ما حكم شرب الدخان ؟
A-
A=
A+
الشيخ : الآن ننتقل لسؤال أبو صالح .
الدخان منتشر اليوم بين المسلمين انتشار الأفيون والحشيش بين الأمريكيين ؛ شو السبب ؟ = -- وعليكم السلام -- = السبب أنُّو العلماء مش قائمين بواجبهم ، هذا إذا كان في هناك علماء حقيقة ؛ لأنُّو فيه واحد عالم يُقال عندنا في الشام أنه عالم وهو من هؤلاء الجماعة المقلدين اللي ما بيتبعوا الكتاب والسنة ؛ شافعي شافعي ، حنفي حنفي ، إلى آخره . تحت ضغط المناقشة العلمية الدقيقة الصحيحة شو قال ؟ قال : الحقيقة ما عندنا علماء اليوم ، عندنا علماء مجازًا ؛ شو معنى مجاز ؟ يعني حقيقة ما في علماء ، هذا اعترفه دكتور .
الشاهد : إذا فرضنا أنُّو في علماء في هذا العالم ، في سوريا ، في الأردن ، إلى آخره . طيب ؛ ليش ما عم يقوموا بواجب التوعية ؟ لا تأكل بالشمال - يا أخي - كُلْ باليمين من فضلك ، لا تشرب بالشمال كُلْ باليمين ؛ ليه ؟ هيك بنسمع أحيانًا الله خلق هَيْ وخلق هَيْ . بنقول له : إحنا اللي خلق هَيْ أمرك بتأكل فيها ، واللي خلق هَيْ أمرك أنك تتعاون مع هَيْ ، وأمرك أنك تستنجي بهَيْ وما تستنجي بهَيْ ، وأمرك تستنثر بهَيْ وما تستنثر بهَيْ ، شو معنى هالفلسفة أن الله خلق الاثنتين ؟ صحيح خلق الاثنتين ، لكن خلق لكل شيء شيئًا ، هذا من باب إيش ؟ فلسفة الموضوع منطقيًّا ؛ لأنه هو بيقول لك : الله خلق الاثنتين . ونحن نجاوبه الجواب ، لكن بندعم جوابنا بالنقل الصحيح عن الرسول - عليه السلام - : ( لا تأكل بالشمال ، ولا تشرب بالشمال ؛ فإنَّ الشيطان يأكل بالشمال ، ويشرب بالشمال ) ، كُلْ باليمين واشرَبْ باليمين . فلو أن العلماء قائمين بواجب التوعية ما أشوف أنا إنسان يأكل بالشمال أبدًا ؛ لأنُّو بفرد سعر أكلت بهَيْ ولَّا بهَيْ ؛ لأنه ما في هوى هون ؛ هلق قضية شرب الدخان غير هَيْ ، شرب الدخان في هوى ، في خِصام بينه وبين نفسه الأمَّارة بالسوء ، لكن بين يشرب بهالكأسة هَيْ باليمين أو يشربها باليسار فرد قيمة سواء من ناحية القوة البدنية أو من الناحية النفسية .
سائل آخر : بلاش هوى .
الشيخ : آ ، لكن شرب الدخان الحقيقة الدخان من خباثته أنُّو بيعمل بصاحبه مثل الأفيون ، بيخدّره وبيطبعه بطابع حب شرب الدخان ؛ لأنُّو فيه المادة اللي بتسمعوا فيها اللي بيسموها نيكوتين ، فهَيْ مادة مخدِّرة ، نحن - يا أبو صالح - بنقول : الدخان لا يجوز شربه بوجهٍ من الوجوه ، بل هو حرام .
سائل آخر : الدخان هذي هو اللي فيه النيكوتين ، ولَّا الدخان ... ؟
سائل آخر : كله كله .
سائل آخر : ... قصدي أنا ... بيقطفوه من هالـ ؟
الشيخ : شو الدخان الثاني ؟
سائل آخر : بيجي هذا ... على إيديهم .
الشيخ : هذا أمُّ الخبائث ، من هون إجا الدخان .
