برأيه إذا كان مخلصا وإذا كان على علم بمثل هذه المراتب من المستثنيات من الغيبة المحرمة والبحث هذا طويل في الواقع وأظن أنه هناك أشرطة عند أخونا أبو أحمد أبو ليلى أكثر من مرة شرحنا الأدلة على هذه المستثنيات ويكفيكم الآن الآية المعروفة (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )) فيحب الله ذلك منه مع أنه غيبة لأنه يدخل في عموم قوله عليه السلام ( ذكرك أخاك بما يكره ) لعلي أجبتك عن سؤالك إن شاء الله.
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك.