تتمة كلمة الشيخ محمد عيد عباسي ، بيان رؤوس المسائل التي تنبني عليها الدعوة السلفية ، ومنها التركيز على التوحيد بأنواعه الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
A-
A=
A+
عيد عباسي : أما إذا أردنا أن نبيِّن ذلك بشيء من التوضيح أكثر فيمكن أن نقول : إن هناك رؤوسًا من المسائل تتمثَّل فيها الدعوة السلفية ، فالأساس الأول هو التوحيد ؛ وذلك بالبيان الذي وضَّحه بعض العلماء السلفيين الكبار المحقِّقين كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ، وذلك ببيان أنُّو التوحيد الذي أنزل الله لأجله الكتب وبعث به من أجله الرسل إنما ينقسم إلى أقسامٍ ثلاثة :
أوَّلًا : توحيد الربوبية : ببيان أن الله - عز وجل - وحده هو الخالق الرازق المدبِّر للشؤون كلها المحيي المميت المبدع الذي بيده النفع والضَّر ويعلم كل شيء ، (( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) ، إلى آخر صفاته - تعالى - .
فالاعتقاد بأن الله - عز وجل - هو الخالق الرازق المدبر وأنه لا أحد يتصرَّف في الكون سواه تصرُّفًا ذاتيًّا هذا نُسمِّيه باختصار توحيد الربوبية ، ومع الأسف فإنَّ هذا التوحيد فقط هو الذي يعرفه الخَلَف ، بل هو الذي يعرفه كثيرًا من دعاة الإسلام اليوم ؛ بل من الذين ينصِّبون أنفسهم قادةً للجماعات الإسلامية و ... هو الذي يعرفونه من التوحيد ويُفسِّروا به كلمة " لا إله إلا الله " ، وهذا الأساس يؤسفنا أن نقول : إن الجاهليين الذي بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهدايتهم وقاتَلَهم كانوا يؤمنون بهذا الأساس ، فإذا حصل لهؤلاء الدعاة ما يريدون كان محصِّلة عملهم أن يجعلوا الناس كالجاهليين الأولين يؤمنون أن الله موجود أو كالنصارى أو اليهود أنَّ الله موجود الخالق المدبر الرازق فقط .
ولهذا كان مِن هَمِّ الدعوة السلفية أن تبيِّن أن هناك توحيدًا آخر ، أو توحيدين آخرين الثاني منهما هو الذي سمَّاه هؤلاء العلماء اصطلاحًا وإن كان هو لم يخترعوه اختراعًا ، إنما استنبطوه من الكتاب والسنة ومن نصوصهما وفقهوه الفقه الصحيح ، هذا التوحيد الثاني هو توحيد الألوهية ، ولعل أكثركم سمع عنه كثيرًا ، وخلاصة هذا التوحيد بما تدعو إليه الآن القاعدة : أن يعتقد المسلم أن الله - عز وجل - وحده هو الذي يجب أن تُوجَّه إليه جميع أنواع العبادة ، جميع أنواع الرغبة والرهبة والتوكل والخشية والاعتماد والسؤال والاستعانة والنذر والذبح والنُّسك وهذه الأنواع جميعها التي تُمثِّل أعظم درجات التقديس والتوجُّه والقصد هذه تسمَّى توحيد العبودية أو الألوهية . وهذا هو الذي أخلَّ به المشركون ، ومع الأسف هذا الذي نرى أنَّ جهلة المسلمين بل غالبيتهم وكثيرًا من خاصَّتهم يجهلونه ويقعون في مخالفته ، فتراهم يستغيثون بغير الله ، وينذرون لغير الله ، ويحلفون بغير الله ، فتراهم لا يتورَّعون عن مثل هذه الأمور مع أنَّها هي الشرك نفسه الذي كان عليه الجاهليُّون ، ويُوضِّح ذلك مثل قوله - عز وجل - : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )) ، أولئك يدعون الأصنام ويدعون الأوثان والأزلام والملائكة والجن ؛ لماذا ؟ لا لأنهم يعتقدون أنهم يخلقون ويرزقون وينفعون ويضرُّون ، لا ، بل لأنهم يعتقدون أن لهم جاهًا عند الله - عز وجل - ومنزلةً تجعلهم أهلًا لأن يشفعوا ويُشفَّعوا ، ويفيدوا الناس بهذه الشفاعة .