...
الشيخ : المهم الدخان .
سائل آخر : سيدي ، لو سمحت ، هون نقطة .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : تحريم قطعي ولَّا مكروه حسب ما يقولوا ؟ ناس كثيرون بيقولوا أنُّو مكروه كراهية وليس حرام .
الشيخ : لا ، يا سيدي حرام .
سائل آخر : لأنُّو علماء أو شيوخ .
الشيخ : بيقولوا مكروه .
سائل آخر : ... هم شيوخ - ولا مؤاخذة - ملتحين بالسنة وخطبة الجمعة على المنابر وبيدخنوا ، وأنا سائلهم عدة أسئلة بيقولوا : يا أخي ، مكروه . طيب ؛ كيف مكروه طالما في العالم الفولاني بيقول عنه : حرام ، وأنت بتقول عنه : مكروه . من أين أنت جبت الكراهية ؟
الشيخ : شوف يا أبو صالح ، أنت .
سائل آخر : أنا الحقيقة هذه بأركِّز عليها بشكل ، يعني لما سألت الشَّيخ نوح - جزاك الله وإياه خير - .
الشيخ : قال لك : مكروه .
سائل آخر : قال لي : لا ، حرام قطعًا .
الشيخ : الشَّيخ نوح .
سائل آخر : نعم .
الشيخ : طيب ؛ لَكان مين اللي قال كل : مكروه ؟
سائل آخر : الشَّيخ نوح علي السَّلمان قال لي : مكروه ، حرام قطعًا . الشَّيخ علي الفقير : قال لي : حرام . الدكتور خليل حُميض سألته حتى في المسجد بخطبة الجمعة قال لي : حرام قطعًا .
الشيخ : من قال لك : مكروه ؟
سائل آخر : اللي بيدخنوا .
سائل آخر : ممكن متل مين ؟ أحد المشايخ قالوا له : الدخان حرام ولَّا حلال ؟ قال : ما تسألوا واحد بيدخن ، وأنا من اللي بيدخنوا لا تسألوني .
الشيخ : وواحد ثاني أو ثالث أو رابع ما أدري شو رقمه سألوه قال : إن كان حرام حرقناه ، وإن كان حلال شربناه [ الجميع يضحك ! ] .
المهم .
سائل آخر : فإحنا بدنا نسمع منك حتى .
سائل آخر : تفصيل في المسألة ؟
الشيخ : أحد العلماء الأذكياء عندنا في سوريا سُئل عن الدخان ؟ جاب هيك شعر لطيف رجز ، لكن يحتاج إلى شيء من الشرح قال :
الأصل فيه شرعًا الإباحة *** والنَّهي عنه مطلقًا قباحة
وجا خلافٌ عنهُمُ طويلُ *** والواضح المعتمد التفصيلُ
إن كان يؤذيه بعقلٍ أو بدَنْ *** أو كان ذا ضرورة إلى الثَّمَنْ
فيحرم استعماله وإلَّا *** فجائزٌ في شرعنا وحلَّ
ولكن الإكثار منه ملهِيْ *** وريحه الكريه عنه منهِيْ
جهادهم فيه جهادٌ في الهوَى *** سكوتهم ونهيهم عنه سوَا
بل ربَّما أغرى فتًى مشغوفَا *** بشربه واستهوَنَ المصروفَا
وغاية الكلام فيه أنهُ *** من النبات وهو حِلٌّ كلهُ
إلا الذي يضرُّ بالأبدانِ *** أو النهى - العقل - فذاك شيءٌ ثاني
قد أخبر الله . - هنا الشاهد - .
قد أخبر الله ثم المصطفى *** عن عسلٍ النَّحل بأنه شفا
مع أنه يضرُّ بالمحمومِ *** وحرمة المؤذي من المعلومِ
العسل شفاء للناس بنصِّ القرآن ، لكن إذا شربه المحرور مرتفع الحرارة بيضره ، وهو عسل ما يجوز في هذه الحالة يستعمله ، لكن الدخان طبيعته الضَّرر ، مش مثل العسل .
