هل تجوز تسمية الجامعة بالحرم الجامعي ؟
A-
A=
A+
الشيخ : فمعنى ذلك أن أي بقعة من بقاع الأرض مهما كانت شريفة ونظيفة وإن سماها بعض الجهلة في كثير من البلاد الإسلامية يسمون الجامعة بحرم الجامعة ، هذه تسمية طبعا خائطة لأنهم يشبهون هذه الجامعات ليتها كانت قائمة على أحكام الشرع ، يسمونها بالأيش ؟ بالحرم تشبيها للجامعة بالحرم المكي والمدني ؛ فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتاط لحشمة النساء وسترهن والبعد بينهن وبين الرجال في خير البقاع فماذا يكون شأنه بالنسبة للجامعات وهي إن لم تكن شر البقاع كالأسواق لما يقع فيها من اختلاظ فهي على الأقل ليست من خير البقاع وليس هذا فقط مما خطه الرسول عليه السلام في سبيل الفصل بين الرجال والنساء في خير البقاع ، بل هناك أشياء أخرى تسترعي انتباه الباحث الفقيه وتوجب عليه أن لا يأذن أبدا باختلاط بين الرجال والنساء في أي مكان آخر ، من ذلك مثلا الحديث المعروف ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) حتى في خير البقاع فصل النبي صلى الله عليه وسلم أولا بين الرجال وبين النساء فصلا حاسما فلا يجوز للنساء أن يخالطن الرجال في صفوفهم كما لا يجوز العكس للرجال لا يجوز أن يخالطوا صفوف النساء فقد فصل عليه السلام فصلا تاما في خير البقاع بين الرجال وهم يصلون وهم يقفون بين يدي الله تبارك وتعالى ، فجعل الرجال في الأمام والنساء في الخلف ، ولم يكتف بهذا بل قال : ( شر صفوف الرجال آخرها ) لماذا ؟ لأن هذا الصف الأخير يكون دانيا ويكون قريبا من الصف الأول من النساء ، فجعل آخر صف الرجال شر الصفوف كما جعل شر صفوف النساء هو الصف الأول ، كل هذا من باب سد الذريعة ، إن باب سد الذريعة الذي جاء به الإسلام استفاده الغربيون في حياتهم المادية لكن الفضل في تأسيسه وفي تقعيده يعود إلى ديننا ، ها هو الرسول عليه السلام يقول : ( خير صفوف النساء آخرها وشر صفوف الرجال آخرها ) طيب لم يكتف الرسول عليه السلام حتى بهذه التفاصيل بل جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا انتهى من الصلاة مكث في مكانه هنية يقول أحد الرواة وعلماء الحديث اختلفوا ، منهم من يقول إن هذا القول لراوية الحديث وهي أم سلمة ، ومنهم من يقول إن هذا القول لأحد رواة الحديث وهو الإمام الزهري ، وأي ما كان فهو فيه تنبيه إلى تمام الحذر من الشارع الحكيم ؛ فالرسول عليه السلام كان إذا سلم من الصلاة مكث في مكانه هنية ، قال الراوي فكنا نرى أنه إنما يفعل ذلك كي ينصرف النساء قبل الرجال فلا يختلطون في الطريق ، كون النساء انصرفوا بعد ذلك يقوم الرجال ؛ إذا كان الرسول عليه السلام قد شرع بأمر الله تبارك وتعالى من عالي سماه هذا التشريع الدقيق في سبيل إبعاد الجنسين بعضهما عن بعض فماذا نقول نحن في الجامعات هذه في القرن الخامس عشر حيث لا توجد تربية إسلامية هذه التربية الإسلامية بلا شك لا يمكن أن تتصور بأكمل منها بأكمل مما كانت في عهد الرسول عليه السلام ، مع ذلك هو اتخذ هذه الذرائع كلها كي لا يقع مفسدة واحدة ؛ ومن الغرائب ما رواه الإمام أحمد وغيره في سبب نزول قوله تعالى : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين )) نعم ، نزلت هذه الآية في رجل من الصحابة كان يتقصد الصلاة في الصف الأخير لأنه كان يرى امرأة جميلة تصلي في الصف الأول فكان هو يحاول أن يختلس نظرة ، إذا ما سجد نظر تحت إبطه .
الحلبي : بشر .