فهذا الاعتقاد الذي كان عليه الجاهليون هو الذي يقع فيه كثيرٌ من أهل العلم ومن يتَّبعهم من العوام وهم يظنُّون أنهم يحسنون صنعًا .
والتوحيد الثالث هو توحيد الصفات ؛ أن يعتقد المسلم أن الله - عز وجل - وحده اختصَّ بصفات مُثلى بصفات الكمال والجلال ؛ لأنه وحده الذي يعلم كل شيء ، يعلم السِّرَّ وأخفى ، وحده الذي يقدر على كل شيء ، وحده الذي يريد وينفِّذ ما يريد ويسمع كلَّ شيء ويُبصر كلَّ شيء إلى آخر ما هنالك .
أيضًا قد وقع المتأخِّرون وجماهير الصوفية وأيضًا كثير من هؤلاء المشايخ في مخالفة هذا النوع من التوحيد أيضًا ، فصار كما نسمع ونقرأ أنه فلان الولي الفلاني يعلم - مثلًا - ما كان في نفس مريده ويُفاتحه به ويدَّعي أن هذا من الكشف ، وذاك الآخر يقول - مثلًا - : تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة تأدُّبًا مع الله ، وثالث ورابع مما طفح به ... فهذا توحيدٌ مهمّ وآخر ، وهو من جوهر ما دعا إليه محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - .
فهذه النقطة الأولى التي تقوم على أساسها الدعوة السلفية ؛ بيان أن التوحيد له ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية ، وتوحيد العبودية ، وتوحيد الصفات ، ولا يكون مؤمنًا من لم يُحقِّق هذه الأنواع الثلاثة ، ومن لم يفقهها بطريقٍ أولى .
هذا البند الأول الذي تقوم حوله الدعوة السلفية التي ينبِذونها بقولهم : الدعوة الوهابية .
أوَّلًا : توحيد الربوبية : ببيان أن الله - عز وجل - وحده هو الخالق الرازق المدبِّر للشؤون كلها المحيي المميت المبدع الذي بيده النفع والضَّر ويعلم كل شيء ، (( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) ، إلى آخر صفاته - تعالى - .
فالاعتقاد بأن الله - عز وجل - هو الخالق الرازق المدبر وأنه لا أحد يتصرَّف في الكون سواه تصرُّفًا ذاتيًّا هذا نُسمِّيه باختصار توحيد الربوبية ، ومع الأسف فإنَّ هذا التوحيد فقط هو الذي يعرفه الخَلَف ، بل هو الذي يعرفه كثيرًا من دعاة الإسلام اليوم ؛ بل من الذين ينصِّبون أنفسهم قادةً للجماعات الإسلامية و ... هو الذي يعرفونه من التوحيد ويُفسِّروا به كلمة " لا إله إلا الله " ، وهذا الأساس يؤسفنا أن نقول : إن الجاهليين الذي بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهدايتهم وقاتَلَهم كانوا يؤمنون بهذا الأساس ، فإذا حصل لهؤلاء الدعاة ما يريدون كان محصِّلة عملهم أن يجعلوا الناس كالجاهليين الأولين يؤمنون أن الله موجود أو كالنصارى أو اليهود أنَّ الله موجود الخالق المدبر الرازق فقط .