سائل آخر : كله ضرر .
الشيخ : آ ، كله ضرر .
سائل آخر : ما في ولا أي نفع .
الشيخ : فإذًا سؤالك أنُّو هذا تحريم قطعي ؟ يا أخي ، التحريم قطعي ؛ ليش ؟ لأن الرسول - عليه السلام - من كلامه الموجز اللي يُعَدُّ من البلاغة في مكان كلمتين دخل تحتهما مئات المسائل : ( لا ضرر ولا ضِرار ) ؛ شايف ؟ ( لا ضرر ولا ضِرار ) ، شو معنى ( لا ضرر ) ؟ وشو الفرق بين ( لا ضرر ولا ضِرار ) ؟ لا ضرر بنفسك ولا ضرر بغيرك ، لا ضرر ولا إضرار للغير ، لا تضرّ نفسك ولا تضرّ غيرك ، هالمفسدتين هدول متحقِّقتان في شرِّيب الدخان ، وإذا بدكم تستحضره شوفوا سيارة حتى الباص الكبير اثنين ثلاثة بتصير السيارة ما بتميِّز اللي هو بيجنبك أو قدَّامك أو وراك ، هذا مو ضرر ؟
سائل آخر : ضرر أكبر ضرر .
الشيخ : سبحان الله !
سائل آخر : إذا يكون واحد جالس هناك في الزاوية هديك وأنا هون ... هناك أنا بتضرر منه ، أنا شخصيًّا بتضرر منه .
الشيخ : هذه حقيقة ، إمبارح مش بعيد إمبارح إجيت من صلاة المغرب وطلعت بسيارتي قدَّام الدار لاحظت شخص واقف على الجادة قدَّام بيتي ، ومعه ولدين ، استغربت وقوفه ، لما فتّ وأدخلت السيارة وإذا هو جاي ورائي ، قال لي : أنا رجل فقير ورجلي مكسورة ، والعيد دخل ، وعندي أولاد وكذا وإلى آخره ، شو كان جوابي أنا ؟ الفلوس اللي عم تصرفها على شرب الدخان ادَّخرهم واصرفهم على هدول الولاد ، أنا ما بأعرفه الرجل ، لكن هو عم بيحكي ومثل الأفعى اللي بتلفح بوجهك السم ، هذا أكبر ضرر ، ما شاعرين هدول المدخنين ، وما بلومهم ؛ لأنُّو ما في مذكِّرين ، ما في مين بينبِّههم .
وبأقول لكم شيء ثاني مهم ، بيقول لك المفتي : حرام . لكن ما يجي يُقدِّم محاضرة لهذا الإنسان المبتلى بشرب الدخان حتى يتشبَّع بأنُّو شرب الدخان حرام مثل ما تشبَّع بشرب الدخان ، يعني تشبَّع ماديًّا بالدخان ، خليه يتشبع معنويًّا أن هذا الذي ابتلي بشربه حرام . منين بقى بيجي التحريم ؟ التحريم بيجي من الضرر بنفسه ، وبيجي التحريم من الضرر بغيره ، وهذا الضرر بالغير واضح تمامًا . عم بيجيب لكم أمثلة ؛ أن بُليت ابني الأكبر اسمه عبد الرحمن ، وأنا أُكنى به أبو عبد الرحمن ، إجا دور العسكرية الإجبارية في دمشق الشام ، ما كان يشرب دخان ، ولا في أحد من أولادي بفضل الله بيشرب دخان فضلًا عن غيره ، راح العسكرية بيغيب ما شاء الله شهور وبيجي ، أول من هنيك شميت ريحة دخان ، طبعًا بعدما راسلناه وكتبنا له أن هذا مضر دينه ودنياه وإلى آخره لربنا - عز وجل - هداه وتاب ، شو قال لي - وهذا مثال واقعي - قال لي : يا أبي ، كنت وأنا بأشرب دخان لما يعملوا لنا بعض تمارين عسكرية من جملتها الركض بيحطوا لنا هدف في تبَّة أو جبل ، يلَّا لنشوف اركضوا ، قال : ما أصل للتَّبَّة هذه أو الهضبة إلا أنا أكاد أهلك من ضيق النفس ، لما تركنا الدخان صرت بأركد مثل الغزال ولا بأشعر بأي تعب . هذه أشياء ملموسة يا جماعة ؛ فضرر الدخان ما يحتاج إلى إثبات ولا بدها إذاعات من أمريكا وأوروبا أنُّو من آثاره السَّرطان في الرئتين وإلى آخره .