الشيخ : لعله يتمكن من رؤية تلك المرأة الحسناء الجميلة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية تربية وتذكيرا وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فقال عز وجل : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين )) ، إذا كان هذا وقع في العهد الأنور وفي المكان الأطهر فماذا نقول اليوم فيما قد يقع ، إن لم نقل فيما قد وقع ماذا نقول اليوم في الجامعات هذه التي لم تؤسس على تقوى من الله تبارك وتعالى حدث ولا حرج ؛ ولذلك فنحن نقول لا يجوز الدخول لكل من الجنسين في طلب ذلك العلم الذي هو أحسن أحواله أن يكون فرض كفاية وليس فرض عين ، لا ننصح أحدا من الجنسين أن يطلب مثل هذا العلم في جامعة تقر الاختلاط بين الجنسين ، لا يجوز للشباب الدخول إليها ولا الشابات الانتماء إليها حتى ولو لم يوجد جامعة تتبنى حكم الله عز وجل في التفريق بين النساء والرجال ؛ فللسناء جامعة وللرجال جامعة ، هذا لا يوجد إلا في بعض البلاد الإسلامية بل لعلها هي الوحيدة كما نسمع وما علمت ذلك إلا سمعا ، يوجد في السعودية جامعة خاصة بالفتيات منفصلة تماما عن أيش ؟ الشبان ، ومن تمام حيطة الدولة السعودية في هذا المجال وهذا بالحق مما تشكر عليه أن الأستاذ المدرس للمادة لا يباشر الفتيات وجها لوجه وإن كن الفتيات في الغالب هناك يسدلن على وجوههن مع ذلك فالأستاذ المدرس والملقي لمادته هو لا يقف أمام الفتيات وإنما الفتيات ترونه من حيث هو لا يراهن أي نعم ، أي بواسطة التلفاز فهو يلقي المحاضرة وتعرض هذه المحاضرة كما نشاهد نحن دائما وأبدا رجل يتكلم في مثلا القاهرة في مصر في السعودية فنراه يلقي ونحن هنا كذلك الفتيات هناك لا يباشر المدرس إلقاء الدرس في نفس المكان الذي فيه النساء وإنما من وارء جدر ، لكن النساء يرين الرجل المحاضر . وهذا بلا شك يعني له تأثير من حيث اغتراف الكلام من فم الأستاذ مع وقوع البصر عليه .
الحلبي : بشر .
الشيخ : لعله يتمكن من رؤية تلك المرأة الحسناء الجميلة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية تربية وتذكيرا وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فقال عز وجل : (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين )) ، إذا كان هذا وقع في العهد الأنور وفي المكان الأطهر فماذا نقول اليوم فيما قد يقع ، إن لم نقل فيما قد وقع ماذا نقول اليوم في الجامعات هذه التي لم تؤسس على تقوى من الله تبارك وتعالى حدث ولا حرج ؛ ولذلك فنحن نقول لا يجوز الدخول لكل من الجنسين في طلب ذلك العلم الذي هو أحسن أحواله أن يكون فرض كفاية وليس فرض عين ، لا ننصح أحدا من الجنسين أن يطلب مثل هذا العلم في جامعة تقر الاختلاط بين الجنسين ، لا يجوز للشباب الدخول إليها ولا الشابات الانتماء إليها حتى ولو لم يوجد جامعة تتبنى حكم الله عز وجل في التفريق بين النساء والرجال ؛ فللسناء جامعة وللرجال جامعة ، هذا لا يوجد إلا في بعض البلاد الإسلامية بل لعلها هي الوحيدة كما نسمع وما علمت ذلك إلا سمعا ، يوجد في السعودية جامعة خاصة بالفتيات منفصلة تماما عن أيش ؟ الشبان ، ومن تمام حيطة الدولة السعودية في هذا المجال وهذا بالحق مما تشكر عليه أن الأستاذ المدرس للمادة لا يباشر الفتيات وجها لوجه وإن كن الفتيات في الغالب هناك يسدلن على وجوههن مع ذلك فالأستاذ المدرس والملقي لمادته هو لا يقف أمام الفتيات وإنما الفتيات ترونه من حيث هو لا يراهن أي نعم ، أي بواسطة التلفاز فهو يلقي المحاضرة وتعرض هذه المحاضرة كما نشاهد نحن دائما وأبدا رجل يتكلم في مثلا القاهرة في مصر في السعودية فنراه يلقي ونحن هنا كذلك الفتيات هناك لا يباشر المدرس إلقاء الدرس في نفس المكان الذي فيه النساء وإنما من وارء جدر ، لكن النساء يرين الرجل المحاضر . وهذا بلا شك يعني له تأثير من حيث اغتراف الكلام من فم الأستاذ مع وقوع البصر عليه .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 270
- توقيت الفهرسة : 00:43:06
- نسخة مدققة إملائيًّا