ولهذا كان مِن هَمِّ الدعوة السلفية أن تبيِّن أن هناك توحيدًا آخر ، أو توحيدين آخرين الثاني منهما هو الذي سمَّاه هؤلاء العلماء اصطلاحًا وإن كان هو لم يخترعوه اختراعًا ، إنما استنبطوه من الكتاب والسنة ومن نصوصهما وفقهوه الفقه الصحيح ، هذا التوحيد الثاني هو توحيد الألوهية ، ولعل أكثركم سمع عنه كثيرًا ، وخلاصة هذا التوحيد بما تدعو إليه الآن القاعدة : أن يعتقد المسلم أن الله - عز وجل - وحده هو الذي يجب أن تُوجَّه إليه جميع أنواع العبادة ، جميع أنواع الرغبة والرهبة والتوكل والخشية والاعتماد والسؤال والاستعانة والنذر والذبح والنُّسك وهذه الأنواع جميعها التي تُمثِّل أعظم درجات التقديس والتوجُّه والقصد هذه تسمَّى توحيد العبودية أو الألوهية . وهذا هو الذي أخلَّ به المشركون ، ومع الأسف هذا الذي نرى أنَّ جهلة المسلمين بل غالبيتهم وكثيرًا من خاصَّتهم يجهلونه ويقعون في مخالفته ، فتراهم يستغيثون بغير الله ، وينذرون لغير الله ، ويحلفون بغير الله ، فتراهم لا يتورَّعون عن مثل هذه الأمور مع أنَّها هي الشرك نفسه الذي كان عليه الجاهليُّون ، ويُوضِّح ذلك مثل قوله - عز وجل - : (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )) ، أولئك يدعون الأصنام ويدعون الأوثان والأزلام والملائكة والجن ؛ لماذا ؟ لا لأنهم يعتقدون أنهم يخلقون ويرزقون وينفعون ويضرُّون ، لا ، بل لأنهم يعتقدون أن لهم جاهًا عند الله - عز وجل - ومنزلةً تجعلهم أهلًا لأن يشفعوا ويُشفَّعوا ، ويفيدوا الناس بهذه الشفاعة .
فهذا الاعتقاد الذي كان عليه الجاهليون هو الذي يقع فيه كثيرٌ من أهل العلم ومن يتَّبعهم من العوام وهم يظنُّون أنهم يحسنون صنعًا .
والتوحيد الثالث هو توحيد الصفات ؛ أن يعتقد المسلم أن الله - عز وجل - وحده اختصَّ بصفات مُثلى بصفات الكمال والجلال ؛ لأنه وحده الذي يعلم كل شيء ، يعلم السِّرَّ وأخفى ، وحده الذي يقدر على كل شيء ، وحده الذي يريد وينفِّذ ما يريد ويسمع كلَّ شيء ويُبصر كلَّ شيء إلى آخر ما هنالك .
أيضًا قد وقع المتأخِّرون وجماهير الصوفية وأيضًا كثير من هؤلاء المشايخ في مخالفة هذا النوع من التوحيد أيضًا ، فصار كما نسمع ونقرأ أنه فلان الولي الفلاني يعلم - مثلًا - ما كان في نفس مريده ويُفاتحه به ويدَّعي أن هذا من الكشف ، وذاك الآخر يقول - مثلًا - : تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة تأدُّبًا مع الله ، وثالث ورابع مما طفح به ... فهذا توحيدٌ مهمّ وآخر ، وهو من جوهر ما دعا إليه محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - .
فهذه النقطة الأولى التي تقوم على أساسها الدعوة السلفية ؛ بيان أن التوحيد له ثلاثة أنواع : توحيد الربوبية ، وتوحيد العبودية ، وتوحيد الصفات ، ولا يكون مؤمنًا من لم يُحقِّق هذه الأنواع الثلاثة ، ومن لم يفقهها بطريقٍ أولى .
هذا البند الأول الذي تقوم حوله الدعوة السلفية التي ينبِذونها بقولهم : الدعوة الوهابية .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 61
- توقيت الفهرسة : 00:07:50
- نسخة مدققة إملائيًّا