سائل آخر : كاتبين عليه برضو .
الشيخ : آ ، كاتبين عليه ، والآن خطوة جديدة من أمريكا ممنوع شرب الدخان في الطائرات ، شوف الضلال كيف !! الخمر مباح ، الدخان محرَّم صار !! ليش ؟ لأن الدخان مؤذي للغير ، هداك بيشرب .
سائل آخر : بيؤذي نفسه وبس .
الشيخ : شايف شلون ؟! لأنُّو ما عنده شرع هنّ ، عندهم تجارب ؛ التجارب يعني تارة بتخبطهم وتارة بتفتحهم إلى آخره ، بعد تجارب طويلة وعريضة طلع معهم أنُّو فعلًا أن الدخان مضرّ ضرر كبير ، حتى الدخان اللي ما بيشرب دخان وبيشم الهواء المشبَّع بالدخان حتى هؤلاء بيتضرروا ؛ هيك ثبت علميًّا يعني ؛ لذلك منعوا الآن الدخان في الطائرات . سيأتي زمن نحن المقلدين العم البكم الصّمّ المسلمين اللي لازم يكونوا على بصيرة من دينهم ما دام أوروبا وأمريكا منعت الدخان من الطائرات لازم إحنا إيش ؟ لازم نمنع .
... .
الشيخ : الآن الدخان ، اسمحوا لأكمِّل ؛ لأنه راح يصير الوقت ... .
الدخان منتشر اليوم بين المسلمين انتشار الأفيون والحشيش بين الأمريكيين ؛ شو السبب ؟ = -- وعليكم السلام -- = السبب أنُّو العلماء مش قائمين بواجبهم ، هذا إذا كان في هناك علماء حقيقة ؛ لأنُّو فيه واحد عالم يُقال عندنا في الشام أنه عالم وهو من هؤلاء الجماعة المقلدين اللي ما بيتبعوا الكتاب والسنة ؛ شافعي شافعي ، حنفي حنفي ، إلى آخره . تحت ضغط المناقشة العلمية الدقيقة الصحيحة شو قال ؟ قال : الحقيقة ما عندنا علماء اليوم ، عندنا علماء مجازًا ؛ شو معنى مجاز ؟ يعني حقيقة ما في علماء ، هذا اعترفه دكتور .
الشاهد : إذا فرضنا أنُّو في علماء في هذا العالم ، في سوريا ، في الأردن ، إلى آخره . طيب ؛ ليش ما عم يقوموا بواجب التوعية ؟ لا تأكل بالشمال - يا أخي - كُلْ باليمين من فضلك ، لا تشرب بالشمال كُلْ باليمين ؛ ليه ؟ هيك بنسمع أحيانًا الله خلق هَيْ وخلق هَيْ . بنقول له : إحنا اللي خلق هَيْ أمرك بتأكل فيها ، واللي خلق هَيْ أمرك أنك تتعاون مع هَيْ ، وأمرك أنك تستنجي بهَيْ وما تستنجي بهَيْ ، وأمرك تستنثر بهَيْ وما تستنثر بهَيْ ، شو معنى هالفلسفة أن الله خلق الاثنتين ؟ صحيح خلق الاثنتين ، لكن خلق لكل شيء شيئًا ، هذا من باب إيش ؟ فلسفة الموضوع منطقيًّا ؛ لأنه هو بيقول لك : الله خلق الاثنتين . ونحن نجاوبه الجواب ، لكن بندعم جوابنا بالنقل الصحيح عن الرسول - عليه السلام - : ( لا تأكل بالشمال ، ولا تشرب بالشمال ؛ فإنَّ الشيطان يأكل بالشمال ، ويشرب بالشمال ) ، كُلْ باليمين واشرَبْ باليمين . فلو أن العلماء قائمين بواجب التوعية ما أشوف أنا إنسان يأكل بالشمال أبدًا ؛ لأنُّو بفرد سعر أكلت بهَيْ ولَّا بهَيْ ؛ لأنه ما في هوى هون ؛ هلق قضية شرب الدخان غير هَيْ ، شرب الدخان في هوى ، في خِصام بينه وبين نفسه الأمَّارة بالسوء ، لكن بين يشرب بهالكأسة هَيْ باليمين أو يشربها باليسار فرد قيمة سواء من ناحية القوة البدنية أو من الناحية النفسية .
سائل آخر : بلاش هوى .
الشيخ : آ ، لكن شرب الدخان الحقيقة الدخان من خباثته أنُّو بيعمل بصاحبه مثل الأفيون ، بيخدّره وبيطبعه بطابع حب شرب الدخان ؛ لأنُّو فيه المادة اللي بتسمعوا فيها اللي بيسموها نيكوتين ، فهَيْ مادة مخدِّرة ، نحن - يا أبو صالح - بنقول : الدخان لا يجوز شربه بوجهٍ من الوجوه ، بل هو حرام .
سائل آخر : الدخان هذي هو اللي فيه النيكوتين ، ولَّا الدخان ... ؟
سائل آخر : كله كله .
سائل آخر : ... قصدي أنا ... بيقطفوه من هالـ ؟
الشيخ : شو الدخان الثاني ؟
سائل آخر : بيجي هذا ... على إيديهم .
الشيخ : هذا أمُّ الخبائث ، من هون إجا الدخان .
...
الشيخ : المهم الدخان .
سائل آخر : سيدي ، لو سمحت ، هون نقطة .
الشيخ : تفضل .
سائل آخر : تحريم قطعي ولَّا مكروه حسب ما يقولوا ؟ ناس كثيرون بيقولوا أنُّو مكروه كراهية وليس حرام .
الشيخ : لا ، يا سيدي حرام .
سائل آخر : لأنُّو علماء أو شيوخ .
الشيخ : بيقولوا مكروه .
سائل آخر : ... هم شيوخ - ولا مؤاخذة - ملتحين بالسنة وخطبة الجمعة على المنابر وبيدخنوا ، وأنا سائلهم عدة أسئلة بيقولوا : يا أخي ، مكروه . طيب ؛ كيف مكروه طالما في العالم الفولاني بيقول عنه : حرام ، وأنت بتقول عنه : مكروه . من أين أنت جبت الكراهية ؟
الشيخ : شوف يا أبو صالح ، أنت .
سائل آخر : أنا الحقيقة هذه بأركِّز عليها بشكل ، يعني لما سألت الشَّيخ نوح - جزاك الله وإياه خير - .
الشيخ : قال لك : مكروه .
سائل آخر : قال لي : لا ، حرام قطعًا .
الشيخ : الشَّيخ نوح .
سائل آخر : نعم .
الشيخ : طيب ؛ لَكان مين اللي قال كل : مكروه ؟
سائل آخر : الشَّيخ نوح علي السَّلمان قال لي : مكروه ، حرام قطعًا . الشَّيخ علي الفقير : قال لي : حرام . الدكتور خليل حُميض سألته حتى في المسجد بخطبة الجمعة قال لي : حرام قطعًا .
الشيخ : من قال لك : مكروه ؟
سائل آخر : اللي بيدخنوا .
سائل آخر : ممكن متل مين ؟ أحد المشايخ قالوا له : الدخان حرام ولَّا حلال ؟ قال : ما تسألوا واحد بيدخن ، وأنا من اللي بيدخنوا لا تسألوني .
الشيخ : وواحد ثاني أو ثالث أو رابع ما أدري شو رقمه سألوه قال : إن كان حرام حرقناه ، وإن كان حلال شربناه [ الجميع يضحك ! ] .
المهم .
سائل آخر : فإحنا بدنا نسمع منك حتى .
سائل آخر : تفصيل في المسألة ؟
الشيخ : أحد العلماء الأذكياء عندنا في سوريا سُئل عن الدخان ؟ جاب هيك شعر لطيف رجز ، لكن يحتاج إلى شيء من الشرح قال :
الأصل فيه شرعًا الإباحة *** والنَّهي عنه مطلقًا قباحة
وجا خلافٌ عنهُمُ طويلُ *** والواضح المعتمد التفصيلُ
إن كان يؤذيه بعقلٍ أو بدَنْ *** أو كان ذا ضرورة إلى الثَّمَنْ
فيحرم استعماله وإلَّا *** فجائزٌ في شرعنا وحلَّ
ولكن الإكثار منه ملهِيْ *** وريحه الكريه عنه منهِيْ
جهادهم فيه جهادٌ في الهوَى *** سكوتهم ونهيهم عنه سوَا
بل ربَّما أغرى فتًى مشغوفَا *** بشربه واستهوَنَ المصروفَا
وغاية الكلام فيه أنهُ *** من النبات وهو حِلٌّ كلهُ
إلا الذي يضرُّ بالأبدانِ *** أو النهى - العقل - فذاك شيءٌ ثاني
قد أخبر الله . - هنا الشاهد - .
قد أخبر الله ثم المصطفى *** عن عسلٍ النَّحل بأنه شفا
مع أنه يضرُّ بالمحمومِ *** وحرمة المؤذي من المعلومِ
العسل شفاء للناس بنصِّ القرآن ، لكن إذا شربه المحرور مرتفع الحرارة بيضره ، وهو عسل ما يجوز في هذه الحالة يستعمله ، لكن الدخان طبيعته الضَّرر ، مش مثل العسل .
سائل آخر : كله ضرر .
الشيخ : آ ، كله ضرر .
سائل آخر : ما في ولا أي نفع .
الشيخ : فإذًا سؤالك أنُّو هذا تحريم قطعي ؟ يا أخي ، التحريم قطعي ؛ ليش ؟ لأن الرسول - عليه السلام - من كلامه الموجز اللي يُعَدُّ من البلاغة في مكان كلمتين دخل تحتهما مئات المسائل : ( لا ضرر ولا ضِرار ) ؛ شايف ؟ ( لا ضرر ولا ضِرار ) ، شو معنى ( لا ضرر ) ؟ وشو الفرق بين ( لا ضرر ولا ضِرار ) ؟ لا ضرر بنفسك ولا ضرر بغيرك ، لا ضرر ولا إضرار للغير ، لا تضرّ نفسك ولا تضرّ غيرك ، هالمفسدتين هدول متحقِّقتان في شرِّيب الدخان ، وإذا بدكم تستحضره شوفوا سيارة حتى الباص الكبير اثنين ثلاثة بتصير السيارة ما بتميِّز اللي هو بيجنبك أو قدَّامك أو وراك ، هذا مو ضرر ؟
سائل آخر : ضرر أكبر ضرر .
الشيخ : سبحان الله !
سائل آخر : إذا يكون واحد جالس هناك في الزاوية هديك وأنا هون ... هناك أنا بتضرر منه ، أنا شخصيًّا بتضرر منه .
الشيخ : هذه حقيقة ، إمبارح مش بعيد إمبارح إجيت من صلاة المغرب وطلعت بسيارتي قدَّام الدار لاحظت شخص واقف على الجادة قدَّام بيتي ، ومعه ولدين ، استغربت وقوفه ، لما فتّ وأدخلت السيارة وإذا هو جاي ورائي ، قال لي : أنا رجل فقير ورجلي مكسورة ، والعيد دخل ، وعندي أولاد وكذا وإلى آخره ، شو كان جوابي أنا ؟ الفلوس اللي عم تصرفها على شرب الدخان ادَّخرهم واصرفهم على هدول الولاد ، أنا ما بأعرفه الرجل ، لكن هو عم بيحكي ومثل الأفعى اللي بتلفح بوجهك السم ، هذا أكبر ضرر ، ما شاعرين هدول المدخنين ، وما بلومهم ؛ لأنُّو ما في مذكِّرين ، ما في مين بينبِّههم .
وبأقول لكم شيء ثاني مهم ، بيقول لك المفتي : حرام . لكن ما يجي يُقدِّم محاضرة لهذا الإنسان المبتلى بشرب الدخان حتى يتشبَّع بأنُّو شرب الدخان حرام مثل ما تشبَّع بشرب الدخان ، يعني تشبَّع ماديًّا بالدخان ، خليه يتشبع معنويًّا أن هذا الذي ابتلي بشربه حرام . منين بقى بيجي التحريم ؟ التحريم بيجي من الضرر بنفسه ، وبيجي التحريم من الضرر بغيره ، وهذا الضرر بالغير واضح تمامًا . عم بيجيب لكم أمثلة ؛ أن بُليت ابني الأكبر اسمه عبد الرحمن ، وأنا أُكنى به أبو عبد الرحمن ، إجا دور العسكرية الإجبارية في دمشق الشام ، ما كان يشرب دخان ، ولا في أحد من أولادي بفضل الله بيشرب دخان فضلًا عن غيره ، راح العسكرية بيغيب ما شاء الله شهور وبيجي ، أول من هنيك شميت ريحة دخان ، طبعًا بعدما راسلناه وكتبنا له أن هذا مضر دينه ودنياه وإلى آخره لربنا - عز وجل - هداه وتاب ، شو قال لي - وهذا مثال واقعي - قال لي : يا أبي ، كنت وأنا بأشرب دخان لما يعملوا لنا بعض تمارين عسكرية من جملتها الركض بيحطوا لنا هدف في تبَّة أو جبل ، يلَّا لنشوف اركضوا ، قال : ما أصل للتَّبَّة هذه أو الهضبة إلا أنا أكاد أهلك من ضيق النفس ، لما تركنا الدخان صرت بأركد مثل الغزال ولا بأشعر بأي تعب . هذه أشياء ملموسة يا جماعة ؛ فضرر الدخان ما يحتاج إلى إثبات ولا بدها إذاعات من أمريكا وأوروبا أنُّو من آثاره السَّرطان في الرئتين وإلى آخره .
سائل آخر : كاتبين عليه برضو .
الشيخ : آ ، كاتبين عليه ، والآن خطوة جديدة من أمريكا ممنوع شرب الدخان في الطائرات ، شوف الضلال كيف !! الخمر مباح ، الدخان محرَّم صار !! ليش ؟ لأن الدخان مؤذي للغير ، هداك بيشرب .
سائل آخر : بيؤذي نفسه وبس .
الشيخ : شايف شلون ؟! لأنُّو ما عنده شرع هنّ ، عندهم تجارب ؛ التجارب يعني تارة بتخبطهم وتارة بتفتحهم إلى آخره ، بعد تجارب طويلة وعريضة طلع معهم أنُّو فعلًا أن الدخان مضرّ ضرر كبير ، حتى الدخان اللي ما بيشرب دخان وبيشم الهواء المشبَّع بالدخان حتى هؤلاء بيتضرروا ؛ هيك ثبت علميًّا يعني ؛ لذلك منعوا الآن الدخان في الطائرات . سيأتي زمن نحن المقلدين العم البكم الصّمّ المسلمين اللي لازم يكونوا على بصيرة من دينهم ما دام أوروبا وأمريكا منعت الدخان من الطائرات لازم إحنا إيش ؟ لازم نمنع .
... .
الشيخ : الآن الدخان ، اسمحوا لأكمِّل ؛ لأنه راح يصير الوقت ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 75
- توقيت الفهرسة : 00:06:00
- نسخة مدققة إملائيًّا